الفصل الثامن والأربعون






تلك اللحظات النهاية…

ذلك هو طعم حلاوة العوض والحلال ونهاية الصبر… 


لم تصدق نفسها وهى تقف بجواره تقرأ لافته مكتوب عليها بالبرتغالية تعلمها جيدا كانت تردد المكتوب ببراعه بأعين متسعه تتبدل بين اللافته و " مالك " الذي يضع الحقائب بالسيارة الخاصة بالفندق : ريسيفي ترحب بكم. 


صرخة أطلقتها عند استعابها بأنها في البرازيل وركضت باتجاه" مالك " الذي أغلق باب حقيبة السيارة مع السائق والتفت يضحك على صرختها وركضها باتجاهُ تحضنه بقوة تصيح بكلمة واحدة لا تمل من ترديدها ( بحبك، بحبك، بحبك اووووووووي) 


التقفها بين ذراعيه بحماية حتى لا تقع و شدد عليها بين احضانه وهو يستنشق عبيرها ويتلذذ بدفئها يعلم أن سعادتها الان ليست بسبب وجودهم بـ ريسيفي بل بسبب تذكره لامنيتها وهم بالمرحلة الاعدادية 


       ***


تجمع الجميع بالغرفة المخصصة لهم للدراسه وكانت شذي تجلس كعادته تمدد رجليها على الكرسي المقابل لها و زيد يجلس بجواره يحاول مراضتها وهي لا تجيبه و مالك يجلس مقابلهم يضحك عليهم و يزيد من غضبها من زيد بحديثه عن الفتيات المقربين من زيد و هو ينهره و محمود وشهد و فارس كانوا يحركون رؤسهم ويلتفتون للوح الاكتروني يراجعون الكلمات والجمل قبل حضور المدرس الخاص باللغه البرتغاليه والتى كانت كارلا تجبر الجميع على تعلم اللغات وكل عام كانت تحضر لهم مدرس خاص بهم يعلمهم لغه مختلفه… 


انتهت الفوضى العامه مع دلوف المدرس و خلفه هنا التي كانت تلهث و هي تحمل حقيبتها الرياضيه و ترتدي الزي الخاص بالنادي لكرة القدم وجلست بأقرب كرسي لها تلتقط أنفاسها بسبب ركضها حتى لا تعاقب على التأخير نظرت لليد الممدوده لها بالماء البارد والتقطته تجرعته دفعه واحده وشكرت صاحبها وكان مالك الذي يجلس بجوارها ازدادت حمره وجهها وابتسمت له بخجل والتفت للمدرس الذي بدأ بالتحدث باللغه البرتغالية ويشرح لهم حتى جاء سؤال يتبادل بينهم باللغه البرتغاليه وأجابت هي بأنها بحثت عن البلاد التي تتحدث بها كلغه الأم و وجدت بعض الأماكن الساحرة وتتمنى زيارتها ومن ضمنها ( ريسيفي و فرناندو دي نورونيا) 


ولم تلاحظ من يجلس جوارها وينتبه على كل كلمه تقولها ويحفظها بخانة التمني الخاصه به. 


   ***


_ بحبك ومش هزهق يوم ولا هـ مل اني اقولهالك بجد لسه فاكر امنيتي الا انا نسيتها وكانت بتتغير مع الوقت. 


همست " هنا" وهي تحتضن " مالك" وتنام على كتفه بالسياره بالخلف بطريقهم الي الفندق. 


قبل مالك منابت شعرها و جذبها داخل احضانه اكثر يجيبها بعشق : مفيش حاجه كنتي بتتمنيها قدامي ونسيتها ربنا يقدرني على سعادتك . 


_ انت امنيتي الا عمرها ما اتغيرت ولا هتتغير. 


