الفصل الثاني والثلاثون
وضعت أخر قطعة ملابس داخل شنطة السفر إلتفت إلى تلك الصورة التى تجمع بينهم والتى إلتقطوها قبل زفافهم فى الحديقة الخلفية تذكرت إعترافه بـ حبه بـ نفس المكان لـ هذا أصر أن يلتقط تلك الصور بـ نفس المكان.
عادة بـ ذكرياتها بما فعله قبل إلتقاط المصور الشاب لقد فجأها عندما إنخفض دون إنذار يحملها فوق كتفيه ممسك بـ كفيها كـ طفله يحملها أبيها ويداعبها صاحت قائلة بـ خوف: محمود نزلنى هقع.
لم يعطى لـ صرخاتها بالاً وكان المصور يلتقط لهم الصور المليئه بـ الحب دون تمثيل أو شكليات لـ العدسة لـ إنهاء جلسة التصوير، ظلت تتابعه من فوق وهو يحركها يمين ويسار وكأنه سيوقعها حتى نسيت المصور و ما يحدث حولها وفقدت السيطرة على ردة فعلها على عشقه لها الظاهر لـ الجميع مستخدمة قوتها لـ سحب كفيها من بين قبضتيه محاوطه وجهه منخفضه إلى شفاهه مقبلة إياه قبلة طفيفه كـ رفرفة فراشة ناعمة فوقها وحاوط خصلاتها التى إستطالت قليلاً مخفيه ما يحدث إلتقطتها عدسة الكاميرا وبعدها قرر محمود أن تكون تلك الصورة موضوعه بـ جوار فِراشهم حتى يراها عند إستيقاظه… تلك أول مره كانت تبادر بـ جراءه لا تعلم من أين أتتها تركت الصورة مكانها مكتفيه بـ أخذ صورة أخرى تجمعهم مع العائلة كلها دون غياب أحد… تلك عائلتها التى تمنتها من الله و رزقها بها عوضاً عما مرت به ولكن حان وقت إنهاء النذر التى أخذته.
وضعت الصورة داخل الحقيبة ثم أغلقتها و أوقفتها بـ جوار الباب ثم إلتفتت ترتدى تلك الثياب التى إبتاعتها عن رضى نفس دون ضغط أو تسلط من أحد… دلفت إلى المرحاض تعلم أن الجميع بـ المستشفى و شهد لم تعود منذ غادرت لا أحد يعلم أين هى؟!.
خرجت بعد دقائق أنعشها الحمام الدافئ و قفت أمام المرآه تجفف خصلتها وهى تنظر إلى فستانها المحتشم الطويل لونه أخضر مشابه لـ عيناه الساحرة والدافئه يشعرها بـ الكمال كلما نظرت بـ داخلها، أغمضت عينيها وهى تشعر بـ الحنان والدفئ من مجرد تذكرها لـ نظراته، عادت إلى واقعها عندما ترددت كلمته الأخيرة لها واقعاً فوقها فاقد الوعى.. هربت عبرة من عينها اليمنى فاتحه عينيها على إتساعهما تتسلط نظراتها أمامها هامسة لـ ذاتها: لازم أنفذ وعدى لـ ربنا.
مشطت شعرها ثم عكصته على شكل كعكة ثم مدت يدها تلتقط تلك قطعة القماش البيضاء والمنقوشة بـ الورود الخضراء ناظره لها ثم حسمت أمرها واضعه إياها فوق رأسها تتابع إرشادات التى تعرض أمامها على الهاتف حتى إنتهت بـ نجاح مبتسمة بـ سعادة من إنتهاءها و شعور الراحة الذى إنتابها بعد أن سترت كل شبر بـ جسدها، تحركت حاملة حقيبة يدها تتأكد أن جميع أوراقها و كل ماتحتاجه بـ داخله ثم تحركت ساحبة حقيبة الملابس مغادرة القصر بـ أكملة هى مطمأنه على لاريمار بينهم، تلك العائلة ستعطيها كل ما تفتقده.
