الفصل الثالث والثلاثون.

 




    بـ مطار القاهرة الدولى.


تنهدت وهى تثبت حقيبتها بـ جوارها و جلست على أحد المقاعد الموجودة داخل المطار بعد أن إنتهت من أوراقها تنتظر معاد طائرتها زفرت بغضب من قلبها الخائف الذى يخبرها أنه لن يستطيع البعد.بعد أن وجد ملاذه… أغمضت عينيها تحضر ملامحه المليحة أمام عينيها تتأملها لـ تلهمها الصبر على القادم… لا تعلم المده التى جلستها هكذا يد تحتضن أوراقها والأخرى فوق قلبها تهدأه بعد ذكرى وجهه، شعرت بمن يجلس جوارها ولكن لم تبالى به ولم تتنازل عن تأملها بـ خياله التى نسجته، ولكن لم رائحته حضرت تحاوطها أهو عقلها الباطن الذى رأف بـ حالها و خيله لها ولكن لما ذلك الشعور الذى لا تعرفه إلا بجواره وهنا إنطلقت منها شاهقه فاتحه عينيها على وسعهما ترفرف بـ أهدابها بـ صدمه وهى تلتف تنظر إلى الذى كان يتابعها بـ هدوء عكس داخله المتأرجح على المراجل من أفعالها وتهورها، تأملته بـ أعين متسعه،عينيه تشبه اللهب الأخضر لا تعرف إذا كان مشتعل أم حدائق خضراء ساحره لا تستطيع تفسير نظراته لها إنخفضت بـ عينيها تتفحص مكان إصابته وجدت ذراعه معلقة بـ حامل طبى و يرتدى ملابس رياضيه، رفرفت بـ أهدابها دون تصديق ما تراه هامسه بـ إسمه بـ خفوت مشتاق و ولهه تتمنى أن ترتمى بين أحضانه ولكن لا تستطيع يجب أن تنهى نذرها أولاً.


_ وبعد ما تسبينى وتسافرى تفتكرى كده هتبعدى عنى إلا مكتوبلى ولا بتعترضى على أمر الله.


قالها وهو يتأملها بـ حجابها الذى زادها جمالاً و وقاراً لا ينكر أنه كان يتمنى أن ترتديه ولكن تركها لـ حريتها ثم كان سيترك أمر إقناعها على والدته الحبيبه… لم يتعرف عليها وهو يبحث عنها بـ شاشات المراقبة بعد أن إستغل إسم والده لـ السماح له بـ الدخول إلى مكتب الأمن حتى يجدها.


هزت رأسها بـ الرفض قائلة بـ نبره منخفضة: عمرى ما أعترض على أمره.. دا أنت عوضى إلا هو بعتهولى، بس…


تركت حديثها معلق قليلاً حتى تستجمع شجاعتها رافعه أهدابها تنظر إلى عينيه مباشرة مكملة حديثها بـ عشق دفين وذنب يأسرها: بس أنا كنت أنانية و ضعيفه لـ درجة إن أقصر فى حقه فـ هو قرر يبعتلى إنذار وأنا عرفت و أمنت ولازم أسدد ولو جزء صغير من أفضاله عليا.


ظهرت إبتسامة راحه على وجهه وزاد إتساعها بعد أن إطمئن قلبه أنها لم تخطط لـ تركه ممسك بـ كفيها الصغيرين بين كفيه الكبيرين يحاوطهما بـ تملك ويشدد عليهما مع كل كلمة يقولها بـ ضحكه خفيفه ومرح : طمنتى قلبى يا روح قلبى.. بس ممكن نسدد إحنا الأتنين مع بعض مش وأنتى بعيد عنى.. وبعدين أنا عايز أعرف إنتى كنتى هتسفرى فين؟.


ومضت عينيها بـ إشتياق لـ رؤية حرمه المكى و ضريح رسوله الأمين.. رسول دين الحق قائلة بـ إبتسامة من تصورها وهى تقف بين يدى الله: كنت راحه أقوله لبيك لا شريك لك… لبيك يا من كنت أقرب إلى من وريدى… جئت إليك تائبه و عالمه بما قدمته دون نكران.


ومضت عيناه بـ بريق لا يصدق ما يسمعه منها… هل صحيح إصابته كانت صفعة الإفاقه أن تلحق الرجوع الى الله قبل فوات الأوان… ولما لا؟!. فـ هو الغفور الرحيم.. من يعطيك فرصك دون حساب.


رفع كفيها بين يديه يقبلهم واحد تلو الأخر بـ حذر كى لا يتألم من كتفه قائلاً: طب وأنتى عايزه تزورى حرمه من غيرى.. أنا محرمك على فكره ولا نسيتى إنى عريس مع وقف التنفيذ.


