الفصل التاسع والعشرون

 




أنوار مبهجه تنير القصر من جميع الإتجاهات والورود بـ ألوانها الساحرة منثور بـ شكل متقاطع تخط طريق خاص لـ العروس والبعض منها متناسق بـ أطواق حول الطاولات والأعمدة المنيرة تعطى بهجة وفرحة بـ الحديقة و القصر من الداخل، بدأ المدعوين بـ الحضور وكان بـ إستقبالهم سائر و كارلا.. و كان مالك و خالد يعرفونهم أماكنهم المخصصة بـ إبتسامة فرحة وسعيدة بـ هذا اليوم فـ هو اليوم المنتظر يوم زواج بكر رفيق الدرب.. أمام الشباب فـ جميعهم تجمعوا بـ غرفة الموجود بها محمود الذى يكاد يطير فرحاً بـ أنها ستكون مليكته أمام الناس جميعاً بعد بضع دقائق، لم يشعر بـ تلك الإبتسامة الحالمة بعد أن بدأ بـ تخيلها وهى تقدم إليه ترتدى الأبيض لـ أجله هو فقط؛ غمز مالك فارس بـ عبث ومكر و رأهم "جى_سو" وضحك بـ خفوت وعلم أنهم سيبدأون بـ التحفيل على محمود وإلقاء بعض الجُمل المحملة بـ السخرية فـ جلس بـ جوار رأف الذى ما زال على حالته منذ أمس، لا يعرف ماذا أصابه وأوقعه بـ متاهه لا يستطيع الخروج منها إلا بها.. هى من تخرجه كما أدخلته،فاق على غمز "جى_سو" له بـ مفصل ذراعه يشير له بـ حاجبيه وعينه على محمود وفارس ومالك الذى يستند فوق الطاولة المرآه الخاصة بـ الزينة بـ أريحه أمامه يحرك يديه كـ أنه يعزف فوق "آلة الكمان " فاعلاً لحن رومانسى بـ صوته ، وفارس الذى يعلق قائلاً: يخسارة يا واد يا مالك مين هيترهبن ويعتكف عن الجواز دلوقتى وأخينا شكله واقع واقع يعنى، يا خسارة يا كابتن.


تحولت ملامح محمود الى الضيق من سخريتهم فـ إبتسم بـ إصفرار والتف ينظر الى فارس قاصفاً إياه قائل: عندك حق فعلاً يا خسارة، أنت مالكش غير مرمطتك ورا شهد.. بس تعرف أنا أجوزها لـ الصينى الا وراك ده ومجوزهلكش.


إتسعت عين "جى_سو" بـ الخلف وكتم رأف ضحكته، أما فارس فـ إحتقن وجهه بـ غضب ولكن لم يستطيع أن يجيبه عندما التف إلى مالك واقترب منه يستند بـ جواره ويحاوط منكبه بـ ذراعه قائلاً: اخويا حبيبى.. "كيم" بتسلم عليك وعايزه توصلك بـ أى طريقه.. أنا بفكر أكلمها وأقولها أنك رجعت من السفر.


أنهى حديثه وهو يرفع هاتفه ويعبث به مهدداً، فـ إنتفض مالك واضعاً ذراعه التى كانت تحاوطه بـ جانبه وبدأ بـ إزاحة غبار وهمى من فوق أكتاف محمود ويرتب جاكيت بدلة ورابطة العنق على شكل فيونكة قائلاً بـ إبتسامة متوتره: أخويا الكبير، وأبويا التانى، الف الف الف مبروك وربنا يخليلك عروستك يا رب، أنا لسه مصالحها مش ناقص أبوها ينطلى تانى ويلغى الجوازه خالص بدل ما هو مأجلها.


صدحت ضحكات "جى_سو" بـ الغرفة عندما فهم حديثهم وتذكر" كيم" التى صادفت محمود بـ أحد رحلاته تعرفت عليه بسبب صورة كانت تجمعه بـ مالك رأتها أثناء فترة علاقتها به بـ أحد نزهاته وهو خارج البلاد، وبدأت بـ مطاردته طوال الوقت حتى تستطيع أن تصل إلى أخيه مالك.. إلتف الجميع ينظر الى "جى_سو" بـ إستفهام حتى أخبرهم أنها صادفته بـ رحلة الأقصر، وهنا لم يستطيع مالك أن يقف معهم أكثر من ذلك سوف تصل اليه… يجب أن يذهب الى هنا.