عندما جلست بـ السيارة التى طلبتها من على أحد المواقع الخاصة.. أخرجت هاتفها ناظره له لـ بعض الوقت ثم حسمت أمرها ونقرت فوقه تكتب ما تريده وأرسلته عندما إنتهت.
***************
بـ المستشفى الاستثمارى.
الجناح الخاص بـ محمود.
_ حمدلله بسلامتك يا حودا.. انا عارف انك كنت عايز تشوف غلاوتك عندنا.
قالها زيد بـ مرح وهو يقترب منه بعد أن إطمئن الجميع عليه وأنه يستطيع المغادرة اليوم، إبتسم محمود بـ تكلف مازال يشغل عقله غيابها وعدم وجودها بـ جواره إلى الأن مجيباً إياه: عقبال ما نشوف غلاوتك أنت.
_ بعيد الشر…
وكانت الإجابة من شذا التى إنتفضت من مكانها صائحة بـ خوف على زيد وإلتفت الجميع إليها منصدماً من صراخها فـ سحبها خالها" مالك " يجلسها مره أخرى بـ جواره هامساً لها: إهدى مش وقت مُحنِك دلوقتى.
لم يعلق زيد وإنما إلتفت من محمود مسترسلاً: الف سلامة عليك مره تانيه، أنا مُطر امشى دلوقتى عشان الشغل… أشوفك فى البيت لما تروح بقى.
غادر زيد بعد أن أجابه محمود بـ الموافقة وإستأذن من الجميع… كانت تتابعه وهو يتحدث حتى غادر مازال لا يتحدث معها مهما حاولت وإعتذرت لم يسمعها… إنتفضت تهرول وراءه حتى لحقت بيه وهو يوشك على تشغيل سيارته… إلتفت تجلس جواره داخل السيارة قائله و دموعها تهدد بـ الإنهمار لـ المرة التى لا تعلمها منذ أن خاصمها: لحد إمتى يا زيد.
لم يجيبها بل نظر أمامه قليلاً ثم هتف بـ برود يتعامل به معها لأول مره بـ حياته: إنزلى يا شذا.. أنا إتأخرت وبعدين نتكلم.
_ أنت خلاص بطلت تحبنى.
هتفت مدهوشه لا تصدق بروده ولا تجنبه لها… لم يكن هكذا أبداً مستحيل يكون زيد معشوقها… لن يتعامل معها هكذا إلا فى حالة واحده وهى أنه مل حبها.. ولكن الصدمة كانت من نصيبه عند هتافها هذا!. بماذا يفكر عقلها العقيم والمتوقف عن العمل… هل هكذا تحلل غضبه منها؟!. لم يتمالك أعصابه وضرب بـ كفه فوق المقود عندما إسترسلت بـ حديثها: أكيد بتحبها هى دلوقتى… دا أنت مش قادر تتأخر على الشغل عشان تشوفها.
صاح بـ نفاذ صبر من عقلها العقيم وهو يضرب فوق المقود: شذا إخرصى خالص… تعرفى تخرصى وتبطلى تخلف بقى وتفكرى قبل ما تتكلمى.
_ أعمل إيه؟ هاااه… أعمل إيه وأفكر فى إيه وأنت كل يوم بتبعد عنى عن اليوم اللي قبله… أعمل إيه وأنا عايشه زى الميته عشان أنت بعيد عنى… عايزنى أفكر إزاى وأنت حتى النوم معدتش بتنام جنبى.. أعمل إيه وأنا قلبى بيتحرق كل ما أفكر إنك كل يوم معاها فى نفس المكان وأنا أجى أكلمك فى ثانية بتختفى تانى أعمل ايه عشان تسمعنى … صدقنى أنا عرفت غلطى ومستحيل أكرره ؟
صرخت بـ حديثها ولم تستطيع أن تتحكم بـ دموعها التى إنهمرت كـ الشلالات فوق وجنتيها , تأمل وجهها الذى كساه الإحمرار كـ الورد الجورى الأحمر بسبب إنفعالها و دموعها كـ الأمطار الموسميه زفر بـ حنق وغضب من ضعفه أمامها هو سبب تركه لها حتى تذهب لـ النوم ثم التسلل لـ يجلس على الأريكه أمام الفراش يتأملها حتى بلوغ النهار ثم يختفى … إعتدل بـ جلسته و حاوط وجهها بين كفيه يجفف عبراتها بـ إبهاميه قائلا : ومين قالك إنى فعلا بطلت أحبك من زماان .
