الفصل التاسع والأربعون
وهوا القلب عشقا…
فهل بعد العشق مراحل.
لا يصدق الي الآن أنها بحكم خطيبته بعد أن غادر من عند محمود وجد نفسه يقود سيارته حتى توقف أمام فيلا ( خالد الحديدي) ظل واقفاً بالخارج ولم يجرء حتى أن يدخل من البوابة الخارجيه، لا يعلم ماذا عليه أن يقول أو يفعل كل ما بباله أن يراها فقط و يؤكد لقلبه و عقله أنها ستكون له مهما طال الانتظار…
زفر أنفاسه بقوة و ربت على صدره داخله يصرخ بقوة من الفرع وعدم التصديق أغمض عينيه يدرب نفسه على الاسترخاء عله يحدد ما يريد فعله بهذا الوقت من الليل، ولكن سبقه تلك الدقات فوق زجاج السيارة مقاطع أفكاره وما كان إلا خالد بـ شحمه ولحمه يدق عليه ينظر له بسخريه فـ انتفض للخلف متفاجئ ينظر له متسع الأعين ظل ينظر له دون أن يفعل او يقل شئ حتى خبط خالد عليه مره أخرى بعنف يقظه من صدمته يأشر له على الفتح ففعل وهو متهلفاً مدهوشا من الموقف كله لا يعرف ماذا يقول ليخرج نفسه من هذا الموقف ترجل يقف أمام خالد الذي مازال يسخر منه بنظراته وكأنه يراه لأول مره تفاجئ عندما أخبره رئيس الحرس أنه رأي بشاشة المراقبه سيارة ( رائف بيه الشهاوي) أمام البوابه الخارجيه وهو يجلس داخلها فأخبره ألا يفعل شئ حتي حضوره، فانتظره رئيس الحرس أمام البوابه يأشر له على مكان السيارة، فاتجه اليه يدق فوق زجاج السياره بسخريه عندما وجده يتنفس بتمهل يهدأ نفسه، ظل ينظر له متفاجئًا لم يجمع كلمه صحيحه قاطعه خالد وهو يقف ينظر له بعلياء وكفيه داخل جيب بنطاله القطني البيتي : هتفضل واقف قاطع شبكه كده كتير… هو سائر مقالكش اني قولت له موافق بس مشوفش خلقتك هنا لمدة سنتين.
_ طب اشوفها المرة دي بس ضروري..
هاتف سريعاً مجمعاً شجاعته قبل أن يفقدها مره أخرى ينظر لخالد برجاء ألا يرفض، وعندما شاهد خالد الرجاء بين نظراته زفر حانقاً لاعناً طيبة قلبه فهو كـ أب يغار على صغيره المدلله و لكن هو أعطى كلمته لـ سائر أن كارما ستكون لـ رائف إن أرادت هي ولكن لا حديث قبل سنتين، ولكن هو الأن يشعر ببعض السعاده لان ابنته سيضعها بين أيدي أمنه سيكون مطمئن وهي مع رائف يعلم أنه أعقل و أطيب أولاد سائر جميعاً فـ رفع هاتفه يعبث به ثم وضعه بجانب اذنه هاتفاً : البسي يا كوكي وتعالي مستنيكي على البوابه الخارجيه.
استمع للطرف الاخر مجيباً اياها : مافيش لو مش عاوزه تيجي خليكي انا بتلكك أصلاً، امشي يا رائف هي مشــ……
قاطع استرسال حديثه صراخها على الطرف الأخر بأنها قادمه دون حياء تطالبه الانتظار فصاح بها محتداً : طب عشان كده مافيش وخليني المحك كده هنا وانا جايلك اهوه.
أغلق بـ وجهها ثم صاح بالواقف أمامه: تغور من وشي ومعنديش بنات للجواز.
_ عليا الطلاق ما يحصل بنتك بقت مراتي.
تخيل قول تلك الجملة رداً عليه بعد أن سمعها على احدي مواقع السوشيال ميديا، ولكن كظم غيظه محاولاً عدم إثارة ضيق الذي يقف أمامه وملامح الغيرة على صغيرته تظهر بوضوح على أفعاله، طرق بعقله لما هو دائماً من يوضع بـ مواقف الغيره وان تحدث يكون الخاسر؟! لما؟! لا يعلم مره مع شقيقه الغبي( مالك) والأن عمه خالد، لم يراه هكذا مع مالك وهنا… جاءت عليه و استيقظت روح الأب الغيور الأن!.
