الفصل الخامس والثلاثون
صعد قرص الجوناء يشرق العالم بـ ضياءه و دفئه الطبيعى.. أنهى تناول فطوره، كان يجلس بمفرده على السفر بسبب أن أبوية غادرا بالصباح الباكر كى يتناول فطورهم بـ الخارج ويعيدون أمجاد الماضى بعيداً عنه كما يخبره والده كى يستفز غيرته على والدته.. أما زهرتى العائلة غادروا إلى مدرستهم دون تناوله، وجنيته فرت هاربه منذ قليل تخبره أن ينتظرها حتى تعود.. لا يصدقها تأخرت عليه كثيراً رفع معصمه يشاهد الساعه صاحبة الماركة العالميه وجد أنه تأخر عن موعد المستشفى اليوم زفر وهو ينهض ويحمل حقيبته العمليه السوداء من فوق الكرسى المجاور و غادر غرفة السفره وهو يبحث عنها بـ الزواية ولا يملك الوقت حتى يبحث عنها سيحدثها بـ الهاتف.. دلف إلى الجراچ وهو مازال يأمل رؤيتها قبل ذهابه وكأن أبواب السماء إنفتحت حتى تناله أمنيته عندما لمحها بـ جوار سيارته..اقترب منها بـ هدوء دون أن تشعر به… ظل يتابعها وهي تتأفف مما تفعل… لقد كانت تبرطم بـ بعض الكلمات التي لم يفهم منها إلا إسمه الذي ينطق من الحين والأخر… جثي بـ جانبها و هي تحاول فك لغز أطار عجلة السيارة وكيف تفرغه حتي لا يستطيع المغادره… انحنت اكثر تحاول أن تري شئ بها… وكلما إنحنت أكرمت عليه أكثر من متعة النظر الي جسدها الغض الممتلئ بـ الأماكن الصحيحه و ما ساعده على الرؤية أكثر إرتدائها لـ شورت قصير من القماش المطاط يصل لـ قبل المنتصف فخذيها … و ترتدي فوقه بلوزه بـ الكاد تصل الى بطنها بـ دون أكمام … نظراً لـ حرارة الجو وأنه لا يوجد غيرهم بـ الفيلا… لم يستطيع أن يقاوم أكثر من هذا خرجت منه الكلمات دون أن يشعر قائلاً بنكهته المرحه المعتاده: عندك أهوه … بسرعه عشان مخرجش.
إنتفضت مذعوره وجلست أمامه وضعت كفها فوق الأرض تستند عليه و الأخر فوق صدرها تلتقط أنفاسها المنسحبه… ثم هتفت من بين أنفاسها المضطربه: أنت غبي… حد يتكلم مره واحده كدا.
رفع نظره بـ صعوبه من على جسدها ثم نظر الى وجهها بـ حنق مزيف قائل: والله و في واحده عاقلة بقالها ساعه مش عارفه تخرم العجله.
صاحت فيه وهي تشار بـ يدها فى وجهه قائلة بـ غيظ: وفي واحد عاقل يسيب مراته لوحدها ويروح الشغل يكشف على واحده عينها عليه.
ترك حقيبته و ربع رجليه وجلس أمامها وكأنه بجلسة يوجا مسترخياً يتبادل معها الحديث الذى يعلم إلى أين ينتهى بكل مره وهو أكثر من مرحب تمتم وهو ينظر إليها يتابعها بـ شغف : غبي سامحيه… بس هو هيصرف عليكي إزاى لو مشتغلش… عايزك تجاوبي.
توترت ولم تعرف ماذا تجيب فــ لقد أخبرها انه لن يصرف عليها قرشاً لم يسعي إليه و تعب من أجل أن يحصل عليه بـ مجهوده الخاص...دارت بـ عينيها تنظر الى كل شئ إلا هو… وعندما نظرت إلى عجلة السياره بـ جانبها حتي تذكرت وعده القديم وقررت إستغلاله هتفت مغيره مجري الحديث بـ مكر: طب مش أنت وعدتني تنفذ كل طلباتي.
إبتسم بـ قلق فـ هو يعرف هذه النظره… من عين جنيته فـ هتف بـ قلق مصتنع: شوشو.. حبيبتى أنتى هتصدقى عيل بردوا.
رفعت جانب ثغرها بـ نصف ابتسامة يعلمها جيدا لتردف: أنت وعدت ولازم تنفذ ماليش دعوه.
