الفصل الخامس والأربعون
بـ لندن… بوكالة المخابرات.
جالس منذ أن أتو إلى مكتب التحقيقات يفقد أعصابة كل قليل بسبب احتجازهم إياها داخل غرفة بعيدة وتاركينه بخارج المبنى، ولكن علاقات والده هنا جعلته يجلس بالداخل ولكن بقاعة انتظار بعيدة كثيراً عنها، كلما مر أحد ورأها منهم من ينظر له بدونية واستهزاء ولكن لا يستطيع أن يوجه له كلمة بسبب أسم والده الذى يعتبر عمود من أعمدة الاقتصاد هنا بشركته للإعمار ومصانع الحديد، والتوصية من شخصية مهمة بالبلد… ضرب بقبضتيه على ركبتيه بعصبيه ثم وقف مستغفراً يزفر بغضب من معاملتهم البارده معه وهو دمائه حاااره لا يستطيع التعامل مع برودهم وبشرتهم الشاحبة السميكة اتجه بغضب ناحية مكتب زجاجى منقسم على أربع أقسام يشاركونه الموظفون يطرقون على لوحة مفاتيح الحاسب باهتمام، فضرب بقبضه يتحدث بلكنه فرنسية سليمة غاضبة: أريد أن أعلم، أين زوجتى؟ وماذا يحدث معها؟.
رفع الشاب نظره له ببرود يرخى جسده للخلف ينظر له باستمتاع من غضبه، ملامحه مزيج بين الغربى والشرقى، اجابه بتسليه وهو يتأمله: أسف، لم تمر على مضجعى ليلة البارحة.
نفرت عروق محمود بغضب وغيره وهو يلكمه بقوة جعلته يقع بالكرسى للخلف فوق الأرضية وعندما حاول الوقف وهو يمسح خط الدماء السائل من أنفه عالجه محمود بركلة بـ معدته و هو يسبه بألفاظ مصرية وكأنه أحد البلطجية و رد سجون كما يقولون، صارت حالة من الهرج حوله والتف حوله رجالاً يحاولون التحكم به وابعاده عن زميلهم ولكن كان كـ الثور الهائج فـ ركضت أحد أصدقاء ماريا للداخل باتجاه غرفة التحقيق مقتحمه إياها وجدت ماريا تجلس بتململ من ارهاقها وتجاوب رئيسهم الذى يجلس مقابله على طاولة حديدية بمنتصف الغرفة و و كرسيين فقط لا غير، وقفت تلهث وتشاور على الخارج لرئيسهم وتحاول التحدث بعد أن وقف وبدأ بالصراخ عليها بسبب اقتحامها غرفة التحقيق، وعندما لقتط أنفاسها هتفت باللكنة الفرنسية: زوجك هائج كـ الثور بالخارج ماريا، سيقتل مانسيون بيده.
اندفعت واقفه وبدأت بهرولة خفيفة بسبب ارهاقها تتبع رئيسها وصديقتها للخارج حتى وصلت إلى مكان محمود الذى وجدته يمسك مانسيون يخنقه وحوله رجال الامن يحاولون السيطرة عليه ولكن قبضته لا تترك عنق الأخر، اقتربت منه بتهور وامسكت ذراعه الذى يمسك به زميلها وأشارت للأمن بان يتركوه فنفذوا أملا بان تستطيع التحكم به، ونجحت وهى تحدثه بالعربية وتمسك ذراعه هاتفه: كفاية يا محمود هيموت فى إيدك.
التفت ينظر لها بغضب و لكن سيطر عليه عندما رأها تقف أمامه تنظر له بوهن و وجهها شحاب تكاد تفقد وعيها فـ فك قبضته ببطئ حنى ترك الاهر فوقع أرضا يلتقط أنفاسه ويسعل بقوة وعندها اقترب منه الامن يكبل يداه باصفاد وحاولو سحبه لغرفة التحقيق فـ اقتربت ماريا من رئيسها هاتفه برجاء: أرجوك سيدي دعه يأتى معنا للداخل.
وافق رئيسها بغضب بسبب أسم عائلة زوجها التى لا يستهان بها، ثم تركها واتجه مره أخرى إلى الداهل وهو يشار للرجاله ليجلبوه للداخل، تحرك محمود بجوار تولين هاتفاً بقلق: أنتى كويسه يا تولين؟.. طب حصل ليكى حاجة جوه،
ابتسمت تطمئنه هاتفه: يا حبيبى متقلقش انا كنت خلاص وهخرج بليل مع شهادة ضمان حياتى.
أنهت حديثها بمرح وهى تمسك كفه وتتحرك بجواره تستمد منه قوتها التى انهارت من كثرة الأسلة والتحقيق..
**************
بـ مصر.
ابتسمت لـ عاملة خدمة الغرف بعد أن فتحت لها باب الغرفة بعد أن أخبرتها ان الباب أغلق عليها و هى بالخارج، شكرتها وهى تدلف للداخل وبعدها أغلقت الباب، التفتت وهى تتنفس بقوة وبعدها دلفت إلى داخل الجناح ونظرت حولها كان هناك غرفة استقبال فـ ابتسمت بمرح وهى تتأمل الجناح بالتأكيد سيجن فادى بعد ان يراها وهى فوق رأسه كـ بوليس الأداب لقد عملت معهم بفترة عندما كانت بمهمة خارجية مدت ذراعيها تمطهم بتأوه وهى تتجه لتجلس فوق أريكة المقابلة لها تعرف أنهم سيستيقظون بأى وقت الان فـ الساعة أوشكت على السابعه صباحا وهذا معاد استيقاظ كيمو، لقد اشتاقت لها حقا، نظرت لساعة معصمها وهى تلتقط تفاحة من طبق الفاكهة الموضوع أمامها و جلست بأريحية ورفعت كفها تفتح اصابعها بالعد وتقضم من التفاحة وعندما وصلت لرقم خمسة وجدت الباب يفتح ويطل منه فادي الذى كان يرتدى قطعة ملابسة الداخلية فقط وجزعه العلوى عارى، فـ ابتسمت بـ سماجة وهى تحرك كفها يمين ويسار هاتفه بمرح: حبيب قلبى يا فيدوو قولت كفاية عسل عليك كده، عندنا شغل.