فاق من تخيلته وأسئلته التي يتمنى البوح بها ولكن لم يستطيع، كان خالد يسخر منه ويدفعه داخل السيارة مره أخرى هاتفاً : اتفضل يلا روح ومشوفش وشك هنا الا بعد سنتين يا اما مافيش عندي بنات للجواز.
قرر مهادنته الأن وفعل ما يريد ثم يتحدث معه ويفهم السبب بوقت أخر، ركب سيارته بطيب خاطر ظاهرياً، ومجبوراً، كارهاً باطنياً… ابتسم قبل أن يتحرك بالسياره مبتعداً هاتفاً : تصبح على خير يا عمي.
ثم تحرك مغادراً أمام نظرات خالد الحاقده على أولاد سائر جميعاً قائلاً : دك عمم الدببة… داتكو القرف.
ثم تحرك يدخل الي الفيلا مره أخرى وعندما اقترب من المبنى الداخلي وجدها تقف تنظر بتلهف من الشرفه الخارجيه وتبحث عنه وعندما رأت والدها يدخل لوحده زفرت حانقه تحرك ذراعيها و تدبدب بقدميها بغيظ داخله وهي ترمق والدها بغيظ متجهه الي غرفتها ولم تشاهد ضيق والدها ولا هرولته وهو يتوعد لها حتى يلحق بها قبل الدخول إلى غرفتها مغلقه الباب وراءها صاح منادياً عليها وهو يهرول على السلم الداخلي ولكن كانت سبقته على غرفتها تغلق الباب عليها بالمفتاح صارخه برعب وخروج هدير من غرفتها تحكم رباط الروب حول خصرها تقترب تدعي الله السلامه من صوت صياح خالد باسم ابنته و صراخ صغيرها المرعوب.
كان وصل خالد الي غرفة كارما َبدأ يدق عليها مطالباً ايها بفتحه قبل أن يكسره فوقها وهي تحرك رأسها بقوة بالرفض من الداخل وكأنه يراها و تكتم فمها بكفيها اقتربت منه هدير تهدأهُ وتسأله عما حدث؟
فأجابها خارجاً عن هدؤه المعتاد معهم : هربيها عشان احنا معرفناش نربي، أنا بنتي الا لسه مكملتش السبعتاشر سنه بتحب و تتحب قولت ماشي مش عيب طلما متخطاتش حدودها ومن بعيد لبعيد عديتها بمزاجي… جيه سائر كلمني وقالي تبقى كلمه بينا عشان الاولاد يطمنوا ويعرفوا انهم لبعض زي شذا و زيد، قولت مش مشكله، رائف محترم و هيحافظ عليها بس هي لسه صغيره ومينفعش اختلاطهم عشان كده الكلام ده بعد سنتين… إنما دلوقتي تصرخ وانا بكلمها وتقولي خليه يستنى انا جايه و لما تمشي تبصلي بغيظ وقلة حيا عشان مسبتهاش تقابل البيه…
التفت صارخاً يخبط على بابها بقوة : طب يا انا يا انتي وبكرا هقول لـ سائر ان مفيش حتى خطوبه بعد سنتين وابقى وريني هتعملي ايه؟!.
كانت هدير تشاهده وتستمتع له بصبراً حتى لا تضايقه أكثر… تشهد أنهم لم يكونوا يوم أبوين حازمياً مع أولادهم بل كانو دوماً تاركين لهم حرية الاختيار… هي تعذره، هي الأن تعلم لما كان والدها يعاملها ببعض الحزم واللين، هي كانت تحترمه و تخجل منه مهما ترك لها بعض القرارات الا انها كانت تحسب هل سيكون راضياً عنه أم لا؟ اقتربت منه تربت فوق كتفه ثم جذبته من كفه متجه إلى غرفتهم لا يجب الحديث معه على مسامع ابنتهم الصغيره، فتحرك معها وهو يتنفس بقوة بعد انفعاله الذي لم يقصده كل ما ضايقه عندما شاهدها بالشرفه وتمردها عليه بنظراتها و حنقها توجه مع هدير الي غرفتهم مغلقه الباب خلفها حتى لا يستمع احد ما بينهما لطالما كانت هي من تمتص غضبه و تهدأه و يتشاور بقرارتهم وتخبره برأيها دون معرفة أحد أمام الجميع هو الرجل وبيده زمام الأمور جميعاً ولكن لا يمنع الأخذ بمشورتها ببعض المواقف ولكن ليس بفرض رأيها عليه… كانت أخبرته مره أن هذه نصيحة أمها لها( أن عالم الرجل والمرأة داخل غرفتهم وأن الرجل رجل، و الأنثى أنثى، و لا يعلم أحد ما يحدث بين الزوجين إلا هما) .
