الفصل الثاني والاربعون







رمشت بأهدابها اكثر من مرة تحاول التعود على النور و إستعادة وعيها كامل، حاولت تحريك يدها شعرت بها محبوسه بين جسدهما العارى بعد ملحمة العشق التى لم.تعرفها إلا على يده هو لا غيره، ذراعيه كانوا يلتفو حولها كـ كماشتين تكبلها حتى لا تهرب، هو الوحيد الذى أشعرها أنها بشر خلق من طين مثلهم، لها مشاعر و غرور أنثى يغذيه بكلمات غزل بأى وقت و وسط أوقاتهم الحميمية، يشعرها أنها الانثى الوحيدة بالكون، وهو رجلها الأوحد.. الكلمات قليلة لوصف ما تشعر به منذ مجيئهم ، احتواءه وحنانه و غزله وانحرافه انساها كل ما مرت به، لقد ولدت على يداه من جديد.


رفعت رأسها ببطء تتأمله من خصلاته المنسدلة على جبينه ليست طويلة ولكن تصل إلى ما قبل حاجبيه نزولاً لـ عينيه المغمضتين براحة و رموشة الكثيفة والطويلة نزولاً لأنفه المدبب، نجحت بتحرير ذراعها و فردت أنمالها تحركها بخفة فوق أنفه الشامخ و جلد وجنته الجاف بسبب حلقها بالشفرة يومياً عادة اكتسبها منذ التحاقه بالكلية كما أخبرها صباح البارحة و إنحرف إبهامها يرسم شفتيه الرفيعة نسبياً و لكن تفاجئت باحتباسة بين أسنانه بخفة نظرت لعينيه التى ينظرون لها نظرات نعسه ولكن العبث لا يختفى بهم، إحمرت أذنيها و وجهها بسبب استيقاظه وهى تتأمله لقد زادت وسامته كثيراً عن اخر ايام رأته بها، حاولت تحرر اصبعها من بين أسنانه البيضاء ولكنه رفض بتعنت وهو يحرك رأسه بالرفض دون أن يحرره همست اسمه بصوت متحشرج منخفض بسبب آثار النوم لم تغادرها: فـاادي!.


أغمض عينيه يتلذذ بتلك المقطوعه العازفة على أوتار قلبه، مازال لا يصدق ما يحدث معه!. كريمة و قطعتين منهما، وأخيراً صارت ملكه و جواره، يعلم أنه لن يتزوج غيرها ولا هى تصلح لغيره، هم لبعضهم بحلوهم ومساوئهم، فتح عينيه بعد أن حرر اصبعها يتأمل عينيها الواسعة الساحرة محتضنة الليل بين أهدابها، تحولت نظراته لـ عابثه بعد تذكره أنها بين أحضانه بدون فواصل منسوجة بعد ليلتهم الجامحة مازالوا كما هم لم يرتدوا ملابسهم، حرك بنانة سبابته فوق بشرتها الحريرية فوق عمودها الفقرى سبب لها تلك القشعريرة الممتعه و دغدغة تحبها، أغمضت عينيها وهى تلصق جسدها بجسده أكثر بسبب ذلك الشعور المريح و حضنه الدافئ و الأمن، ولكن مهلاً!.. لما تشعر بـ انماله فوق جلدها.. ألا يوجد فـ...؟. شهقت متسعة العينين و هى تنتفض من بين أحضانه تزامن مع حديثه وسحبها لـ الشرشف الأبيض تتلحف به تخفى مفاتنها و عريها عن عينيه الماكرتين وهو يهتف و يحاول سحبها من قبضتها وهى تجلس على طرف السرير تحاول إخفاء ما تستطيع إخفاءه عن عينيه الصقرية: الله يهديكى يا كيمو.. سيبى يا ماما، بتخبى إيه بس عاوز أعرف؟.


كادت عيناها أن تخرج من محجريهما و الحراره تجتاح جسدها بأكمله تاركه وجهها كـ الجمر الموقد من خجلها و توترتها هاتفه وهى تزحف للخلف بعيداً عن كفه الذى يسحب الملاءة منها: أأ أتلم يا فادي.. وسيب الملاية بقى خلينى أقوم.