وهنا انطلقت صيحته بسباب لاذع وهو يلتفت ليدخل الغرفه ويصفع بابها بقوة جعلت ضحكتها تصدح بالجناح.
*****
بعد مرور بعض الوقت كانت كريمة تجلس بجوار شهد و وجهها جمره حمراء تكتم ضحكتها على فادي الذى يجلس بمقابلهن بغيظ يحرك رجله بحركة عصبية هاتفا من بين ضروسة: يالى معندكيش ذرة دم، أفهم ازاى تدخلى جناح عرسان، افرضى كنا فى وضع مخل هتعملى إيه؟
_ متخفش كنت هقفل الباب والف وأرجع بعد ساعة، متنساش انى كنت فى الأداب بردوا.
أجابته بلا مباله جعلت من تحلس بجوارها تنهار من الخجل وهى تلتفت تضربها على كفتها هاتفه بـ صوت خافت من كثرة خجلها: اتلمى يا قليلة الأدب، تقصدى إن أنا زى الركلام دول.
_ ايه ده ايه ده!! دا احنا اتغيرنا وبقينا بنقبل الكلام بروح عاليه كمان… بركات يا شيخ فااادى.
ضحكت شهد بمرح ممتنه لفادى بسبب الفارق الواضح على كريمة وعادت لروحها الحلوة ولو قليل فأجابها فادى بنزق دون خجل: بركات راحت بعد وشك يا اختى… ارغى، جاية ليه.
رسمت معالم الجدية على ملامحها هاتفه بعملية: لقيت الراس الكبيرة الا فى مصر و هيختفى بكرا الساعة واحدة بليل.
_ بتهزرى!!!
كادت تثبت له حديثها حنى وجدته يهتف بغضب: وأنا مالى انا، أنا عريس وجاى مع مراتى اقضى شهر العسل، تطلعيلى زى قابض الأرواح ليه، ما عندك الداخلية مليانه، أنا مال الا جابونى.
_ ذنبك ان للاسف مابثقش فى حد غيرك… ويلا من غير كلام قدامك تلات دقايق تلبس وتجهز نفسك عشان نتحرك، انا عروسة و حنتى بعد بكره.
_ وليه ما اجى معاكى بالروب بالمره.
سمعت حديثه الساخر وهى تتجه للشرفه وتخرج هاتفه وهى تبتسم بمرح… ضربت على شاشة هاتفها رقم وبعدها رفعته على أذنها تنتظر إجابة الطرف الأخر والتى لم تتأخر عليها واجابتها بعتاب: ينفع الا بتعمليه ده يا شهد.
_ اهدى يا هنا واسمعى إلا هقولك عليه تنفذيه بالحرف.
*************
باليوم التالى الساعة الثانية عشر و خمس وأربعون دقيقة.
بـ الواحات الغربية
كانوا يتنقلون بهدوء فوق رمال الصحراء من يراهم يظن أنهم تائهون ولا يستطعون الرجوع لبيتهم بسبب خلو الصحراء من حولهم، وقفت شهد التى ترتدى زى رياضى بلون الرمال و تلف وجهها بشال بنفس اللون وأيضا فادي واثنان من فريقه يرتدون نفس الزى ، نظرت إلى القمر و تابعت ضوءه الساطع وكأنه رسول من الله يرشدها التحرك وتسترجع الوصف الذى قرأته بالمذكرات التى وجدتها داخل الصندوق وتتبعت الضوء المنعكس من خلف جبل صغير ويركز على نقطة أمامها، أشارت إلى فادي أن يتوقف وكأنها هى رئيسته لا العكس زفر في بنفاذ صبر و داعيا الى خالقه أن ينتهوا على خير وسريعا حتى يعود لزوجته وأولاده، حرك رأسه الى الشابين بالخلف يشار لهم بأصابعه بالحركة المتفق عليها وبعدها بثوانى وكانت الصحراء لا يظهر بها أحد وكأنها إنشقت وابتلعتهم، وكانت الرمال مرحبة بهم وهم يتخفون بها بزيهم الذى جعلهم لا يظهرون وزحفت شهد إلى بداية سهم الضوء وحركت كفها فوق الرمال حتى وجدت غايتها، تلك اليد الحديديه المختفيه داخل الرمال وسحبتها بقوة فاتحة إيااه بقوة وخفة وكأنها تفتح باب منزل خشبى وليس كيلوات من الحديد الصدأ من الشمس الحارقة، رفعت كفها تضم أصابعه بأرقم بدأت بالعد وبعد انتهاءها انقلبت تشار بسلاحها داخل النفق الرملى ولكن لم تجد أحد نظرت إلى الإرتفاع ليس بالعالى أو المنخفض فانخفضت برأسها قليلاً وجدت ممر صغير وشعلة خشبية معلقة بجانب العمود الخشبى بنهاية الممر يوضح سلم خشبى فـ رفعت يدها بحركة أن المكان نظيف فـ اعتدلت قافزة بالداخل واتبعها فادي و أحد الشابين و انتظر الأخير بموقعه يراقب وهو مازال متخفى بين الرمال.