إتسعت عينيها من إعترافه بـ صوته الهادئ والحنون و زادت دقات قلبها بـ إنفعال حتى أوشكت على الإصابة بـ ساكته قلبيه بـ الحال ولكن دقت خفقاتها كـ الطبول وعينيها تتلألأ تكاد تطلق شهب من سعادتها عندما إسترسل بـ حديثه قائلا : أنا بتنفسك يا شذا … أنا خلاص بقيت مختوم بـ ختم الجنية شذا … عايز مهما يحصل بينا أوعى تنسى إنى بعشقك , والأكيد دى مش أول وأخر مشكلة بينا … إحنا بشر والبشر خطاء … ومش مهم نغلط المهم نعترف بيه …
تنحنح بعد أن كاد أن يشبع شوقه منها بـ هذا المكان العام إلتفت ينظر حوله حتى يتأكد من خلو الجراج ثم قبلها مسرعاً وإبتعد عنها هاتفاً وكـ أنها ستهرب منه وتتبخر كـ الجنية إن لم يطبع عليها صك ملكيته الأن … اشعل سيارته ثم إنطلق إتجاه منزلهم .
****************
بـ الأسكندرية.
داخل أحد الكبائن الموجوده أمام البحر ,كانت شهد تجلس وتحرك رجلها تصاعد وتنازل بـ نفاذ صبر مما يفعله مروان مع ذلك المدمن … ولا تستطيع التدخل وإلا ترك مساعدتها وعاد إلى العاصمة مره أخرى .
_ هتقول هلقيه فين ولا أرمى التذكرة فى البحر وساعتها السمك هيدعيلك على الدماغ دى.
قالها مروان بـ برود وهو ينظر إلى الشاب الملقى أمامه يتلوى من الألم ولا يستطيع الوقوف يريد أن يأخذ جرعته وإلا سيموت من الألم … هتف بـ صوت مبحوح وهو يمسح أنفه بـ كف يده ويمسك رأسه بـ الأخرى : هـ ه ه هقول بـ بس إدينى التذكرة .
_ كده متعجبنيش يا حيلتها .. تقدر تضحك بـ الكلمتين دول لـ السنيورة إلا خيلتنى بـ رجليها دى .. إنما أنا تنسى .
إتسعت حدقتى شهد بعد سماع سب مروان لها الغير مباشر تنظر له بـ صدمة وهو لم يعرها إنتباهه بل تابع قائلاً : هتقول ولااا…
ترك باقى جملته معلقه فـ جعل الأخر ينخفض بـ ذل عند قدمه يحاول تقبيلها قائلا: مقدرش هيقتلونى لو نطقت ..
_ يبقى أقرأ أنا الفاتحه عليك .
قالها مروان من بين ضروسه راكلاً إياها بعيداً عنه رافعاً كفيه وكـ أنه سيقرأ الفاتحة .. جعل الأخر يزحف مره أخرى بـ ألم قائلاً : هو دلوقتى فـ فى المينا هيركب فلوكه [مركب صغير ] هتوصله لـ نص البحر .. إسمها السنيورة .
إنتفضت شهد مهروله خارج الكبينة تسب وتلعن ولحقها مروان بعد أن قذف الكيس الصغير الذى يحتوى على المواد المخدره إلى الشاب كى يخفف ألمه قليلاً وبعد أن إستكان جسده من الألم دلف رجلين ينتمين إلى الشرطه يسحبانه لـ يلحق بـ أصدقاءه بـ السجن .