تاركين تلك من كانت تجلس خلف بابها مسانده عليه بظهرها تلوم نفسها على انهيار أبيها للمره الأولى التي تشاهده هكذا، لطالما كان الأب المتفهم و المستقبل كل ما تفعله هي وشقيقتها ويحدثهم بهدوء دون جبرهن على شئ ولكن الأن لأول مره تستمع إلى صياحه و ترى غضبه عن حق، ظلت تبكي وتكتم فمها يكفيها تلوم وتؤنب نفسها على تماديها بالدلع و فرض رأيها على أبيها حتى سقطت نائمه دون أن تشعر من كثرة بكائها.
جلس يتنفس بقوة متناولاً كوب الماء البارد من كف هدير التي جلست بجواره تربت فوق ظهره بخفه محببه لقلبه وكأنها تملك سحر به تسحب به كل ضيقه، زفر بقوة يناولها الكوب الفارغ ثم أغمض عينيه يستنشق بعض الأكسجين كي يهدأ انفعاله وقد نجح عندما فتح عيناها وجدها تبتسم بحلاوة وهي تنظر له، لقد أحسن اختيار الزوجة وكانت نعمة السند له رفع ذراعه يجذبها داخل أحضانه وكأنه يظلل عليها بجناحه الأيمن ورحبت هي بكل محبه تشعر بها ناحيته هو لم يكن فقط شريك العمر بل هو نصفها المكمل من يشعرها بمهما مر من عمرهم يظل عشق الشباب واحترامه بينهم، ربتت فوق صدره بموضع قلبه تنتظر أن يخبرها بما ضايقه عن حق هي تعلم أن نظرات الصغيره وتمردها هو السبب لطالما اعتادت منه على التحكم بنفسه و محادثه أولادهم بعقل يقنعهم بما يريد ويفعلونه بطيب خاطر وكأنه كان خيارهم من الأول.
_ مش مصدق إن إلا لسه كنت بجري وراهم في الجنينه بجوزهم واحد ورا التاني والبيت هيفضي علينا ومعدش هشوفهم الا زيارة كل أسبوع أو أكتر، بشعور أبوكي وهو بيسلمك ليا ويقولي انت أخدت روحي حافظ عليها بعيونك.
هاتف بهدوء استعاده وهي داخل أحضانه وكأن باسترداد ضلعه الأعوج عاد هدوء وحكمته وقوة تحمله، ابتسمت براحه عندما تحدث وقال ما يضايقه فرفعت وجهها له تجيبه : وكنت نعمة الزوج و الحافظ الأمانه وزي ما بابا الله يرحمه عرف يختارك عشان تحافظ ليا ويدك روحه زي ما بيقول عني ديما… انت كمان عرفت تختار الا يحافظ على بناتك.
ابتسمت بمرح وهي تبتعد عنه تحرك ذراعيها تغمزه قائله : مافيش الا الواد فارس إلا كان بيتمرد عليك شويه جاتله الا تربيه.
ابتسم بموافقه يحرك رأسه يجذبها مره أخرى داخل أحضانه فسمعها تكمل حديثها : بس أنا وأنت عارفين أنها بتحبه و هتعرف تحتويه وتحافظ عليه… وده الا بيتمناه أي أب وأم لأولادهم، وأن كان على كركورة الا جوة دي، الصبح هتشوف هي هتعمل إيه عشان تراضيك… احنا عرفنا نربي أولادنا بردوا مهما تمادوا بأفعالهم بيرجعوا ويتمنوا رضانا عليهم.
ابتسم براحه اكتسبها بعد حديثهم يشدد على احتضنها بين ذراعيه يشكر الله على وجودها بحياته.
***************
رحل الليل بعتمته و بمشاعره السلبيه على البعض والايجابيه على البعض وهل صباح جديد يوعدهم بأمل جديد يحمل لهم تحقيق ما يتمنوه.