تحركو بخفه حتى وصلو إلى النهاية يرتدون نظارات رؤية ليليه وبدأو بالنزول بضع درجات اطلت عليهم ممر صغير يفصل بين غرفتين، ضحكت بـ استهزاء على عقولهم الاجرامية التى تهيئ لهم تلك الخنادق أن يحفروها باتقان ثم يعملون على اخفاءها بحرافية، عقولا كـ السم… اشارت لـ فادى الذى وقف بمقابلها وتركوا ثالثهم بداية الممر وبدأو بالعد ثم مدوا سلاحهم للأمام ينظرون داخل الغرفتين وجدت شهد الغرفة مليئة بالصناديق الخشب و بعض القش غير ذلك فارغة دلفت لداخل بحذر و فتحت أحد الصناديق وجدت به قنابل يدوية و أخر به أسلحة بأنواع مختلفة تحركت للخارج واتجهت الى الغرفة المقابلة لتساعد فادي وجدته يلكم أحد متشح بالسواد ويرتدى جلباب عربى وهناك أخر مصاب برصاصة برأسة واقعا على الأرض، المعلومات صحيحة، كان بمفرده و معه واحد.فقط يخدمه مطمئن أن لا أحد يعرف المكان هنا ، عندما وقع فادي بسبب ضربة لم يصدها مفاجئة فـ انتهزت الفرصة مطلقة رصاصتين واحده أصابت كتفه والأخرة رجله جعلته يركع من شدة الألم وصراخه يتردد بالغرفة، نظرت بالساعة وجدت أن باقى دقيقتان على قدوم الذين سيساعدوه على الانتقال.. اقتربت من فادى الذى كبل يد الارهابى و وفك الشال الملفوف حول وجهه الأسود وبعدها لصق فمه، رفعته معه ليقف وبعدها ساعدته ليتحركوا للخارج سريعا هاتفه: يلا بسرعة يا هانى معدش إلى دقيقة و خمس وأربعين ثانية.
تحرك هانى سريعا ينخفض بظهره ليساعدهم على الصعود سريعا، قفزت شهد برشاقة وضعت قدم على ظهره و وثبت عاليا ممسكه بـ طرف الباب و بعدها قافزة للخارج بثوانى معدودة مدت يدها وساعدها الذى كان يراقب بالخارج بسحب الارهابى المطلوب للخارج وبعدها قفز فادي بخفة وسحب هانى للخارج نظرو للساعة وجدو أن كلها ثوانى ويأتى جماعته أغلق الغطاء سريعا وركضوا مسرعين باتجاه شهد التى اختفت خلف الجبل القريب منهم والتى تركت سيارتها خلفه، وعندما وصل إليها وجدها جلست بكرسى القيادة و بالخلف هانى ومحتجز الارهابى الذى مازال تنطلق منه تأوهات مكتومة وانطلقت بالسيارة بعد أن صعد الجميع بسرعة عالية وكأنها بأحد سباقات السيارات وعندما خرجت من الصحراء للطريق السريع ابتسمت بنصر رافعه كفها وهى تغمز له، وانتقلت ضحكتها إلى الجميع وبادلها فادي ضربة كفها بمرح وهو يحرك رأسه بعدم تصديق بأنه اتبع تلك المجنونه وكأنها رئيسته انحت تلتقط من الدرج أمامه زجاجة شفافة مكتوب عليها خل أبيض نقى نظر إليها باستفهام وجدها تلقيها إلى هانى بالخلف قائلة بأسف مزيف: متبقاش معندكش قلب يا هينو وتسيب شيخنا متصاب ومطهرش جرحه ليتلوث ويموت… طهر براحتك لسه فى واحده متبرشمه.
ورحب هانى بفكرتها وفتح الزجاجة وبدأ بافراغها فوق جرح كتفه وسط نظرات فادي والاخر المدهوشين باحضارها الخل لتزيد من ألام الارهابى ولكن لم تأبه شهد بهم وصلتط أنظارها على الطريق وانحرف تفكيرها بـ فارسها الذى تنتظر رؤيته على أحر من الجمر عندما تفاجئه بما حضرته له بصباح الغد عند موعد كتب الكتاب كما اتفق الجميع أن يكتبوا الكتاب صباح يوم الحناء… ولكن صبرا تبقى القليل.
**************
وقفت سيارة عند مفترق الطريق الظل يوصلهم إلى المكان المنشود الذى سيستجوبوه به و طريق إلى قصر والدها الذى سيقام به حفل كتب الكتاب وبالليل ينفصلو لخيمتين مجهزتين واحده لاناث وأخرى للرجال كما اتفق سائر و خالد أن تقام بـ حديقة القصر الكبيرة والفرح بأكبر الفنادق بالعاصمة.
_ بااااااس كده يا بوص، أنت الكبير وأنا كده فى اجازة رسمية عشان أنا عروسة أشوفكم بكرا.
هتفت شهد وهى تترجل من السيارة الخاصة بها وأغلقت الباب تنظر للخلف إلى الارهابى الذى سقط مغشى عليه من شدة الألم، كان النهار إنتشر حولهم والشمس مشرقة تهنئهم على نجاحهم نظر لها فادي بغيظ قائلا بنبرة سوقية: نعم يا اختى انتى افتكرتى دلوقتى انى البوص وكمان اجازة رسمية… أمال أنا كنت إيه وانتـ…..
قطع كلامه المندفع بعد أن وجد هانى وزميله يحاولون كتم ضحكتهم بالخلف والعيون موجهه إليه وكانت هى التفت للخلف تخرج حقيبة متوسطة الحجم من حقيبة السيارة و بعدها وقفت بجوار نافذته تمدت كفها الحر تربت على كتفه قائلة بعنجهيه لا تغادرها ولم تنسى ما فعله: متتأخرش هيستلموه فى الجهاز و ابقى هات العربية معاك بليل وانت جايب كيمو والعيال….. سلام يا بوص.
