الفصل الثامن والعشرون
إحدى المستشفيات الحكومية.
داخل قسم الخاص بـ العيون… جلست شذا على أحد المقاعد بـ جوار مكتب زيد بـ إرهاق بعد أن أصر زيد أن يمروا على أحد زملاءه بـ قسم الإستقبال لـ فحصها والإطمئنان عليها، أثناء الفحص كانت تشتد بـ قبضتها على كف يده كلما رأت النظرات تتحول إليها منها المندهش بـ جمالها ومنها من يحسدها على زوجها الحنون، اتجه الى مكتبة بعد أن إطمئن عليها وأجلسها وطلب منها عدم التحرك وغادر الغرفة مسرعاً.
إنتفضت بـ مكانها عندما إنفتح باب المكتب بـ إندفاع دون طرق أو إستئذان، زاد غضبها عندما وجدتها إمرأة شابة بـ عمر زيد و ترتدى رداء الموحد لـ الأطباء، وتفعل هذا وهى تعلم أن زيد بـ مفرده ودون وجه حق، نظرت إليها بغضب أعمى بسبب غيرتها و رفعت حاجبها الأيسر قائلة بـ اللكنة البريطانية: لم أرى من قبل جاموس بـ مشفى الإنسان.
لم تفهم تلك الفتاه حديثها و ظنت أنها أجنبية بسبب لون عينيها المختلط و ملامحها فـ إبتسمت وتحدثت بـ الإنجليزية وهى تقترب منها تمد كف يدها لـ السلام محيه إياها بـ حفاوة سألة شذا عن مما تشكى فـ قررت شذا جملتها بـ الإنجليزية وهى تعتدل بـ مقعدها دون أن تبالى بها، غضبت الفتاة بـ قوة عندما تفهمت ما تقصده ولا مبالاتها فـ صاحت بـ وجهها وهى تنظر إليها وتشار بـ سبابتها بـ وجهها: إحترمى ذاتك وإلا….
لم تكمل حديثها الصادم وهى ترى شذا تقاطعها هاتفه بـ اللكنة المصرية مصاحبة بعض السخرية: إسمها إحترمى نفسك مش لايق عليكي الدور ده.
إحتقن وجه الفتاة بـ شدة وكادت أن تظهر معدنها الأصلى ولكن توقفت عندما سمعت زيد وهو يدلف الى الغرفة قائلاً بـ مرحه الذى أوقعها بين شباكه: ومعاك واحد عصير فرش لـ أحلى جنية فى الدنيا.
أعطى زيد العصير لـ شذا ولم يرى زميلته التى خلفه تلك هى عادته فى حضرتها يختفى الجميع من حوله… نظر إليها بـ إبتسامة عاشقة قائلاً بـ حنان وهو ينظر إلى عينيها: يلا يا حبيبتى إشربى العصير.
لم تجيبه كـ عادتها وهى تأخذه منه، بل كانت نظراتها تتابع إنفعالات تلك التى بـ الخلف تتابعهم بـ غيرة وحقد عليها، تتمنى أن تكون مكانها وزيد يدللها هكذا، إلتفت زيد يرى إلى ماذا تنظر ولا تجيبه وجد زميلته فـ هتف مرحباً بها: إزيك يا جنة، sorry مشفتكيش وأنا داخل، كنتى عاوزة حاجة.
إبتسمت بـ إصفرار وأجابته: أبداً، كنت جاية أصبح عليك و بـ المرة نشرب قهوتنا زى كل يوم، بس شكل مالناش نصيب.
ابتسم ابتسامته الساحرة التى تخطف قلوب الفتايات وتأسرهم دون سراح قائلاً وهو يحاوط كتف شذا بـ ذراعه معرفاً إياها: متعوضة بـ إذن الله، أعرفك بـ مراتى شذا.
إنمحت إبتسامتها لـ ثوانى لم يلاحظها غير شذا التى تفهمها جيداً من نظرات بنات حواء المشتركة بـ الرغبة ثم مدت يدها قائلة بـ مجاملة: مشاء الله… إتشرفت بـ معرفتك يا مدام شذا.
وكان ردها لم يتخطى جزء من الثانية وهى تلقى ما بداخل الكوب بـ وجهها واقعاً فوق بلوزتها البيضاء صابغاً إياها جعلها تشهق بـ عنف مرتدة إلى الخلف وهى تستمع الى شذا قائلة: أووبس، sorry، مأخدتش بالى، كنت عايزة أسلم بس.