غادر مسرعاً يبحث عنها وترك ضحكاتهم تتصاعد خلفه، التفت محمود ينظر الى رأف قائلاً: متعرفش زيد إتأخر ليه.


حرك رأف كتفه بـ إستفهم ثم حمل هاتفه قائلاً: هكلمه تانى.


***************

بـ غرفة الخاصة بـ العروس.



أنهت خبيرة التجميل أخر لمساتها وبقى وضع الطرحة فقط كما أمرتها كارلا دون أن تعلم أحد، نظرت إلى تولين بـ عيون مضيئه بـ الإعجاب بـ جمالها الساحر قائلة: ما شاء الله، قمر يا حبيبتى… الف الف مبروك ربنا يتمم بخير.


كانت الفتيات تتابعها بـ إنبهار من جمالها، صدح صوت صفير اعجاب من شهد و هنا، وكلمات الـ ( وااااو) من باقى الفتيات، ولكن بدأو بترديد (ما شاء الله) بعد أن أخبرتهم خبيرة التجميل حتى لا تصاب بـ العين دون قصد، اندفع الباب ودلفت لاري راكضه تنظر إلى الجميع حتى وجدت ضالتها شقيقتها التى كانت تقف بـ الخلف… ظلت لارى واقفه تطالعها بـ عيون متسعة من الإنبهار بـ تلك الأميرة الهاربه من إحدى الروايات الخياليه الخاصة بـ الأطفال، ظلت تتابعها و تحاول أن تخرج الخروف كما علمتها الطبيبة التى كانت تذهب إليها مع محمود من دون أن يعلم أحد، إقتربت منها تولين بعد أن شاهدة عبراتها تهدد بـ السقوط وركعت على ركبتيها محتضنه إياها قائلة لها بـ اللغة البريطانية: لما البكاء حبيبتى، أنا لن أترككى مهما حدث …


شددت لارى على أحضانها قائلة بـ تقطع بـ لغة عربية ركيكة: رائعة… مستبدله العين بـ الهمزه دون نطقها كاملة.


ظنت أنها تتوهم صوتها من كثرة إشتياقها لـ سماعه ولكن اتسعت حدقتيها وترقرقت بـ الدموع عندما تأكدت من شهد وهنا وكارما وتوليب وجورى صارخين بعد تجمدهم من الصدمة والطلب منها إعادة حديثها حتى يتأكدو، إبتعدت عنها بـ بطئ ممسكه ذراعيها بـ كافيها قائلة بعد أن إنسابت عبرة من عينيها قابضه على ذراعيها تحرك رأسها بعدم تصديق: ماذا؟؟!.. كرريها مره أخرى..



ظلت لاريمار تحاول مرة أخرى حتى رددت على مسمع الجميع الذين حمدوا الله كثيراً على شفاءها ومعاودتها الحديث مره أخرى تدريجياً، وإنقض جميعهن عليها يحتضنوهما ويقبلونها ويهتفون بـ بعض الكلمات تعبر عن سعادتهم.


******************


داخل سيارة زيد.


الصمت هو سيد الموقف… لا حرف ولا همس ولا زوج الكنارى كما عاهدهم الجميع بل صوت أنفاسهم المضطربه هى من تصدح حولهم دون حرف يقاطعها، لا تعرف ماذا تفعل لـ تنال الصفح والعفو منه مما إقترافه لسانها النرجسي، هى تعترف أنها مخطأه ولكن لا تعلم ما حدث لها بعد أن عاودو إلى الفيلا صاعدين إلى غرفتهم وانفجرت هى بـ وجهه مطبقة المثل المصرى القديم ( خذوهم بالصوت لـ يغلبوكم)... وعلا صوتها بـ كلمات لم تقصد منها أن تخدش رجولته أو كبريائه بل هى نسيت ماذا قالت بسبب إندفاعها وغيرتها عليه.. 