خرج الحديث من القلب للقلب كما يقولون فأثارت بداخله رعشه ومشاعر كان لا يريد تفسيرها من أجلها من قبل وكان ينكرها والان هي زوجته حلاله ولا هو عاد ينكر ما بداخل شغاف قلبه لها فرفع وجهها من ذقنها بأطراف اصابعه يهمس لها : بعشقك.. 


وعندما كاد يقطف الزهور من ثغرها ويؤكد لها عشقه صدح صوت خشن بالإنجليزية يخبرهم وصولهم للفندق فسبه " مالك " بالمصرية وهو يبتعد عنها ويخبرها من بين أسنانه بأن تترجل من السيارة، وكان جوابها ضحكتها العاليه و تحريك رأسها بالموافقه وهي تنفذ. 


        ****************


بـ مطار القاهرة 


كان مازال يدور حول نفسه لا يصدق ما حدث معه إلى الأن وهو ظن أنها ستمرر تلك الأيام على خير فكما يطلقون عليها ( شهر العسل) ولكن بدايتها معه تخبره بأنها ستكون ( عسل اسود او بصل!) أيهما أقرب لوصف حالته الان وهو عريس الغفلة منذ ما يحسب الان فهو تزوج مساء الأمس، ويبحث عن عروسه الان المساء التالي. 


كان يبدل نظراته على الماره عبر شاشة المراقبة بعد أن استخدم نفوذه و دلف للغرفة المراقبه للبحث عنها بعد اضاعة موعد طيارتهم حتى توقفت عليها وصاح يخبر المراقب بتوقيف الفيديو عليها وجدها وهي تخرج من باب دورة المياه و تقف مقابل الكاميرا تلوح لها ثم تبعث لها قبله في الهواء وبعدها تحركت الي خارج مبنى المطار. 


صرخ "فارس" بنفاذ صبر باستغفار وعدم تصديق لقد لعب به مره اخرى لا يصدق وهو الساذج من صدق وداعتها ودلالها وحبها… ظل يصرخ بتوعد لها و بـ إعادتها تأهيلها بل بقتلها ثم دفنها حيه مما جعل المراقبون له يكتمون ضحكتهم على صراخه وحديثه الغير مرتب، التفت يأمر المسؤول بتتبعها حتى يعلم وجهتها… نفذ الشاب ما قاله متغاضيا عن اسلوب حديثه معه داعيا الله أن يساعده على بلوته التي ابتلى بها فكما اخبره زميلة قبل الموافقه على دخوله غرفة المراقبه ان هذا رجل أعمال كبير تزوج بالأمس وهربت منه عروسه اليوم. 


وعندما وجدها تركب سيارة بالحراج الخاص بالمطار من أحدث الموديلات علم انها من الطبقة المخمليه المعروف بينهم بالفضائح و سماع كلمة الزوجه عن الرجل فضحك باستهزاء داخله وهو يخبره بعمليه انه وجدها وسجل له رقم السيارة على ورقه ثم سلمها له. 


التقطها منه فارس سريعا ثم غادر مهرولا وهو يرفع هاتفه الفاخر التي لا يستطيع موظف مثله إحضاره يحدث احد رجال شرطة المرور يبلغهم برقم السيارة للتتبعها. 


جلس بداخل سيارته يلهث لا يصدق تلك الخبيثه أجادت التمثيل عليه وجعله يصدقها هي تلعب معه لعبه الشرطي والحرامي ومع انها تجيد الاختفاء الا انها ارادته ان يجدها وعلم هذا من نظرتها له عبر كاميرا المراقبه بالمطار تخبره بوضوح أنها ( شهد سائر الشهاوي) ضلعه الاعوج الذي لن ينضبط… هي حواء من تجيد المكر واللعب والدهاء. 


صرخ وهو يضرب المقصود بقوة بكفه حتى تسبب بشرخ به سبب ألم لا يطاق ولكن اخفه عصبيته وغضبه. 


