الفصل الخامس والعشرون

 





    ولج النهار بـ الليل محدثاً خيط رفيع من الضوء متسلل إلى داخل الأسطبل يظهر مدى عمقها بـ النوم براحه فوق قومة القش و المهرة تنظر إليها بـ بعض الاستغراب والفضول و لم تكن وحدها بل زوج العيون التى تقف منذ ثلاث ساعات دون ملل تراقبها… ملامحها تبدوا عليها الراحة كـ أنها لم تدعس قلبه دون أن تلتفت له… أنثى مغوية بـ فطرتها دون تجمل أو خبث … عندما وجدها تتململ بـ نومتها على وشك الاستيقاظ… إعتدل بـ وقفته ولكن ألمته رجله وتخدلت بسبب تخشبها منذ ثلاث ساعات دون حركة… تأوه بـ صوت عالى دون أن ينتبه إلى تلك التى فتحت عينيها بـ قوة عند سماعه و أنتفضت واقفة تنظر إليه بـ غضب… إستعادة قوتها بعد أن أخذت قسط من الراحة بعد إرهاق أيام بـ مهمتها… أسندت كفيها على خصرها نتظر إليه رافعه حاجبها الأيسر بـ تهكم وغضب… لم يقطع الجو المشحون بينهم إلا صهيل شهد محركه رأسها وهى تنظر إليهم كـ أنها تعلم ما يحدث حولها.


_ مسمتكيش شهد من فراغ…


تمتم بها فارس بـ ضيق من صهيل المهرة والواضح عليها إندماجها مع شهد لـ عدم محاولتها لـ التهجم عليها وهى نائمة أو الفرار من الاسطبل.


_ والنهاية؟!.


قالتها شهد بعد أن إقتربت منه و وقفت أمامه تنظر إليه بـ تحدى غاضب… ولكن قابلها هو بتحريك أكتافه إلى أعلى وأسفل مجيباً إياها بـ إستفزاز: مش هتخرجى من هنا إلا وإحنا متفاهمين و تحطى كبريائك فى جنب.


كل ما صدر منها هى ضحكة عالية وخالية من روح الدعابة… ضحكة تهكمية وساخره منه… إستمرت بـ الضحك وهى تنحنى تمسك بطنها دليل على تألمها من ضحكاتها ثم إعتدلت سريعاً وتجمدت ملامحها دون تأثر وليس كمن يضحك منذ قليل… ظل يتابعها بـ ملامح واجمه وينتظر إنتهاءها مما تفعله ولكن تفاجئ من سكونها والمفاجئ واللا مبالاه التى تنظر إليه بها قائلة بـ نبره ساخره: و أنا كده أخاف وأوافق على إلا أنت عايزه صح.


_ أنتى ليه مصره تعذبينا بـ كبريائك وغبائك… هترتاحى لما أبعد عنك.


صاح بها بـ نفاذ صبر لقد ضاق صدره من غبائها و كبريائها وغرورها… أجفلها صياحه الغاضب و صهيل المهرة الغاضب من صوته العالى و تحركها بـ تمرد تريد الخروج والابتعاد… تابع بعد أن زفر وأستغفر ربه: إلا أنتى عايزاه هيحصل يا شهد… يلا عشان نرجع.


هكذا بـ بساطة بعد أن إعتادت العند منها يقابل الرجاء منه… يخبرها بـ بساطة أنه سيتخلى عنها أ ليس هذا ما كانت تريده لما إنقبض قلبها رافضاً عدم رؤيته أو مطاردته لها بعد الأن.


*****************


_ تصبحى على خير هنا قلبى.


قالها مالك بـ حالمية وحب صادق ليس كما كان يقولها بـ علاقاته السابقة… أغلق الهاتف بعد أن قابل حديثه صمتها الخاجل و إعتراضها أنهم لم يعودا بـ الليل بل طلع الصباح عليهم وهم يتبادلوا الحديث بـ شغف و عشق وأسف مالك لها كثيراً.


