الفصل الواحد والثلاثون
الوقت هو ما تحتاج لـ إمتلاكه ولكن تفتقده، ليت الوقت يتجمد ولا يتحرك عند أوقات سعادتنا كى نُحبس بـ تلك البقعة الزمنية السعيدة، لكى لا نشعر بـ ألم الفراق أو الفقد.
صافرة إنذار تطلق بـ أُذنيها تغطى على الصراخ حولها و النغمات المرتفعة التى كانوا يرقصون عليها.. لا تستوعب ما يحدث حولها، محمود ملقى فوقها ممددين فوق الأرض وبقعة الدماء تتسع حولهم لا تشعر بـ ألم إلا من ثقل جسده فلما تلك الدماء، رفعت كفها الذى يحتضن جسده كـ رد فعل على هجومه المفاجئ و همسته التى تتردد داخل أُذنها (بحبك) وبعدها ثقل جسده فوقها مفقد توازنها و وقعت… نظرت إلى كفها المغطى بـ الدماء تنظر له بـ أعين متسعه لا يستطيع عقلها تفسير ما يحدث حولها.
حالة من الهرج والمرج وصراخ يصدر من المدعوين الذين يركضون حتى يبتعدوا عن إطلاق الرصاصه بعد سقوط العروسين… هرول الشباب بـ إتجاههم يصرخون بـ اسم محمود وتولين، ترنحت شهد بـ وقفتها شاعره بـ نغزة ألم قوية بـ صدرها صارخة بـ أسم نصفها الأخر و روحها المنقسمة ثم تلفتت حولها تنظر لـ أبعد النقاط لعلها ترى من فعل هذا ولكن هيهيات ما إزدياد شدة الألم بـ صدرها جاعلها لـ أول مرة تظهر ضعفها صارخة بـ قوة ثم وقوعها فاقدة وعيها من شدة الآلم بـ داخلها… هكذا هى عندما يمس نصف روحها الأخر سوء.
*******
خطوات راكضه تدفع " ترولى الطوارئ " يحمل جسد محمود و متصل بـ يده محلول مغزى و أسلاك جهاز مؤشر القلب و ينام على بطنه، يتجهون به إلى غرفة العمليات بعد أن هرع جميع من بـ المستشفي الإستثمارى، إنقلبت المستشفى رأساً على عقب بسبب إصابة إبن أحد حيتان السوق والبورصة.
مر ساعتان ولم يعلم أحد أى خبر عنه إلى الآن وكل من يمر ينظر لـ تلك العروس المتجمدة بـ مكانها ودموعها المنهمرة بـ صمت تلك هى الدلاله الوحيدة على أنها مازلت تشعر بما حولها… شريط سنمائى يمر أمام عينيها يعرض لها كل الآلام التى مرت بها منذ صغرها بداية من جفاء والديها إلى إكتشافها عمل والدها المنتمى إلى المافيا و ألم فقدانهم المفاجئ لا تنكر الوجع التى شعرت به مهما حدث هم والديها ويكفيها أنهم أحياء و بعدها صدمة أختها وفقدها لـ صوتها و إختطافها وأخيراً.. محمود.. وآآآه منه.. هو من عوضها كل ما مرت به.. مر أمام عينيها لقاءهم الأول عندما كانت تهرب من أحد أشخاص المافيا و إحتمت به.. لم تنسى الأمان الذى شعرت به داخل أحضانه ( صاحب الحضن العذرى) كما أسمته.. ولكن ذلك الأمان إنسحب عندما سقط فوقها فاقد الوعى شعرت بـ فراغ كبير داخلها.. أغمضت عينيها بـ قوة تتمنى من الله أن لا يريها فيه سوء و سوف تفعل له كل ما يرضاه عنها.. أغمضت عينيها تنهى ذلك الشريط الذى يعرض أمامها منتهياً بـ روحها الهائمه والخائفه من الفقد مره أخرى قائلة عهد بينها وبين الله بـ أن تنفذه.. رفعت أهدابها تنظر حولها وجدت سائر الذى يحتضن كارلا الباكية بـ إنهيار تراه لأول مرة لـ طالما رأتها قوية لا يستهان و هكذا كان حال الجميع لم تلاحظ إختفاء شهد التى مازالت فاقدة للوعى و فارس الذى رفض تركها بـ مفردها هكذا و أصر على الطبيب أن يبقى معها بعد أن طلب منهم المغادرة وتركها لـ ترتاح بعد إعطاءها مهدئ.