           ************


لا يعلم هل ما يفعله الأن صحيح ام خطأ كل ما يعلمه انه جاء بعد لقائه وفضفضته مع صديقه لؤي الذي شجعه ان يفضفض لوادته وهي من تستطيع مساعدته فكما اخبره عنها أنها تجيد الحكم والحديث وتفعل ما تراه صحيح وتقنع من أمامها برأيها فإن كان صح ستشجعه وان كان خطأ ستقنعه بخطأه وتهدء من انفعاله وضيقه جلس رائف يحرك قدمه بعصبيه ويطرقع انامله بتوتر حتى لم يشعر بـ كارلا التي دلفت منذ قليل تنظر له وتتابعه تستشف الموضع الذي يوتره وبعث لها رساله على هاتفها يخبرها بضرورة جلوسه معها بمفردهم ولم تخطأ يوماً بكسر الحواجز بينها وبين صغارها فهتفت تنبهه بهدؤ وابتسامة تشجعيه تكسر ولو قليل من توتره : (وبعد ما تكسر صوابعك و تخدل رجلك هتلاقي حل.) 


رفع عيناه لها وهو يهدأ من اهتزاز ارجله و تحرير انامله التي بدأت تشكيه ألمها من كثرت فرقعتهم زفر و هو يسترخي بجلسته واستكفي باخرج جمله واحده استجمع شجاعته كلها يخرجها دون مقدمات قد تجعله يتراجع عن اخبارها كـ كل مره :( انا بحب كارما) 


اغمض عينيه ينتظر صراخ والدته تخبره بجنونه وعظمة اثمه ولكن قابله صوت ضحكه خافته فتح عينيه بترقب ينظر لها حتى وجدها تشاور له ليأتي ويجلس جوارها ومازالت تضحك وفنفذ طلبها بصدر رحب ورمى بنفسه داخل احضانها يأخذ منها سكينته وحنانها وعطفها وحبها وهي تربت على كتفه بهدوء وحنان هاتفه : وهي كمان بتحبك و ابوها موافق. 


اتسعت عيناه وانقطعت أنفاسه لا يصدق ما سمعه يظن انه من احتضان امه و بدأ يسترخي حتى الهلوسة لم يأخذ نفسه الا عند تكرار كارلا له بتأكيد ان يتنفس وان حديثها حقيقي مئه بالمئة. 


ابتعد ينظر لها بأعين متسعه حتى أومأت برأسها هاتفه : تبقى عبيط لو فاكر ان انا ممكن معرف عنك حاجه اه انا بعيده عنك في نظرك عشان العاقل فيهم بس ميمنعش انك ابني وافهمك واعرف امتى ده دء. 


انهت حديثها وهي تضغط بسبابتها على موضع قلبه فخرج سؤاله الهامس : هو انا مفضوح اوي كده. 


_ طبعاً يا قلب مامي من جوه. 


زادت ابتسامتها مع اتساع عيناه بخوف من فضح قلبه أمام الجميع ولكن هدأ قليلا مع استرسالها : اكيد هتبقى مفضوح قدامي عشان انا مامي ولا نسيت. 


تنفس براحه هاتفا بعد انا نسي جملتها له بالاول : طب اعمل ايه دلوقتي معاها اكيد مش هتوافق عليها ولا انكل خالد هيوافق. 


رفعت كفها تربت على خده برفق وهي تحدثه بابتسامه : يا روفا يا حبيب مامي اه قلبي مش مصدق ان كلكم كبرتوا وهتسيبوني بس ده ميمنعش ان اسيبك تجنن اكتر من كده قولتلك انا وسائر كلمنا خالد و سألنا كارما وهم موافقين بس كان شرط خالد أن مالكش دعوه بيها لحد ما تخلص الثانوية وبعدها نعلن خطوبتكم. 


اقترب منها يقبل رأسها وهو يشكرها ومازال لا يصدق الي الأن ما تخبره به والدته لقد حلت مشكلته هو يستطيع انتظارها العمر كله المهم ان تكون له بالنهاية … ابتعد عنها عندما دلفت الخادمه تخبرهم عن إنهاء تجهيز سفرة العشاء و سؤال سائر عنهم وبعدها ذهبو خلفها الي غرفة السفرة.