وقف من مكانه عندما نظر إلى ساعة يده الباهظة وعلم أن الأن موعد إستيقاظ شهد حتى تبدأ تمارينها الصباحية وقرر الذهاب إليها حتى يشكرها على مساعدته… لم يرغب أن يوقيظها بعد أن عاد من الخارج حتى يتركها تنال بعض الراحة… وقف أمام باب غرفتها ودق باباها مرة وأثنان ولكن لا إجابة قرر الدلوف حتى يرى إن كانت مازالت نائمة أم لا… تفاجئ بـ خلو الغرفة الفراش كما هو منذ البارحه… توجه إلى الباب الداخلى الخاص بـ المرحاض وجده مفتوح نصف فاتحه و نوره مغلق دليل على فراغه… أغمض عينيه بـ غضب عندما تذكر أن أخر وجودها بـ المطعم و لم يراها بعدها وأنها كانت فكرة فارس… تنفس بـ غضب ثم تحرك بـ خطوات غاضبه بـ إتجاه غرفته وهو يتوعد إلى فارس ثم حمل هاتفه بـ غضب و فحصه بـ غضب وهو يخرج من الغرفة متجه إلى الأسفل ثم وضعه على أذنه يستمع وينتظر إجابة الآخر… ولكن قابلة صوت الآلى الخاص بـ الشركة يخبره أن الهاتف خارج نطاق التغطية… مما جعل غضبه يزداد ويسب فارس وعندما وصل إلى سيارته وقف أمامها و هاتفه مره أخرى ولكن قابلة نفس الرد فـ أخفض الهاتف بـ غضب و ركل إطار السيارة بـ غضب ثم حاول مهاتفت شهد والذى كان نفس الرد إلتف إلى مقعد السائق و فتح باب المجاور وهو يحاول الوصول إلى أحد منهما صعد وأغلق الباب وهو يتوعد بـ الهلاك بـ فارس وقاد السيارة بـ تهور بـ إتجاه بواب القصر الخارجية وفتحها بـ الريمود المخصص لها وخرج كاد أن يبتعد بـ الخارج ولكن شاهد سيارة فارس القادمة بـ إتجاه القصر… فـ ترجل مسرعاً وأنتظره حتى توقف بـ جواره… أقترب من فارس بـ غضب ثم أخرجه بـ غضب وغيره على شقيقته ولكمه بـ قوة وهو يسبه ويلعنه… وقفت شهد تتابعهم ولم تتدخل بينهم مازالت تحت تأثير صدمة إستسلامه بـ مطاردتها… بادله فارس بعد أن زاد مالك هجومه ولم يفصل بينهم إلا الحرس الخاص بـ القصر فـ صاح مالك بـ تهديد وحارس يكتفه بعيداً عنه: لو قربت منها تانى هيبقى أخر يوم فى عمرك… ولو فاكرنى هسكت عشان ساعدتنى تبقى غلطان أختك تبقى مراتى… إنما بـ أى حق بتقرب من أختى.


مسح خط الدماء من جرحه المجاور لـ شفاه الذى لم يشفى بعد من لكمتها له بـ الأمس قائلاً وهو يتجه إلى سيارته ويصعد ويغادر.: أطمن مش هتشوفنى جنبها تانى.


ولكن أكمل باقى جملته داخل عقله ( من غير صفه إلا مراتي) ثم غادر تاركاً خلفه مالك وهو يتجه إلى شهد بعد أن أمر الحارس بـ إرجاع السيارة إلى الجراچ وأتجه إلى شهد التى مازلت متخشبه مكانها تنظر إلى طيف سيارته بـ ملامح غير مقروءه محتضاً كتفها بـ ذراعه قائلاً: مستحيل أحطك فى مقارنة… أنتى غالية أوووى يا شهد… أنا عارف أنك بتحبيه… وعارف إن مستحيل يأذيكى.


إلتفت تنظر إليه بـ إستفهام وتخبره بـ نظراتها إن كان يثق به لما تشاجر معه فـ أجابها دون أن تنطق بـ سؤالها قائلاً: مش معنى إنى بثق فيه أسيبله شاهندى يستفرد بيه … مهما كان شاهندى هو أول حب ليا ولا نسيتى يا أم عيون قطط.


أنهى حديثه بـ مرح جعلها تبتسم وتحتضنه مغمضه أعينها تتمنى محوى تلك الذكرى التى تغذى كبريائها أن يقف سداً بينهما.


************


بـ أحد الفنادق الراقية.


بـ الجناح المخصص لـ زيد وشذا.


ظل يتابعها وهى غارقه بـ أحلامها بين أحضانه… لا يصدق إلى الأن أنها صارت زوجته وملكه قلباً وقالباً… ظهرت شبح إبتسامة بـ جانب ثغره ثم سحب ذراعه من أسفلها بـ خفه حتى لا تستيقظ و وقف من جوارها يحمل ملابسه يرتديها ثم إتجه إلى الحمام الملحق و أنهى حمامه الذى أنعشه وخرج منه وهو يرتدى روب الإستحمام و يدندن ويحرك المنشفة الصغيرة يجفف بها رأسه ثم يستخدمها بـ بعض حركات الرقص( يا حلو صبح .. يا حلو طل… يا حلو صبح .. نهارنا فل… من قد إيه و انا بستناك… و عيني ع الباب و الشباك… عشان اقول لك و اترجاك يااااا حلو… يا حلو ياااا .. يا حلو صبح)


اقترب منها بـ نهاية ثم ظل ينظر إلى إنغماسها بـ النوم دون أن تشعر به مما زاد من ضيقه منها أنها مازلت نائمة إلى الأن وتغلق عينيها الأسيرتين عنه دون أن يراها ويتأملها… إثترب من هاتفه يحمله من فوق الكومود ويفعل عليه الجرس الخاص بـ مدرستها الداخلية التى كانت بها… وعلم منها أنهن يستيقظون على صوته يومياً… إقترب من أُذنها ثم وضعه جعلها تنتفض بـ نصف عين متمته بـ اللغة البرطانية: حسناً… لقد إستيقظت إما!. 


لم يستطيع أن يكتم ضحكاته وهو يراها هكذا شعرها الفوضوى و عينيها الكسولة وتطلب النوم بـ رجاء و تدلكها بـ ظهر يدها حتى تفيق قليلاً و تتحرك بـ عشوائيه بـ الغرفة دون واجه وتحمل ثيابها من الأرض… تعالت ضحكاته عندما إرتدت قميصه و إنحنت ترتدى فردة حذاء خاصة به و الأخرى بها ، وتحركت بـ عرج وتكاد تقع من حذائه الكبير حتى تخرج من الغرفة إلى الصالة الملتصقة بـ غرفة النوم بـ جناحهم وأتجهت إلى الأريكة وجلست تكمل نومها دون أن تشعر… فعلت كل شئ وهى مغمضة العينين ولا تنظر أمامها وبسرعة وكان زيد ركع يمسك بطنه من كثرة ضحكاته التى سببت له الألم و إزدادت عندما وجدها تنام وهى جالسه.