وأخيراً إنفتح الباب على مصرعيه و خروج الطبيب منه… أول من هرول إليه كانت كارلا التى تحدثت بـ لهفة أم ملكومة: إبنى إبنى عاملة إيه يا دكتور.. إتكلم قولى إن هو كويس.
صاحت ضربه إياه بـ كلتا يديها فوق منكبه بسبب أنه كان يحاول أن يهدأها دون أن يطمئنها هلى بِكرها.. إرتدى إلى الخلف بـ قوة قائلاً: مايصحش كده يا مدام أنا مقدر حالتك…
ولكن لم يكمل حديثه بسبب تلك اليد التى مسكته بـ قوة من ياقته متخطيه سائر وكارلا لـ الوصول إليه قائلة بـ صراخ فى وجهه: لو مقولتش هو عامل إيه دلوقتى صدقنى هنيمك مكانه.
إتسعت حدقتاه بـ صدمة من تلك العائلة المرموقة التى تتصرف بـ همجيه معه دون أن تترك له المجال لـ التحدث تنفس بـ قوة مستغفراً ثم هتف وهو يحاول أن يفك قبضتها القوية من فوق ياقته: إطمنى قدرنا نخرج الرصاصة.. هو محظوظ إنها كان بـ فراغ مصابتش مكان حيوى أو أعصابه… هو حالياً بـ العناية لحد ما يفوق ونطمن أكتر عليه.
تنفس الجميع الصعداء شاكرين ربهم على سلامته.
***************
رفرفت بـ أهدابها تعيد وعيها بما حولها مازلت لا تستوعب ما حدث ولا لما هذا الألم الذى شعرت به، وعند ذكر الألم تذكرت إصابة توأمها فـ إنتفضت واقفه بـ فزع حتى تراه ولكن أصابها دواراً شديد بسبب إندفاعها واقفه وكادت أن تقع لولا يد أمسكت ذراعها و ذراع حاوط خصرها مانعاً إياها من السقوط.. أغمضت عينيها تستعيد قوتها ثم نظرت الى من يسندها وتكذب شعورها أنه هو فارسها المغوار ولكن متى كذب القلب على نفسه وإقتنع، نظرت له ثوانى تتأمله بـ ضعف تستمد قوتها من عينيه الساحره و ملامحه الرجولية الأسِره.. ثوانى فقط أظهرت ضعفها أمامه ولكن لم يطل حتى ظن أنه تهيئ ما رأه، إستعادت قوتها وذاتها عندما سمعت الباب يفتح وتدلف صاحبة الصوت الذى صدح بـ أرجاء الغرفه قائلاً بـ مائعه: أسفه يا فاروس على التأخير بس مكنتش لقاية مكان أركن فيه.
_ إلهى يركنوكى فى المدافن يا بعيده.
تلك الهمسه التى لم يسمعها أحد وهى ترددها بداخلها متناسيه جميع ما حدث لـ ثوانى حتى سمعت الأخرى تتمتم: فاروس وانا جاية عرفت إن محمود خرج من العمليات.
رفعت أهدابها تنظر له نظره أخيره لم يفهمها ثم غادرت مسرعه تسأل أول ممرضه قابلتها عن صاحب الأصابه محمود سائر الشهاوى.. وغادرت مسرعه عندما دلتها الممرضه عن الطابق ورقم الغرفه فمن لا يعرف محمود الشهاوى ابن سائر الشهاوى الذى إنقلبت المستشفى رأساً على عقب عند دلوفه مصاب.