انهت حديثها وهى تلوح له اتجهت إلى السيارة الرياضية التى اقتربت منهم و وقفت بجوارهم وكانت "هنا" تقودها والتى احتضنت شهد بسعادة لوفاءها بوعدها وقدومها بالمعاد المحدد بينهم تركت شهد الحقيبة على المقعد الخلفى وبعدها اشارت لفادي وداعا الذى كان يستعد بالانطلاق بالسيارة وكانت هنا انطلقت بالسيارة بالاتجاه المعاكس لتتجهه إلى القصر حتى يتحضروا لكتب كتاب شهد وفارس الذى لا يعلم بعودتها ولا أحد غير سائر وهنا والباقى مازال يدعون لتعود سالمة ولا تسبب فضيحة لهم بسبب تأخيرها.
****************
وقفت السيارة بمرأب القصر المعجوء بالسيارات المسؤلين عن ترتيبات الحفل وتركيب الخيم، قفزت من فوق الباب بينما فتحت هتا الباب مترجله ولا زالت لا تصدق أن شهد أمامها بعد الكارثة بذهابها لمهمة قبل فرحها باسبوع.
تسللت للداخل وجدت الجميع استيقظ بسبب الجلبة التى يحدثها العمال بخارج وداخل القصر فتسحبت بهدوء بجوار هنا التى تدعى أن والدها عندما اتفقوا على أن هنا حفل الحناء جعل جميع الرجال بـ ڤلاتهم والسيدات هنا مع تشديد الحراسة بالخارج، وهذا ما ساعدها للإفلات من بينهم وتسحبت من الباب الرئيسى بعد أن أمرهم سائر بتركها تمر دون جلبه ولكن خلفها سيارة للحراسة حتى عودتهن للقصر سالمين.
انقطعت أنفاس" هنا" عندما سمعت نداء هدير عليها وهى تدلف من الباب الزجاجى بعرض الحائط المطل على الحديقة بالخلفيه، أدارت جسدها وهى تتضرع إلى الله أن ينقذها وهى تغمض عيناها بقوه اتسعت عيناها تنظر بجانبها عندما سمعت والدتها تهتف و تربت على كتفها بقلق: مالك يا هنا؟؟؟ واقفه كده ليه؟؟؟.
_هاااااه!!!
ثغرها كان مفتوحاً ببلاهه تنقل عيناها حولها مشدوهه أين اختفت شهد كانت من دقيقة تسير جوارها و تحاوط كتفها بذراعها، هتفت هدير بقلق وهى تجس حرارتها من جبهتها بكفها ثم عنقها: هنا يا حبيبتى انتى كويسة؟!! طب انتى حاسة بحاجة لونك مخطوف كده ليه؟!
رفعت هنا كفها تمسح عرق وهمى من فوق جبينها هاتفه بتوتر انزاح قليلا بعد ان لمحت شهد التى تخفت سريعا أسفل الدرج دون أن يلاحظها أحد: مافيش يا ماما ده توتر عروسة بس..
_ متكدبيش يا هنا وقولى مالك؟؟ توتر العروسة ده مش ليكى يا قلب ماما، لو الأمر بايدك كان زمانك متحوزاه من زمان يا حبيبتى.
_ مـامــــاا!.
صاحت بها هنا باستنكار، ردتها هدير التى تعلم أن ابنتها ابعد بكثير عن الخجل المرتبط بـ ماجن العائلة ( مالك بيه الشهاوى): هتقولى ايه الا حصل خلاكى كده ولا اكلم بئر اسرارك أبوكى يجى يتصرف.
_ ما خلاص يا دودو، حماتى رئيسة المخابرات ولا أيه؟ ارحمى البت، ايه حرقتى المفاجأة بجهاز الاستشعار يا دودو.
وكان صوت شهد التى لم تستطيع أن تتمالك ضحكتها على هدير وهنا التى تمثل أمامها حرامى غسيل قديم ضبط لأول مرة فـ قر تفصيليا عن انواع الغسيل ونوع قماشه من أول قلم على وجهه، اقتربت من هدير التى وقفت فاغرة فمها بدهشة تنظر لها بأعين متسعة و احتضنت كتفها مكملة حديثها بجدية زائفة: ما تشتغلى معايا يا انطى! طب والله ما فى مجرم ياخد فـ ايدك دقيقة و يقر ويعترف على طول.
ضربتها هدير بحنق حموى وغضب وغيرة أم.على بكرها الذى أوقعه الله نصيبه بفتاة متهورة لا تحسب حساب لخطواتها: شرفتى امتى؟؟ أنتى بالذات مسمعش صوتك ويلا عشان عندنا تجهزات كتير.
التفت تنظر لـ هنا هاتفه بكلمات مبطنة: يلا يا هنا بنات السنتر وصلو عشان التجهزات فرحك ولا أنتى ناسية.
_ لا مش ناسية، بس إلا عملته كان لأمان الكل مش مجرد شغل وبنفذه.
أجابتها شهد وهى تديرها لتقابلها ثم احتضنتها بقوة هاتفه بمرح علها تلين قلبها وتسامحها: وبعدين يا دودو انا مش شَهود حبيبتك، والا دايما بتدعيلها ان ربنا ينصرها هى و زمايلها عشان أمن البلد الا احنا عايشين فيه.
_ بدعيلها بس مش لدرجة تختفى فجأة وبعدين نعرف انها فى مهمة قبل فرحها بأسبوع.
