الفصل السابع والعشرون
من ظن أنه يمتلك الوقت فـ هو واهم ، فـ الوقت كـ سراب يسيطر عليك لا تفق منه إلا عندما يتسرب من حولك تاركك وسط دوامة مليئة بـ الندم.
ميرا جبر.
*******
بعد مرور شهر.
أمام الجامعة المرموقة المعروفة بـ أن لا يدخلها إلى من هم ينتمون إلى الطبقة المخملية ويأتى لها الطلاب من الخارج ، وقفت سيارة زيد بـ المكان المخصص لـ السيارات داخل الجامعة ، التفت ينظر إليها بـ عشق لم يقل مر شهر على زواجهم الفعلى ، لا يعرف كيف انتهى بتلك السرعة بين عشقهم وعالمهم الخاص و بين منوشاتهم الذى يقع هو المعتدى بـ الأخير و يراضيها ، عاد هو إلى عمله و بدأت هى دراستها، قبلته من وجنته وكادت أن تترجل ولكن سحبها هو من معصمها جعلها تقع بين أحضانه قائلاً بـ إبتسامة عبثيه: أنتى بتبوسى إبن أختك، أمال لو مكنتش بذاكرلك يوماً كنتى عملتى إيه؟!.
إصتبغت وجنتيها بـ حمرة الخجل المحببه له ثم ضربته بـ قبضتها فوق كتفه قائلة بـ عبوث مصتنع جرأة إكتسبتها من بـ هذه الفترة: ما أنا قولتلك بلاش تروح شغلك وأنا هقعد معاك وساعتها مكنتش هبوس إبن أختى إلا لسه مشفش النور.
_ يا جنيتى ما أنت عارفة إنى خلصت كل الأجازات إلا مسموحلى بيها ومعدش أقدر أقعد أكتر من كده… ويلا بقى أصل تترفدى بسبب فعل فاضح فى حرم الجامعة.
أنهى حديثه وهو يقبلها بـ خفة فوق ثغره ثم أبعد يديه التى تحاوطها، إعتدلت بـ جلستها وتعدل قميصها الحريرى الأبيض و ترتدى أسفله بنطال من الليجن الأسود، نظرت إلى النرآة تتأكد من مظهرها فـ شهقت قائلة: نسيت البس الـ lenses.
ظلت تبحث عنها داخل حقيبتها وهو يتابعها وهى تفرغ حقيبتها فوق طابلو السياره تبعثر أشيائها ولم تجدها فـ هى بدأت دراستها منذ أسبوعان ولم تنساها يوماً حتى لا يراها أحد.وتبدأ المضايقات التى كانت تستمع إليها وجعلتها تغادر البلاد وتلتحق بـ المدرسة الداخلية، ترقرق الدمع بـ عينيها و حشرجة سيطرت على صوتها من غصة البكاء قائلة: هعمل إية دلوقتى عندى Practical section ( قسم عملى) مهم ولازم أحضر.
وإلى هنا ولم يستطيع أن يتحمل أمسك يديها يسيطر عليها حتى تتوقف عن بعثرت الأشياء قائلاً وهو ينظر إلى عينيها بـ حنان يمدها القوة: شذا لازم تعرفى إن أنتى مميزة وربنا خلقك مميزة، مش لازم ندارى حاجة ربنا خلقنا بيها بس عشان كلام الناس ، بـ العكس تعرفى أن جمالك بيزيد مع التباين عينك.
تدحرجت عبرة واحدة من بين أهدابها وإبتسمت بـ عشق يزداد بـ قلبها كل يوم تومأ بـ رأسها موافقة وسحبت يدها من بين قبضته وتعلقت بـ عنقه تجذبه داخل أحضانها بـ قوة تستمدها منه وبعدها إبتعدت عنه و هى تمسح وجهها وتستنشق نفسها بـ قوة تعيد تجميع أشياءها داخل حقيبتها مره أخرى مودعه إياه بـ قبلة صغيرة على وجنته.
ظل يتبعها بـ نظراته العاشقة وهى تتحرك أمامه تتجه إلى المبنى الخاص بـ كلية صيدلة و لكن حركة رأسها أخبرته أنها إستمعت همس ضايقها وتحاول الوصول إلى صاحب الهمس… ترجل يتبعها ينوى تلقين ذلك الذى ضايقها درساً لن ينساه.
***********************
بـ شقة كريمة فؤاد.
_ أسر… يا أسر يلا حبيبى عشان تفطر.