نظرة خاطفة لـ وراءها ثم بلمح البصر كان تاركاً مكانه قافز بقربها ينظر داخل عينيها هاتفاً بـ عبث: يا كيمو إستهدى بالله و استعيذى من الشيطان أنا عارف إنها لحظة شيطان.. يلا يا كيمو، دا أنا زى أبو ولادك بردو حتى إسألى الواد أسر حبيبى. 


أغفلها بحركته السريعة تزامنا مع حديثه الذى أنهاه بفوزه على قبضتها محرراً الملاءة من بين أظافرها مسبباً عدم توازنها فوقعت للخلف فوق مخدة صغيرة مرميه بجوار الفراش و هو فوقها دون أن يتركها قائلاً بعبث ومكر لم يتركه ولم يتركها تجاوبه بعدها: طب ما تقولى يا لئيمه، مكنتش هرفض بردو التغير مطلوب والسرير ده تقليدى بردوا.


فتحت فمها ببلاهة و اتسعت عينيها بدهشه من تفكيره المنحرف الذى لم يتغير منذ صباه بل زاد وقاحه وتبلى عليها و أفكارها.. حاولت أن تفيق من دهشتها وأن تنفى فلم يصدر منها إلا تحريك رأسها بنصف رفض وكان قاطعها بـ إلتهام شفتاه المغوتين المنتفختين من أثار البارحة، فـ كل ما طرأ على رأسها...


" كـ أيام الخريف وتساقط الأوراق الشاحبة و الفاقدة للحياة.. كُنت.

لولا ربيعك المُزهر لما عُدت للحياة، دلالك و حنوك وتفهمك و قبلهم أسفك الذى لا ينتهى عن خطأ ليس بيدك، عادت روحى تنبض بالحياة بـ قربك ".


#جروب_فراشات_حواء 

#ميرا_جبر


**************


_ يا شهد متلفيشظظ كتير أخرت اللف ده إيه؟ عايز أعرف!.


هتف فارس بعد نفاذ صبره من إلتواء شهد بالحديث و اللف والدوران به حتى ينسى سؤاله ولكن فاض به وانتهى صبره، هو يعلمها كـ خطوط كف يده، رأى النفى بعينها والرفض لـ إخباره وكاد لسانها يترجمة فـ قاطعها وهو يهتف من بين أسنانه: شهد متلفيش ولا تقولى حاجة أنتى متأكدة أنى مش هصدقها فـ زى الشاطرة كده و بكل روح رياضية قولى ايه الحوار بين رائف وكارما.


تنهدت بيأس ثم قررت أنهئ الأمر من ناحيته هاتفه بـ إستسلام.: مفيش حوار فى حلال.



_ بتهزرى!.


_ فعلاً بهزر شوفت بقى ان مفيش حاجه!


وكأنها ما صدقت دهشته وعدم تصديقه و تمسكت بتلك القشة التى كسرها وهو ينتفض من مكانه يطلب الشيك قدم له العامل الماكينة ليضع بها الكارت محولا المال ثم سحبها من زندها و غادر مسرعاً.


   *****


أوقف سيارته بجانب الطريق قبل المبنى التى تعمل به ثم التف لها وهو يحاول السيطرة على أعصابه كى لا ينفجر بوجهها هاتفاً بهدوء زائف تعلمه جيداً: افهم بقى عشان مخلكيش تلبسى أسود عليه النهاردة.



_ انت مكبر الموضوع كده ليه، أنا قولتلك هو بيلعب بيها.. ده عاوز يتجوزها.


هتفت وهى تنظر له تترقب رد فعله، مهما أحبته فـ عائلتها بالمقام الأول و إن مس شقيقها الصغير بشئ بالتأكيد سيراها أمامه بالمرصاد.


ضرب بـ كفيه المقود وهو يصيح: أنتى هتجننى.. رئف و كارما ازاى؟!. عاوز أفهم؟! وهو إزاى يسمح لنفسه إن يبصلها بالطريقة دى.. دى لسه صغيرة!. 