كانت هدير تحاول ابعادها عنها فـ زادت شهد بضمها قائلة بمحايلة تعلم أنها ستلين قلبها: يا دودو يا حبيبتى مش فى عرايس مبعجبهومش الـ Shopping بتاع الفرح فـ بيسافرو باريس قبل الفرح وبيرجعوا بعد ما بيلاقو الا على مزاجهم.. وأنا بقى كنت بعمل Shopping بس من أصول مصر نفسها.
_ يعنى!!!.
_ يعنى أنا يا دودو كنت زى أى عروسة بتعمل Shopping لان الفساتين و الديكورات الا موجودة مكنتش داخلة دماغى.
ونجحت فى مبتغاها وجعلت هدير تنسى كل ما كانت تشعر به و زاد حماسها لترى ذوق شهد بترتيبات وفساتين الفرح، شهد التى عندما ترتدى فستان تتذكر مثل جدتها بالأرياف ( حمار من سيموت فداء اللحظة) هتفت بفضول: بجد يعنى أنتى نش عاجبك فساتين إلا جاية من دار الأزياء فى باريس، وروحتى بنفسك جبتى الا على مزاجك ومن مصر كمان.
لبب
نظرت لها شهد بعيون لامعه جعلت قلب هدير يرفرف من قلقها وخوفها من اختيار شهد لكارثه بين مجتمعهم المخملى.
*****************
يتبع باقى الفصل الخامس والأربعون.
****************
_آآآآآآااااااااه.
صرخة انطلقت من شذى التى تجلس ممدده فوق السرير وتحاوط بروز بطنها الكبير بدرجة لا تعلم سببها وتشعر بارهاق دائم منذ بداية حملها جسدها الذى تضاعف حجمه بسبب كثرة تناولها الطعام ، انتفض زيد من نومته على صراخها يلتفت ينظر لها بقلق يهاتف بنعاس و عين نصف مغلقه: خير يا حبيبتى … مالك؟؟ تعبانة إيه الا حصل؟؟؟.
لم يكن يستطيع أن يجمع كلمة او جملة كاملة بسبب قلة نومه وقلقه دائم عليها، صاحت شذى متألمة وضربته بكفها المنتفخ على كتفه والأخر تحركه حول بروز بطنها: أنت لسه هتسأل!!!! الحقنى بووووولد.
_ لا كده عدت منك يا حبيبتى، بتولدى فى الخامس.. دى محصلتش فى التاريخ كله.
أجابها وهو يشوح بيده يجلس يستعد بعض شتاته الذى بعثرته بفزعها اليومي له، لقد تحولت من تلك الصغيرة والكيوته إلى كائن لا يعلمه، لقد اصيبت بزلال الحمل والحمل وانتفخ جسدها و وجهها بأكملة غير أنها لا تخرج من المطبخ تقريباً، يشعر بأن إبنه أو ابنته الذى يرفض أن يظهر له جنسه أنه غولا لن يستطيع اطعامه كفاية بتلك النمط، صرخت وهى تحاوط بطنها من شدة الألم و وجد أن أسفلها بدأ انهمار الماء وبعض قطرات الدم ودموعها لا تتوقف، قفز بفزع عليها كان يظن أنها هرموناتها كالعادة ولكن لا يظن مع هذا الماء وقف أمامها على الأرض وحاوط وجهها هاتفا بأنفاس منقطعه: خدى نفس يا حبيبتى، أسف والله، خدى نفس على ما اجبلك حاجه تلبسيها وأخدك المستشفى.
نظرت له نظرات عتاب وهى تحرك رأسها باجاب وتتلوى بجلستها بسبب الماء والألم…
خمس دقائق وكان يقود سيارته وهى تجلس بجواره وهو قلق كثيراً لقد توقفت الماء ولكن مازالت تتألم بشدة وكأنها تلـ… لا لا هو مؤمن ولن يعترض على أمر الله ولكن يعلم أن شذى رقيقة وحساسة لـ درجة أنها لن تتحمل خسارة جنينها.. ظل طول الطريق يستغفر و كفه لا يترك كفها المحاوط لبروز بطنها ويقود بيد واحدة.
وقف أمام المستشفى وكانت شذى فقدت الوعى خرج من السيارة دون اغلاقها والتفت ناحيتها يحاول اخراجها وتحرك بخطوات شبه مهرولة وترك سيارته مفتوحة وصرخ بعد دخوله من البوابه الزجاجية للمستشفى: دكتورة نسا بسرعة.
هرول باتجاهه ممرضة تدفع بسرير متحرك ليضع عليه المريضة وخلفها دكتور المسؤول عن الاستقبال بهذا الوقت، وضعها زيد بهدوء وأعدل جسدها وفستانها الطويل فوق رجليها الممددتين الذى أحضره مسرعا من دولابها و ألبسها إياه فوق قميصها البيتى، حركها الطبيب والممرضة و زيد بالسرير لداخل غرفة الكشف فهتف زيد بصوت قلق أجش يكتم بكاءه: هى حامل فى الخامس و نزل منها ماية و نقط دم من شوية.
أومأ الطبيب والتفت إلى الممرضة هاتفا بصوت أمر: بسرعة نادى الدكتورة سما و هاتى جهاز السونار من الاوضة الا جنبنا.