صاحت كريمة وهى تنهى أخر صنف بـ الطعام و تحمل الأطباق تضعها فوق الطاولة المتواجدة بـ منتصف المطبخ.
_ امال فين أثير سيباكى تحضرى لوحدك.
قالها أسر وهو يجلس و أمسك كوب الماء يرتشف منه، ولكن إمتعضت ملامحه بعد أن سمع إجابتها: سيبها براحتها يا أسر هى لسه صغيرة… ويلا إفطر عشان تاخد البرشام.
_ يا ماما خليها تساعدك هى مابقتش صغيرة ودلعك ده معاها مينفعش.
_ وأنت زعلان ليه يا سى أسر من دلعها فيا.
قالتها أثير وهى تدلف من الخارج وكانت ترتدى إسدال الخاص بـ الصلاة دليل سبب تأخرها، كاد أن يجيبها وكريمة خير من يعرف إلى أين يصل حديثهم بـ النهاية بـ شجار فـ قاطعتهم بـ صوت حازم قائلة: إحنا على الفطار، نفطر ونقول يا صبح مش صباح خناق هو… حرماً يا حبيبتى.
قالت نهاية جملتها وهى تربت فوق حجابها بـ إبتسامة و جلست بـ جوارها تبدأ بـ تناول فطارها و لكن عندما وصلت أنمالها التى تحمل بينها الطعام إلى فمها سمعت صوت الجرس يرن بـ هدوء رتيب، تركتها و وقفت لـ تذهب كى تجيب ولكن سبقها أسر قائلاً: خليكى أنتى يا ماما و أنا هشوف مين.
نظر من العين الصفيرة أولاً وجدها إمرأة يظهر عليها الرقى تقف وهى تحمل حقيبتها الغالية على ذراعها و تنتظر الإجابة… عقد حاجبية بـ إستفهام بـ التأكيد غلطة بـ الشقة، قرر أن يفتح ويرى من تريد بعد أن رن الجرس مرة أخرى.
فتح الباب ونظر إليها بـ إحترام قائلاً: أهلاً… أقدر أساعد حضرتك.
أصابتها رعشة قوية بـ جسدها وهى ترى حفيدها أمامها هو يشبه بكرها حتى إن لم يلاحظه أحد المقاولين، أومأت بـ إبتسامة مرتعشة قائلة: أنت أسر.
أومأ بـ رأسه فـ أكملت قائلة بـ هدوء ولم تختفى تلك الإبتسامة ولا رعشة جسدها وهى تضم قبضتيها بـ قوة: كريمة موجوده…
وهنا كانت كريمة خرجت وراءه تنظر لما تأخر ومن هذا الزائر… لم تعرفها فـ أقتربت تربت فوق كتف أسر قائلة: واقف كده ليه يا حبيبى… مين إلا على الباب.
_ أنتى كريمة.
قالتها فريال وهى تنظر إلى كريمة التى عقدت حاجبيها تجيبها بـ الموافقة و لكن رسمت الصدمة و الدهشة التى جعلت قبضتها تشدد بـ خوف فوق كتف وليدها عندما سمعتها تعرف عن نفسها قائلة: أنا فريال الأبنودى… مامت فادى.
******************
قصر سائر الشهاوى.
بـ غرفة السفرة.
كان الجميع يتناول طعامه و معهم " جى_سو" بعد عودته منذ يومين من رحلته المستكشفة معالم مصر السياحية ولكن تفاجئ بما حدث بـ غيابة من إستقالت محمود و إعلان خطبته وتحديد فرحه بعد يومين وهو أجل رحلته لـ بعد فرحه حتى يحضره وبعدها يغادر ويعود إلى البحر وبلده ويفكر بـ تقديم إستقالته هو أيضاً ويستقر لقد أعجبته الفكرة كثيراً بعد أن رأى تلألأ عين محمود والعشق الذى يظهر بـ وضوح عليه.
_ شهد ممكن توصلى الملف دا لـ فارس فى طريقك.
قالها سائر مقاطعاً الصمت الذى يغلفهم على غير عادة فـ جعلها تنظر إليه بـ إستفهام قائلة بـ ضيق تحاول إخفاءه : ليه يا بابى… واشمعنا أنا.
_ عشان أنا لازم أروح الشركه… واشمعنا أنتى فـ عشان هو فى طريقك وعنده إجتماع ضرورى خارح الشركة.