إخترق صوت ضحكاته أُذنيها وبدأت تفيق قليلاً حتى إستيقظت بـ الكامل متسعة العين أنها لم تعد بـ مدرستها وأنها مع معشوقها الذى طالب بـ إنهاء عمره بعد فعلته هذه وأنتفضت وهى تحمل فردة حذاءه قاذفة إياها أصابة رأسه صارخة بـ حنق: بتضحك عليا يا زيد… 


أصابته بـ قوة جعلت رأسه يدور قليلاً و يرتد نائمة على ظهره وهو يدلك موضع الألم غير مستوعب ما حدث.


**************

بـ أحد المستشفيات الحكومية.


الساعة الثانية عشر ظهراً.


وقف أمام الغرفة ينظر إلى بابها… غير مستعد لـ المواجهة يلعن نفسه وفترة عنفوانه الشبابى الذى دمرها… تلك الفتاة الرقيقة سمراء العين… سحرته منذ أن رأها ولفتت نظره ويا ليتها لم تفعل… دمرها ولم يعلم كل ما يذكره أنها إختفت مع والدها الذى إستقال وإبتعد عن المدرسة وعاد إلى قريته.


ستغادر المشفى اليوم هى وإبنتها… لا فهي إبنتهم لديه أبناء… صار أب وعنده فتاه وفتى…( اااااه) أنطلقت بـ أعماقة عند ذكر إبنه الذى فقد جزءً من روحه قبل عضوه… فاجئه عند إستيقاظه بـ ردة فعله القوية وعدم إظهار ضعفه ولا وهنه بل طلب من الطبيب ألا يرى أحد حتى يكتب له الخروج.


خرج الطبيب من الغرفة بعد أن فحصها هى إبنتـ..هم… مازال لا يصدق القدر وأفعاله… وقف أمامه يسأله بـ إهتمام عنهم وجاوبه الطبيب بـ نبرة عملية وإبتسامة بسيطة: الحمدلله الأم و البنت يقدروا يخرجوا أنهارده بس محتاجين راحه أما الولد فـ هيفضل تحت المراقبة كمان يومين نتابع مؤشراته الحيوية بعد فقد بعض أعضائه.


_ لو مافيش هنا إمكانيات أنا ممكن أنقلة مستشفى خاصة أو يسافر لو فى خطر.


قالها فادى بـ قلق ظهر فى عينيه رغم ثباته الظاهرى… فـ نفى الطبيب أن ليس هناك داعى وأن هنا كـ غيرها… شكره فادى ثم تركه يغادر كى يبدأ بـ المعاملات لـ خروج كريمة.


رفع هاتفه ينظر إليه بـ تردد ولكن لن يستطيع الظهور أمامها فجأة و بـ مفرده… حسم أمره ثم بحث عن أسمها و هاتفها و وضع الهاتف على أُذنه ينتظر إجابتها… 


         ******

على الإتجاه الأخر كانت تجلس بـ غرفتها ترفض الخروج منها حتى لا تواجه أحد لا تصدق إلا الأن قراره بـ الإستسلام وتركها… صوت إهتزاز هاتفها على الكومود دليل على إقبال مكالمة بسبب تفعيله على نظام الهزاز جعلها تفيق من أفكارها التى أوشكت أن تبتلعها و لكن عندما وجدته فادى رفضت المكالمة ثم وضعته مكانه مره أخرى… ولكن كان يلح عليها كلما رفضت بـ أن يرن بعدها حتى جاوبته بـ صياح: عايز إيه دلوقتى؟!.


ولكن كل ما قاله دون الإنتباه لـ لهجتها معه: إتكتب خروج لـ كريمة وأنا هدخل لها.


ثم أغلق الهاتف دون حرف أخر منه أو منها… مما جعلها تنظر إلى الهاتف مشدوه ثم بـ ثوانى كانت تنتفض واقفة مهرولة لـ الخارج و هى تحمل مفاتيح سيارتها… إتجهت إلى غرفة الجلوس الأنيقة تعلم أن والدتها هناك الأن تجلس بـ مكانها المفضل تراقب الحديقة من باب الزجاج بـ عرض الحائط و تحمل كتاب بـ يدها… إقتربت منها قائلة بـ لهفه وهى توقفها حتى تذهب معها: مامى محتاجكى معايا… please… 


جذبتها كارلا من يدها التى تمسكها توقفها قائلة: شهد فى إيه؟!.. أصبرى يا بنتى… فهمينى!.. 


_ يا مامى مافيش وقت يلا هفهمك فى الطريق. 


أجابتها وهى تسحبها معها إلى الخارج بـ إتجاه سيارتها حتى تغادر ولكن أوقفتها مره أخرى قبل أن تقترب منها قائلة: ثوانى يا شهد… هكلم سائر وأقوله. 