بـ داخل الغرفه وقف ينظر إليها بـ غيظ ثم إقترب منها خطوات هادئه تنبئها بـ أنها أخطأت ولن يمر خطأها إلا وهى بين يدى خالقها ولكن خاب ظنها عندما وقف أمامها يربت على منكبها الأيسر بـ يده اليمنى قائلاً: حلو دورك لحد كده بس الأسم ده لو سمعته منك تانى يا شهد مترجعيش تندمى… الملف لسه معايا متعرفيش يمكن بكرا يضيع منى… وسبحان الله إلا يلقيه يبقى فادي.
زاد إصفرار وجهها و حبات عرق بدأت تنهمر مع الرجفة والبرودة التى إحتلت جسدها و خفقاتها الهاربة… تومأ بـ رأسه رافضه ثم موافقة بـ رعب ظهر عليها وإرتباك حتى غادر من أمامها ذاهباً لـ الاطمئنان على رفيق الدرب أمراً إياها بـ المغادرة حتى إشعار آخر.
زفرت بـ راحه عند اختفاءه خلف الباب مغادر الغرفة واضعه كفها فوق خفقاتها الثائرة بـ خوف تتنفس بـ عمق شاكرة الله أنها مازالت على قيد الحياة.
*******************
إقتربت شهد من الغرفة الخاصة بـ محمود داخل الجناح الخاص بـ طبقة الـ Vip من المجتمع وجدت الجميع ينظرون من خلف الزجاج الفاصل بين الغرفة والخارج ماعدا والديها علمت أنهم بـ الداخل وقفت بـ جوار تولين تنظر إليه نائماً فوق بطنه فوق سرير طبى متطور ومريح… وأسلاك متصلة بـ جسده و كيس دم ومحلول مغزى متصلين بـ ذراعيه.. وكارلا تجلس فوق كرسى بـ جواره وتقبل باطن كفه والدموع منهمره بلا توقف و سائر يتابعها من الجهه الأخرى من محمود ينظر إليهم بـ هدوء لم تراه بيه من قبل.. هذا أشبه بـ الهدوء قبل العاصفة.
_ كان لازم تكونى جوه معاهم.
هتفت تلك الجمله بـ صوت مبحوح متحشرج من غصة البكاء التى تملكتها عندما رأت نصفها الأخر هكذا.
لم تلتفت تولين لها بل أجابتها وهى تتأملة قائلة بـ غموض: معدش ينفع مش من حقى.
لم تفهم شهد إستسلمها ولا ضعفها هذا الذى لم تراها به إلا عندما تعلق الأمر بـ إختطاف شقيقتها ولكن لم تعلق كل ما يشغل بالها الأن من الفاعل؟!.. إطمئنت من الطبيب قبل أن تأتى لهم رفعت هاتفها ثم إنتظرت الإجابة والغضب يزداد بـ عينيها حتى سمعت الإجابة المرحبه بها بـ مرح فـ أجابته بـ إختصار قائلة: محتاجة مساعدتك يا مروان باشا.
إستمعت إلى الإجابة بـ ملامح مبهمه حتى أنهت المكالمة مع خروج أبيها و أمها من الغرفة.. إحتضنت أمها تهدأها ثم إبتعدت عنها متجه إلى أبيها الذى فهمها من عينيها كـ العادة فـ تمتم بـ خفوت يصل لها فقط وهى تقف أمامه: إلا فى دماغك إنسيه حق إبنى أنا هعرف أجيبه حتى لو فى بوق (فم) الحوت.
حاوطت عنقه بـ قوة تستمدها منه قائلة بـ همس بـ أُذنه: بس ده جزء من روحى ومحدش يعرف يجيب حقه غيرى، دا مش تقليل منك بس فى ناار جوايا ومش هتنطفى غير لما أخد حقه بـ إيدى.