صعدت شهد داخل السيارة ولكن لم تغلق الباب بسبب تلك اليد التى أمسكته و هتف صاحبها بـ صوت لا يقبل بـ الجدال : إتنقلى الناحيه التانية .
نفذت وهى تزفر بـ غضب وقفزت فوق الكرسى المجاور هاتفه : يلا بسرعه مش وقت أوامر… لازم نلحق.
كان مروان جلس بعد أن إنتقلت و أدار محرك السيارة مسرعاً دون أن يجيبها… كان يقود و كأنه يسابق الرياح فـ الميناء لا يبعد عن مكانه كثيراً… دقائق وكان يصف سيارته أمام بوابة الميناء مخرج كارته الخاص يعرضه على الحارس الذى تنحى خوفاً من رتبته ودلفت شهد وراءه مهروله تسأل عن القوارب القريبة وعن فلوكة السنيورة.
****************
_ عايزك تكون قبلها هناك… سااامع.
هتف بها سائر بـ صوت أمِر لا يقبل التسامح به ثم أغلق الهاتف ملتفت إلى كارلا التى كانت تتابعه بـ إهتمام وهى تجلس على الفراش الطبى بـ جانب محمود تطعمه وكأنه مازال بـ مهده ولكن لم يقل تركيزها مع سائرها… وجدته يلتفت إليها بعينيه نظره تعرفها جيداً نظرة أباً خائف على جزء من روحه حتى لو أنه يثق تمام الثقة أنها أقوى مما خيل له ولكن هل على المشاعر الأبوية حرج؟.
أومأت متفهمه ما يريد قوله دون أن يتحدث فـ هو معشوقها تفهمه من نظرة عينيه ما يريد وإنتقل القلق على إبنتها إلى قلبها أيضاً ولكن هى تضع ثقتها بـ الله دائماً أنها إستودعت أطفالها بين يديه منذ أن بدأ كلاً منهم بـ تحقيق هدفه وحلمه… ثم بـ معشوقها الذى لا يترك الغبار يمسهم ولو بالخير.
غادر سائر دون حديث يكفى أنها تفهمه وتعلم ما يريده دون حديث.
_ البوص ماله جرى كده ليه يا كوكى.
قالها محمود بـ إندهاش من إندفاع والده خارج الغرفة دون حديث فـ أجابته بـ إبتسامة وهى ترفع يدها بـ معلقه تحمل الحساء الصحى كى يتناوله: خليك فى نفسك دلوقتى… يلا معدش غير معلقتين.
_ يا ماما إيه إنتى بتأكلينى كـ أنى لسه بيبى.
قالها محمود بعد أن دست كارلا الطعام بـ فمه بـ قوة حتى لا يرفضها فـ إبتسمت تخفى قلقها قائلة: هتفضل بيبى فى عينى حتى لو بقيت جد مش أب.
أمسك كفها بـ يده السليمة يقبل ظهره بـ حب لم يصل له أحد بقلبه غيرها فـ هى حبيبته الأولى والحضن الدفئ ونبع الحنان الذى إذا وزع على العالم لـ أفاض نظر لـ عينيها قائلاً: ربنا يخليكي ليا وميحرمنيش منك يا حبيبة قلبي.
تلألأت عينيها من دعائه لها و طفرت دمعه هاربه من عينها عند تذكرها أنها كادت تفقده للأبد شعرت بـ كفه وهو يزيحها يهمس بـ قلق: ليه الدموع دى ماما أنا كويس الحمدلله.
إبتسمت وهى تمسح أثار دموعها من على وجهها هاتفه: لا يا حبيبى مافيش..