ضحكت بـ خجل لا تعرفه إلا معه قائلة حتى لا تتطرق إلى هذا الحديث و وجنتيها تشتعلان من الحراره: هتيجى معايا.


_ أنا معاكى على طول.. بس نرجع البيت الأول عشان مش حلو الترينج إلا أنا خارج بيه ده بسببك.


أنهى حديثه وهو يسحبها كى يغادروا المطار وهو يحاوط كتفها بـ ذراعه السليمه و يضمها يخشى أن تنسال من بين يديه تختفى كـ السراب كما ظهرت أمامه من قبل.


********************


بـ الإسكندرية.


داخل غرفة أحد الفنادق الخاصة بـ الطبقة المخملية.


_ أنا مش غبية.. عايزه أعرف برودك ده سببه إيه.


صاحت بها شهد دون مراعه أو تكلف بـ وجه مروان الذى يجلس أمامها بـ برود و يمدد أرجله بـ أريحه و يريح رأسه على ظهر الصوفيه يغلق عينيه بـ ملل من صياحها الذى تكرره منذ وصولهم و إعادة عقلها للعمل مره أخرى.. زاد ملله فقرر أن ينهى تلك المسرحيه المبتذله التى تكرر دون ملل إعتدل بـ جلسته ينظر إليها قائلاً بـ برود يحسد عليه: الحكاية دلوقتى فى إيد الحوت.. هو سابك تعملى إلا أنتى عايزاه بس لحد هنا ومهمتك خلصت وأنا كمان.


وقف يتجه إلى حقيبته يضعها فوق الفراش كى يبدأ بـ وضع بها ملابسه التى أخرجها مره أخرى.


ظلت تتابعه بـ ملامح متجهمه.. تلاعب بها والدها و تركها تتهئ أنها من ستجلب حق أخيها ولكن تلك عادة أبيها متى تركهم دون حماية.. يده تسندهم أينما كانوا.. زفرت بـ غضب لا تستطيع مواجهة أبيها أو الإعتراض على أمره ولو كان الأمر متوقف على مروان والإداره لكانت إعترضت و لن تصمت حتى يحدث ما تريد.. إنما الأن من يواجهها هو سائر الشهاوى حوت المعمار بـ العالم.. من هى لـ تقف أمامه.


نظرت إلى مروان وجدته يجلس بجوار حقيبته المغلقه وينظر إلى الهاتف بـ يده بـ شرود.. خللت أنمالها بين خصلتها بـ نفاذ صبر متنهده.. سوف تترك أمر ذلك القناص وأبيها الأن.. إتجهت تجلس على طرف الفراش بـ جوار مروان و جدته ينظر إلى الصورة التى يضعها خلفيه لـ هاتفه.. تأملتها من يشاهدها يظن أن تلك العائلة المكونه من أب وأم يعشقون بعضهم من إحتضانه لـ زوجته بـ قوه و أمامهم ينحنوا ولد وفتاه بـ عمر بعضهم.. هى لا تعرف عن حياته الشخصيه كثيراً… تفاجأت تماماً عندما ظهرت تلك الأسرة فجأة.. كانت تعلم أنه يعيش بمفرده ليس له أحد بهذه الحياة ولكن تفاجأت بـ ظهور زوجته وأبناءه المفاجئ… ربتت على كتفه بـ هدوء قائلة بـ مشاكسة كى تخرجه من تلك البقعه المظلمه التى تسحبه بـ بطئ: غريبه يا باشا مكلمتش المزه بتاعتك بقالك يجى ساعة.


إرتفع جانب شفهه بـ شبه إبتسامة قائلاً بـ نبره غير واضحه: دلوقتى هروحلها.


قرأت بعض من خيبة الأمل فى عينيه فـ سحبت الهاتف من بين أنماله تطلع بـ الصورة قليلاً تحاول قراءة ما عكست الكاميرا داخل عينيهم وجدت طفلين ساعدين كـ أنهم لـ أول مره يحصلون على الراحة و الأم بعض القلق والتوتر يظهر جلياً داخل عينيها ولكن وراءهم شئ لا تستطيع قراءته من مجرد صورة… لم تريد تكملة القراءة حتى تعلم أن هناك ما يخفيه خلف مرحه و إظهاره أنهم عاشقين لا مثيل لهم… لما يجب أن تقع مع من يخطئون دائماً ويتمنون رضا زوجاتهم مره أخرى… أولاً فادى والأن مروان.. زفرت قائلة بـ داخلها بـ سخريه… أيه تفرق عنهم بشئ غير تبديل الأدوار هى الأثنى تلك المره ولكن لن تصل إلى تلك النقطه مهما حدث… لن تظل تخطئ حتى لا تجد نقطة الرجوع.