قالها سائر بـ جدية ونبرة أمرة لا تقبل النقاش جعلها تجيبه بـ خنوع مبرطمة بعض الكلمات بـ حنق غير مفهوم.
******
أوقفت سيارتها بـ جوار المطعم الذى أخبارها والدها أنه ينظرها هناك وترجلت وهى تحمل الملف من فوق الكرسى بـ جوارها وتسب فارس الذى كمن كان يريد الفرصة لـ يتركها دون أن يلتفت إليها ولو لـ ثانية واحده.
وقفت بـ جوار باب المطعم من الداخل تلتف حتى رأته يجلس مع فتاة لم ترى وجهها بسبب أنها تعطيها ظهرها وضحكاتهم تعلو شئ فـ شئ… إقتربت منه بـ حدة وغيرتها وتملكها وغرورها الأنثوى هو الذى يحركها… قذفت الملف بـ قوة أمامه بعد أن وقفت بـ جواره قائلة: إتفضل الملف… وبدل ما تعطلنى وأنت قاعد تضحك وتقهقه.
أجفل من وجودها هو لم يعلم أنها من ستجلب الملف لم يخبره سـ…. علم الأن لم أصر سائر أن لا يأتى بـ نفسه لـ أخذه ولكن لما لا يرهق قلبها كما أرهقته هى، لقد شاهد غيرتها وغضبها من عرقها النافض بـ وجنتها… إبتسم بـ برود قائلاً: أسف لو عطلتك بس أنا ما طلبتش منك تجبيه تقدرى تتفضلى دلوقتى عشان معطلكيش أكتر.
كادت أن تبثق كلمات لاذعه بـ وجهه ولكن قاطعها ذلك الصوت المائع الذى لم يختلف مهما مر عليه الزمان قائلة: شهد إزيك؟.. أتغيرتى جداً و بقيتى شكل الرجالة كدا ليه.
إلتفتت وحدقتاها متسعة من ظهورها وحديثها فـ أجابتها قاصفه إياها بعد إستيعاب ما قالته: وأنتى لسه متغيرتيش يا ست مايعه.
احمرت وجنتيها من الغضب ولكن سيطرت عليه قائلة بـ ميوعة مغيظة إياها: وأنتى متغاظة ليه يا شهد… ولا عشان معندكيش ذرة أنوثة.
إرتفع جانب ثغرها بـ إبتسامة هو يعلم ما بعدها مقتربة منها هامسة: إذا كان على الأنوثة يا شهد… فـ مافيش أكتر منها عندى ولا نسيتى… أما بقى أنا مخبيها ليه فـ عشان شغلى هو أنتى متعرفيش.
حركت شهد السويسرى رأسها بـ الرفض بـ وجه يظهر عليه الخوف من همسها بـ وضوح جعل إبتسامتها تزداد قائلة: عشان إلا قدامك الرائد شهد سائر الشهاوى.
شحب وجهها من الخوف و قررت الإنسحاب الأن مؤقتاً ومتوعده لـ نفسها بـ لقاء ثانى لـ إكمال مخططها قائلة وهى تحمل حقيبتها واقفه وتهرول إلى الخارج: مبسوطة إنى قابلتك إنهارده يا فارس هبقى أكلمك… سلام.
تابعتها شهد حتى إختفت خلف باب المطعم ملتفته إلى فارس الذى كان يتابعهن بـ تسلية مخفياً إياها خلف ملامحه الجامدة قائلة بـ غضب لم يهدأ: ممكن أعرف كنتوا بتضحكوا على إية.
حرك كتفه لـ أعلى وأسفل بـ لا مبالاه قائلاً بـ برود وهو يحمل الملف ويفتحه: حاجة متخصكيش…
ثم تابع بـ مكر: أنتى لا حبيبتى ولا خطبتى ولا مراتى عشان أقولك… وشكراً كمان مره على تعبك.
أنهى حديثه وهو يرفع الملف بـ يديه يعلمها سبب شكره ثم بدأ بـ الإنتباه إلى ما يوجد به جعلها تشتاظ غيظاً قائلة بـ غضب قبل أن تتركه.: أعرف أنك شوفتها تانى ولا كلمتك يا فارس.
تركته وخرجت كـ الإعصار كما إقتربت منه، تركته وهو يبتسم على غيرتها الواضحه والتى تخفيها خلف كبريائه.
************* يتبع باقى الفصل.
بـ شقة كريمة فؤاد.