لم يستطيع أن يرفض لها طلب من قبل ولا الان… هي جنيته التى سعي كثيراً من اجل ان يحصل عليها… لن يرفض لها طلب مهما كانت صعوبته… لو اضطر ان يحضر لها مصباح علاء الدين سيفعل حتي يحقق لها ما تتمناه يكفي ان تكون ملكه و جواره. ابتسم بـ حب ثم قام على ركبتيه و امسك وجهها بين يديه بـ عشق فاض من بين ضلوعه قائل: انتي تؤمري يـ جنيتي… مش بس تطلبي.
ارتسمت ملامح الحب والبراءه على وجهها ثم ابتسمت بـ طفوليه و مكر حواء قائله: اخرم العجلة دي.
إلتمعت عينيه الناعسه بعبث وإقترب يقبلها قبلات خفيفه فوق شفتيها و حاوطها من خصرها وهو يعتدل وجلسها فوق رجله الذى ربعها أسفله و جعلها تحاوطه بـ رجليها وتقابل رفرفته على شفتيها بـ شغف و إنتشاء بـ فوزها بفارسها الأوحد الذى لا يوجد منه إثنان.. لا يعلم متى تحركت يده حول جسدها حتى كاد يفقدها ملابسها بـ هذا المكان أو القطعتين التى ترتديهما إذا سميت بـ الملابس من الأساس.. إبتعد عنها وهو يلهث من فرط مشاعره الماجنه التى لا تتحرك إلا بـ حضرتها.. ولكن تذكر أنه يجب عليه الذهاب إلى المستشفى الأن.. تمتم بـ هدوء ظاهرى عكس بركانه الذى يوشك على الفوران بـ أى لحظه: حبيبتى والله غصب عنى لازم أمشى دلوقتى عشان متأخر تمام.
عبثت وأبعدت وجهها تنظر إليه لـ أقل من الدقيقه ثم سحبت يدها التى كانت تحاوط منكبيه وأحدهما تلاعب خصلاته القصيرة بـ شغف إنتهى بـ إحباط وهى تعدل كفيها على كتفيه تستند عليه حتى تعتدل واقفه وتنفض غبار وهمى قائلة: تمام ولا يهمك.. بس إبقى تعالى خدنى من عند Dad عشان هقضى اليوم هناك.
تابعها وهى يضغط على شفته السفلى بـ إحباط بسبب إحباطه لها ولكن يجب عليه إنهاء عمله أولاً وبعدها يتفرغ لها كاملاً وسوف يتأكد من أن ينال رضاها بعد إنهاء مهمته الأولى والأخيره بأن يحجم الخطر الماثل بـ زميلته الذى تشكله بـ أن يضيعها من بين يديه كـ السراب أو يكسر قلبها.. زفر بـ غضب عند تذكر جنه و إنتفض واقفاً ويفتح.سيارته ويجلس بـ داخلها وينطلق بها حتى ينهى مهامه سريعاً ويعود لينول رضاها الذى كان يتمنع هو عنه الليل السابق القريب.
***********************
بـ قصر سائر الشهاوى.
لم يزورها النوم طوال الليل والأن تعلم أنه يجلس بـ الأسفل حتى يوصل أخيها بـ نفسه إلى المطار.. ذلك المتبجح، سارق القلوب، فارسها المغوار.. الـ… سبته ولعنته وهى تتحرك ذهاباً و إياباً دون أن تتوقف وتلتقط أنفاسها المحتقنه، لن تشعره بـ لذة إنتصاره عليها ولكن.. لا لن تضعف وتظهر غيرتها وعذابها أمامه، ظلت تتحرك لكدة دقيقتين ثم توقفت بـ منتصف الغرفه.. هو حقها ولن تتنازل عنه لمعت عيناها وزادت شرارتهم الخضراء توهجاً مما توصل إليه عقلها العبقرى والفريد من نوعه.. ستنفذها و تنجح رغم أنفه الساحر.
تحركت حتى تنزل إلى الأسفل وتودع توأمها ثم تبدأ بتنفيذ خطتها.
دلفت إلى الغرفة حيث يجلسون رسمت بـ مهارة ملامحه عبثيه إكتسبتها منذ بداية عملها.. هتفت وهو تقترب من محمود الذى يجلس بـ جوار تولين يحاوطها بتملك بذراعه السليم والأخر معلق بـ ساند طبيى: متنساش تدعيلى وأنت على بابه.
أنهت حديثها وهى تحتضنه بـ قوة صدرعنه تأوه منخفض قائلا بـ ألم وغضب مصتنع: آآآه.. براحة يا شاهندى مش كده.