ابتعد زيد ملتقط بعض المحارم الورقية مساعداً إياها بـ تجفيف وجهها مما جعلها تكتم لفظ دانيئ كادت تدعوها بها أمامه وإستخدمت تلك الفرصة لـ صالحها مقتربة منه تاركه إياه يجفف وجهها بـ أسف ويحاول إخفاء ضحكته ناهراً شذا التى تقف تراقبهم وتكور قبضتها غيظاً تحاول أن تمسك أعصابها وأن لا تتهور أكثر: دا ينفع يا شذا، أسف يا جنة بـ النيابة عنها أكيد متقصدش.
نظرت شذا إليه بـ غضب تغذيه غيرتها العمياء عليه و تتابع تلك الجربايه الملونة وهى تنظر إليه بـ لطب وبراءه قائلة: ولا يهمك يا زيد، عن إذنك هروح أغير البلوزة، بس متنساش هتعوض قهوة إنهاردة.
أجابها بـ إبتسامة موافقاً و ودع إياها واعداً أن يعوضها عن اليوم ثم أغلق الباب خلفها ملتفت إلى تلك التى إحتقن وجهها و يكاد يجذم أنها تنفث نار من أذنيها و أنفها من شدة إحمرارهم… إقترب منها بـ بطئ راسماً على ملامحه الجدية وهو يسمعها تهتف من بين ضروسها بـ توعد: بتتأسف لها… وبتشربوا القهوة كل يوم مع بعض… و هتعوضها عن إنهاردة…. و…..
لم تجد ما تقوله عندما زاد إنفعالها و ضغطها على نفسها كى لا تنفجر فى وجهه وهو يقف أمامها يتابعها بـ برود قائلاً بعد أن صمتت: رميتى العصير فى وشها ليه يا شذا… ومتقوليش غصب لان أنا فاهمك كويس.
أنهى كلامه محذراً إياها بـ سبابته من الإنكار، زاد من غيظها زفرت بـ عنف بـ وجهه القريب منها ثم دفعته فى صدره بـ سبابتها قائلة بـ نبرة تملكية غاضبة وعاشقة: كان لازم أعرفها مقامها كويس… وأعرفها إن إلا يبص على إلا يخص شذا الشهاوى بتبقى نهايته.
إنطفى العبث من عينيه قائلاً بـ نبره غيره مقروءه: وإلا يخصك دا مالوش صفه.
_ أى كان صفته مالهاش إن هى تبص عليه.
أجابته مندفعه ولم تحسب أثار كلماتها عليه أو تشرح له ما يدور بـ داخلها، جاعله إياها يلتفت يتجه إلى الباب قائلاً بـ هدوء ورسمية جعلتها تسريد حديثها وتعلم خطأها ولكن غرورها وكبرياءها أبى أن يتنازل ويعترف: إتفضلى عشان أروحك و أرجع.
تحركت خلفه بـ رأس مرفوع بـ كبرياء وغرور وعناد دون حديث وكان هذا أخر كلمات بينهم أو لقاء بـ هذا اليوم.
***************
بـ النادى الخاص بـ الشرطة.
بـ صالة الرماية.
إنطلقت الطلقات من فوهة المسدس بـ تتابع تصيب هدفها بـ إحترافية، كان يبدل الخزائن ويطلق دون توقف حتى شعر بـ من يطلق من الكبينة على يمينه على هدفه يصيبه بـ أكثر حرافيه، أبعد كاتم من فوق أذنيه ناظراً له وجدها شهد تنظر إليه بـ إبتسامة قائلة بـ غرور: طبعاً، لازم يكون أنا مافيش غيرى.
إبتسامة بـ شحوب لم يغادرة منذ إنفجاره بـ وجه والدته ترك السلاح بـ المكان المخصص ثم جلس فوق أحد المقاعد بـ الخلف بـ إرهاق مغمض عينيه يأبى النظر لها حتى لا تقرأ ما بداخله.
شعر بها وهى تجلس بـ جواره قائلة: لحد إمتى؟.. أنا عارفه إن الموضوع مش سهل، بس إحمد ربنا إنك عرفت الحقيقة و وصلت لأولادك بدرى بدل ما كنت إتحسبت عليهم فى أخرتك.
_ وإيه إلا إتغير بعد ما عرفت… لسه جبان ومش عارف أواجه أو أصحح جزء من غلطى.