صاح بدهشه بأخر حديثة مما أجفلها مكانها ولكن لم يظهر عليها فـ هتفت بإندفاع وحماية أم على صغيرها وإن لم تلده: هو معملش حاجه غلط، ولا أذاها فى حاجة عشان تعمل كده.. الدين محرمش ان الواحد يحب الا أصغر منه أو العكس، وإذا كنت هتفكر كده يبقى قلة الكلام معاك أحسن عن إذنك. 


أنهت حديثها الغاضب وهى تترجل من السيارة و تغلق بابها بقوة ولكن قبل أن تغادر إلتفت ثم خفضت رأسها تنظر له من النافذة هاتفه بـ شرر: وأعرف يا فارس لو عرفت إنك قربت منه أو لمسه يبقى وقتها هتشوف وش المقدم شهد الشهاوى وصدقنى تتمنى أنك متشوفوش.


ثم غادرت كـ عاصفة تلتهم من يقابلها بغضب، تاركة إياه ينظر لخطواتها العسكرية السريعة بملامحة مبهمة ولكن لن يستطيع المقارنة بين نبض قلبه و أبنة قلبه.. أدار محرك السيارة و هو ينظر للشاشة أمامه تظهر ما خلفة من الكاميرا الخلفية و بعدها إنطلق كـ السهم الغاضب الباحث عن منفس يخرج غضبه به.


******************


دلفت إلى المقر و اتجهت إلى مكتبها المشترك مع باقى فريقها فـ قائدهم مازَل غارق بالعسل، وعندما دلفت لم تلقى السلام كعادتها بل جلست فوق الكرسى بـ إرهاق ترجع رأسها للخلف و ترفع قدمها فوق طرف المكتب المواجهة للحائط ، تبادلت النظرات القلقة بين زملائها من مظهرها الغير مبشر و قرروا البعد هنا الأن.


دقيقة و وجدت الساعى الكبير بالسن يدلف ومعه كوب شاى بالنعناع و ظرف بنى كبير نسبياً و إتجه لها مباشرة يضع الكوب الزجاجى و الظرف أمامها بهدوء فـ هو تعود على مزاج هؤلاء فـ هو هنا منذ الصبا ولم يعد يقلق أو يهاب أحد يعلمهم جميعاً من نفسه الطيبة ومن لا.. لم تنتبه له فـ حمحم بخفوت و زملاءها بالخلف يدعون له بالرحمة ولكن تفاجئوا عندما وجدوها تعتدل بجلستها قبل أن تضغط بين عينيها تدلكه هاتفه: خيريا عم حسن.


_ خير يا باشا، حضرتك فى واحد وصل الظرف ده ليا و قالى أسلمه ليكى شخصياً ومعاه كوباية الشاى بالنعناع أول ما توصلى.


هتف بوجهه البشوش الذى رسم عليه الشيب بوضوع و إرهاق الدهور الفائته.. دقيقة واحدة أخذت تستوعب بها ما قاله قبل أن تنظر له هاتفه بعدم تصديق: مقالكش أسمه إيه؟.


_ لا حضرتك هو سأل عليا بالاسم و بعدها أول ما ادانى الظرف معدتش شوفته قدامى.


_ تسلم يا راجل يا طيب سلام أنت.


_ لكن يا باشا أكد عليا إنك تشربى الشاى قبل ما تفتحيه.



رفعت الكوب الساخن وإرتشفته دفعه واحدة غير أبه بحرارته و نسيت سبب إرهاقها وضيقها فـ صح خاطرها فـ هذه ضربة قاضية لعدوها و نقطة شرف بسجلها المهنى المشرف.

وضعت الكوب فوق الصينه الذى مازال يحملها ويقف لم يغادر ثم اختطفت الظرف و هرولت لمكانها السرى بالمبنى.



      *****


جلست فوق خزان المياه المثبت بين أنقاض حديدية بأعلى سطح المبنى، لا يراها أى أحد من الأسفل.. فتحت الظرف و بدأت بقراءته فـ كان مكتوب باللغة الفرنسية ظلت تقرأ و هى تعقد حاجبيها كان الجواب من يقرأه يظن أنه بزمن السبعينات و جوابات الغرام السرية.. التى تتلاقاه وترهب أن يكشفها أحد، فـ بدأت تعيد قرأته بصوت عالي حتى يتردد داخل رأسها حتى تلتقط شفرته التى لا يعلمها غيرها.