وقف بسيارته أمام محل بسيط مشهور ببيع تلك العباءات السيناويه بتلك المدينه التي أخبره بها فادي بعد أن حدثه يجبره على البوح بمكان أخر مهمه نفذتها شهد… كان المحل مازال مغلقاً بهذا الوقت من الصباح فوجد مكان بسيط بيه كراسي خشبيه قديمه و سقفه من العصى والقش فاقترب منه يجلس فوق الكرسي يلتقط أنفاسه تذكر الأن أنه لم يذق الطعام منذ يومين بسبب بدأ شعوره بالدوار أغمض عينيه يلتقط أنفاسه عليه تناول بعض اللقيمات حتى يستعيد وعيه ليلقنها درساً لا ليفقد وعيه قبل الوصول اليه حتى… فوجئ بفتي صغير يرتدي جلباب رمادي باهت يخبره باللهجه السيناويه : تطلب ايه يا بيه، شاي ولا قهوه ولا ايه؟.
نظر له وهو يبتسم هاتفاً : عاوز فول وفلافل وشاي سكر خفيف موجود.
_طبعاً يا بيه ثواني هوصي عم سالم علي الفول والفلافل على ما الشاي يتعمل.
أومأ له مبتسماً ثم شاهده وهو يركض جانباً وجده يصل عند عشه بسيطة بجوار القهوه ويتحدث مع العجوز الجالس بها… ارتخي بجلسته يغمض عيناه لم يتناول سندوتشات الفول والفلافل منذ الجامعه فلقد كان يأكله مع بعض من أصدقاءه بالجامعه من الطبقه المتوسطة، لم يكن يوماً ممن يتعالي أو ملتزم بعادات الطبقه المخمليه، دائما كانت تخبره والدته أنه ليس أفضل من أحد بماله بل الأفضلية تكون بخلقه و دينه… خرج من تفكيره على تلك الرائحة الشهيه للفول ممزوجه مع الفلافل وبعض الباذنجان المقلي جعلته يتذكر أيام مراهقته الشقيه فتح عيناه يستقبل ذلك الفتى بابتسامه وهو يضع على تلك الطاولة الخشبيه بجواره طبق به السندوتشات وأخر صغير بيه بعض المخللات الشهيرة و كوب شاي من الزجاج بجواره طبق صغير به السكر ومعلقه صغيره بداخله،، تلك الروائحه المصحوبه برائحه الصباح و تلك الابتسامه البشوشه من الفتى جعلته ينسى ما جاء لأجله أو صاحبة همه وشقائه اعتدل يشمر عن ساعديه متناول ساندويتش الفول يقضم منه ويتبعه قطعه من الجزر المخلل وكان يلوكهم داخل فمه باستمتاع ثم اقترب يضع معلقه من السكر ويقلبه داخل الشاي حتى بدأ يرتشفه مع الطعام كما جربه من قبل وأعجبه وكان عندما ينتهي من الساندوتشين كان يأشر للفتي ليجلب له غيرهم… لا يصدق أنه كسر روتين طعامه الصحي والمحافظ على لياقه جسده ولكن لا يضر أن يستمتع هكذا قبل البدء بالشقاء وراء ابنة الشهاوي مره أخرى عندما امتلئت معدته كثيراً شعر بعدم نومه وكأن امتلئ معدته صاحبه استرخاء عقله من التفكير فأشار للفتي يحاسبه فأخر ورقتي ماليه كبيرة أكثر من حق الطعام والشاي بكثير ثم أعطهم له وعندما تحدث الفتى بأن لا يوجد فكه بهذا الوقت أخبره أنه لا يريدها وأن يأخذه سعد الفتى كثيراً وشكره.
وعندما وقف مستعدا للذهاب لسيارته ينام بها بعض الوقت وجد المحل الذي كان ينتظره مفتوح فاقترب منه يدلف وجد شاب يعطه ظهره وهو ينظف المحل استعداداً ليوم عمل جديد، فحمحم هاتفاً : سلام عليكم.
التفت الشاب الأسمر صاحب العيون العسليه مبتسماً يجيبه بلكنة أهل سينا : وعليكم السلام… اتفضل.
ابتسم فارس وهو يتقدم منه وبيده يحمل العباءة يضعها أمامه هاتفاً بتسأل : مراتي كانت هنا من فتره وعجبها الشغل ده وكنت عاوز اجيبلها زيه موجود هنا.
فرد الشاب العباءة يتفحصها ثم ينظر للاسم المطرز بياقه العباءة من الداخل فابتسم يخبره : للأسف ده شغل يدوي خاص بعشيرة الشيخ بو عواف، بس هنا في شغل قريب منه.