وضعت الهاتف بين يده بـ قوة منتقضه واقفه قائله له وكأنها تخاطب نفسها المتكبرة التى تأبى الصفح و الندم على شئ لم يكن يحاكم عليها وقتها بسبب عمره: بتكابر ليه… ما تاخد أجازه أو إستقيل أنت عندك شركات تغنيك عن شغلك وخليك جنبها لحد ما قلبك يطمن.


رفع عينيه إليها بـ تفاجئ وذهول من هجومها الغير مبرر عليه وكاد يجيبها.. ولكن قاطعته قائلة: أنا معرفش أنت غلط فى إيه؟! أو هى إلا غلطت… بس إلا أعرفه طلما قلبك بيدق ليها يبقى متفارقهاش إلا وأنت متأكد إن دقتك تقابل دقتها.. وأنكم قلب واحد.


غامت عيناه قليلاً ثم طفرت إبتسامة كـ أنه طفل وجد حل الأحجيه بعد صراع كبير مع عقله لـ حلها.. إزدات ضحكته و هو يقف مهرولاً يبعثر شعرها كـ طفله أمامه متمتماً بـ إمتنان: ليكى عندى كمان خدمة بس مش عمليه لا عاطفيه وكده ومعتش أشوف وشك الحلو ده مره تانيه.


صدحت ضحكتها بـ الغرفة على كلماته و هرولته وهو يسحب الحقيبه ويهرول إلى خارج الغرفة ولكن عاد مره أخرى يهتف لها من أمام الباب: حفلة عيد ميلاد ولادى يوم الخميس الجاى فى الڤيلا.. أشوفك فيه.


أنهى كلماته ثم غادر مسرعاً دون العوده مره أخرى و زادت ضحكاتها على عدم إتزانه من أين لا يريد رؤيتها و يعود ليخبرها أن تحضر تلك المناسبة الخاصة وضعت كفيها فوق فمها كى تقلل من ضحكاتها.


*************


بـ ڤيلا مالك الشهاوى.


داخل جناح زيد وشذا.


خرج من الحمام وهو يجفف خصلاته و يحيط خصره بـ منشفه كبيره وجذعه العلوى عارى.. ترك المنشفه الصغيره حول رقبته من الخلف و نظر إلى تلك التى ذهب إلى عالم أخر من إرهاقها بسبب جولتهم الجامحة بسبب شوقه لها و هى بادلته أضعافه.. أدارت وجهها عنه وهى تغطى جسدها بـ الغطاء الخفيف كانت ترتدى قميصه كفيها تختفى داخل ذراعي القميص.. إبتسم بعشق ثم توجه إلى الغرفه الداخليه الخاصة بـ الملابس كى يرتدى شئ وبعدها يأتى لـ يتابع تأملها.


أنهى إرتداء ملابسه ولكن تبقى الـ تي شيرت بدون أكمام أدخله من رأسه ولكن صدح رنين هاتفه بـ التعالى فـ هرول وهو يكمل إرتداءه حتى يلحقه قبل أن يقلقها بـ نومها.. أغلق الصوت دون أن يعلم من المتصل ثم دلف إلى الشرفه وهو يجيبه بـ عمليه شديده… ولكن أبعد الهاتف ينظر بدهشه إلى الأسم المدون ولم يكن غيرها زميلته التى بسببها بدأت المشاكل بينه وبين معشوقته فـ أجابها بـ نفاذ صبر: عايزه إيه يا جنة دلوقتي.. مش قولتلك بطلى الهبل إلا إنتى بتقوليه ده… إنتى عارفه إنى ممكن أنهيكى لو عرفت إنك هريتى فى الكلام ده مع شذا أو وصلها حاجه من القرف اللي بتقوليه ده.


ولم يترك لها مجال لـ إجابته بل أغلق الهاتف وقذفه فوق الطاولة الموجوده بـ جواره و مسح على وجهه بـ كفيه صعوداً إلى شعره يحرك كفيه بين خصلاته بـ غضب من تلك التى عاملت الحسنى بـ العسرى.. سوف يتصرف معها إلتفت يدلف إلى داخل الغرفة وجدها كما هى ذاهبه بـ سبات عميق.. لا تستحق أن تحزن أو تذرف دمعه واحده من عينبها بسبب تلك المسماه بـ جنة وهى عكسها، سوف يتأكد من ذلك بنفسه.. 