_ كلميه فى العربيه يلا يا مامى. 


رضخت كارلا لها بسبب إلحاحها و صهدت بـ جوارها وتأخذ هاتفها بسبب تركها الخاص بها بـ الداخل وهاتفت سائر الذى تفهم أنها لا تعرف الأن و عندما تعود سيتحدثون كـ عادتهم ثم أغلقت معه و نظر لها وهى تقود وتستغفر فـ سألتها مستفهمه عما يحدث فـ أجابتها: فاكرة يا مامى كريمة صحبتى.


قطبت كارلا حاجبيها بـ عدم تذكر فـ أكملت حديثها مفكره إياها: كريمة فؤاد يا مامى إلا كانت معايا فى الإعدادى.


همهمت كارلا بـ تذكر قائلة: طيب إية سبب إنفاعلك كدا وتوترك ومالها.


بدأت شهد بـ شرح كل ما حدث مع كريمة حتى تستطيع والدتها المساعدة لأنها لا تعرف كيف التصرف مع كريمة بعد ما حدث معها… أنتهت من سرد حكايتها و أوقفت سيارتها بـ مكان مخصص أمام المشفى بعد أن وصلت فـ ربتت كارلا على كتفها بـ فخر بـ مشاعر إبنتها الخالصة وعدم تفكيرها بـ الطبقات و اختارت مساعدة صديقتها قائلة: ولا يهمك حبيبتى إهدى ومتنفعليش عشان تعرفى تمديها القوة إلا هى محتاجها… يلا بينا.


ترجلا معاً واتجهوا إلى داخل المشفى متجهين إلى الغرفة التى تركتها بها البارحة ، عندما إقتربت منها وجدته يستند على الحائط بـ جوار الباب ينتظرها بـ هدوء عكس ما يهيج بـ داخله… حرب من الماضى تنبش بـ قلبه دون رحمه.


وقفت أمامه تحدثه وتحاول أن لا يعلوا صوتها حتى لا يصل إلى كريمة قائلة بـ غضب: أنت غبى ولا ناوى تخلص عليها… مش كفاية إلا وصلت له بسببك.


أمسكتها كارلا قائلة بـ رزانه: شهد… إهدى أنا قولت إيه؟!.


أغمضت عينيها تستغفر الله زافره نفسها بـ غضب وتشدد على قبضتها حتى تهدأ قليلاً… ثم أومأت بـ موافقة إلى والدتها التى أمرتها أن تدلف إلى كريمة وتخبرها بـ وجودها وأنها سوف تتبعاها.


إنتظرت كارلا أن تغلق الباب خلفها ثم إلتفتت إلى فادى الذى إعتدل بـ وقفته مستعداً لـ الدلوف ولكن توقف عند سماع كارلا تحدثه: مش فى صالحك إنها تشوفك دلوقتى.


نظر إليها بـ استفهام… فـ أكملت وهى تنظر إليه بـ عمق تحلل عقله وتفكيره من نظرتها كما إعتادت أن تفعل على مر عمرها: لو فعلاً عايز تصلح الماضى… متصلحوش بـ إندفاع عشان وقتها أنت إلا هتخسر.


_ والمطلوب.


قالها بـ رجاء فـ هو لم يجد أحد يعلمه أو ينصحه فـ والدته تهتم بـ مظاهر وإجتماعات حقوق المرأة و هو بـ النهاية و والده العمل أولاً ولياليه الماجنه ثانية و هو بـ الأخير… رأت بـ عيناه نظره لن تخطئها مهما مر بها العمر… نظر فقد رأتها بـ زمائلها بـ الدراسة عندما يشاهدوا دلال أبويها لها وأهتمامهم بها… إبتسمت بـ حنان أموى قائلة: أنا هعمل إلا هقدر عليه بس أسمع كلامى و متظهرش ليها إلا لما أقولك. 


إبتسم بـ أمل و راحة إجتاحته وشعور بـ الألفه والحنان إتجاهها… أومأ شاكراً إياها ثم إبتعد من أمامها حتى تدلف إلى الداخل. 


دقت الباب ثم أطلت منه عليهم قائلة بـ مرح: أدخل ولا فى كلمة سر. 


إبتسمت كريمة لـ تلك المرأة الحنونة التى كانت تسضيفها بـ محبة عندما تذهب لـ تذاكر دروسها مع شهد وأومأت بـ رأسها تشير أن تقترب.منهم لا أن تظل بعيده عنهم.


وقفت شهد من مكانها متجه إلى أثير إبنة كريمة جالسه بـ جوارها حتى تتمكن والدتها بـ الجلوس بـ جوار كريمة… جلست كارلا بـ جوارها ثم إحتضنتها بـ حنان مربته على ظهرها وتحرك كفها فوق خصلاتها القصيرة بـ حنان… وكأنها كانت تنتظر ذلك الإحتواء حتى تنفجر بـ البكاء.