أجابها دون أن يغير وضعه، جعلها تربت فوق فخذه بـ قوة قائلة: إجمد كده، فين فاادى إلا أعرفه، متفكرش إنى سامحتك خلاص وكده لا لسه هطلع عينك بس أنا سكت عشان ست الكل إلا داخله فى الموضوع قولت أبقى أخد حقى وأعمل حمه عليك بعد ما ترجعلك.
فتح عينيه ينظر إليها بـ جانبه ثم إعتدل قائلاً بـ أمل: يعنى فى أمل إنى أصلح… أوعدك إنى هنفذ كل إلا إنتى عوزاه بس هى تسامحنى.
_ إنشف ياض كده… أمال فين المقدم فادى الجيار.
لكمته بـ كتفه مسترسله حديثها بـ جدية مصتنعه: يا خسارة هيبتك إلا ضاعت… أى نعم وصلتلها بـ الواسطة بس ميضرش.
إبتسم دون أن تصل إلى عينيه قائلاً وهو يدلك مكان لكمتها: مافيش فايدة فى لسانك ولا إيدك إلا بتتحرك مع لسانك ديماً… يلا عشان عندنا تدريب لـ الدفعة الجديدة.
_ صلاة النبى أحسن… الأشبال… طب ثوانى هطلب الإسعاف وجاية وراك.
أجابته بـ مرح مذكرة إياه عن أخر تدريب جمعهم وكان ضحاياه بعض الخرجين الجدد مسببه لهم بعض الكسور الغير مضره بعض تماديهم بـ الكلمات معها… قهقه بـ قوة عندما تذكر وجههم وتحرك إلى الخارج بـ جوارها بعد أن إستطاعت أن تضحكه من قلبه.
***************
بـ قصر سائر الشهاوى.
الجناح الخاص بـ محمود.
كانت تقف تشرف على العمال وهم يرتبون الأثاث الجديد التى إختارته معه من أحد المواقع الإلكترونية و بدأت بـ وضعها لمساتها النهائية بـ الجناح الذى جهزه سائر حتى يكون خاص بهم بعد أن رفضت أن تعيش بعيداً عنهم.
دلفت إلى الغرفة الخاصة بـ الثياب وبدأت بـ ترتيب ثيابها التى إبتاعتهم البارحه، فلتت منها شاهقة خافته عندما شعرت بـ ذراعين يلتف حول خصرها وهى واقفه أمام الجزء المخصص لها.
_ خضيتنى مش تتكلم يا محمود.
قالتها تولين وهى تلتف بين أحضانه تنظر إليه بـ عتاب، جعله ينخفض يداعب أنفها بـ أنفه قائلاً بـ مرح: سلامتك من الخضة يا جميل، وبعدين ما أنت إلا نسيانى من ساعة ما كتبنا الكتاب.
_ بابا قالى ماكلمكش إلا ليلة الفرح… وأنا بنوته شطورة وبتسمع الكلام.
أجابته بـ براءة وهى تسبل بـ عينيها تحاول الفرار من حصاره، ولكن هيهات أن يفلتها بعد أن إستطاع أن يمسكها بين يديه وحلاله… لقد تم عقد قرانهم منذ أسبوع بعد أن إطر أن يوثقه حتى ينهى معاملات إقامتها وعدم ترحيلها بعد أن إنتهت إقامتها: بابا تسمعى كلامة فى أى حاجه إلا إنك تبعدى عنى.
_ محمود!.
همست بـ تحشرج تنهيه عم ينويه ومشاعر جامه تجتاحها من قربه المهلك لـ قلبها وعقلها، إقترب حد الخطورة ولم يرحم ضعفها أمامه ملتهماً شفتيها بين شفتيه وينال ترياقه لـ المرة الأولى ويبدأ فرغات روحه بـ الإكتمال من قربها… ولكن متى إكتفى العاشق من قرب معشوقه. إبتعد عنها ممتعضاً يلهث بـ عنف من مشاعره الثائرة قائلاً بـ همس متحشرج: أنا عرفت دلوقتى ليه بعدك عنى لـ يوم الفرح… وأنا الا بقولك ما شوفكيش إلا بعد بكرا فى الفندق، بس…
توقف ثم إنخفض مرة أخرى ينال من شهدها قبل أن يحرم عليه بـ بعدها، إبتعد عنها منتفضاً بعد أن وجد أنه يكاد يفقد قوته ويستسلم لـ النعيم بين ذراعيها دون وجه حق.