***********


صف سيارته أمام المدرسة الخاصة التى تنتمى إلى "الشهاوى جروب" ترجل من السيارة وإستند على جانبها رافعاً قدم مستندة فوق الإطار نظر إلى الساعة الباهظة بـ معصمه وعلم أنه حان وقت الخروج.. أشعل لفافة تبغ وهو يتأمل البوابة الكبيرة الفاصلة بين أولاده… لقد تحدثت معه غاليته وأخبرته أنها تستطيع أن تقابله اليوم لـ عدم حضور شقيقها اليوم سعادته لا توصف فـ صدق القول ( الإبنة حبيبة أبيها و هى الحنان والرقة).. لم يشعر بتلك الإبتسامة التى طفرت على شفتيه عنوه عند تذكرها و تذكر عفويتها وبرائتها فى الحديث الهاتفى من وراء والدتها وأخيها.. لقد أحسنت تربيتهم حتى بمحنتها التى علم بيها من ذلك الم*** بتأكيد لن يتركه وشئنه بعد أن علم به و ما فعله مع إبنه من إستئصال عضوه الحى.. لن يعفو عنه هو ليس بـ قديس حتى يسامح فيما يؤذيه أو يؤذى من يخصه، لقد حارب من أجل إخراجه كـ شاهد بـ إستخدام نفوذه حتى يتم الإفراج عنه و بعدها ظل حبيسه دون علم أحد… لقد إختفت معالم وجهه بعد أن علقه بـ حاملة المواشى و حوله لـ كيس ملاكمه ينفس فيه غضبه.


قذف اللفافة أسفل قدمه يدهسها حتى تنطفئ عندما وجد الطلاب بدأو بـ الخروج و الصعود داخل الأتوبيس المدرسى، إعتدل بـ وقفته يبحث عنها فى الوجوه حتى وجدها هى الأخرى وقفت وبدأت بـ البحث عنه بـ الجهه الأخرى.. كاد يقترب منها حتى يخبرها ولكن وجدها إلتفتت ناحيته و إلتقت عيناهما وبعدها ركضت إليه تحتضنه بـ شوق إلى ذلك الشعور الذى جربته لـ مره واحده فى الفرح بـ الأمان أن والدها موجود ولن يؤذيهم بل يتمنى راحتهم وسعادتهم إبتعدت عنه مجبرة قائلة بـ إبتسامة واسعة: كان نفسى أشوفك وأحضنك تانى.


جذبها داخل أحضانه ورفعها قليلاً وهو ينحنى بسبب قصر قامتها عنه كثيراً قائلا بـ سعادة: وأنا تحت أمر أميرتى فى أى وقت تطلبنى وفى أى مكان. 


لمعت عين أثير بـ تلك المشاعر التى تجربها لأول مره… تكون أميرة أبيها و المدللة عند عائلتها، دائماً ما كانت تسمع قذف زوج والدتها لها وسبها بـ أمها بـ أقذر الألفاظ.. فرت دمعه من عينيها بللت قميصه الرمادى وشعر بها تبلل صدره.. أبعدها ينظر إليها بـ قلق يهتف: مالك يا حبيبتى؟!. بتعيطى ليه دلوقتي.


رفرفت بـ أهدابها تبعد تلك الغيوم حتى تستطيع تأمله بـ خوفه وقلقه عليها.. إبتلعت تلك الغصة بـ حلقها قائلة بـ صوت متحشرج من الدموع: مافيش بس إفتكرت إحنا قد إيه إتعذبنا وماما بـ الأكتر على إيد….


لم تستطيع إكمل حديثها أو ذكر أسمه أو صفته التى كانت تناديه بها أمام مالكها الحقيقى حتى ولو أذنب بحق والدتها ولكن يكفى الندم ومحاولته لـ إصلاح ما إقترفه بـ صباه.. جذبها داخل أحضانه مره أخرى يقبل منابت شعرها ويستند بـ ذقنه فوقها ويده تربت عليها وتشدد من إحتضانها قائلاً وهو يغمض عينيه بـ قوه: أنا أسف والله… سامحينى وتأكيدى إن حقكم مش هرتاح إلا لما أجيبه.


ضمت قبضتيها على قميصه من الخلف تحتضنه بـ قوة تستمده منه ظلت هكذا لمدة دقيقتين حتى إبتعدت عنه تهتف بـ مرح وتمسح وجهها بـ كفيها بقوة: خلاص بقى مش مهم إلا فات المهم إنك موجود دلوقتى.. يلا بسرعه لان عشان نروح الملاهى قبل ما وقتى يخلص أنا ما صدقت إن طنط كارلا أقنعت ماما إن هعدى عليها بعد المدرسه.