ظلت تربت وتشدد من إحتضانها تبثها الأمان التى إفتقدته من أهلها بعد أن تخلوا عنها و تركوها بين يدى ذلك المجرم… وتدعى إلى الله أن يريحها و أن تنال الراحة بعد أن أخذت جزاءها على ما إقترافته

    ولج النهار بـ الليل محدثاً خيط رفيع من الضوء متسلل إلى داخل الأسطبل يظهر مدى عمقها بـ النوم براحه فوق قومة القش و المهرة تنظر إليها بـ بعض الاستغراب والفضول و لم تكن وحدها بل زوج العيون التى تقف منذ ثلاث ساعات دون ملل تراقبها… ملامحها تبدوا عليها الراحة كـ أنها لم تدعس قلبه دون أن تلتفت له… أنثى مغوية بـ فطرتها دون تجمل أو خبث … عندما وجدها تتململ بـ نومتها على وشك الاستيقاظ… إعتدل بـ وقفته ولكن ألمته رجله وتخدلت بسبب تخشبها منذ ثلاث ساعات دون حركة… تأوه بـ صوت عالى دون أن ينتبه إلى تلك التى فتحت عينيها بـ قوة عند سماعه و أنتفضت واقفة تنظر إليه بـ غضب… إستعادة قوتها بعد أن أخذت قسط من الراحة بعد إرهاق أيام بـ مهمتها… أسندت كفيها على خصرها نتظر إليه رافعه حاجبها الأيسر بـ تهكم وغضب… لم يقطع الجو المشحون بينهم إلا صهيل شهد محركه رأسها وهى تنظر إليهم كـ أنها تعلم ما يحدث حولها.


_ مسمتكيش شهد من فراغ…


تمتم بها فارس بـ ضيق من صهيل المهرة والواضح عليها إندماجها مع شهد لـ عدم محاولتها لـ التهجم عليها وهى نائمة أو الفرار من الاسطبل.


_ والنهاية؟!.


قالتها شهد بعد أن إقتربت منه و وقفت أمامه تنظر إليه بـ تحدى غاضب… ولكن قابلها هو بتحريك أكتافه إلى أعلى وأسفل مجيباً إياها بـ إستفزاز: مش هتخرجى من هنا إلا وإحنا متفاهمين و تحطى كبريائك فى جنب.


كل ما صدر منها هى ضحكة عالية وخالية من روح الدعابة… ضحكة تهكمية وساخره منه… إستمرت بـ الضحك وهى تنحنى تمسك بطنها دليل على تألمها من ضحكاتها ثم إعتدلت سريعاً وتجمدت ملامحها دون تأثر وليس كمن يضحك منذ قليل… ظل يتابعها بـ ملامح واجمه وينتظر إنتهاءها مما تفعله ولكن تفاجئ من سكونها والمفاجئ واللا مبالاه التى تنظر إليه بها قائلة بـ نبره ساخره: و أنا كده أخاف وأوافق على إلا أنت عايزه صح.


_ أنتى ليه مصره تعذبينا بـ كبريائك وغبائك… هترتاحى لما أبعد عنك.


صاح بها بـ نفاذ صبر لقد ضاق صدره من غبائها و كبريائها وغرورها… أجفلها صياحه الغاضب و صهيل المهرة الغاضب من صوته العالى و تحركها بـ تمرد تريد الخروج والابتعاد… تابع بعد أن زفر وأستغفر ربه: إلا أنتى عايزاه هيحصل يا شهد… يلا عشان نرجع.


هكذا بـ بساطة بعد أن إعتادت العند منها يقابل الرجاء منه… يخبرها بـ بساطة أنه سيتخلى عنها أ ليس هذا ما كانت تريده لما إنقبض قلبها رافضاً عدم رؤيته أو مطاردته لها بعد الأن.


*****************


_ تصبحى على خير هنا قلبى.


قالها مالك بـ حالمية وحب صادق ليس كما كان يقولها بـ علاقاته السابقة… أغلق الهاتف بعد أن قابل حديثه صمتها الخاجل و إعتراضها أنهم لم يعودا بـ الليل بل طلع الصباح عليهم وهم يتبادلوا الحديث بـ شغف و عشق وأسف مالك لها كثيراً.