إبتعدت تنظر له بـ إصرار ثم غادرت دون سماع أو قول أى شئ أخر.. ظل يتابعها حتى إختفت بـ أخر الممر خارجه من الجناح، رفع هاتفه متحدثاً بيه قليلاً ثم أغلقه متنهداً يعلم أنها لن تتنازل عن حق توأمها فـ هم من يشعرون ببعضهم منذ الصغر، إذا مرضى أحدهم مرض الأخر بـ الإحاء و إذا جرح أحدهم تألم الأخر.. فما بيده إلا مراقبتها ومعرفة خطواتها وحمايتها بـ روحه.
************
بعد مرور سبعة أيام.
_ الفريسكا.. الفريسكا.
صيحات تملئ الكورنيش من بائع الفريسكا بـ الاسكندرية إتجه البائع إلى ذلك الأربعينى الذى يرتدى نظارة شمسيه و رفعها فوق رأسه عندما آقترب منه البائع قائلاً بـ حبور وهو يضع الصندوق الذى يحمله فوق كتفه بـ جواره: أُمر يا باشا.. فريسكا ولا قرص ولا فطير.
_ لأ هاتلى فريسكا و قرص بـ جبنه لـ الأنسة.
أجابه بـ إبتسامة ثم أنهى حديثه وهو يشاور على تلك التى تجلس بـ جواره تتأفف من برودة أعصابه.. خلعت نظارتها الشمسية مظهره غابات الزيتون المحترقه بـ غضب هاتفه: شكراً يا مروان باشا بس لحد دلوقتى مش فاهمه أنت مقعدنى هنا ليه لحد دلوقتى.
رفع كتفه بـ علامة إستفهام قائلاً وهو يقضم قطعة من الفريسكا اللذيذه: والله مضربتكيش على إيدك أنا قولتلك خليكى وأنا لما هخلص هقولك إنتى إلا أصريتى.
تأففت بـ حنق قائلة بـ إندفاع ناسية أن من يجلس أمامها رائيسها و أكبر منها بـ العمر: ماهو مش علشان صممت تزل فيا كده احنا بقالنا تلات أيام بنجى نقعد نفس الأقعدة دى من صباحية ربنا لحد بليل وأنت كل شوية تطلب فريسكا و قرص و تحب فى المكلمة كل نص ساعة… دا أنا لو مكانها هطفش منك.
غامت السماء بـ عينيه وثارت الأمواج بـ داخلها عند ذكرها لـ هرب زوجته منه من زهقها منه… لا ينكر أن هذا الشعور لا يغادره كلما إبتعدت عن عينيه لـ ثوانى يهئ شيطانه أنها ستختفى مع أولادهم مره أخرى.. لم يتوانى أن يتحول أمامها لـ بلياتشو حتى تنسى ما فعله معها.. هو يعلم حق العلم أنها لم ترضى عنه كل الرضى بل وافقت على الرجوع إليه من أجل طفليهما.
ترك ما بيده بـ جواره ثم نفض كفيه ببعضهما من أثار الفريسكا واقفاً بـ جمود قائلاً بـ نبره خاليه لم تستطيع تفسيرها: عندك حق. أنا غلطان انى سيبتها وجيت أساعد واحده من طلابى.
عضت على نواجزها من الغضب من نفسها بسبب إفلات لسانها اللاذع الذى ينطلق دون حساب عندما تشعر بـ الغضب منتفضة واقفه أمامه قائلة بـ أسف: والله غصب عنى وبعدين أنت هتنسى طبع طالبتك المفضلة ولا إيه!.. سماح المره دى وصدقنى هعمل كل إلا هتقولى عليه وأنا ساكته بس أنت لازم تساعدنى أنت الوحيدة إلا تعرف أعضاء المافيا إلا هنا..
أغمض عينيه يتنفس بـ عمق ثم إستغفر قائلاً: طلما محتاجانى تبقى تقعدى زى الجذمة لـ حد ما أخلص من أم الحوار ده.