لم تستطيع أن تصمت أكثر من هذا فـ هو لم يخاطبها منذ تلك المشاحنة بينهم وهى تعلم أن حديثها لا يغتفر، هى ذمته بـ خيانتها مع زميلته وانه ليس رجل.. كل ما فعله هو أن حدقها بـ غضب و قد إحمرت عيناه وأُذنه وشدد من قبضته وركل الكرسى بـ قدمه مغادراً الغرفه صافعاً بابها خلفه بـ قوة ولم يعد إلا فى صباح اليوم التالى ولم يحدثها بعدها وهى أخذت تعض أصابعها ندماً مما قالته واثقه أنه لن يستطيع الإستغناء عنها و لكن تفاجأت عندما حاولت الإقتراب منه فـ إبتعد قائلاً بـ برود و شخصية جديدة عليها كلياً ( الأفضل لينا وليكى بـ الاكتر إن تبعدى عنى.. هعدى عليكى الساعة سته عشان نروح الفرح).


غادر دون سماع أو قول أى حرف أخر ولم تراه بعدها إلا بـ الميعاد الذى أخبرها به… حاولت معها سما وخالها أن تذهب مبكراً مع جورى وتوليب لـ تقضى بعض الوقت الممتع مع الفتيات ولكن رفضت معلله أنها تريد الذهاب مع زيد.. رفرفت بـ أهدابها قليلاً ثم إستنشقت بعض الهواء زافره إياه وهى تقول: أنا أسفه والله معرفش قولت كده إزاى.


إنتظرت أن يتفاعل معها ولو بـ نظرة جانبية ولكن تجاهلها وظل يتابع الطريق فـ أكملت بـ رجاء وهى تقبض بـ كفيخا الرقيقين على ذراعه: زيد أنا ممكن أموت لو أنت فضلت متجاهلنى كده… والله أسفه ومش هكررها تانى بس سامحنى المره دى بس.. والله.


سحب ذراعه بـ هدوء ثم نظر إليها بـ جانب عينيه وتابع الطريق مرة أخرى قائلاً بـ تهكم يخفى تلك النار الثائرة بـ داخلة… يتمنى أن لا يقسوا عليها ولكن هى زادت عن الحد ويجيب أن تتعلم أن هناك حدود لـ الصبر والإستحمال والتنازل… وأنها يجب أن تتعلم أنها لم تعد تلك التى تتمرد وتقذف كلمات غير مرتبه بـ وجوه الأخرين، هى طفلته ولم ينكر ولكن وجب الإحترام: مينفعش تتأسفى لـ واحد شايفاه مش راجل… 


كادت أن تقاطعه ولكن أكمل حديثه وهو يدلف من بواب القصر و يقف بـ المكان المخصص لـ السيارات: يا ريت محدش يعرف العك اللى انتى قولتيه أو إن فى بينا مشكلة.


ترجل من السيارة وهى أيضاً ولكن اتجه زيد الى غرفة الشباب مباشرة و إضطرت شذا أن تذهب إلى الفتيات وترسم الضحكة والفرحة على ملامحها.. دلفت إلى الغرفة و صاحت بـ السلام بـ صوت عالى مرح بين عتاب تولين و شهد على تأخيرها.. إلتفت الجميع ينظر إلى من جاء وجدوها كارلا التى كانت ترتدى فستان سادة من الشيفون اللون الكشميرى و فوقه حجاب يتطابق من لونه… كانت ساحرة بـ معنى الكلمة من يراها يظن أنها مازلت تلك الصبيه الساحرة التى كانت ومازالت تخطف القلوب عند رؤياها، ألقت السلام على الجميع مقتربة من تولين وهى تسمع حديث خبيرة التجميل قائلة: زى ما حضرتك طلبتى.. كله حاجة جاهزه.