_ ماما.. هى تولين فين؟
هتف بها محمود بعد تردد كبير لا يصدق إلى الأن أنها لم تأتى لـ الإطمئنان عليه ولا رؤيته… ضحكت كارلا بـ خفه قائلة بـ إستفزاز وهى تلتف تأخذ هاتفها من فوق الطاولة الصغيرة الموجودة بـ جوار الفراش: إتقل شوية يا إبنى.. مش كده الغايب عـ…
توقفت الكلمات بعد أن وجدت رسالة وصلتها منذ قليل ولكن لم تسمع رنين الهاتف بسبب أنها جعلته صامت… شخصت عينيها وهى تقرأ محتواها رفعت وجهها إلى محمود تنظر له بـ قلق مما قرأته ثم تخفضها تنظر إلى الرسالة مره أخرى حتى فقد محمود أعصابه ساحباً منها الهاتف ينظر إلى ما جعل وجه والدته يصفر من القلق ولكن إنتقل إليه بعد أن ردد كلمات الرسالة الواصلة من خاطفة قلبه…
( ماما… إسمحيلى أقولك ماما حتى بعد إلا إتسببت فيه لمحمود بس ربنا واحده يعلم إنى بحبه أكتر من نفسى.. مش هسامح نفسى أبداً إنى كنت السبب فى أذيته فى يوم.. عشان كده قررت أسافر.. وعارفه إن لاريمار معاكى أمان ليها عن ما هى معايا… أتمنى تهتمى بيها.
وطلب أخير يا ماما قولى لـ محمود إن أنا بحبه أووى.
وبحبكم كلكم أووى يا عائلتى الوحيدة بـ هذه الحياة.
بنتك تولين ).
رفع عينيه الجاحظه مما قراءه و وصله المغزى النهائى أنها قررت البعد عنه بسبب شعورها بـ أنها سبب بـ عذابه وألامه.. ولكن لم تعلم أنها بعدها عنه موت محتوم.
*******
بـ كافتيريا المستشفى.
كانت تجلس لاتستطيع أن تمنع إبتسامتها الفرحه من وجودهم معاً حتى ولو بالمستشفى.. صدحت ضحكتها العالية دون قصد منها عند تذكرها سبب وجودهم هنا بالمستشفى ولكن كتمتها بـ كفيها تحاول السيطرة عليها.
نظر إليها رأف بغضب بسبب إرتفاع صوت ضحكتها بـ مكان عام ضحكتها التى تأثر قلبه كـ أنه لأول مره يراها… هتف بـ حده وملامح متجهمه: ممكن أعرف إيه إلا بيضحكك أووى كده.
_ أقولك بصراحه ومتزعلش.
هتفت بـ إبتسامة واسعه بعد أن سيطرت على ضحكتها فـ إسترسلت بعد أن أومأ لها بتجهم: أصل حاسة إن محمود إضرب برصاص عشان أنت نطقت أخيراً.
وإلى هنا ولم يستطيع التحكم بـ ملامحه التى غادرها التجهم و إنطلقت ضحكاته الرجولية الساحرة التى إلتفت إليه نظرات الإعجاب من الممرضات والأطباء الإناث وبعد من زوار المستشفى.
_ بحبك يا إبن طنط كارلا.
هتفت بها كارما بـ هيام و هى تتأمل ضحكته وملامحه المليحة التى حفظتها داخل قلبها قبل عقلها.
خفتت ضحكاته وكاد أن يجيبها بـ عشقه الدفين ولكن قاطعته هى بـ مرح: وحياة أنكل سائر ما أنت قايلها دا أخوك لسه مخرجش.
وهنا تعالت ضحكاتهم معاً جاذبين إهتمام مما حولهم دون أن يشعرون بهم وعندما توقف رأف هتف وهو يتأمل ملامحها بـ عشق يكفى العالم ويفيض: بحبك أوووى يا كرميلة قلبى.
****************
وقفت تشدد على خصلاتها كادت تقتلعها من منبتها عندما شاهد القارب فارغ ولا يوجد به أحد كيف هذا؟. صاحت بغضب وهى تركل الأرضية المصقولة… صرخت لا تعلم ما الخطاء الذى حدث حتى تصل إلى هنا ولا تجد أحد أو بالأصح ذلك **** الذى تجرأ وأذى نصفها الأخر… صرخت قائلة: إزاى مافيش حد… عاوزه أفهم الفلوكه فاضية ومطلعتش حتى.