ظهرت ضحكة خفيفه على تلك التى أخبرته على الهاتف أنه سيعوضها حرمانها من زيارة مدينة الملاهى مع أبيها اليوم أمسك كفها و دار حول السيارة يفتح لها الباب المجاور لكرسى السائق وأغلقه بعد أن جلست بسعاده وهى تخلع حقيبتها من فوق ظهرها تضمها بـ ذراعيها.


إلتف كى يصعد هو الأخر و أدار السيارة وإبتسامته لا تغادره ولم يشاهد ذلك الذى إلتقت لهم بعض الصور التى يفسرها غيره حميميه لا أب وإبنته ومشاعر خاليه من الشُبه.


*******************


الساعة الرابعة عصراً.


بـ قصر سائر الشهاوى.


صدحت ضحكات المرح بين سائر ورفقائه وكارلا و سما وهدير على المناقرة بين مالك و حماه العزيز خالد.. كانت هنا تجلس بـ جوار كارما و توليب وجورى وشذا… أما أمامهم كان يجلس محمود و يمسك بيده المعافاه يد تولين بتملك و جوارهم كان سائر وكارلا و أمامهم فارس و رأف و زيد أما مالك كان يقف أمام خالد و هدير حتى يحاول إستمالته حتى يوافق على تحديد فرحهم… 


_ أعمل إيه بس إنت إلا بتيجى فى أوقات غلط وهى مراتى حلالى يا ناس.


هتف مالك وهو يحرك ذراعيه يشهد الجالسون حوله على أفعال خالد الذى أجابه بـ حنق وغيرة على مدللته: اقسم بالله ماشوفت ساعة تربيه وبنتى إلا أنت كل ما تتكلم تقول حلالى أنا هحرمها عليك.


إنتفض واقفاً منقض عليه يمسكه من ياقته من الخلف كـ الحرامى قائلاً: إرمى عليها اليمين يلا… يلا طلقها حالاً.


تعالت الضحكات مره أخرى تحت إستفزاز مالك وخالد البعيدين كل البعد عن المرح الأن هتف مالك وهو يحاول تحرير ياقته من قبضة خالد: أنت هتشيلنى لقب مطلق من غير حتى ما أدخل دنيا… دا يرضى مين بس وبعدين ريح نفسك بنتك إتكتبت على إسمى إنسى بقى إنها تبقى بنتك هى دلوقتى مرااااتى.. حلاااالى.


كان يشدد على كلمات الملكيه لها جعل خالد يقذفه بـ إتجاه سائر فأخذته كارلا بـ أحضانها بـ جوارها قائلاً: ربى إبنك يا سائر بدل ما أربيهولك أنا.. وجواز مافيش جواز إنسى.


إنقطعت ضحكات سائر الرجوليه وهو يرى معشوقته تحتضنه كـ طفل بـ عامه الأول فـ هتف وهو يجذبها داخل أحضانه هو مبعداً إياها عن مالك: عندك حق هو عايز يتربى عشان معدش يقرب منها تانى.


_ وربنا أمى.. أنت بتقويه بدل ما تقف جنب إبنك.


هتف مالك بـ دهشه بعد أن علم مقصد والده ثم وقف بعيداً عن كارلا يجلس بـ جوار فارس مسترسل حديثه: يا بوص جوزنى بس ومعدتش هتشوف وشى أنا أصلاً مش هتجوز هِنا أنا هعيش مستقيل مع هنا قلبى.


_ لو معدتش هشوف وشك يبقى فرحكم بعد تلات شهور جهز نفسك.


هتف سائر بـ تفكير دون أخذ رأى والد العروس..


_ أنت هتستهبل يا سائر.


هتف خالد بـ غضب زال بعد أن إلتفت له رفيق العمر يقول بنبرته التى لا تقبل النقاش: عاوزك فى المكتب يا خالد.. بعد إذنكم.


وقفوا مستأذنين وتحركو بـ إتجاه مكتبه الموجود بـ القرب من الدرج بـ الطابق الأول..


_ أنا قررت أتجوز.


كان هذا هتاف فارس الهادئ الذى صدم الجميع وتلك التى دلفت من الباب الأن فـ أوقعت حقيبتها فوق الأرضية فـ أصدرت صوتاً إلتفت له الجميع ، ظلت تتأمله بـ ملامح مصدومه و كارلا تحاول تستشف رد فعلها.


**************


يتبع…….


***************




تعليقات

المشاركات الشائعة