أومأت بـ لهفة وإتسعت إبتسامتها ولكن إختفت عندما وجدته يخرج هاتفه من جيبه ضاغطاً عليه يطلب رقماً تعلم أنه يخص زوجته ومن غيرها وصدق حدسها عندما جلس مره أخرى ممسك الفريسكا بـ يده و بدأ يتناولها بـ تلذذ قائلاً: شادن حبيبتي بتعمل ايه دلوقتى؟!.
ضربت الأرض بـ قدمها بـ غيظ وقبضت على كفيها بـ غضب ثم غادرت من أمامه نهائياً لـ جلب كوب من الإسبريسو حتى ينبئها أكثر… فـ هى لم تذق النوم إلا ست ساعات فقط خلال هذا الأسبوع المنصرم.
*********
تابعها وهى تغادر مخفى وجهه المرح تارك ما بيده يهاتف تلك التى تخبره بما حدث معها طوال اليوم لـ المرة التى لا تعلمها من كثرة إتصالاته عليها.
_ سامحتينى يا شادن ولا لسه قلبك شايل منى.
قاطع حديثها بـ نبره متوسلة لـ إجابتها بـ أنه نال السماح من أعماق قلبها.
بينما هى على الطرف الأخر تقضم على شفتها السفلى تتمنى أن تصفى له بـ الكامل من داخلها فـ هو لم يترك شئ ولم يفعله لها بـ تلك السنتين الماضيتين منذ أن عادت له ولكن لم تستطيع نسيان ما صدر منه كلما رأته حتى أنها ذهبت إلى طبيبة نفسيه من وراءه حتى تستطيع العيش معه والنسيان وبالفعل بدأت حالتها بـ التقدم حتى أنها تركته يقترب منه وممارسة حياتهم الزوجية ولكن تبقى غصة صغيرة بـ قلبها.
فاقت من أفكارها عندما سمعت زفرته القوية من الهاتف فـ علمت أنها أطالت بـ عدم إجابتها عليه.. فـ هتفت مغيرة الحديث كـ عادتها حتى لا تتفوه بـ شئ يجرحه أو تكذب عليه: عيد ميلاد ملك ومالك الأسبوع الجاى هتعرف تحضره ولا هطول فى سفرك.
إرتفع جانب شفته بـ شبه إبتسامة ساخرة بعد فهمه لـ محاولتها عدم إجابته قائلاً منهى المكالمة: هحاول أخلص قبلها وهحضر محتاج أعوض ستاشر سنه.. يلا سلام دلوقتى.
أغلق بعد سماع إجابتها بـ الموافقه والدعاء له بـ العودة سالماً كما إعتادت.
رفع عينيه يتابع ذلك الممر الضيق الذى بـ الطرف الأخر من الطرق يعلم أنه إقترب خروج الفأر من بيته بعد إنتهاء تموينه و صدق عندما وجده يخرج إلى الطريق يتلفت حوله بـ قلق.. وقف قائلاً لـ تلك التى كانت تتناول كوب القهوه: اتحركى مش وقت مزاج.
إنتفضت واقفه بعد سماع سخريته منها تاركه الكوب بـ حسره فـ هى لم تتناول منه إلا رشفتين فقط.
هتفت وهى تتبعه: راحين فين كده يا باشا.
_ الفار خرج.
وتلك الإجابة كانت كافيه لها حتى تستعيد نشاطها وتركيزها.. تابعته حتى دلف إلى إحدى الحوارى الشعبية و دلف إلى مدخل أحد المساكن المتهالكه القديمة فـ فعلت مثله مسرعه تتنفس بـ حده… تابعت ذلك الشاب الذى وقف يتلفت حوله ثم صعد إلى أحد المساكن المكونه من ثلاث أدوار.
هتف مروان قبل أن يتبعه إلى الأعلى: لفى ورا البيت هتلاقيه هناك متتحركيش غير لما تشوفينى و أشاورلك… سامعه يا شهد… قسماً بالله لو إتحركتى من دماغك لـ سايبك تولعى.