نظروا إليها بـ إستفهام فـ أومات كارلا بـ إبتسامه والسعادة تطل من عينيها مقتربه محاوطه وجنتى تولين بـ كفيها قائلة بـ حنو أمومى و هناك عبره تهدد بـ الهبوط من السعادة بـ صدق من يراهم يقسم أنهن أم وإبنتها: مبروك يا حبيبتى، خليكى عارفه ديماً إنك بنتى مش مرات إبنى، ولو زعلك فى يوم، انا فى فى ضهرك ديما وسائر كمان.


أدمعت عين الجميع تأثراً بـ تلك اللوحة الرائعة أمامه تظهر حنان الأم وعطفها الذى يسع الجميع، جففت كارلا بـ إبهاميها دمعه فاره من عين تولين تأثراً بـ حنان لم تشعر به يوماً ، التفت كارلا الى خبيرة التجميل أخذه منها الطرحة ثم أدارت تولين أمام المرآه الطويلة التى تظهرها بـ الكامل ثم بدأت بـ تلبيسها الطرحة و وضع الدبابيس بها فـ زادتها جمالاً فوق جمالها.. 


تعالت صوت طرقات فوق الباب فـ ذهبت كارما كى تفتحه وترى من، وجدت رأف يقف و يده مرفوعه بـ الهواء يكاد أن يدق مره أخرى عندما فتحت، إتسعت إبتسامتها من الأُذن لأُذن و وبرقت عينيها الواسعه بـ ولهه، طال لقاء العيون وأحاديث ناقصه تتمنى أن تكتمل ولكن لم يحين موعدها بعد.


***************** 


تابع الفصل التاسع والعشرون.


  _ إتأخرت كده ليه يا بنى.


هتف بها محمود بعتاب بعد أن رأى زيد يدلف الى الغرفة وهو يجاهد أن يبتسم… أجاد إخفاء ما بداخله و اقترب منه واحتضانه قائلاً بـ مرحه المعتاد: مبروووك يا عريس الليله ليلتك. 


نسى محمود عتابه و ضحك وهو يبادله الأحضان قائلاً: الله يبارك فيك… لما استفاد من السابقون… ايه رأيك فى الجواز حلو ولا أخلع واحنا على البر؟!. 


غامت عين زيد قليلاً ثم هدأت سريعاً عند تذكر أن جنيته ملكه مهما أخطأت ستظل جنيته الصغيره التى لن يتنازل عنها مهما حدث سوف يعيد تربيتها ولكن لن يتركها مهما حدث… فاق من شروده على حديث محمود الساخر بعد أن فهم شروده بـ الخطأ: ياااااه… هى لحقت تأثر عليك أووى كده… دا اختى سرها باتع.


تعالت الضحكات وابتسم هو يقصفه على سخريته قائلاً: لا وانت الصادق ماريا الا غسلت دماغ الكابتن فى يومين و خلته يودع العزوبية.


لكمه بـ خفه فوق كتفه قائلاً: اسمها تولين مش ماريا و متسألش إزاى عشان انا مش هقولك.


أنهى حديثه عندما وجده يحاول أن يقاطعه بعد ان رسمت الدهشه على ملامحه… قاطع حديثهم دخول رأف الذى يحاول استعادة رابطة جأشه بعد أن رأها وتحدث معه بـ جرأتها الجديدة كلياً عليه و إمساكه كـ المجذوب عند رؤية شهد لهم: تحدث بـ هدوء ظاهرى قائلاً: تولين جاهزة.


إتسعت إبتسامة محمود من الأُذن للأُذن يكاد يؤلمه فكه من كثرة إبتسامه الفرحة التى تظهر تلقائياً عند ذِكرها أمامه… لم يتحدث بـ حرف ولم يسمح لـ أحد عندما غادر الغرفة مسرعاً ثم عاد مهرولاً مره أخرى ينظر إلى إنعكاسه بـ المرآة ويهندم من چاكت البدلة والبيبيونة ثم يغادر مسرعاً ولكن لم يستطيع أحد اللحاق به عندما عاد مهرولاً مره أخرى عندما تذكر بوكية الورد الخاص بـ العروس… تعالت الضحكات الرجولية الأسرة من الشباب و بدأو بـ الدعاء له منذ الأن وهم يضربون كف بـ أخر على لهفته التى تذكرهم بـ لهفة الفتيات.