****************


بـ غرفة شذا 


رفعت عيناها بثقل تنظر إلى من يدلف لغرفتها حتى أن تعرفت عليه بقلبها مسبقاً فلم تستطيع الاستيقاظ او الاعتدال لاستقباله كالعاده فعادت غارقه بسلطان النوم دون شعورها بغناء زيد ولا أخبارها بموجب تناولها الطعام واخذ برشام… 


وضع ما بيده على الكومود بجوارها والتفت ينظر لها وجدها بعالم اخر تأكل أرز بحليب مع الملائكة و تربت بكفها كعادته حتى وهي نائمه على بروز بطنها، لا يعلم سبب تمسكها بالا يعلمو نوع الجنين حتى الولاده ف كل مره تخبره انها لن تفحص بالجهاز الحديث الا للاطمئنان فقط أن جنينها بخير وسماع نبضه مره واحده… حاوط كفها بكفه الكبير وصار يربت معها على بروز بطنها بحنان ثم انخفض يقبله و يخبر الجنين وكأنه أمامه : يلا يا اللي جوه بقالك بس جوه ست شهور وعامل فينا كده امال لما تكبر شويه هتعمل ايه؟( ابتسم على سذاجته فاسترسل بابتسامة) اقولك تعالي او تعال بخير بس واعمل الا انت عاوزه. 


انخفض يقبله مره آخري ثم ارتفع يقبل ثغر شذا و جبهتها هاتفا بحنو وهو يربت على كفها لتستيقظ : حبيبتي، شذا يلا عشان معاد البرشام والعشا، يلا يا زوزو يا حبيبتي. 


وبعد محايلات عليها حتى بدأت ترفرف بروموشها حتى فتحت عيناها تنظر له واستجابت له وهو يعدل من جلستها وتناولت من يده دوائها وطعامها وسط مناغشته ودلاله لها الذي يجعلها تنفجر من الضحك والذي يسبب الألم بمعدتها يجعلها تصرخ. 



*******************



لا يصدق أن من يقف أمامه هو فارس الحديدي بشحمه ولحمه، فإن جمعهم لقاء يكون الشجار حالفهما ولكن الآن … هو من جاء الي عرينه منزله بنفسه السكون هو ما يحاوطهم حتى كسره فادي مرحباً ببعض السخرية التي لا تغادره عند رؤيته : فارس باشا بنفسه منورني في بيتي… لا كده ند بح فرختين تشريف. 


وكان جواب فارس له كعادته وهو لكمه بقوة بعيناه بـ قبضته التي جبسها بالمستشفى بعد شعور الألم الذي لا يطاق… تاركاً أثر مكانها هاتفا من بين ضروسه : اذا كنت فايق وطالب معاك خناق… فـ أنا على أخرى ونفسي افضيه في حد وشكله انت. 


تراجع فادي متألما لعناً شهد ويوم معرفتها داخله صائحاً بنفاذ صبر : وأنا مال إل جابوني ما تروح لمراتك ولع فيها. 


_ ايوه… مراتي! هي فين؟ 


اقترب منه فارس وهو يتحدث بهدوء مصطنع ويحرك رأسه بتوعد… ومع حرق و ألم عين فادي من لكمته إلا إنها لم تمنعه من الضحك بسخريه وصوت عالي استفزه فكاد يلكمه مره اخرى ولكن تتداركها فادي مبتعدا عنه هاتفا من بين ضحكاته : والله ما ليها حل شوشو من يومها شرسه كده متخليش الواحد يمل. 


_ وحياة امك لأوريك الملل على خلقتك. 