وكانت الممرضة مسرعة تنفذ ما طلب منها جعلت الجالسة على مكتب الاستقبال تخبر الطبيبة و ذهبت هى لإحضار الجهاز و دفعته لداخل الغرفة، كان كفها يقبض على يد زيد ترفض تركها بعد أن بدأت تستعيد وعيها قليلا، كان يستغفر ويدعى لها ويخبرها أنها ستكون بخير وابنها أيضا، دقائق وكانت الطبيبة تدلف بعد أن سحب منها عينة دم و بعثت لقسم التحليل وأقم الطبيب باللازم، اقتربت منها تفحصها وتسمع من الطبيب شرحة المبدئ عن حالتها، التفت تنظر إلى زيد الذى كأنه بعالم أخر هو وزوجته الذى لم يترك كفها ويبتعد عنها للحظة، جعلها تبتسم برقة هاتفه ببشاشة: أول بيبى مش كده.
رفع رأسه بقوة وكأنها أيقظته لتوها بحديثها والذى لم ينتبه للطبيب ولا لشرحه أو المحلول الذى علقه وأوصله بوريدها، حرك رأسه ببطئ يجيبها، فإبتسمت وهى تخبر الطبيب بأن يغادر وبعدها حاولت رفع فستانها من أسفل الملاءه التى غطتها بها الممرضة و وضعت فوق رحمها جل شفاف أبيض و التفت تنظر إلى السونار مزامنه مع حديثها الودود: متخفش هى بقت كويسه.
رفع زيد رأسه بتمنى و عيون راجيه للاطمئنان عليها، هو بمفرده لم يكن أبويه أو شقيقتاه بالفيلا لـ يلاحظوا ما حدث فـ أمه واختيه بقصر عمته وأبيه بفيلا خالد مع سائر وهو رفض أن يبيت بعيدا عنها ولو ليلة حتى لو كانت تزيد من ارهاقه، لقد نشأ بين أبوين محبين تعلم من أبيه احتواء زوجته وعدم تركها بمرضها قبل صحتها،، شذى هى شذى الروح والقلب يعلم مزاجيتها و أنها تمرض كثيراً بالليل ولن يكون معها أحد… فاق من شروده بها على صوت الطبيبة التى تنظر من خلف نظارتها الطبية للشاشة السونار الحديث الملونة إمامها: الأمور تمام، بس فى نقص بالماية حولين الجنين،وده بسبب انفعالها وقلقها.
_ يعنى هى كويسة؟!.
_ متقلقش هى بس كترت فى الأكل حبتين وكمان ضغطها واطى وشاكين فى ان جالها سكر حمل.
_ إيه سكر.
قاطعها بأعين متسعة وتخشب مكانه مرض السكرى ليس بقليل وهى مازالت فى سن الزهور.. سمع صوت الطبيبة المطمئن : اطمن هى هتحتاج نظام غذائى بس و حبوب وان شاء الله هيروح لما تولد بس محتاجين نحافظ شوية.
نقل نظراته بين شذى والطبيبة وأومأ برأسه يفكر بها وماذا سيفعل معها… وقفت الطبيبة وهى تبتسم لهم هاتفه: حاليا هى هتفضل معانا هنا النهاردة هتخلص محلول الغسيل المعدة وبعدها محتاجة تاخد حديد.
_ غسيل، هى عندها ايه بالظبط مش فاهم.
هتف زيد ببلاهه وكأنه ترك عقله فوق وسادته بالمنزل وجاء هو، فضمت الطبيبة شفتيها تكتم ضحكتها التى ستنطلق منها تومأ برأسها هاتفه: أيوة قولتلك المدام تقلت حبتين فى الأكل فـ محتاجة غسيل معده ضرورى الأكل ضغط على الجنين جامد وده سبب الألم المشابهة للولادة زى ما بتقول.
تنفس براحة قليلا ثم نظر لها بعتاب على إهمالها بصحتها إلى هذا الحد وبعدها شكر الطبيبة التى رحبت به بإبتسامة بشوشة واستأذنت منه للخروج بينما هو التفت حوله حتى وجد كرسى حديدى ترك كفها وسحبه بجوار الفراش وجلس عليه يلتقط أنفاسه بقوة بعد أن كان بحالة أشبه بالصرع منذ دقائق أخفض رأسه يسنده على طرف الفراش بجوار كفها بعد أن غرقت هى بالنوم دون أن تشعر.
****************
بتوقيت العصر.
_ أيه ده الا بيحصل هنا ده؟.
هتف بها فارس مدهوشاً ينظر إلى الحديقة التى نصبت بها ثلاث خيم كبار احداهم تشبه المطبخ البدوى الخيمتين الأخرتين مغلقتين لا يظهر ما بداخلهم وكأن هنا رحلة سفارى لبدو سيناء يحتفلون، لم تكن صدمة له وحده بل لجميع الشباب و خالد ومالك ولكن كان سائر يقف بجوارهم ينظر لدهشتهم بضحكة مكتومة وأشار إلى المسؤولة عن التنظيم أن لا تتكلم وتتركهم وتتابع عملها… رحبت بـ ابتسامة وغادرت مستأذنة دالفه إلى احدى الخيم مختفيه خلف القماش الثقيل الملون بألوان البهجة السناوية، بالحقيقة لم تتعب كثيراً بعد تغير رأيهم الليلة السابقة البارحة، وعندما اعترضت أنها لن تستطيع أن تجهز ما يطلبون ولكن أجابها سائر بأن تكتب ما تريده وسوف يكون عندها ولكن تنفذ المطلوب منها.
خبط سائر على كتف مالك الواقف بجواره قائلا بمرح: بوقك يا ابو نسب نسيته مفتوح.
_ وانتم الا يعرفكم يفضل بعقله، ايه رحلة السفارى الا وقعت فيها دى، وايه كمية الخرفان الا بتتشوى دى.
_ والله ده طلب أميرات الحفلة فـ ماليش غير السمع والطاعة.
وهنا التفت فارس ينظر لسائر مدهوشا يهتف بتسأل: هى شهد رجعت.
_ وانت كان عندك شك.