ضربته بـ كفها فوق ذراعه المصابه بتحذير: طب خف بقى عشان شاهندى مايعملهاش معاك ويرقدك فى السرير وتفضل عريس مع وقف التنفيذ.
_ لا وعلى إيه الطيب أحسن.
تمتم محمود بـ خفوت وهو يضم تولين إليه بـ قوة جعلت الضحكات تنتشر من حولهم من الجميع.
********
_ تروح وتيجى بـ السلامة يا حبيبى.
هتفت بها كارلا وهى تحتضن محمود بـ قوة تأبى تركه كما العاده عندما يقرر الذهاب بـ كل مره.. إقترب منها سائر يسحبها بـ رفق يحذبها داخل أحضانه هو ويربت على ذراعها بـ رفق ويدعها تفرغ حزنها وقلقها فوق صدره هو لا غيره..
_ هتمشى من غير ما تسلم عليا.
صاحت بها شذا وهى تترجل مسرعه من السياره مهروله ترتمى فوقه تتعلق بـ عنقه وتحتضنه بـ قوه وهو يسندها بـ إلتفت ذراعه السليم حول ظهرها حتى لا تسقط قائلاً بـ عبث: لا واضح إن فارق معاكى وجيتى بدرى ولا شهر العسل لسه مخلصش.. أمال هو فين؟.
إبتعدت عنه ترجع خصلاتها المتمرده خلف أذنها التى إكتسحها الإحمرار كما وجهه من الخجل تمتمت بـ خفوت: لا ما هو بعتلك السلام معايا عشان إتأخر إنهارده على شغله وهو كان واخد أجازه ولسه راجع بقى وكده.
عبث بـ شعرها يبعثره مره أخرى حول وجهها بـ فوضويه كما إعتاد عندما يريد إزعاجها قائلاً بـ إبتسامة مرحه: وكـ العادة إنتى السبب فى تأخيره.
زمت شفتيها بـ ضيق كـ البطة ثم زفرت وهى تدب فوق الأرضيه متجه إلى والدها يحتويها أسفل ذراعه الحر والأخر كارلا التى مازالت تنتحب قائلة: شوفت يا Dad بيعمل فيا إيه؟.
_ عيب كده يا محمود دى شوشو.
قالها سائر بـ حزم جعلها تقف بجواره بـ ثقه إختفت عندما أكمل حديثه بـ مرح: و دا سؤال أكيد هى السبب.
إنتشرت الضحكات حولهم وإبتعدت شذا عن أبيها وتذهب إلى خالها مالك الذى حاوطها وهو يربط على ذراعها قائلاً بـ حنان: سيبك منهم.. هم غيرنين بس منك أنا عاوزك تطلعى عليه كل إلا عمله فيا يا روح خالك.
أنهى حديثه بـ مرح ثم بدأ الجميع بـ توديع محمود و تولين اللذان صعدا إلى السياره تولين بـ الخلف و محمود بـ الأمام بـ جوار فارس الذى إنطلق بـ السياره وهو مشغول البال من تلك النظره الأخيره التى رمقتها إياه شهد وهو يحفظها أن الآتى لن يرحمه.
وعندما خرجت السياره من البوابه العملاقه الرئيسيه والجميع يلوح لهم بـ أيديهم تحركت شهد بـ إتجاه سيارتها وهو تهتف: عندى شغل ضرورى وإحتمال أرجع بكره يا بوص.
ثم صعدت إلى سيارتها منطلقه سريعاً قبل أن يعترض ثم رفعت هاتفها تحدث أحد أصدقائها الذين نقلوا إلى شرطة المرور قائلة: محمد باشا.. واحشنى..
صدحت ضحكتها وهى تخرج من البوابه بسبب إجابته التى يخبرها أنه يعرف أن وراء إتصاله سبب مجيبه إياه ونظرت الإصرار تغلف عينيها قائلة: خدمة صغيره.
****************
إلتفت سائر إلى خالد وهدير و مالك وسما والأولاد يخبرهم بـ أن يدلوفوا إلى الداخل لإكمال باقى اليوم معاً تعويض الأيام الذين إنشغلوا فيها..