ركض فادي مسرعا يقفز من فوق الأريكه يهرول أمام فارس الذي يحاول الوصول اليه ولكن كان يتفادها الاخر بأخر لحظة وضحكته المستفزه لا تتوقف حتى خبط بجسد صغير عنه جعله يقع أرضا و إمساك فارس له و لكمه بجانب فمه صائحا : انطق يلاه بدل ما اخرجهم عليك. 


_ يلعن يوم معرفتكم يا جدع، كل إلا قالته خليه يجيلي في سينا ده بس إلا قالته وقفلت. 


صاح بنفاذ صبر وألم لا يطاق بعظام وجهه ولكن ازداد عندما لكمه فارس لكمه أودع فيها كل غضبه منها ومن أفعالها ولعبة القط والفأر بينهما لا تنتهي وقف عن فادي و هو ينفض جاكيت بذلته بغضب ثم التفت مغادراً عند تذكره يوم الحناء ومفاجأتها للجميع بالتأكيد سيجد الاجابه بحقيبتها التي تركتها معه، اندفع مغادراً ولم يلتفت عندما اصطدم بـ أسر الذي وقف يربع ذراعيه أمام صدره وينظر له بشماته وتشفي بأنه السبب بامساكه وطرحه أرضا ثم نظر له بتحدي وغرور ثم خرج مناديا يغيظه : ماما يا حبيبتي، يا كوكو ، يا كرملة قلبي انتي فين؟. 


لعن فادي واقفاً برشاقه مهرولا وراءه يتوعده بضربه وكسر عظامه جميعا يحتار الأطباء بمعالجته ولكن لم يشاهد دهاء ابنه وهو يبطئ من هرولته واستلام للامساك فادي له وكاد يلكمه بغضب وغيظ ولكن وقفت قبضته بالهواء عندما سمع صرخات تابعها صرخات هستيريه وهرولة كريمه له و دفعه بعيداً وضربه بكل قوتها كفاً على وجنته جعلته يرتد مذهولا غير مصدق ان من ضربته هي كريمه … كيمو الرقيقه من ضربته بالقلم و تحتضن ابنها بخوف وتتفحصه بقلق : أسر.. أسر ابني حبيبي… ضربك فين؟ طب اتأذيت؟ طب، طب ايه الا بيوجعك قولي. 


تابع فادي مدهوشا من هستريتها وصراخها الغير مبرر له فـ أسر ابنه في النهاية مثلها ولن يمسه بسوء وعندما تلاقت نظراته مع أسر الذي احتضنته كريمه بقوة وتتمتم بكلمات لم يعد يفهمها، رأي فيها مكره وشيطانه المتحكم فيه منذ زواجهم وهو سبب بالمشاكل بينهم، حاوط أسر كريمه بين أحضانه ونظر لـ فادي بتحدي و غيرة وتملك على والدته التي لم يعرف غيرها ولا يريد غيرها هي و أخته هم عائله وهو دخيل بينهم لا يريده. 


عندما وجدها ارتخت بين أحضانه علم بأنها فقدت وعيها فـ حملها وتوجه بها إلى غرفته دون النظر الى فادي الذي استوعب مكر ودهاء ابنه ويحاول معرفة غايته من البعد عنه حتى يعلم أين أخطأ معه ويصلحه ولكن لا يجمعهم الا الغضب المتبادل بينهم. 


********


كان يقف خلف سيارته فاتح حقيبتها يبحث داخل حقيبتها ناثراً محتويتها بالسياره يبحث عن تلك العبائه السيناويه التي حضرت بها ليله الحناء حتى عثر عليها فمسكها ثم أغلق باب الحقيبه السيارة بقوة والتف يجلس أمام المقود ويتفحص العباءة حتى وجد ضلته وبعدها انطلق بها. 