ولكن لم يصبر فارس ليستمع وصلة العتاب من سائر وخطى خطوات مهرولة باتجاه الداخل وبدأ يصيح باسمها وعندما اتجه إلى السلالم حتى يصعد ولكن كانت والدته و كارلا ينزلون وقاطعو عليه الطريق هاتفين بنفس الوقت: مش مسموح ليكم بطلوع السلم انهارده، مينفعش تشوفوا البنات.
وهنا كان وصل سائر والشباب و جذبوه معتذرين لـ الصالون الحديث و جلسو بعد أن قذفوه على أقرب كرسى هاتف مالك بنبرة خبيثة: وده ينفع يا ابو نسب، اصبر تبقى حلالك ربى شاهندى باشا براحتك.
ولكن ما قابله وسادة بوجهه كانت بجوار فارس قذفها بقوة جعلت رأسه يرتد للخلف تزامنا مع شتمه بلفظ نابى جديد عليه فـ علت ضحكات رجولية تأسر كل من سمعتها تحت نظرات الغيظ ونفاذ الصبر من فارس… كان تركهم سائر وصعد إلى شبيهته التى كانت تضع قناع للوجه و شريحتين من الخيار و تنام باسترخاء فوق الشزلونج وجوارها هنا و كارما وتوليب و جورى وكلا تضع قناع بلون غريب ولكن تفاجئ بـ أن احداهن تضع شرائح طماطم … كان يعلم أنهن يضعن الخيار فقط متى اخترعوا كل تلك الشغلات المسمى بـ روتين العناية بالبشرة حمم مرحبا بهن جميعا وانتفضت شهد من استرخاءها عند سماع صوته مبعده عن عينيها الخيار و اتجهت ترتمى بين أحضانه بشوق تستمد منه الامان والقوة مهما اجادت حماية نفسها يبقى هو مركز قوتها و درعها الحامى , ربت على ظهرها وهو يتنفس يلتقط أنفاسه ويهدأ دقات قلبه القلقه دائما على أولاده يكفى انه اطمئن على توأمها وعلم أنه و زوجته صاعدون الى طائرتهم الخاصة عائدين الى موطنهم الامن بعد مشاداه مع رؤساء ماريا بالعمل وانتهت بخضوعهم لسلطة معارفه وأيضا مصلحتهم العامة من الدخل الاقتصادى بسبب فروعه بالبلد … ابتعدت عنه تمتم بفرح وهى تؤدى تحية عسكرية : مبروك نجاح المهمة يا بوص .
_ و ده المتوقع منك يا حضرة النقيب … شهد الشهاوى بنت سائر الشهاوى متعرفش الفشل فى اى مهمة تتولها.
_ تربيتك يا بوص .
_ طيب اسيبك تجهزى انتى والبنات واروح اشوف شغلى .
_ شغلك بردوا يا كبير …..
اجابته وهى تضيق عينيها وتنظر له بخبث ومكر فضربها على رأسها قائلا : وانتى ايه الا حشرك يا بنت الـــ….
_ هااااه …. عيب يا بوص تشتم نفسك وانا واقفة … بقولك يا كبير ما تاخد الواد فارس فى ايدك و فطمه كده .
_ فـ ايه يا بنت ؟؟؟؟ ايه الالفاظ السوقية دى .
تمتم سائر مدهوشا من اسلوب ابنته الصبيانى المشابه لعشوائيات ثم غادر بعض ان القى عليها نظرة مشمئزة نافره وغادر الغرفة متجها الى ضلعه الذى لا يشيخ بنظرة بل يظل اكثر اثارة واغواء .
*********************
حل الليل وانتشرت الاضواء بالخيم البدوية المنفصلة وكانت الطبول والزغاريد تصدح من داخل الخيمة النسائية والتى كان بداخلها صوت التصفيق العالى المتماشى مع الفتيات التى يتوسطن الخيمة ويرقصون و على يمينهم تجلس شهد و بجوارها هنا و يفردون ايديهم لرسمات الحناء الجميلة والبسيطة ويتمايلون باكتافهم مع النغمات الراقصة ولم يلاحظوا من يبعد طرف الخيمة وينقل نظراته من هذه لاخرى ليجد عروسته ويراها ولكن لم يعثر عليها من هذا الاتجاه فـ زفر بحنق وابتعد ينق نظراته بالخارج حتى يجد فتحة بمكان أخر حتى يجدها … سقط قلبه عندما مسكه أحدا بخشونة من كتفة متما : على فين العزم يا مالك بيه .
زفر براحة بعد ان تعرف على صاحب الصوت وما كان الا فارس الذى اعتذر قليلا وحاول ايضا رؤية زوجته حلاله البخيلة التى رفضت رؤيته حتى وقت كتب الكتاب واخذوا موافقتها من غرفتها وعندما اوشك رؤيتها وهى تنزل لتبدأ الحفلة كان ابيها أمرهم بالذهاب لخيمتهم ولم يراها صبرا …. صبرا يا شهد هانم سيريك كلها ليله وستكونى بين قبضتى وارينى كيف ستهربى …
_ يا عم وقعت قلبى قولت ده ابوك … هكون رايح فين ؟؟ رايح اشوف مراتى .
_ يا راجل ما تقول كده من الصبح … اذا كان كده ماشى.
اجابه فارس وهو يحاوط كتفه ويحركه للأمام قائلا بخفوت : بص يا مالوك انت تشوف مراتك وتخليها تجيب اختك فى ايديها والا انت عارف انا ممكن اعمل ايه؟؟
_ عيل بتاع مصلحته … حاضر بس اشوف بس مكان اعرف اشوف منه اختك .
_ لا ما انا عارف تعالى معايا بس متنساش.