ابتسم فارس بانتصار لقد وصل لمكانها هي بالتأكيد عند كبيرة العشيرة ليساعدها بعملها شكره وسأله عن كيفيه الوصول لتلك العشيرة.
*****************
بمدينة ريسيفي.
قلق على صوت الهاتف فالتقطه ينظر بداخله وجد أن الليل قد جاء فترك الهاتف ونظر الي تلك التي تتوسط صدره وهو يحاوطها بذراعه الأخر لقد غفو من إرهاق سفرهم ولكن لايجب أن يضيع باقي الوقت المحدد لهم بريسيفي بدء بتحريك أصابعه فوق بشرة كتفها الناعمه والظاهر من الغطاء ويقبل منابت شعرها يستنشقه… هي "هنا الحديدي" بذاتها بين أحضانه وحلاله مازال لا يصدق أنه رسى على شاطئه الأمن والوحيد… اعتدل على جانبه يحتضنها بذراعيه الاثنين ثم بدأ يقبل جبهتها ثم عيناها ثم أرنبة أنفها ولم يترك انش بوجهها لم يقبله وكانت هي استيقظت على قبلاته و تشديد ذراعيه على احتضانها فتململت بين أحضانه تعدل نفسها بينها و تبادله حضنه الدافئ هاتفه بصوت متحشرج بسبب النوم : صباح الخير يا حبيبي.
أجابها بقبلته الشغوفه بها ثم ابتعد عنها يجيبها : يا مساء الهنا يلا احنا هنقضي الهاني موون نوم ولا ايه الليل شرف من زمان.
ابتسمت بعيون ناعسه ثم قبلته بخفه فوق ثغره قائله : طب فك الكلبشات دي من حوليا وثواني وهتلاقيني جاهزه.
عبس بوجهه قليلا يجيبها بعبث : هو لازم افكها… طب لو هو كده ماتخلينا ننام أحسن… مين قال اني عاوز أخرج.
تعالت بصوت ضحكتها تجيبه بأخر شئ توقع سماعه منها : أنا جعانه ولو مأكلتش دلوقتي أنت متعرفش أنا ممكن أعمل إيه.
نفضها من بين ذراعيه باشمئزاز هاتفاً بحنق: أنا اضحك عليا… أنا عاوز هنا حبيبتي الرقيقه.
زادت ضحكتها وهي تقترب منه مره أخرى تحرك أناملها بعبث فوق صدره هاتفه بما لا يتوقعه: طب يا لوكا أنا قولت إيه غير جعانه هو انت كمان مش جعان.
ضرب الإدراك لعقله وفهم معنى حديثها للتلك الماكره ابنة حواء من تتلاعب به ولكن لم الإنكار فهو أيضاً جائع لها ومرحب بها بأي وقت… وكان أكثر من مرحب بدعوتها وهو يسحب فوقهم الغطاء ويزيد من احتضانها.
****************
بـ سيناء مصر.
التفت حوله الصحراء ولا يوجد الا بعض المنازل البسيطة واشتدت حراره الشمس بهذا الوقت من الصباح لقد اقترب أذان الظهر، فلقد غفى بسيارته بعد أن عرف أين هي؟ ليستعيد نشاطه بعد هذا الوقت من الإرهاق ابتسم بسخريه يستحق لقب (أكبر زوج مغفل بالعالم) وعريس الغفلة الذي لم يحظي بعروسه لا قبل الزفاف ولا بعد الا ليلة ظن بها أنه يملك زمام الأمور كلها، ولكن متى توقع أحد "شهد الشهاوي" خليفه حوت الاقتصاد العربي "سائر الشهاوي"؟ ، حرك رأسه بيأس لا يعلم ماذا يفعل عندما يراها… هل يقتلها ثم يقتل نفسه بعدها رحمة مما سيحدث له؟! أم يطلقها ويغادر بهدوء لا يملك ذره منه الآن؟!!
مسح على وجهه صعوداً لخصلاته الغير منمقه على غير العاده و ملابسه المشعثه زفر باختناق ثم وقف بجوار شاب يرتدي جلباب أبيض و شال على رأسه هاتفاً : لو سمحت ممكن أعرف بيت الشيخ أبو عواف فين؟.
ابتسم الشاب مرحباً يجيبه بلهجته السيناويه : اسمه الشيخ بو عواف وهتلاقي الدار الكبيرة لما تمشي على طول من هنا.