تابعها مروان بـ هدوء مستفز لا تعلم سببه وإنتظر حتى تنتهى من صرخاتها الغاضبه وهتف بـ برود.: يلا نمشى دلوقتى وبعدين نشوف موضوع الفلوكه ده.
توقف عقلها عن العمل ولا تستطيع أن تسيطر على غضبها فـ هتفت وهى تتجه إليه كـ المجذوبه التى فقدة عقلها: يخربيت برودك يا أخى.. إحنا كده إضحك علينا من عيل شمام.
زفر بـ غضب لم يستطيع التحكم به بسبب إنفعالها عليه لولا والدها أولاً وأنها تلميذته المميزة ثانياً لـ كان ألقاها درساً لا تنساه حتى تتعلم الحديث بـ أدب معه والسيطرة على غضبها أمامه.. أمسكها من ذراعيها يهزها بـ قوه قائلاً بـ هسيس شبح: فوقى يا شهد ومتنسيش أنتى واقفه تتكلمى مع مين؟.. ويلا عشان نمشى ومش هكررها تانى.
وحدث ما قاله بـ هدوء غريب لا يعلم سبب إستسلمها المفاجئ وإطاعته التى بعيدة كل البعد عن شهد التى يعرفها ولكن قرر أن يأجل تفكيره بها حتى يعود هو أنهى مهمته معها صحيح أمامها أنه خذلها ولكن هو أكثر من يعرفها لو أنها وصلت إلى القاتل أولاً لكانت قتلته دون أن يرف لها جفن بسبب غضبها الأعمى… هو تصرف صح عندما بعث بـ رساله إلى سائر يخبره بـ المختصر أنه سيعطلها قليلاً حتى ينفذ هو خطته… سائر لا يستقل به… سائر حوت من يقترب منه أو من أولاده ينهيه من على وجهه الدنيا.
**********
داخل أحد حاويات الميناء الفارغة من البضائع إلا من خمسة أشخاص عريضين البنية أقوياء يشبهون المصارع الحُر و السادس راكع على ركبتيه ويديه مكبلة بـ أغلال حديدية ينظر إلى هؤلاء الرجال بعينيه الزرقاء الذين أخذوه من فوق المركب الصغير قبل أن يتحرك ولم يتركوا له فرصة حتى لـ الدفاع عن نفسه فهو ليس بقليل بل تدرب تحت أيد أكبر المدربين ولكن الكثرة تغلب القوة… ظل يتابعهم ولا يفهم منهم حرف واحد من اللغة العربية فـ هو إيطالى الجنسية.
نظر له قائد الحراس والذى هيئته تخيف ولكن ليس هو من يخاف ليتحرر فقط و وقتها يعلمهم من هو!..
ظل داخل الحاملة لـ مده لا تتعدا الساعة ونصف وكان الباب يفتح ويدلف ذلك الرجل الذى يسمونه حوت الإقتصاد العالمى كان ينظر له و الشرر يتطاير من عينه دون أن يظهر على جسده أى رد فعل بادلة بـ نظرات باردة لا يخشى الموت.
جلب أحد الحراس كرسى حديدى لـ يجلس سائر عليه بـ وقار واضعاً رجل فوق أختها قائلاً بـ نبرة قوية تخصه بـ اللغة الإنجليزية: من طلب قتله؟
_ لم يكن هو المقصود بل زوجته.
أجابه بـ برود دون أن يعبئ بأنه الأثير بل تابع وهو يرفع طرف شفتاه بـ إبتسامة ساخره قائلاً: هو الأحمق لقد نظر إلى عيناى قبل أن يضحى بروحه لأجلها.
تنفس سائر بـ حده ثم لم يشعر بـ نفسه إلى وهو يركله بـ قدمه فى معدته ثم خرج قبل أن يفقد سيطرته قائلاً لـ قائد الحرس الخاص به شئً ثم صعد إلى سيارته أمر سائقها بـ أن يتجه إلى المطار مره أخرى.
**************
يتبع…….
*************
تعليقات
إرسال تعليق