الصمت يعم المكان ولا يقطعه إلا صوت أنفاس متوتره ومنها الخائفه… يجلسون بـ غرفة الإستقبال فريال على كرسى الموجه لـ الباب و كريمة أمامها على الأريكة تنتظر أن تبدأ حديثها… وخلف الباب يقف كل من أسر وأثير يسترقى السمع دون أن يلاحظهم أحد ينتابهم الفضول عن من هذه؟…
حمحمت كريمة بـ خفوت قاطعه الصمت والخوف يكاد يقتلها كمداً، جعلت قلب فريال يرأف بها مبتسمة بـ هدوء متحدثة بـ لباقة كما تعودت من إجتماعاتها بـ الجمعيات الخيرية وحقوق المرأة قائلة: إهدى وخدى نفس متخفيش.
إحتبست أنفاس كريمة أكثر و زاد قلقها وخوفها عندما سمعتها وهى تتحدث بـ دبلوماسيّة ورقى زادت دقاتها هاتفه بـ قوة واهنه تدارى بها خوفها الظاهر لـ الجميع: ممكن أعرف إنتى جاية هنا ليه.
_ قولتلك متخفيش… أما جاية ليه فـ ده عشان أحفادى.
وتلك الإجابة المتعالية والواثقة كفيلة بـ دفع الأدرينالين بسبب أمومتها والحماية والتملك منتفضة واقفه من مكانها قائلة بـ حدة و صوت لا يقبل النقاش أو الرفض: أسفة مالكيش أحفاد عندى… شرفتينا.
أنهت كلمتها وهى تفرد ذراعها تشاور بـ إتجاه الباب ، جعلت فريال تعلم خطأها التى تحاول إصلاحه فـ سوف تفسده دون أن تقصد تغاضت عن إهانتها واقفة متجه إليها تربت على كتفها قائلة بـ هدوء وإبتسامة تحاول الوصول إلى عينيها ولكن لا تستطيع كما نشئت أن لا تظهر ما بداخلها مهما حدث: أنا مستحيل هفرق أم عن أولادها، أنا جاية عشان أقولك ساعدينى أضمن حقوقهم وأعوضهم ولو جزء بسيط من إلا شافوه.
هدأت وتيرة أنفاسها قليلاً فقط ولكن جاء ببالها الأن كيف علمت؟ أو من أين علمت مكانها؟!.. ولكن لم تعلم أنها كانت تفكر بـ صوت وصل إليها فـ أجابتها وهى تجلس فوق الأريكة وتجلسها بـ جوارها قائلة: عرفت من فادى إلا هيموت ويشوفك ويتكلم معاكى مع أولاده … وعرفت مكانك منين فـ عرفت من كارلا عضوة معانا فى الجمعية و مرضيتش تقولى على مكانك إلا لما إتأكدت إنى مش هضيقك أو هفرض عليكى شئ.
هربت عبرة من عين كريمة و وتيرة أنفاسها تزداد إضراباً و بدأ ضغط الدم ينخفض عندما وصل إليها أن فادى يعلم مكانها ويعلم أنها أنجبت منه وأخفت عنه لن تستطيع خسارة أولادها هم من تبقوا لها بـ هذه الحياة… رحبت بتلك الغيمة السوداء التى بدأت تسحبها بـ داخلها تدريجياً وتسمع صوت أثير الباكى من بعيد يترجها أن تفيق و محاولة أسر معها و أخيراً صوت فريال من نقطة لا تعلم كم تبعدها تأمر طبيب بـ الحضور بـ أسرع وقت.
********************
بـ داخل مكتب عميد الكلية الصيدلة.
وقفت شذا بين أحضان زيد تبكى بـ قوة وجسدها ينتفض بين ذراعية و زيد يحاول تهدأتها دون أن يلقى بالاً لـ العميد أو هؤلاء من يتابعوه منهم بـ غضب و حقد ومنهم بضيق على لامبالاته منهم، لقد إشتبك معهم بـ الخارج بعد أن ترجل و سمع حديثهم عنها وسخريتهم منها بسبب لون عينيها لم يستطيع أن يتمالك ذاته و هجم على الشاب يلكمه بـ قوة مشتبكاً معه ولم يتركه إلا عندما تدخل أمن الجامعة منتهى بهم الحال داخل مكتب العميد.
_ أدى شغل النحنحه مش هيخلص إنهارده.