( حلوتى شهد..


إشتقت لغزلك و إنفرادى بكى تحت غصن الزيتون وسط الصحراء و طائرنا يرفرف بأجنحته الخضراء يعلن حرية عشقنا للعالم..


عزيزتى إشتقت لتأمل الزيتون النضج بعينيكِ أمام شطكِ وأرسى على ضفتكِ، أتناول معكِ قهوتنا العربية التى لا مثيل لها إلا من يدكِ.


فلما لا نعود، لا تتركينى بمفردى بعد الأن حبيبتى.


إلى لقاء قريب لن يتأجل).


وبعد ترديد الرسالة بصوت عالي تسمعه وتفسيره حتى توصلت لفك شفرته، أغمضت عينيها براحه و ضمت قبضتها بفوز ثم وقفت تنظر إلى الأسفل لـ ثانية واحدة و بعدها قفزت بإحترافية من إرتفاعها العالى وبعدها صلبت طولها و هى تدلف إلى الداخل وتنزل الدرجات مسرعة حتى وصلت للمصعد و الذى وجدته بـ الدور الاسفل فقط فوصل إليها سريعاً.


***************


انتهى من إرتداء حُلته الرمادية و أمسك عطره ينثر منه فوق بذلته و معصمه، إنتفض من مكانه عندما جذبته يد بقوة و خطفت منه الزجاجة السوداء و تضع منها هى على يدها و جسدها أفرغتها كلها فوقها دون أن تنظر له أو تحدثه بصباح أو سلام.


_ يا شذا يا حبيبتى كده تتخنقى من كتر البرفيوم. 


_ it's not your business ولا انت زعلان على البرفيوم بتاعك.


قالتها وهى تقذف الزجاجة باتجاهه بعدما افرغتها واتجهت تتمدد فوق الفراش تجذب وسادته و تحضنها و تستند فوق خاصتها.. ظل يتابعها مذهولاً من هجومها عليه هذا الصباح وضع الزجاجه بمكانها واتجه إليها يجلس على طرف الفراش أمامها يبعد الوسادة عن وجهها الذى تدفنه بها ويهتف وهو ينظر لعينيها الداكنه.: فداكى كل عطور العالم بس أنتى الأهم كده غلط وممكن يسببلك حساسية.


_ كداب أنت الا مش عاوزنى أحط منه.


اجابته بحدة وهى تبعد الوسادة عن يده و تدفن رأسها بها مره أخرى ولكن تلك المرة سمع شهقات بكائها الخافت والمكتوم زفر بغضب لا يفهم سبب بكائها أو عداوتها معه على الصباح، أغمض عينيه مستغفراً ثم جذب منها الوسادة بالقوة بعد تشبثها بها وقذفها بعيداً و عندما كادت تتحرك ورائها، جذبها من يدها بقوة داخل أحضانه يدفن وجهها بصدره المرحب بها دائماً بجميع أوقاتها حرك أنماله داخل فروة رأسها من الأسفل مسبباً لها بالسترخاء و كفه الاخر يحركه صعودا وهبوطاً فوق ظهرها قائلاً بحنو وتفهم لحالتها: أنا كلى ملكك يا جنيتى، فداكى المهم انتي وصحتك وكمان الجنية الصغيره الا هتنور حياتنا.


شددت من إلتفاف ذراعيها حول ظهره تقربه منها بقوة و تدفن أنفها داخله تستنشق عبيره التى لا تفهم تلك السكرة والخمول الرائع والمريح لها و طعم السكر الذى تستطعمه كلما إستنشقته تهمهم بخمول: مش مشكلة أى حاجه المهم خليك كده دلوقتي متتحركش.