وقف من مكانه عندما نظر إلى ساعة يده الباهظة وعلم أن الأن موعد إستيقاظ شهد حتى تبدأ تمارينها الصباحية وقرر الذهاب إليها حتى يشكرها على مساعدته… لم يرغب أن يوقيظها بعد أن عاد من الخارج حتى يتركها تنال بعض الراحة… وقف أمام باب غرفتها ودق باباها مرة وأثنان ولكن لا إجابة قرر الدلوف حتى يرى إن كانت مازالت نائمة أم لا… تفاجئ بـ خلو الغرفة الفراش كما هو منذ البارحه… توجه إلى الباب الداخلى الخاص بـ المرحاض وجده مفتوح نصف فاتحه و نوره مغلق دليل على فراغه… أغمض عينيه بـ غضب عندما تذكر أن أخر وجودها بـ المطعم و لم يراها بعدها وأنها كانت فكرة فارس… تنفس بـ غضب ثم تحرك بـ خطوات غاضبه بـ إتجاه غرفته وهو يتوعد إلى فارس ثم حمل هاتفه بـ غضب و فحصه بـ غضب وهو يخرج من الغرفة متجه إلى الأسفل ثم وضعه على أذنه يستمع وينتظر إجابة الآخر… ولكن قابلة صوت الآلى الخاص بـ الشركة يخبره أن الهاتف خارج نطاق التغطية… مما جعل غضبه يزداد ويسب فارس وعندما وصل إلى سيارته وقف أمامها و هاتفه مره أخرى ولكن قابلة نفس الرد فـ أخفض الهاتف بـ غضب و ركل إطار السيارة بـ غضب ثم حاول مهاتفت شهد والذى كان نفس الرد إلتف إلى مقعد السائق و فتح باب المجاور وهو يحاول الوصول إلى أحد منهما صعد وأغلق الباب وهو يتوعد بـ الهلاك بـ فارس وقاد السيارة بـ تهور بـ إتجاه بواب القصر الخارجية وفتحها بـ الريمود المخصص لها وخرج كاد أن يبتعد بـ الخارج ولكن شاهد سيارة فارس القادمة بـ إتجاه القصر… فـ ترجل مسرعاً وأنتظره حتى توقف بـ جواره… أقترب من فارس بـ غضب ثم أخرجه بـ غضب وغيره على شقيقته ولكمه بـ قوة وهو يسبه ويلعنه… وقفت شهد تتابعهم ولم تتدخل بينهم مازالت تحت تأثير صدمة إستسلامه بـ مطاردتها… بادله فارس بعد أن زاد مالك هجومه ولم يفصل بينهم إلا الحرس الخاص بـ القصر فـ صاح مالك بـ تهديد وحارس يكتفه بعيداً عنه: لو قربت منها تانى هيبقى أخر يوم فى عمرك… ولو فاكرنى هسكت عشان ساعدتنى تبقى غلطان أختك تبقى مراتى… إنما بـ أى حق بتقرب من أختى.


مسح خط الدماء من جرحه المجاور لـ شفاه الذى لم يشفى بعد من لكمتها له بـ الأمس قائلاً وهو يتجه إلى سيارته ويصعد ويغادر.: أطمن مش هتشوفنى جنبها تانى.


ولكن أكمل باقى جملته داخل عقله ( من غير صفه إلا مراتي) ثم غادر تاركاً خلفه مالك وهو يتجه إلى شهد بعد أن أمر الحارس بـ إرجاع السيارة إلى الجراچ وأتجه إلى شهد التى مازلت متخشبه مكانها تنظر إلى طيف سيارته بـ ملامح غير مقروءه محتضاً كتفها بـ ذراعه قائلاً: مستحيل أحطك فى مقارنة… أنتى غالية أوووى يا شهد… أنا عارف أنك بتحبيه… وعارف إن مستحيل يأذيكى.


إلتفت تنظر إليه بـ إستفهام وتخبره بـ نظراتها إن كان يثق به لما تشاجر معه فـ أجابها دون أن تنطق بـ سؤالها قائلاً: مش معنى إنى بثق فيه أسيبله شاهندى يستفرد بيه … مهما كان شاهندى هو أول حب ليا ولا نسيتى يا أم عيون قطط.


أنهى حديثه بـ مرح جعلها تبتسم وتحتضنه مغمضه أعينها تتمنى محوى تلك الذكرى التى تغذى كبريائها أن يقف سداً بينهما.


************


بـ أحد الفنادق الراقية.


بـ الجناح المخصص لـ زيد وشذا.


ظل يتابعها وهى غارقه بـ أحلامها بين أحضانه… لا يصدق إلى الأن أنها صارت زوجته وملكه قلباً وقالباً… ظهرت شبح إبتسامة بـ جانب ثغره ثم سحب ذراعه من أسفلها بـ خفه حتى لا تستيقظ و وقف من جوارها يحمل ملابسه يرتديها ثم إتجه إلى الحمام الملحق و أنهى حمامه الذى أنعشه وخرج منه وهو يرتدى روب الإستحمام و يدندن ويحرك المنشفة الصغيرة يجفف بها رأسه ثم يستخدمها بـ بعض حركات الرقص( يا حلو صبح .. يا حلو طل… يا حلو صبح .. نهارنا فل… من قد إيه و انا بستناك… و عيني ع الباب و الشباك… عشان اقول لك و اترجاك يااااا حلو… يا حلو ياااا .. يا حلو صبح)


اقترب منها بـ نهاية ثم ظل ينظر إلى إنغماسها بـ النوم دون أن تشعر به مما زاد من ضيقه منها أنها مازلت نائمة إلى الأن وتغلق عينيها الأسيرتين عنه دون أن يراها ويتأملها… إثترب من هاتفه يحمله من فوق الكومود ويفعل عليه الجرس الخاص بـ مدرستها الداخلية التى كانت بها… وعلم منها أنهن يستيقظون على صوته يومياً… إقترب من أُذنها ثم وضعه جعلها تنتفض بـ نصف عين متمته بـ اللغة البرطانية: حسناً… لقد إستيقظت إما!. 


لم يستطيع أن يكتم ضحكاته وهو يراها هكذا شعرها الفوضوى و عينيها الكسولة وتطلب النوم بـ رجاء و تدلكها بـ ظهر يدها حتى تفيق قليلاً و تتحرك بـ عشوائيه بـ الغرفة دون واجه وتحمل ثيابها من الأرض… تعالت ضحكاته عندما إرتدت قميصه و إنحنت ترتدى فردة حذاء خاصة به و الأخرى بها ، وتحركت بـ عرج وتكاد تقع من حذائه الكبير حتى تخرج من الغرفة إلى الصالة الملتصقة بـ غرفة النوم بـ جناحهم وأتجهت إلى الأريكة وجلست تكمل نومها دون أن تشعر… فعلت كل شئ وهى مغمضة العينين ولا تنظر أمامها وبسرعة وكان زيد ركع يمسك بطنه من كثرة ضحكاته التى سببت له الألم و إزدادت عندما وجدها تنام وهى جالسه.