نظر حوله يحاول الإلتهاء حتى يستجمع شتات أنفاسه كى يغادر كما جاء حتى لفت نظره المكان المخصص لـ إكسسواراتها مقترباً منه ينظر إلى تلك الحلقات الخاصة بـ الأذن بـ شكهلها الجذاب و المتناسق كل ثلاث أزواج معاً، إلتفت إليها بـ إستفهام قائلاً: كان نفسى أسألك… ليه خرمتى ودنك لـ تلاته… إيه يستحق ألمك فى كده.
أجابته بـ لغتها الأم والإبتسامة ترتسم على شفتيها بـ قوة: بعض الألام تستحق.
********************
_ والله إنت بتستهبل يا مالك وقليل الأدب.
قالتها هنا بـ حنق مصتنع وهى تجلس على الأريكة الموجودة بـ الزاوية داخل مكتب مالك فى الشركة الأم لـ المجموعة.
_ طب ليه الغلط… ما قولتك من الأول بلاش تحضرى معاهم وأنتى إلا أصريتى…
قالها بـ عبث وهو يقترب منها حتى تمدد بـ جوارها واضعاً رأسه فوق فخذها فـ نهرته مسرعه وهى تنفضه: قوم يا مالك إنت بتستعبط… إفرض حد دخل.
لم يتحرك من مكانه قائلاً بـ صلف: محدش له عندى حاجة مراتى وأنا حر… وبعدين مين إلا هيدخل من غير إستأذذذذ….
مط أخر حديثه وقطعه عندما فتح الباب ودلفت شابة من عمره قائلة بـ نبرة مغوية ومليئة بـ الدلال: حبيبى… إخص عليك بقى بتمنعنى من الدخول.
_ إلا دى بتدخل.
قالها وهو يشاور بـ يده بـ مرح وإبتسامة بعد أن جلس ينقل نظراته بـ قلق بينهم تلك التى تتناول العلكة بـ ميوعه إكتسابتها منذ سنوات، وتلك التى إتسعت حدقتايها بـ صدمة وغيرة.
************ تابع الفصل الثامن والعشرون.
خطت خطواتها بـ ثقة لم تغادرها مهما مر عليها الزمن تظل " كارلا الشافعى "، ترغب بـ مفاجأته بـ الشركة كما عودته من فترة إلى أخرى تفاجئه، كانت تلقى وتتلقى السلام من الموظفين و عندما دلفت إلى المصعد الخاص بـ المدراء وأغلقت أبوابه تنهدت وإلتفتت إلى المرآة تلقى نظرة أخيرة على مظهرها، كانت ترتدى فستان يليق بـ العمل لونه رمادى و فوقه حجاب يتطابق معه، لم تفقد سحر جمالها بعد إبتسمت عندما تذكرت مغامراتها مع سائر الغير بريئة داخل المصعد، طغى الإحمرار وجنتيها من ذكرياتها فاقت منها عندما توقف المصعد معلناً وصوله مصدراً صوتاً وإنفتح بابه، خطت خطواتها بـ إتجاه المكتب وجدت فارس يخرج منه وضحكة بلهاء لا تغادر وجهه، لم يراها بسبب الغيمة الوردية والأمل الذى طاله بـ مساعدة سائر له، لا يعلم السبب ولكن لا يهم المهم أنها ستكون زوجته وتحمل أسمه وبعدها يتفرغ لـ المعرفة.
تحرك مسرعاً كى ينهى عمله حتى يتفرغ لها كما أمره سائر أن لا يقصر بـ العمل حتى لا يخلى بـ وعده.. لم ترد أن تخرجه من تلك الحالة فـ هى أدرى بـ سببها، تقدمت وهى ترسم ملامح العبوث و الضيق ثم فتحت الباب ودلفت بـ هدوء منافى لـ عادتها التى إعتادها سائر أن تدلف عليه كـ الشرطة كـ أنها سوف تمسكه متلبس بـ خيانتها، إنتفض سائر بـ قلق ملتف حول المكتب متجه إليها، عندما وجد دلوفها الهادئ قائلاً بـ لهفه وقلق وهو يتفقدها بـ عينيه و يمسك كفها ويده الأخرى تحاوط وجنتها يربط بـ إبهامه عليها: مالك يا حبيبتى؟؟!.. قلقتينى!... حصل حاجة طيب؟!.