********



لم يرغب بالعودة للقصر اليوم وفضل مكوثهم بقصر جده بعد أن بدأ العمال بتجهيزه للتغير وتصميمه على ذوق تولين و تشاركها لاريمار التي جاءت معهم بالصباح حتى ترى القصر وغادرت مع رائف الذي جاء ليساعده و الفرحة لا تسعه وهو فرح لسعادته بموافقة عمه خالد علي ارتباطه بـ الصغيرة كارما والتى يحبها كـ شذا تماماً… 

استلم من عامل التوصيل البيتزا الساخنه وحاسبه بسخاء ثم دلف الي غرفة المعيشه وجدها تجلس شارده ويديها تتحرك بتناغم وهدوء حول تكور بطنها البسيط وتبتسم، تقرب منها بهدوء جالساً بجوارها فوق الاريكه الذي طلب تركها وطاوله صغيره أمامها اليوم كما غرفته القديمه حتى يقضون اليوم هنا وبمفردهم وغير هذا القصر فارغ تماما من اي أثاث، ثم وضع علبة البيتزا فوق الطاوله و قبلها على خدها هاتفا : حبيبي سرحان في ايه؟!. 


فاقت من شرودها ترتخي بجلستها فوق كتفه الذي حاوطها بتلقائية بذراعه يحتويها أسفل جناحه تجيبه : في يوجين الا كنت بستناه من وانا صغيرة لحد ما لقيته. 


عقد حاجبيه بتسائل لم يلحق بإخراجه للعلن بسبب أنها رفعت رأسها تنظر له وكأن لم يخلق غيره بالكون ورفعت كفها الأيسر تربت على ذقنه الخشنه قليلا وتبتسم هامسه بصوتها الخشن قليلاً : يوجين الحرامي الا حررني و حماني وسرق عقلي من اول يوم قابلته فيه، يوجين الا مهما كنت خايفه من كل إلا حوليا مخفتش منه وسلمته نفسي واتحميت فيه. 


أخذت نفسا عميق تعدل من جلستها حتى تستطيع احتضانه وغرز نفسها بالكامل داخل أحضانه واشمه نفسها فوق صدره ولم يبخل عليها كعادته بشعور الأمان والراحه والهروب من الواقع التي تشعر بهم بين أحضانه تتنفس رائحته بعمق تأخذ جرعتها من الحياة كما أخبرته سابقا هاتفه : يوجين الا طلع اسمه محمود وكذب علي ربانزل بس أنا إلا فوزت بيه و عشقته و بقى هوس بالنسبالي. 


كان يحتضنها بقوة ويشدد على احتضانها مع كل كلمه توصفه بها مع اندهاشه بتشبيها له بـ يوجين السارق المشهور بقصص الأطفال ربانزل ويقبل منابت رأسها يتركها تتحدث وهو يستمع لها كعادته حتى انتهت فانخفض يطبع قبله أسفل اذنها نزولا لكتفها العاري من بلوزتها الصيفيه هامسا بكلمه لا يمل من ترديدها مهما حدث : بحبك. 


وعندما كاد ينسحب معها بعلمهم الخاص انتفضت مبتعده صارخه : أنا جعااااااانه فين البيتزا؟!


حرك رأسه بلا معنى متنهدا يصبر نفسه هاتفا بصوت سمعته و لم تعلق وهو ينحني يتناول علبة البيتزا يفتحها : هرمونات الحمل بدأت بدري اووي صبرني يا رب. 


فتحها وأخذ مثلث من البيتزا حتى يأكلها بنفسه ولكن لم يلحق بسبب هجومها المفاجئ تأخذ منه العلبه بكاملها تاركه له تلك القطعه فقط، حرك رأسه بعدم تصديق وعندما كاد يقضم من القطعه بيده وجدها تجذبها من تناولها بنهم وكأنها لم تأكل منذ أعوام مضت. 


ضحك بعدم تصديق و رفع هاتفه يطلب المزيد من البيتزا حتى تشبع ويأكل هو أيضاً.


بادلته بابتسامه خجله و فهمها ممتلئ بالبيتزا تحرك كتفيها ونتشاور له على بروز بطنها. 


****************


يتبع……


***************






تعليقات

المشاركات الشائعة