أشار له على الطريق فشكره ثم غادر بنفس الاتجاه يتبع ارشاده حتى وصل فركن سيارته بجنب بيت من طابق واحد ثم توجهه الي المنزل يدق بابه المفتوح مرحباً بكل سائل أو ضيف…
شاهد شاب يقترب منه وهو يرحب به : أهلاً أهلاً… اتفضل.
بادله الابتسامه يضع كفه بكفه الممدود يبادله السلام والذي كان كمن يعرفه مسبقاً فتحدث فارس بعد أن جلس مقابله بغرفه الضيافه : أهلاً بيك… كنت عاوز الشيخ أبو عواف بس في طلب.
ضحك الشاب على نطقه الخطأ للاسم يجيبه : الشيخ بـــو عواف زمانه جاي من المسجد… حضرتك فارس بيه بردوا.
شدد من نطق الإسم صحيح حتى يتذكره ثم قرر يقلل من انتظاره بمعرفته وصول فارس زوج النقيب شهد التي تنتظره الأن بالمنزل التي استأجرته لهم… نظر له فارس يحرك رأسه عندما علم أنها كانت متأكده من وصوله و أخبرتهم أيضاً فهتف مباشره : طب أقدر ألاقي شهد فين دلوقتي؟.
_ النقيب شهد في دار الضيافه بعد ما قالت انكم حابين تقضوا يومين هنا بعد فرحكم و انها سبقتك علي متخلص شغلك وتيجي… هي مستنياك، اتفضل معايا أوصلك وانا رايح المسجد.
هتف صهيب وهو يقف يأشر له على الطريق فرحب فارس الذي اتبعه.
وقف أمام منزل بسيط قريب من دار الشيخ وشكر صهيب الذي تعرف عليه بالطريق وعلم أنه ابن الشيخ ثم أخبره أنه سيغادر ليلحق الصلاة بالمسجد… تنفس بقوة وهو يقف ينظر للباب حديدي من درفتين وبه شباك زجاجي بوسطه ثم رفع قبضته يدق علي الباب ببعض القوة حتى تستمع من بالداخل والتى كانت كمن ينتظر خلف الباب وفتحته سريعاً تطل منه كصبيه سيناوية ترتدي العباءة المنقوشه و تركت خصلاتها حره تحاوطها من جبهتها بطوق سلسال مذهب وبه بعض الدوائر التي زادتها فتنه و الكحل العربي يظهر جمال الزيتون الذي يطالعه بشوق و أحمر شفاه قاني وكأنها أميرة سيناويه هاربه من حكايه قديمه لتقابل حبيبها الغائب منذ دهر… فاق من تأمله على صوتها الساحر المغناج الذي لاق على مظهرها تقلد اللهجه السيناويه : اتأخرت عليا بس متعوضه اتفضل يا روح القلب.
لم يشعر أن. قبضته كانت مازالت معلقه بالهواء و أنه مازل ينظر لها كالأبله حتى تحدثت فحمحم وهو يدلف للداخل ينتقل بعينها يشاهد هذا المنزل البسيط المفروش بالأثاث السيناويه التقليدي… تخشب جسده عندما اقتربت منه تحتضنه بالقوة من الخلف بعد إغلاقها للباب هامسه وكأنها علمت خطأها وتحول امتصاص غضبه : أنا أسفه… عارفه إني زودتها معاك، وإن مفيش حد يستحمل الإ عملته فيك بس خلاص انهارده هنبدأ صفحه جديده من غير خطط أو كذب أو أي حاجه ممكن تبعدنا عن بعض… وحشتني أوووي يا فارس.