***********


_ حبيبتى و مراتى… وأم عيالى بس الحاج يوافق.


قالها مالك وهو يقبل باطن يد هنا بـ الحديقة… أخفت هنا إبتسامتها ولكن عصتها وظهرت فـ حبست شفتيها بين أسنانها تجاهد عدم إظهارها فـ هو يردد تلك الكلمات منذ أن أخذها خارج غرفة العروس بعيد عن الأنظار فـ قالت مصتنعه الجدية: دى المرة المية الا قولت فيها مراتى من ساعة ما وقفنا… قولى الحقيقه يا مالك أنت بتخونى؟!. 


_ آآه !.. 


_ نعم!.


أجابته بـ قوة ونظرات تكاد تحرقة حياً بعد أن فلت لسانه من كثرة إرتباكه فـ إستعاد كلماته سريعاً قائلاً: قصدى آآه عمرى ما أخونك يا عمرى يا مراتى و حبيبتى.


ابعدت كفها من بين قبضته تشير إليه بـ سبابتها قائلة ب تحذير: والله لو شميت خبر بس إنك وقفت مع واحده غيرى أو كلمت أى واحدة شوف إلا هيحصلك يا مالك منى و فى الأخر هقول لـ بابى.


_ طب وليه بابى ما أنا هحل الأمور مع مراتى حبيبتى وأكيد مقدرش أبوص لـ واحده غير القمر اللي مالى عنيا وقلبى ده.


أنهى حديثه وهو يجذبها من خصرها بين أحضانه وهى كانت مستسلمة لـ يديه مسحوره بـ كلماته التى تأسرها بكل مره تسمع منه الغزل، ظلت تتأمل خضرواتيه وخصلاته الشقراء الطويلة الناعمه… لا تصدق إلى الأن أن معشوقها صار ملكها ويحاول قدر إمكانه أن يعوضها عم حدث منه بقصد أو غير، هربت منها تنهيده عميقه من جماله الساحر و أنه صار ملكها وحدها، جعلته يبتسم بـ عبث فور أن فهم سبب تلك التنهيدة وقطع الفاصل بين وجههما مداعباً أنفها بـ أنفه قائلاً بـ صوت أجش من عاطفته التى تنمو بـ داخله بـ قربها: أنا عارف إنى كتير على أى واحدة.


إتسعت حدقتيها من غروره ولكن لمع نهرى العسل بهما عندما سمعته يكمل حديثه وهو يبتسم: بس أنتى إلا كتير عليا… إنتى مش أى واحدة أنت هنايا… هنا مالك الشهاوى.


*****************


شرارات بيضاء و نيران تلتهب بـ الترتيب على الجانبيبن وقف بـ نهايتها محمود ينتظر طلتها التى متأكد أنها ستخطف أنفاسه ولم يكدب إحساسه عندما طلت عليه فوق بـ مقدمة الدرج تتأبط بـ ذراع والده الذى تولى مسؤليتها كـ إحدى بناته… كانت أميرة متوجة بـ فستانها الأسطورى و تاجها المرصع بـ حبات ألماس و الزمرد الأزرق بـ لون عينيها مصمم خصيصاً من أجلها…


"طلى بـ الأبيض طلى يا زهرة نيسان".


ردد تلك الجملة مع الدى جى والتى كانت تصفها وهى تهبط الدرجات وخلفها الفتيات تحمل ذيل الفستان وأمامها فتيات صغيرة ترتدى فستان يشبه الورود البنفسج المخلوط بـ الأبيض و يرقصون الباليه أمامها ويمسكون بيدهم عصا بها شريط لولبى… لم يكن وحده المسحور بل ذلك الفارس المغوار الذى قرر العب على أوتار غيرتها ولكن يكاد يقع بـ فخها منذ أن رأى ضحتها الساحرة و أشجار الزيتون الناضجة و فستانها الأخضر بـ لون عينيها المحتشم، كم تمنى أن تخفى خصلاتها البينيه الحريرية عن أعين الجميع ولكن هى ليست بيده الأن يعلم إيمانها وانها لا تترك فرض الصلاة تؤديها دائماً فى مواعدها… فاق من عالمه الاخر على يد ناعمه تحاوط كفه وإبتسامة صفراء مرتسمه هلى وجه صاحبتها ولم تكن غير شهد السويسرى التى بعث إليها دعوة حتى تحضر ويبدأ بـ تنفيذ خطته بـ الإيقاع بها.