تحرك الجميع وسبقهم مالك الذى حاوط هنا من رقبتها يخفيها داخل جسده يخبرها شئ بـ أذنها جعلها تسعل من وقاحته منذ أن حدد ميعاد الفرح و خالد الذى يحاول الفرار من قبضة هدير حتى يذهب إليه ويلقنه درساً على تجاوزه الحدود وإحتضانها أمامهم إلتف مالك ينظر إليه بتشفى قائلاً قبل أن يمسك يدها ويهرول إلى الداخل قبل أن يلحقه: يا حمايا العزيز دى مرراتى حلااالى.. يعنى لو بوستها كده عاادى.
أنهى حديثه وهو يطبع قبلة بـ جانب شفهها وبعدها هرول يختفى بالدخل ولم يتنازل عنها بعد أن وجد خالد نجح بتحرير نفسه و بدأ يهرول وراءه.
ضحك الجميع على ذلك الصهر والحمى الذين لا تهدأ نطحاتهم لبعضهم كلما إجتمعوا.
أما ثتائى العصافير كانوا يتحركون بعيدناً عنهم بالخلف وضحكات الخجوله تخرج على إستحياء ويتبادلون النظرات بـ جانب أعينهم وظل الصمت بينهم حتى قاطعته كارما قائلة وهى تخبط رأف بـ كتفها فى كتفه حركته إلى الأمام: أنا راحه النادى بكرا أشوفك هناك.
كاد يجيبها ولكن وجدها هربت وذهبت بـ جوار شقيقته شذا بعد أن أمرته لا طلبت منه أم هيئ له أنها تأمره.. بالتأكيد سيجن بسبب أفعالها الغير متوقعه بسبب تغير شخصيتها وجرائتها الحديثه عليه.
****************
غادر المطار بعد أن إطمئن من إقلاع الطائرة بـ رفيق الدرب وزوجته بـ سلام.. وعلقه مازال يحلل تلك النظره التى رمقته بها.. دلف مره أخرى إلى العاصمه حتى يذهب إليه الشركه.. تأفف عند توقف كمين أول مره يراه بـ هذا المكان توقف بـ سيارته عند أحد العساكر الذى طلب منه رخصته.. فـ أخرجها بهدوء لم يكن يوماً مما يعرضون نفوذهم ولا يغتر بها إنتظر قليلاً حتى جاء الظابط المسؤال عن الكمين والذى جاء ينظر إلى رقم سيارته قليلاً ثم رخصته وثم له.. ظلت تنتقل نظراته بينهم وهو يتابعه يحاول أن يفهم ما يحدث.
**************
بـ أحد المستشفيات الخاصة.
داخل غرفة كريمة الخاصه.
كانت تفترش فراش المشفى الأبيض الحديث والمريح وعينيها مسلطه فوق السقف الأبيض ولكن كانت ترى به غيوم تعكر صفاءه.. مثل تلك الغيوم التى كلما أوشكت على الغياب عن عالمها تعود بـ قوة وأكثر تعكير.. متى سيحل فصل الشتاء مبدداً تلك الغيوم وتهطل الأمطار تخبرها بالخير القادم وأن الربيع قادم لا محال ولكن متى؟!..
إستغفرت ربها وهى تمسح فوق وجهها فـ هى رفضت أن تقابل أبنائها بعد أن إستيقظت تريد الإنفراد بنفسها حتى تفهم و تجد حلاً تنهى به تلك الغيوم حتى لو كانت ستظل بحياتها هى فقط لا فلاذة كبدها.
إلتف رأسها تنظر إلى من إقتحم خلوتها بعد أن طرق لمرة واحده لا غير ثم دلف.. ظلت تتأمله قليلاً ليس بغريب عنها.. ملامحـ.. توقف الكلمه بحلقها وهى تتذكر تلك الملامح سبب معانتها حتى الأن.. حتى لو إختلف فى تكوين جسده من شاب بنيته كانت ضعيفه إلى رجل بنيته كـ الجدار يهابه من يراه إتسعت حدقتيها وكادت تخرج من جوفها.. لا تصدق أنها تراه بعد كل هذا الوقت.. تعلم أنها الأن على ذمته بسبب كارلا ومساعدتها بـ إثبات أبوته لأولادها دون شوشرة داخل جلسة خاصه لم تحضرها و موافقتها على عقد القران وأن تحمل إسمه رسمياً مره أخرى ولكن تلك المره ليست بـ إرادتها ولم تراه ولو لمره واحده والأن يقف أمامها يتأملها بـ ملامح ونظرات لا تريد تفسيرها ولا تنخدع بها مره أخرى.. زاد تثاقل أنفاسها و بدأ وجهها بـ الإحمرار مره أخرى والجهاز المتصل بـ إصبعها لقياس ضربات القلب بدأ بـ إعطاء الإنذار حتى هرول الطبيب المسؤال عنها والممرضه خلفه ولكن لم يستطيع أن يأمر فادى بالخروج بل تابع عمله دون أن ينظر إليه و إعطاءها مهدأ يسبب لها إرتخاء عضلاتها المتشنجه حتى لا تصاب بـ جلطة منهيه حياتها تلك المره.. أما عنه لم يصدق أنه كاد يفقدها مره أخرى وأمام عينيه.. هدأت ولكن لم تذهب بسبات كما أمرهم فادي بعد أن علم بـ إستيقاظها بأن تكون متيقظه له دون أن تنفعل وهذا ما فعله الطبيب بإرخاء عضلاتها و هدوء ضربات قلبها ظلت شاخصة الأعين لا تقطع التواصل بين عينيه السوداء الساحرة بتلك اللمعه التى كانت تحاوطها منذ زمن ولكن لما عاد الأن لقد بدأت تتأقلم أنه غير موجود بـ محيطها صحيح تحمل أسمه ولكن لا يعلم أحد غير عائلة شهد.