حركت يدها الحره بـ بطئ مخرجه من حقيبتها التى تتعلق على ذراعها الأخر حقيبة تخص الهدايا متوسطة الحجم رافعه أهدابها الحمراء كـ شعرها تظهر غابتها المتوهجة بـ عشقه قائلة بـ خفوت تلعن نفسها على إثارة قلقه: كل سنة وأنت طيب حبيبى.. كل سنة وأنت معايا وفى قلبى.. إنهاردة أحلى يوم فى اتخلق لأنك نورت الحياه فيه.
تنهد بـ راحة ثم نظر لها بـ عشقً لم يقل يوماً بل يزداد أضعافه فى قلبه بـ كل ثانية تَمُر.. أخذها منها والتفت يضعها فوق مكتبه وعاد إليها ساحباً إياها داخل أحضانه يجيبها بـ طريقته عندما تهرب الحروف من حلقه والكلمات تتحارب داخل قلبه ويظهر شذاها بين قهوتيه المره، أخذاً إياها بـ جولة من العشق بـ قبلة وإحتواء وإنعاش أنوثتها مهما مر عليهم دهور ستبقى كارلا الشافعى مليكته و سيدة قلبه التى إمتلكته دون إنذار، لم يفق من ثورت مشاعره إلا عند سماع صوت إغلاق الباب بـ قوة، لا يعلم كم من الوقت مرعليهم كـ العادة تخطف روحه وعقله فى حضرتها.. دفعها بـ بطئ عندما وجدها لا تقل عنه تأثراً أو مشاعره الثائرة، تنفس بـ عمق كى يهدأ لهاثه،وانفلتت من بين شفتيه سابه نابية على لـ الذى قطع لحظاته.
أما بـ الخارج فـ كانت هنا تقف خلف الباب حدقتيها متسعة و كفها قابض فوق المقبض والأخر فوق فمها من صدمة ما رأته والحمرة كست وجهها البرونزى بسبب ما رأته الأن، اقترب منها مالك بـ قلق ورجاء أن تسامحه، وقف أمامها يلهث بسبب ركضه وراءها بعد أن إقتربت منه ميساء وقبلته من وجنته تعاتبه على بعده عنها بدلال زائد وإحتضانها له بين صدمة هنا وخوفه من رد فعلها.. وجدها تركض وتتركهم قائلة له بعتاب زائف ومقلدة ميساء ( وليه كده يا حبيبى، مش تسأل عنها)، وبعدها هرولت خارج المكتب طالبة منه الطلاق.
_ يا حبيبتى والله توبت ومعدش ليا علاقة بـ أى واحدة، هنا أنا بحبك وهفضل أقول بحبك لحد ما تثبت فى دماغك وهعمل أى حاجه عشان أثبتلك كده، علشان أنتى تستحقى و قلبك كمان.
أنهى مالك حديثه و هو يمسك يدها برجاء أن لا تتسرع بحكمها دون أن يأبه بـ الموظفين الذين يتابعون بـ إنبهار وغيرة.
_ خلصت نحنحه يا روح أمك ولا لسه.
كان هذا هتاف سائر الساخر من وراءه بعد أن فتح الباب متواعداً لـ من قاطع وقته الخاص وسمع حديثه وفهم ما حدث.. إنتفضت هنا وعادت الحمره تكسى وجهها بسبب تذكرها ما رأته فـ وقفت خلف مالك تحتمى به من اللا شئ ممسكه ذراعه وهى تضغط على شفتها السفلية بـ إحراج.
ربتت كارلا على كتف سائر كى يخفف سخريته ناهره إياه بـ صوت منخفض لا يسمعه غيره.. وبعدها سمع صوت مالك قائل..: أسفين على الإزعاج يا بوص، نستأذن بقى عشان عندنا مراجعه على التصاميم.
أنهى حديثه ساحباً هنا بعد أن حاوطها بـ ذراعه مغادراً دون سماع إذن أبيه، سبه سائر والتفت داخل المكتب مغلق الباب بـ قوة.
_ عجبك إبنك صح، يعنى هو يا يطلع عين البت يا يبقى نحنوح.
كتمت كارلا ضحكتها بـ كفها بعد سماع حديث سائر الغاضب، جعلته ينسى كل ما حدث ويتوه بـ عالم خاص بسبب إشراق وجهها بـ ضحكتها التى لا يتمنى أن يرى غيرها.. إقترب من وقفتها ينظر بـ غاباتها التى تأسره يهتف كـ المجذوب: غابات ساحرة توقعك بـ شباكها، بـ إبتسامة ساحرة أو غمزة من زيتونتها تجعلك لا تهتف إلا بـ عشقها.