إخترق صوت ضحكاته أُذنيها وبدأت تفيق قليلاً حتى إستيقظت بـ الكامل متسعة العين أنها لم تعد بـ مدرستها وأنها مع معشوقها الذى طالب بـ إنهاء عمره بعد فعلته هذه وأنتفضت وهى تحمل فردة حذاءه قاذفة إياها أصابة رأسه صارخة بـ حنق: بتضحك عليا يا زيد… 


أصابته بـ قوة جعلت رأسه يدور قليلاً و يرتد نائمة على ظهره وهو يدلك موضع الألم غير مستوعب ما حدث.


**************

بـ أحد المستشفيات الحكومية.


الساعة الثانية عشر ظهراً.


وقف أمام الغرفة ينظر إلى بابها… غير مستعد لـ المواجهة يلعن نفسه وفترة عنفوانه الشبابى الذى دمرها… تلك الفتاة الرقيقة سمراء العين… سحرته منذ أن رأها ولفتت نظره ويا ليتها لم تفعل… دمرها ولم يعلم كل ما يذكره أنها إختفت مع والدها الذى إستقال وإبتعد عن المدرسة وعاد إلى قريته.


ستغادر المشفى اليوم هى وإبنتها… لا فهي إبنتهم لديه أبناء… صار أب وعنده فتاه وفتى…( اااااه) أنطلقت بـ أعماقة عند ذكر إبنه الذى فقد جزءً من روحه قبل عضوه… فاجئه عند إستيقاظه بـ ردة فعله القوية وعدم إظهار ضعفه ولا وهنه بل طلب من الطبيب ألا يرى أحد حتى يكتب له الخروج.


خرج الطبيب من الغرفة بعد أن فحصها هى إبنتـ..هم… مازال لا يصدق القدر وأفعاله… وقف أمامه يسأله بـ إهتمام عنهم وجاوبه الطبيب بـ نبرة عملية وإبتسامة بسيطة: الحمدلله الأم و البنت يقدروا يخرجوا أنهارده بس محتاجين راحه أما الولد فـ هيفضل تحت المراقبة كمان يومين نتابع مؤشراته الحيوية بعد فقد بعض أعضائه.


_ لو مافيش هنا إمكانيات أنا ممكن أنقلة مستشفى خاصة أو يسافر لو فى خطر.


قالها فادى بـ قلق ظهر فى عينيه رغم ثباته الظاهرى… فـ نفى الطبيب أن ليس هناك داعى وأن هنا كـ غيرها… شكره فادى ثم تركه يغادر كى يبدأ بـ المعاملات لـ خروج كريمة.


رفع هاتفه ينظر إليه بـ تردد ولكن لن يستطيع الظهور أمامها فجأة و بـ مفرده… حسم أمره ثم بحث عن أسمها و هاتفها و وضع الهاتف على أُذنه ينتظر إجابتها… 


         ******

على الإتجاه الأخر كانت تجلس بـ غرفتها ترفض الخروج منها حتى لا تواجه أحد لا تصدق إلا الأن قراره بـ الإستسلام وتركها… صوت إهتزاز هاتفها على الكومود دليل على إقبال مكالمة بسبب تفعيله على نظام الهزاز جعلها تفيق من أفكارها التى أوشكت أن تبتلعها و لكن عندما وجدته فادى رفضت المكالمة ثم وضعته مكانه مره أخرى… ولكن كان يلح عليها كلما رفضت بـ أن يرن بعدها حتى جاوبته بـ صياح: عايز إيه دلوقتى؟!.


ولكن كل ما قاله دون الإنتباه لـ لهجتها معه: إتكتب خروج لـ كريمة وأنا هدخل لها.


ثم أغلق الهاتف دون حرف أخر منه أو منها… مما جعلها تنظر إلى الهاتف مشدوه ثم بـ ثوانى كانت تنتفض واقفة مهرولة لـ الخارج و هى تحمل مفاتيح سيارتها… إتجهت إلى غرفة الجلوس الأنيقة تعلم أن والدتها هناك الأن تجلس بـ مكانها المفضل تراقب الحديقة من باب الزجاج بـ عرض الحائط و تحمل كتاب بـ يدها… إقتربت منها قائلة بـ لهفه وهى توقفها حتى تذهب معها: مامى محتاجكى معايا… please… 


جذبتها كارلا من يدها التى تمسكها توقفها قائلة: شهد فى إيه؟!.. أصبرى يا بنتى… فهمينى!.. 


_ يا مامى مافيش وقت يلا هفهمك فى الطريق. 


أجابتها وهى تسحبها معها إلى الخارج بـ إتجاه سيارتها حتى تغادر ولكن أوقفتها مره أخرى قبل أن تقترب منها قائلة: ثوانى يا شهد… هكلم سائر وأقوله. 


_ كلميه فى العربيه يلا يا مامى. 