بادلها الإبتسامة الصفراء وهو يسحب كفه من بين يدها مجيباً عليها عندما سمعها تعتذر على تأخيرها وتقبله على خده قائلاً: عادى ولا يهمك.. المهم إنك جيتى.


غفل عن تلك العينين التى تابعته منذ اقترابها منه تكاد تقتله بـ تلك النيران الناشبه بها ولكن تنكر سببها… إلتفتت شهد إلى شذا التى تخطوا خلفها بـ سعادة من أجل شقيقها أنستها مشكلتها مع زوجها قائلة لها وهى تناولها الجزء الخاص بها الذى تحمله من ذيل فستان العروس ثم إتجهت إليه غيرتها تحركها دون أن تشعر.


  *******


أستلم محمود كفها من يد أبيه الذى قال له بـ لهجه أبوية حانيه: تشيلها فى عنيك و فى قلبك عشان هى كمان تشيلك فى عنيها وقلبها… إعرف إن لو فى يوم زعلتها أو ضيقتها أنا إللى هقفلك وهجيب حقها.


إتسعت إبتسامته بـ فخر من أبيه وحنانه أخذ كفها مقبلاً إياها وهى تحاول أن تسيطر على عبراتها التى تهدد بـ الهبوط من تلك المشاعر التى تجتاحها وتجربها لأول مرة على يد سائر… تلك المشاعر الأبوية التى قالو أنها لا تعطى إلا من والدها ولكن أين هو واين تلك المشاعر التى لم تحصل عليها الا من سائر وكارلا فقط.


سارت بـ جواره متجهين إلى الاريكة المخصصة لهم و مزينه بـ الورود و الأقمشة اللمعه.


           ********



_ انت كنت واخد بنتى ومختفى فين.


قالها خالد بعد أن رأى مالك وهو يقترب ويقبض بـ كفه على كف هنا كـ أنها ستهرب منه فـ أجابه بـ إحترام مزيف: كنت بحطلها قطره فى بوقها… إيه مراتى يا عمى… مش كل ما تشوفنى معاها لوحدنا تعمل كده.


لكمه خالد بـ وجهه قائلاً وهو يسحب هنا و يوقفها خلفه: مراتى دى تقولها بعد الفرح يا روح أمك… أما دلوقتى ماشوفش وشك خالص و خلينى أعرف إنك قابلتها ساعتها إعتبر الفرح ملغى.


إبتسم مالك بـ سماجة قائلاً بـ عبث: مقبوله منك يا عمى، أنا بقول كده بردو نلغى الفرح وكفاية كتب الكتاب.


كتمت هنا ضحكتها بـ كفها هى وهدير التى جائت خائفة عندما وجدت خالد يلكمه و لكن هرب قلقها وخوفها عندما سمعت كلمات مالك… جذ خالد على أسنانه بـ اضب وغيرة على إبنته قائل: بكرا تيجى ومعاك المأذون عشان تطلقها… الجوازه دى ملغيه.


فغر فمهم جميعاً ولكن لم يترك لهم خالد أى وقت لمهادنته بل سحب هنا بـ كفه الأيمن وهدير بـ الأيسر و إتجه إلى أحد الطاولات مخصصة لهم أمراً إياهن بعدم التحرك أو الحديث مع مالك.


بينما مالك يتابعهم والصدمة من جديته بـ الحديث لم تغادره بعد لعن نفسه ولسانه العبث الذى لا يكف عن إخراج الكلمات العبثية بـ وقت غير مناسب.


*******************


يتبع……….


*******************




تعليقات

المشاركات الشائعة