إقترب يجلس فوق الكرسى المجاور لـ فراشها بعد أن غادر الطبيب وهو يرمقه بحنق بسبب سيطرته عليه وقت عمله وبعده الممرضه التى تتأكله بعينيها، سحب شهيق يملئ صدره يهدأ من خفقاته الهاربه من ذلك اللقاء المحتوم.. كتمه داخل وهو يهتف لها بهدوء: أنا عارف إن إلا عملته مش سهل الغفران لكن أنا عبد تائب واقف على عتبة غفرانك.. هتديله فرصه ولا هترفضى توبته.
تقلصت ملامح وجهها بـ إشمئزاز منه لم يغادرها منذ أن تركها وحيده تحارب لأن تعيش.. و نفور سيطر عليها منذ زواجها من أحد أشباه الرجال وكرهت ذلك الجنس بـ إستثناء وليدها.. على ذكراهم صدح صوت وليدتها وهى تواجهها وتخبرها بـ أنها لها الحق لتعيش مع أبويها كـ أى فتاة.. أغمضت جفنيها بـ قوة تحاول السيطرة على تلك العبرات التى بدأت بـ الإنهمار بـ ضعف ودون صوت إلا من نهنه خفيضه بسبب المهدأ.. تابع وهو يحاول أن يمسك كف يدها الذى غرز به إبرة السيروم وينخفض يقبله بتروى وإعتذار لا يفيدها الأن إلا بزيادة نفورها أكثر و إشمئزاز منه ومنها أكثر بسبب ضعفها وهوانها أمامه: أنا أسف.. عارف إنها كلمة صغيرة أووى قصاد كل إلا شوفتيه بس صدقينى أنا عايش بس عشان أنال غفرانك حتى لو كلفنى حياتى.
صوت وليدتها يصدح بداخل رأسها تطالبها بـ إعطاءه فرصه حتى تهنئ بـ عائلة كاملة و هناك صوت بغيض يسبها بـ الزانية و صرخاتها تتعالى حتى سحبت كفها بـ قوة تكتم أذنيها بـ قوة تحاول ترد أشباحها حتى سيطر عليها صوت إبنتها فقط وبعد مدة ليست بقصيرة يشاهدها تصارع بـ قوة ثم أبعدت يدها بـ هدوء وكسى البرود ملامح وجهها و ولدت كريمة جديدة.. كريمة باردة خالية المشاعر تهتف وهى تعتدل حتى تنام وتعطيه ظهره: أنا هرجعلك بس عشان أسر وأثير يعيشوا حياة سوية و ميتكررش حكاية كريمة وفادي تانى..
ظل يتأملها وهى تعطيه ظهرها تخفى عنه ملامحها المليحة التى تسر نفسه بعد تأملها ولكن حتى لو إستغل أولاده حتى ينال غفرانها لن يتنازل.. فـ الخداع يطلب بالحب والحرب.
هتف قبل أن يقف وقرر فك كربها قليلاً بـ خروجه وتركها بمفردها لعلها تهدأ: أنا هاجى أنا و أبويا وأمى ونطلب إيدك يوم الخميس الجاي.