رضخت كارلا لها بسبب إلحاحها و صهدت بـ جوارها وتأخذ هاتفها بسبب تركها الخاص بها بـ الداخل وهاتفت سائر الذى تفهم أنها لا تعرف الأن و عندما تعود سيتحدثون كـ عادتهم ثم أغلقت معه و نظر لها وهى تقود وتستغفر فـ سألتها مستفهمه عما يحدث فـ أجابتها: فاكرة يا مامى كريمة صحبتى.


قطبت كارلا حاجبيها بـ عدم تذكر فـ أكملت حديثها مفكره إياها: كريمة فؤاد يا مامى إلا كانت معايا فى الإعدادى.


همهمت كارلا بـ تذكر قائلة: طيب إية سبب إنفاعلك كدا وتوترك ومالها.


بدأت شهد بـ شرح كل ما حدث مع كريمة حتى تستطيع والدتها المساعدة لأنها لا تعرف كيف التصرف مع كريمة بعد ما حدث معها… أنتهت من سرد حكايتها و أوقفت سيارتها بـ مكان مخصص أمام المشفى بعد أن وصلت فـ ربتت كارلا على كتفها بـ فخر بـ مشاعر إبنتها الخالصة وعدم تفكيرها بـ الطبقات و اختارت مساعدة صديقتها قائلة: ولا يهمك حبيبتى إهدى ومتنفعليش عشان تعرفى تمديها القوة إلا هى محتاجها… يلا بينا.


ترجلا معاً واتجهوا إلى داخل المشفى متجهين إلى الغرفة التى تركتها بها البارحة ، عندما إقتربت منها وجدته يستند على الحائط بـ جوار الباب ينتظرها بـ هدوء عكس ما يهيج بـ داخله… حرب من الماضى تنبش بـ قلبه دون رحمه.


وقفت أمامه تحدثه وتحاول أن لا يعلوا صوتها حتى لا يصل إلى كريمة قائلة بـ غضب: أنت غبى ولا ناوى تخلص عليها… مش كفاية إلا وصلت له بسببك.


أمسكتها كارلا قائلة بـ رزانه: شهد… إهدى أنا قولت إيه؟!.


أغمضت عينيها تستغفر الله زافره نفسها بـ غضب وتشدد على قبضتها حتى تهدأ قليلاً… ثم أومأت بـ موافقة إلى والدتها التى أمرتها أن تدلف إلى كريمة وتخبرها بـ وجودها وأنها سوف تتبعاها.


إنتظرت كارلا أن تغلق الباب خلفها ثم إلتفتت إلى فادى الذى إعتدل بـ وقفته مستعداً لـ الدلوف ولكن توقف عند سماع كارلا تحدثه: مش فى صالحك إنها تشوفك دلوقتى.


نظر إليها بـ استفهام… فـ أكملت وهى تنظر إليه بـ عمق تحلل عقله وتفكيره من نظرتها كما إعتادت أن تفعل على مر عمرها: لو فعلاً عايز تصلح الماضى… متصلحوش بـ إندفاع عشان وقتها أنت إلا هتخسر.


_ والمطلوب.


قالها بـ رجاء فـ هو لم يجد أحد يعلمه أو ينصحه فـ والدته تهتم بـ مظاهر وإجتماعات حقوق المرأة و هو بـ النهاية و والده العمل أولاً ولياليه الماجنه ثانية و هو بـ الأخير… رأت بـ عيناه نظره لن تخطئها مهما مر بها العمر… نظر فقد رأتها بـ زمائلها بـ الدراسة عندما يشاهدوا دلال أبويها لها وأهتمامهم بها… إبتسمت بـ حنان أموى قائلة: أنا هعمل إلا هقدر عليه بس أسمع كلامى و متظهرش ليها إلا لما أقولك. 


إبتسم بـ أمل و راحة إجتاحته وشعور بـ الألفه والحنان إتجاهها… أومأ شاكراً إياها ثم إبتعد من أمامها حتى تدلف إلى الداخل. 


دقت الباب ثم أطلت منه عليهم قائلة بـ مرح: أدخل ولا فى كلمة سر. 


إبتسمت كريمة لـ تلك المرأة الحنونة التى كانت تسضيفها بـ محبة عندما تذهب لـ تذاكر دروسها مع شهد وأومأت بـ رأسها تشير أن تقترب.منهم لا أن تظل بعيده عنهم.


وقفت شهد من مكانها متجه إلى أثير إبنة كريمة جالسه بـ جوارها حتى تتمكن والدتها بـ الجلوس بـ جوار كريمة… جلست كارلا بـ جوارها ثم إحتضنتها بـ حنان مربته على ظهرها وتحرك كفها فوق خصلاتها القصيرة بـ حنان… وكأنها كانت تنتظر ذلك الإحتواء حتى تنفجر بـ البكاء.


ظلت تربت وتشدد من إحتضانها تبثها الأمان التى إفتقدته من أهلها بعد أن تخلوا عنها و تركوها بين يدى ذلك المجرم… وتدعى إلى الله أن يريحها و أن تنال الراحة بعد أن أخذت جزاءها على ما إقترافته بـ لحظة طائشة ودون أن تحسب لـ أخرتها.


***************


يتبع……..


***************


 بـ لحظة طائشة ودون أن تحسب لـ أخرتها.


***************


يتبع……..


***************




   

تعليقات

المشاركات الشائعة