تحرك مالك مجبرا خلفه وعندما وصلو الى فرق مربوط بين قماش الخيمة نظر منه مالك وجد فنا و شهد يقفون بالمكان المخصص للرقص و يتمايلون وسط صديقاتهن و الراقصات الغجريات وعندما تلاقت عينينه مع شقيقته حرك شفتيه لاخبارها بالقدوم وجلبم معها هنا واثقا بانها ستفهم حركة شفتيه كعادتها و استجابت له عندما رأته يقف وحيدا سحبت هنا من معصمها واتجهت الى الزاوية التى يقف بها .
_ عد الجمايل دى يا عريس.
قالتها شهد بابتسامة خبيثة وهى تلقى هنا حرفيا بين ذراعى مالك … ولكن اختفت ابتسامتها عندما سمعته يهتف وهو يتلاقها برحابة صدر مزامنة مع ذراعى كـ الكماشة تلتف حول خصرها من الخلف ترفعها قليلا عن الارض استعدادا للتحرك : عديت ورديت يا حبى .
التفت برأسها تنظر مصدومة من شقيقها الغيور الذى باعها للتو وتركها بمفردها بين يدى فارسها المغوار الذى يتوعدها بأسوء العقاب على تفكيرها وانفلتها من بين يديه وعن قراراته اكثر من مره , لم تشعر بـ أنه كان ابتعد بها وهو يحملها من خصرها متحركا بها الى زاوية مليئة بـ أشجار التفاح المشبح ألوانه مختلط بين الاحمر والاخضر كـ مالكته التى لا تبقى على حال , من قال ان شذى المصابة بـ هيتروكروميا بل هى المصابة بها فى شخصيتها المتناقضة معه همس وهو ستند بجبهتخ على خاصتها محاوطا وجنتها بـ كفه الايمن يتلمسه بابهامه ويتأمل ملامحها بشغف دون حدود فلقد زالت الحدود واتحدت الألقاب وبقيت الأرواح هائمة بين كبريائهم وعندهم وقرارتها المتسرعة وعندما وصل تأملة إلى شفتيها المكتنزتين قرر إلتحام ولو جزء صغير من أرواحهم بنهل بعض من الشوكولاته اللذعة من بين شفتيها و كانت تضع أحمر شفاه بطعم الشوكولاتة وازدادت حرارة الجو حولهم أم أجسادهم التى انصهرت من اللقاء المنتظر لا يعلم، كل ما يجول بخاطره الأن أنها كتبت على اسمه وبقيت ساعات طويلة كـ الضهر لتكون ملكه قلباً و قالبا.
استند على جبهتها يلهث من فرط شغفه و انفعال قلبه الذى يحاول التحكم به حتى لا يأخذها ويخطفها الأن ليكمل التحام روحهما… استندت بكفها على صدره بموقع مضخته التى تتلاقى دقاتها بباطن كفها الأيمن والأيسر كانت تتمسك بـ طرف جاكيت الذى يرتديه فوق التوب السيناوى التى جعلت والدها يأمرهم أن يرتدوا تلك الملابس حتى يكتمل حلمها بتلك الليلة السيناوية رفعت عينيها تتأمل وجهه الذى يعلوه عِمة بيضاء منقشة بالأسود ملفوفه باتقان حول رأسه وكأنه سيناوى الأصل.
أهدته تلك الابتسامة الساحره التى كانت نادرا ما يراها تلك الابتسامة من قلبها الخجل الشغوف بعشق الصغر والصبا والشباب وهنا فقدت هى سيطرتها وارتفعت قليلاً تصل الى ثغره تقبله بشغف مماثل له واحتضنته بقوة تخبر نفسها أن وقت الانتظار انتهى وحان وقت الأفعال.
*******************
_ يا بت الله يهديكى واثبتى بقى.
تمتم مالك من بين أسنانه وهو يحاول الامساك بـ هنا والتى فرت منه عندما وصل بها عند المسبح البعيد عن مكان الاحتفال و وقفت بمقابله حول الطاولة فـ أخرجت له لسانها هاتفه بشماته: بعينك يا لوكا، انا راجعه الحفلة.
_ طب واحده بس والله دا انا جوزك حبيبك.
وعندما أوشك على الامساك بها كانت تفر للجهه الاخرى من الطاولة قائلة: جوزى حبيبى معدش يلمسنى الا فى شقتنا… ايه مش قادر تصبر الليلة دى بس.
_ الا يسمعك يقول ان بقولك تعالى معايا الاوضة، ده حتة بوسه حزينة تصبرنى لـ بكرة.
وقفت تضع كفيها بخصرها وتهز كتفيها وخصرها بتلك العباءة السيناوية المزودة بـ بعض الخيوط المنسدلة وتتحرك بانسيابيه مع حركتها تجعلها أكثر فتنة بنظره هاتفه بميوعة: كله يتأجل يا حبيبى لبكره، عشان تبقى متشوق ليا مش عادى… شهد قالتلى كده.
ختمت كلامها بثقة وعندما وجدته يقترب منها صرخت وهى ترفع طرف العباءة تفر منه وقد التبستها روح اللاعبة بداخلها ونجحت بالهرب منه عندما دلفت مره اخرى إلى الخيمة و وقفت وسط الغجريات التى يتوسطن الخيمة ويرقصون واضعة كفها فوق صدرها تلتقط أنفاسها حتى تهدأ، أمسكت احدى الراقصات يدها لتشجعها على الرقص فـ استجابت لها بسرعة ونسيت كل ما حدث مندمجه مع سعادتها التى توصف و بدأت بالتمايل على أصوات الطبول المحترفة.
*****************
يتبع……..
****************
تعليقات
إرسال تعليق