أومأت بـ حنق ثم غادرت تنفذ ما قاله لها… و صعد هو بـ ذلك المبنى إلى السطوح بـ حذر حتى حدث ما توقعه و هو وجود سلم خشبى معلق إلى الشارع الخلفى فـ إتبعه وجده يقف مع أحد الديلر الموجدين بـ تلك المنطقة ويتحدث معه فاقد.وعيه بسبب تأخر الجرعه… هو يريده فائق فـ إنتظر حتى أنهى ما يفعله وأخذه لـ السموم القاتلة بـ بطى ثم بعث بـ رسالة إلى أحد زملائه المسؤلين عن هذه المنطقة تفيد بـما علمه الأن ثم إنتظر إبتعاد الديلر و محاولته الصعود فـ أشار إلى شهد بـ أن تفقده وعيه وإنتظاره فـ نفذت بـ دقه و وقفت بـ جوار جسد الشاب حتى هبط مروان إليها قائلاً: تروحى تجيبى العربية لـ أول الشارع وأنا هستناكى هناك.
ركضت حتى تجلبها بـ سرعه و هو إستند على السلم الخشبى بـ قدم و وقف على الأخرى ينظر إليه ثم أخرج لفافة تبغ يشعلها وهو ينخفض يأخذ المخدرات من جيبه ويخفيها داخل جيبه.
*********************
خطوات مهرولة داخل الممر الأبيض حتى وصلت إلى الغرفة المعنيه… فتحت الباب بـ قوة لا تصدق أنه إستفاق من الغيبوبة المؤقته اقتربت تتزاحم بـ صغر حجمها بين الجميع الذين حضروا عند علمهم بـ إفاقته ماعداها هى فقط خاطفت قلبه وعقله وكيانه كان يتوقع عندما يفتح عيناه تكون بـ جواره.. إندفعت لاريمار صارخه بـ إسمه الذى تدربت عليه بـ جهداً كبير حتى تنطقه صحيح دون تلعثم.. قائلة ما حفظته بـ اللغة العربية الركيكة: حمداً لله على سلامتك.. إشتقت لك كثيراً.
تألم بسبب إحتضانها له بقوة مجيباً إياها بـ سعادة لـ سماع صوتها: براحة يا لارى… حمدلله على سلامة صوتك أنتِ..
تلفت حوله ينتظر دلوفها خلف لاريمار ولكن خاب ظنه فـ تابع متسائلاً: أمال تولين و شهد فين.
أجابت شذا التى تقف بـ جوار خالها: شهد جالها مهمة ضرورى فـ سافرت و تولين زمانها جاية.. هى روحت تغير هدومها لأنها هى هنا بقالها تلات ايام متحركتش من جنبك.
أومأ بـ هدوء معتدل بـ بطئ حتى لا يتسبب جرحه بـ ألم وبعدها دلف الطبيب يعاينه و أخبرهم أنه سينقل من العناية المشددة.
************
كانت تجلس بـ غرفة الطبيب المشرف على حالته إنتفضت واقفه عند رؤية دلوفه قائله بـ لهفه..: هو عامل إيه دلوقتي… حالته مستقرة.ولا إيه ما تنطق يا دكتور.
إبتسم على لهفتها قائلاً: إهدى يا أنسة تولين واضح أنه غالى عليكى..
_ هى أنا سألتك على معزته عندى أنا بقولك هو عامل إيه دلوقتي؟!.
قاطعه بـ نفاذ صبر جعلته يكتم غيظه منها قائلاً بـ إبتسامة عملية: هو كويس وهيتنقل.لـ غرفه عادية وكمان يومين يقدر يغادر.
تنفست الصعداء مرددة ( الحمدلله والشكرلله).. ثم غادرت تنفذ وعدها التى قطعته ندراً إن إستيقظ وعاد إلى أهله سالماً.
****************
يتبع…….
***************
تعليقات
إرسال تعليق