قاطعهم صوت ساخر من إحدى الفتيات المتابعات، جلعت شهقات شذا تزداد و زيد يلتفت إليها بـ غضب لم يستطيع السيطرة عليه مع رؤية دمع وضعف شذا بين يديه وأمامهم قائلاً من بين ضروسه بـ غضب: كلمة كمان وأندمك إن أهلك خلفوكى… ميغركيش البلدة والنضارة لأ أن إتعملت مع نوعيات **** زيك كدا كتير.
إحتقن وجه الفتاه من الغضب وزاد إحمراره جعلها تلتفت إلى العميد الذى يزداد قلقه أن تغضب منه و والدها من مساهمين بـ تلك الجامعه فـ هو يقابله الكثير من هذه المواقف ودائماً ما يفوز المنصب أمام الحق كما يحدث بـ تلك الجامعات دائماً، ظلت تنظر له تنتظر أن يتحدث فـ هتف بـ حده وغضب فى زيد قائلاً: إحترم نفسك أنت فى مكتب العميد إزاى تتجرأ و تتكلم بـ الأسلوب القذر ده وعشان كده تقدر تعتبر نفسكم مفصولين من الجامعة.
إبتسمت الفتاة بـ تشفى وإنتصار ولكن لم يدوم عندما صاح زيد بـ قلة صبر عندما بدأت شهقاتها تزداد و رجفتها بين ذراعيه مشدداً عليها: لو نسيت نفسك و نسيت هى مين؟ أقدر أفكرك حالاً.
تلجلج الجميع حوله و إضرب قلوب الفتيات والشباب الذين يقفون أمامه و لكن حاول إخفاءه عندما صاح الشاب بـ عنجهيه وغرور وكبرياء متباهياً: أنا هعرفك وهخليك تندم على اليوم إلا جيت فيه، هعرفك إزاى ترفع إيدك على حازم السويسرى.
لم يبالى به ولا أن يلتفت إليه وهو يحرك شذا حتى تجلس بعد أن خارت قوها من كثرة البكاء، أجلسها على كرسى بـ جوار المكتب و ركع أمامها يدلك يدها ثم رفع وجهها يجفف بـ إبهامه دموعها ويربت به على وجنتها قائلاً: إهدى وأنسى مش هتشغلى بالك بـ شوية خدامين المال أنتى شذا الشهاوى، مرات زيد الشافعى، أوعى فى لحظه أشوفك بـ الضعف دا تانى.
وهنا كانت الصدمة من نصيبهم وجعلت كـ من يقف الطير فوق رؤسهم عندما علموا هويتهم وإلى أى عائلة ينتمون… أول من بادر بـ خوف هو العميد الذى إقترب منهم يعتذر ويتلون أمامهم قائلاً: أسفين يا زيد بيه… إلا مايعرفك يجهلك، وأنا هعرفهم و هجازيهم بـ الفصل من الكلية أسبوع.
وقف وأسندها حتى يغادر من ذلك المكان الملئ بـ النفاق قائلاً بـ تكبر لم يفعله من قبل: ميهمنيش أنت تجزيهم أو لأ، حسابهم عندى لو شوفت طيفهم بس قريب منها.
ثم غادر بـ بساطه بعد أن حملها بين ذراعية كـ طفلة صغيرة وهى حاوطت رقبته دافنه وجهها بـ صدره بـ وهن وإرهاق من إنهيارها المسبق، مغادراً دون أن يبالى بـ النظرات التى تحولت إليه بـ فضول، وغيرة، وحقد، وحسد.
أدخلها السيارة ثم وضع لها حزام الأمان و قبلها فوق رأسها مرخى لها الكرسى حتى تمدد جسدها ثم صعد بـ جوارها بعد إنتهاءه وإلتف إلى مقعد السائق منطلقاً إلى مقر عمله بـ أحد المستشفيات الحكومية.
*******************
بـ شركة الشهاوى.
داخل غرفة الإجتماعات.
كانت "هنا" تقف أمام الجميع و تريهم على الشاشة الكبيرة الحديثه إعلانها المصمم لـ أحد المشروعات الخاصة بـ الشركة و تتحدث بـ حماس و قوة حتى أنتهت و أشاد الجميع بيها، جلست مكانها بـ جوار مالك الذى وقف بتعنت ولم يقبل أن تجلس بـ جوار شقيقه وزميلها بـ الشركة وكان سائر يترأس الطاولة و على يمينه فارس و يساره مالك، لم يظهر إبتسامة على غيرة إبنه الظاهره لـ الجميع و مشاكسته لـ " هنا " من أسفل الطاولة بعد جلوسها بـ جواره قائلاً بـ نبرة جادة وعملية: الفكرة عجبتنى تقدرى تبدأوا بـ تنفيذها… ولا إيه رأيك يا مالك.