ضم قبضته بقوة حتى لا يلتف و يلطم وجهها بقوة تكسر فكها بأكمله حتى لا تعيد فعلتها مره أخرى صارخاً بوجهها أنها لا تستحق أن تكون زوجته أو يكن لها كل هذه المشاعر الصافيه ، ولكنها سبقته وهي تلتف تقبل خده برقه بعيده كل البعد عن النقيب شهد الشهاوي المعروفه بتصرفتها الذكوريه ثم شدد من احتضان دقبته دافنه وجهها هناك بتجويف عنقه هامسه مره أخرى باعتراف تأخر كثيراً : أنا حقيقي أسفه، بس أنت عارف السريه في شغلي إزاي وكمان أنا كنت مضايقه منك ومعرفتش أفكر،، أنت عارف إني بحبك لا.. بموت فيك من أول ما قلبي دق وعرف الحب… بس الدنيا إلا كانت ديما بتختبرنا و بتبعد نا بأسباب حتى لو تافهه بس بنشوفها كبيرة…
تنفست بقوة تبتلع ريقها الجاف وشعر هو برطوبه على رقبته المشدوده من احتضانها بسبب دمعه غادرت عيناها مصحوبه ببعض الكحل ثم ابتعدت تحرر كفها ببطئ حتى وصلت لقبضته وأمسكتها تشدد عليها وكأنها تستمد منها القوة مكمله حديثها : أنت عارف شخصيتي مليانه عيوب وأنت حبيبتي كده متنكرش، أنت كنت عارف إني مبحسبش غلطاتي ولا بفكر غير في تنفيذ الا في دماغي بس… بس بعدها برجع وبعرف غلطي وبعترف بيه، عشان كده أنا أسفه وخلينا نبدأ من دلوقتي صفحه جديده لانت تحاول ترديلي الغلط ولا أنا هعمل حاجه من غير ما أقولك… بس مقدرش أوعدك أن أقولك على حاجه لو سريه تبع شغلي بس هعرفك أن مينفعش تعرفها بالوقت ده.
اقتربت منه ترتفع قليلاً تضع ثغرها المكتنز برقه فوق شفتيه الذي يضمهم بقوه بين أسنانه يحارب فكره بضربها وتلقينها درساً لا تنساه ولكن ارتخ قليلاً بعد حديثها و اعترفها بخطأها، ابتعدت قليلاً هامسه أمامه شفتيه بكلمه السر التي جعلته ينصهر أمام تلك الكتله من الإغراء والفتنه العربيه و الكلمات الساحره التي أنسته كل وعيده لها : بحبك و بموت فيك و بعشقك و و…
كانت تقبل ثغره بخفه وتبتعد بين كل كلمه وأخرى حتى بالأخير رفعت ذراعيها تحاوط رقبته وتحتضنه وهي تنظر داخل عيناها بفتنه واغواء ومشاعر لا توصف والحب قليل عليها تكمل اعترافها بصوت هامس ساحر كساحره تلقى تعويذتها المخدره عليه : و وحشتني أووي أووي أوووي.
ومتي صمد بني أدم أمام إغواء حواء التي يعشقها وهي الأن حلاله… فما كان بفكره الأن كبشر تفتنه الملاذات الحياه مرحباً بحلاله يقتطف منها رحيقها العذب وينصهر معها بالزيتون المر مستمتعاً بمرارته و كأنها الشهد متنهياً الحديث بينهما بلغة حللها الله بين الأزواج و وصفها( بأنهن لباس لهم وهم لباس لهن).
*******************
بقصر الشهاوي.
_ يا بابا أنا عملت إيه؟ أنا كل اللي طلبته إني أشوفها.
هتف رائف باستنكار مما يسمع من الرفض من سائر الذي كان يحاول كتم ضحكاته و ظهور شخصية الأب الحازم والغضب.
أجابه بنبرة متهكمه : وأنت بأدب أخلاقك رايح تطلب من خالد ومفكره هيوافق دا كويس ان مبعتليش رقبتك… أنا عارف أنت طالع لمين.
نظرت له كارلا بعتاب تعلم أنه يهزء من أخيها مالك الذي عندما شعر ببوادر الإعجاب من سما طلب يدها وتزوجها دون عيش مغامرات أو تعقيدات زفرت تتوعده ثم أشارت لابنها ليقترب منها ويجلس بجوارها فاحتضنته تربت على كتفه قائلة : ولا يهمك يا حبيبي خليهم يقولو الا يقولوه… طلما انتو الاتنين عاوزين بعض خلاص هجوزكم غصب عن عينهم.
حاوط رائف خصرها يحتضنها يستمد منها القوة والحنان الذي لا يستطيع أحد اعطاءه الا هي والدته الحنونه، ولكن قاطع راحته ضربه قويه من كف والده على قفاه ثم سحبه من داخل أحضانها وسماعه حديث والدها الذي كان يتابعهم بغيظ ونظرات التحدي بينه وبين كارلا أن تبعده عن أحضانها ولكن هي لتغيظه كانت تشدد عليه وهو لا يشعر أنه وسيله بين أبويه : خلاص يا بيبي انت اتفطمت من زمان… طب عارف حتى لو خالد وافق أنا إلا هوقف الجواز دي.
وكانت ضحكات كارلا تصدح عاليا على غيرته التي لا تتغير وعندما تخبره أنهم أولادها يخبرها أنهم ثيران ولم يعدوا أطفالاً تُرضعهم هتفت تخبره من بين ضحكتها تقنعه : طب ما تجوزهاله وساعتها هيتلبخ معاها وميبقاش الا انا وانت.