شخصت عيناه بعد سماعها حديثه غير مصدقه ما سمعته وإلتفت تقابله حتى تقرأ صدقه ولكن كان غادر الغرفه مغلقاً الباب خلفه و هو ينظر إلى نسخة أبيه التى ترمقه بـ طغينه و غيرة على والدته منه أما صغيرته الهاشه التى هرولة إليه تسأله بـ لهفة: هى ماما عاملة إية أقدر أشوفها دلوقتى.
إرتسمت إبتسامة مطمئنه على شفتيه وهو ينخفض يقبل منابت شعرها ويحتضنها وينظر فى عين إبنه وكـ أنه غريمه قائلاً: متخفيش ماما كويسه هى بس نايمه شوية بسبب المهدأ تقدروا تيجوا معايا تاكلوا أى حاجة فى مطعم قريب أنتم مكلتوش أى حاجة من إمبارح وبعدها نيجى تكون فاقت.
سحبها وهى داخل أحضانه يتحرك بها ولكن توقفت قدمهم عندما وجد أسر لا يتحرك معهم فـ قرر إستفزازه كما يعلم والده ويذهب معهم: مش هتيجى معانا و لا ناوى تسيب أختك معايا لوحدها.
زفر أسر بغضب ثم تحرك بـ خطوات مسرعه وهو يسحبها من كفها من بين أحضان فادي ويسبقه بـ خطواته حتى لا يلحق بهم.
**********************
تجعدت ملامحه بـ قلق و رفرف بـ أهدابه بـ محاولة لـ الإستيقاظ ، ألم يكاد يفتك بـ رأسه لا يعرف ما يحدث معه ، فتح عينيه بـ تمهل حتى إعتاد على الإضاءة حوله حاول تحريك يده وجد بها أغلال خاصة بـ الشرطة تكبل يداه ، أخر شئ يتذكره هو وقوفه فى الكمين و المخالفة التى لا يعلم عنها شئ و صعود الضابط بـ جواره أمراً إياه بـ التحرك حتى يسجل مخالفته بـ مكتب المرور ، تعجب من الأمر كثيراً و ركن السيارة بـ جانب الطريق يستفهم منه ولكن لم يلحق أن ينطق حرف واحد و.. لا يعرف ماذا حدث أو أين هو الأن.
وقف وتحرك خطوتين ولكن تخشبت قدماه بـ الأرضية عندما تحقق من الغرفة الموجود بها… أنها الغرفة التى جهزها بـ المزرعة على زوق معذبته، لم يترك بـ حيرته كثيراً عندما مر دقائق و فتح الباب وهو يقف يتابع وينتظر رؤية من؟!...
إتسعت حدقتاه مدهوشاً دقيقة… إثنان… ثلاثة… لا يعرف المده الذى إستغرقها بـ تأملها بـ صدمة… لا يصدق أنها هى من خطفته… لا يعلم ماذا يقول؟!.
تقدمت منه بـ ملامح جامدة واقفه أمامه تنظر له وترى دهشته وصدمته الواضحة عليه و تنظر داخل عينيه تقرأها لم يقطع الصمت إلا هى قائلة بـ ملامح لا تقرأ: عايز تتجوز يا فارس!.
حرك رأسه بـ الموافقة وهو مازل مدهوشاً والصدمة عجزت لسانه… إقتربت أكثر منه حتى كادت تتلامس أُنُوفِهم هامسه وأنفاسها تضرب بشرته تلهبها بـ حرارتها وتنعشه بـ رائحة النعناع: يبقى تتجوزنى.
وإلى هنا وكانت صدمته لا تحتمل تخطفه أولاً و تطلب!.. اسف تأمره يتزوج منها وهو الذى توسل وصالها… وقع جسده لـ الخلف ممدد على الفراش خلفه و أرجله على الأرض مغلقاً عينها وكانت الصدمة كبيرة ورفض عقلة التصديق جعله يفقد وعيه موحياً أنه يحلم… ورفض الحقيقة التى أمرته بها… ولكن لما الصدمة وهى " شهد سائر الشهاوى ". فتاة خلقت من عالم أخر هى مزيج بين كبرياء وقوة و تجبر عندما يتعلق الأمر بمن يخصها.. هى نبته تجمع بين سائر وكارلا لطالما شعر بأنهم قدوته بـ هذه الحياة.
ظلت واقفه تتابعه وإبتسـامـة حواء ترتسم فوق شفتيها وهو يتمدد فوق الفراش وعينيه مغلقه بقوة يأبى تصديق ما سمعه فـ ما يحدث الأن كان خارج مخططاته وتوقعاته نهائياً.
******************
يتبع……..
******************
تعليقات
إرسال تعليق