بادلته النظرات مسحوره بـ كلماته، تتسع بؤبئى عينيها بـ بريق ساحر مظهر صفاء لونها وبهجة الزيتون فـ أوج موسمه قائلة بـ همس مغوى: بحبك..
احتضنها بـ قوة يوشمها فوق جسده يتمنى أن يرجعها ضلعه الأعوج حتى يخفيها عن جميع الأعين… إستمتعت بـ عناقه الساحر الذى ينسيها العالم وما به، تذكرت هديتها بعد مرور بعض الوقت بين أحضانة قائلة مش هتفتح الهدية.
إبتسم قائلاً : أنا ملكك وحقك فى الدنيا الا محدش هيقدر يقرب منه، مش محتاجة تجيبى جرفته ( ربطة عنق رجالية) كل سنة عشان تقوليلى كده.
*******************
كان يقود سيارته عندما لمحها مع صديقاتها و توليب وجورى ابنتا خاله وجدها تقف أمام محل ملابس تنظر إلى الفستان المعروض خلف الزجاج كان لونه أبيض متدرج من الأسفل بلون الفيروزى يصل الى بعد الركبة بـ سنتى ذو ثلاث أربع كم سادة ضيق من الصدر ومنسدل من الأسفل به جيبونه صغيرة.. كان ترجل من سيارته وصديقاتها لم يلاحظن بعد ابتعادها عنهم، همس هواء منعشة معبأه بـ رائحة البيرفيوم الجذاب الخاصة به لا غيره، أغلقت عينيها تستمتع بـ تلك اللحظه بعد أن شعرت به يقف خلفها تماماً و إستنشقت أكبر قد من الهواء المعبأ بـ رائحته تختزنها فى رائتيها تحتفظ بها.. شعرت بـ أنفاسه تضرب بـ رأسها من الخلف مطيره بعض الخصلات التى تصففها بـ الكرلى دائماً هامساً بـ خفوت: هيبقى أجمل عليكى.
إلتفتت بـ سرعه عندما أصابها مس كهرباء من همسه و أنفاسه و قربه المهلك لها.. ظلت تنظر إليه بـ عينين متسعة و إبتسامة بلهاء على وجهها لا تغادر قائلة بـ لهفة وقد إكتسبتها فرصة… ليس مهم أن تسأله من أين عرف مكانها ولا متى جاء المهم أنه هنا أمامها ولن تترك تلك الفرصة من التقرب إليه: طب ما تيجى ندخل أشوفه!.
الصدمة ألجمته ولم يشعر بـ نفسه إلا وهى تتحدث مع البائعة بـ الداخل وهو يقف بـ جوارها ممسك بـ يدها التى سحبته بها.. جلس ينظرها حتى تخرج من غرفة تبديل الملابس.
_ تشرب حاجة يا فندم؟.
قالتها البائعة بـ رقه مصتنعه بعد أن وقفت على مقربه منه تحاول جذب إنتباهه بعد أن وضعت أحمر الشفاه الصارخ وكشفت عن القليل من مفاتنها ،لم تعلم أن عقله لم يكن معه بل مع تلك التى بـ الداخل، لا يعرف متى تغيرت وأصبحت بـ تلك الجراءه والعنفوان الخاطف لـ القلوب، انتبه الى تلك البائعة عندما تجرأت ولمسته من كتفه بـ إغواء حتى ينتبه لها، إنتفض واقفاً ونظر إليها بـ إشمئزاز سمعها تعيد سؤالها بـ دلال ولكن قبل أن يجيبها كانت تلك الحورية تخطف أنفاسه عندما خرجت وهى ترتدى الفستان و جمعت شعرها أعلى رأسها فى هيئة كعكه غير مهندمه بـ رابطة ترتديها بـ معصمها دائماً… كل ما نطق به هو ( تبارك الخالق فيما أبدع).
إقتربت منه بـ بطئ مغوى والتفت حول نفسها تمسك بيديها طرفى الجيبونه وتسأله عن رائيه وهو كان بـ علم أخر، ولكن إنتبهت إلى يد البائعة الممسكه بـ معصمه، ثارت دفاعاتها من الغيرة مقتربه منهم نافضه يدها بعيداً عنه قائلة ما جمد الدم بـ عروقه من الصدمة: إنتى إزاى تمسكى إيد خطيبى كده، مين سمحلك.
**************
يتبع…………
**************
تعليقات
إرسال تعليق