ونجحت توقعتها وأعجبته الفكره فنفضه بعيدا عنه قائلا بقرف له : عجبني الحل ده هات اما اكلم خالد أقوله فراحكم بكرا خليني أخلص من قرافكم.
انهي حديثه وهو يجلس جوارها يسحبها من كتفها يريح رأسها بين أحضانه وكانت هي أكثر من مرحبه بشعور الأمان والراحه .
******************
بعد مرور ثلاث أيام
بـ البرازيل
أغلقت حقيبتها بعد أن أنتهت من الحقائب جميعاً وتنهدت براحه لقد مر ثلاث أيام منذ قدومها إلى ريسيفي لم يدع مالك مكان بها لم تزَوره بهذه الأيام والأن يخبره بأن تجهز حقيبتها لان مفاجأة شهر العسل لم تنتهي! وماذا بعد يا ابن الشهاوي؟! تشعر أن قلبها سيقف من كثرة الفرحه هي الأن زوجة من تعشق وهو أيضاً، و يفعل كل ما تمنته دون طلب… تمنت الدوام وشكر الله على تحقيق أمانيها.
أغمضت عيناه استنشق عطره الرجولي الخاص به بعد أن احتضنها من الخلف وجلس يحاوط جسدها بين رجليه واستند بذقنه على كتفها يقبلها أسفل أذنها سببت لها بقشعريره بعمودها الفقري و جعلتها ترتخي للخلف تستند عليه وتغمض عينيها باستمتاع هامسه بكلمه لا تمل منها مهما ذكرتها ولا هو يمل من استماعها منها : بــحـبك.
قبلها مره أخرى سريعا ثم ابتعد للخلف يعتدل حتى يبتعد عنها و شيطانه يخبره أن يظل بجوارها ويضيع الحجز والمفاجأة الأخيرة لها، لم يكن يعلم أن الحلال طعمه حلو كـ العسل الصافي و الشهد لا يمل منه هتف مسرعاً : يلا بسرعه بدل ما اسمع كلامه ونتأخر والطيارة تتضيع علينا.
انهي حديثه وهو يسحب الحقائب من فوق السرير يعدلها على الأرض ويسحبها خلفه مغادراً يهتف لها : مستنيكي تحت يلا بسرعه.
وكان بها وكانت تتبعه حتى وصل إلى السيارة التي ستوصلهم للمطار وابتسامة السعاده لم تستطيع السيطرة عليها او تمنع ظهورها كانت كما يقولون ( ضحكتها من الأذن للأذن) صعدت بجواره بالخلف وكان هو كعادته يفرد ذراعه حتى يحتويها به وكأنه يخفيها تحت جناحه.
بعد مرور الوقت…
تفاجأت بأن الطائرة ليست عائدة للقاهرة واستمتعت من المضيفه تخبرهم باللغة الإنجليزية وجهتهم وترحل بهم ما جعلها تصرخ من فرحتها و تحتضن تكاد تقفز بمكانها كـ الأطفال ( الاستعداد للهبوط بمطار الخاص بـ جزر فرناندو دي نورونيا). لا تصدق هذا حقق أحلامها تشعر أن قلبها سيقف بأي لحظة ونسيت ما حولها حتى جاءت المضيفه تبتسم بعمليها تخبرهم أن ي أو من صراخهم هاتفه باللغة الإنجليزية : أسفه سيدي لا يصح الصراخ هكذا.
أومأ لها مالك مبتسماً بتفهم وربت على ظهر "هنا" التي كانت تحضنه فاعتدلت بجلستها تغلق حزام الأمان و وجهها يتوهج واابتسامتها لم تختفي مالت عليه تحتضن ذراعه تريح رأسها على كتفه تستعد لهبوط الطائرة و بدأ كل جديد مع عشق صباها و شبابها وعمرها… متمنيه من الله دوام سعادتها و استقرار حياتهم القادمه ويرزقهم ذرية صالحة ناتجه عن عشق تخلده.
شعرت به يقبل رأسها ويسحب ذراعه حتى يحاوطها به هاتفاً : مكانك هِنا يا هَنا القلب، أنا إلا همسك فيكي.
*****************
يتبع…………
*****************
بانتظار تشجيعكم و رأيكم في الكومنتات متكسلوش
تعليقات
إرسال تعليق