أنهى حديثه بـ سخرية من إبنه الذى يوجد معه بـ جسده أما عقلة ملتهى بـ مغازلة تلك التى بـ جواره و وجهها تزداد حمرته كلما حرك كفه على ظهرها أو أمسك يدها بـ عبث، حمحم مالك ولم يترك يدها قائلاً: طبعاً يا بوص… أنا ليا رأى بعد رأيك.
كتم رأف وفارس ضحكتهم بعدما علما ما يفعله مالك… مر الوقت و إنتهى إجتماعهم و بدأ الجميع بـ المغادرة، وقف فارس أمام سائر داخل مكتبه بعد مغادرتهم الغرفة قائلاً: ليه عملت كده؟.
لم يتجاهل سائر أو يظهر عدم معرفته بل إبتسم وهو يجلس بـ كرسيه خلف المكتب بـ أريحه قائلاً: عشان أنتو الاتنين أغبى من بعض.
_ بس أنا المدة إلا أنت إدتهالى خلصت ليه دلوقتى بتساعدنى.
إبتسم سائر بـ محبه فـ فارس يذكره بـ شبابه ويشبه كثيراً كـ أنه من صلبه، أشار له أن يجلس أمامه، ونفذ فارس بـ إحترام واستمع له بـ إهتمام.
_ لو معترض إنى أساعدك يبقى خلاص أنسى، ولا أى حاجه حصلت.
_ لا.. لا مش معترض، مستغرب بس مش أكتر.
أجابه فارس بـ لهفه وهو يكاد يقفز من مكانه، صدحت ضحكات سائر الذى أجابة بـ غموض: تمام هساعدك أنت عارف معزتك عندى.
أجابة فارس بـ تأكيد و إبتسامة فرحة تكاد أن تؤلم فكه بسبب إتساعها.
****************
شقة كريمة فؤاد.
داخل غرفة كريمة… كانت ممدده فوق الفراش و موصل بـ يدها محلول مغزى مختلط بـ بعض الأدوية الخافضة لـ ضغط الدم و أثير تجلس بـ جوارها وتبكى خوفاً عليها وأسر يقف يتابعهم بـ ملامح مبهمة لم تفهمها فريال… إقتربت منه و ربتت فوق كتفه بـ حنان فطرى قائلة: متقلقش هتبقى كويسة، الدكتور طمنى.
إلتفت ينظر لها لـ ثوانى ثم أبعد كفها بـ هدوء قائلاً بـ نبرة تحمل الكره بـ داخلة لـ تلك العائلة المتسببه لـ كل ما يحدث معهم منذ أن علم ما حدث مع أمه وأن زوحها لم يكن أبيهم، كان طفل لم يتعدى الثامنة بعد و سمعه يسبها وضربها وينعتها بـ الزانية، وبعد أن راءه جذبه وبدأ بـ ضربه و قول ماحدث لـ والدته و هى كانت تحاول حمايته أخذه الضربات مكانه، إبتعد عنها وهو ينظر لها بـ كره وغضب: عايزين مننا إيه؟. سيبونا فى حالنا ما صدقت إن إحنا بدأنا نرتاح… جاية ليه دلوقتى… أتفضلى وقولى لـ إبنك إن ينسانا وينسى أمى زى ما كان نسينا… إتفضلى.
أنهى حديثه وهو يشاور لها بـ إتجاه الباب دليل على عدم ترحيبه بها او بـ مساعدتها، كانت فريال تتابعه مدهوشه من حديثه والكره المنبثق من عينيه إتجاهها، لم يكن طفل بـ السادسة عشر بل رجل أتم عامه الثلاثين، تقلصت ملامحه بـ ألم من جانبه وإنتبهت له توأمه التى قفزت بـ إتجاهه قائلة بـ لهفة وخوف: أسر… أسر إنت مأخدتش الدوا ثوانى وهجيبهولك.
هرولت أثير بـ إتجاه المطبخ لـ جلب له دواءه وقررت فريال الإنسحاب حالياً ثم العودة لـ كريمة وهم غير موجودين.
**************
يتبع………
**************
تعليقات
إرسال تعليق