إرتسمت إبتسامة مطمئنة أن نوبة النكد لم تطول هذه المره وأنه سيذهب لعمله هذه المره مبكر عن الأيام الماضية ولكن لم تدم عندما دفشته بقوة بعيداً عنها ولم تستطيع أن تتحرك من مكانها و كانت تفرغ سائل أصفر فوقه و تمسك بمعدتها من شدة الألم وكانت تلك نوبة الاستفراغ الصباحى لكل يوم، لكن لم يهمه ملابسه ولم يشمئز منها بل حاول تهدأتها حتى أنهت استفراغها وهو يمسد على ظهرها و يجمع شعرها بكفه الأخر بعيداً عن وجهها.. عندما وجدها تلتقط أنفاسها حملها ودلف إلى الحمام يجلسها على طرف البانيو الإستحمام و فرغ بعض من سوائل الاستحمام المعطره الخاصة بها و المهدئه للاعصاب و فتح الصنبور على الماء الدافئ. 


_ استنى هنا ثوانى. 


هتفها وهو يربت فوق وجنتها بحنو و بعدها خلع جاكيت بدلته و قميصه المتسخين و ضعهم بالصندوق الخاص بالملابس المتسخة و بعدها خرج وهو يفكر بأنه سيتأخر على عمله كـ العادة، مر على عقله العابث كعادته جملة رددها بسخريه: شكلى هاخد أجازة وضع عشان كده شكلى بقى وحش من التأخير .


 ابتسم وهو يلملم المفرش المتسخ و ينظف القطرات من فوق الأرض، يرفض أن ينظف خلفها الخدم فـ هو لن يترك فرصة واحدة لأى أحد مهما كان كنيته أن يشمئز من جنيته مهما حدث.. انتهى من الفوضى و دلف لها وجدها تمدد بالفعل داخل البانيو مغمضة عينيها باسترخاء بعد أن إمتلئ، بحث عن هاتفه حتى وجده على الكومود بجوار الفراش جذبه يبعث برسالة مختصرة لصديقه يخبره عن عدم قدومه، ألق هاتفه فوق الفراش وخلع بنطاله وهو يتجه للداخل وعندما وقف جوارها ضغط على زر المساج داخل البانيو فتعالت الفقاعات حولها و سمع تنهيدة استرخاء تنفلت من بين شفتيها وعينيها مغلقتين.. ثانية وكان يجلس خلفها يحاوطها ويمسد فوق بروز بطنها المتكور بإغراء له، لم يعرفوا جنس المولود بعد ولكن يتمناها أنثى نسخة مصغرة من جنيته حتى يراها بها دائماً وأبداً.

أسندت ظهرها فوق صدره المرحب وهو يحاوطها من الخلف تتذكر عندما طلب هذا البانيو من المصنع و كيف أختار تفاصيله و يخبرها بأنه كلفه الكثير حتى يحصل عليه.. فهو رفض مساعدة والده و اكتفى بعمله الخاص.


التفت بوجهها حتى قابلته تنظر لعينيه بعيون ناعسة هاتفه: أنا قولتلك انى بحبك النهاردة.


ابتسم بعشق وهو يقترب من وجهها يقطع تلك المسافة هاتفاً بمرح: ولا قولتلى صباح الخير يرضيكى.


إبتسمت وهى تشعر بأنها لا تعرف تصف شعورها الأن من إسترخاء و انها داخل أحضانه هو فقط من تريده ولا تريد غيره، حركت رأسها بالنفى لم تكمله عندما اقتنص شفتيها المغريتين بين خاصته ويسحبها معه بعالمهم اللذان ينسجونه بخيوط عشقهم الناقى من شوائب زمن كثر به الخداع.


*****************


أوقفت سيارتها أمام بجراج النادى التى استقالت منه تاركه حلمه وراءها و فرصتها التى يتمناها من يعشق تلك اللعبة، الاحتراف كان حلمها لأنه تمنى هذا.. أما الأن وجدت أن تشبها به لم يكن بمصلحتها يوماً فـ هى اكتشفت أن (إن أحببك شخصاً لانه يرى وجهاً أخر غير حقيقتك فلن يحبك يوماً..)


تنفست بقوه وهي تترجل من السيارة لا تعرف سبب إتصال مدرب الفريق وطلبه الملح لحضورها ظهيرة اليوم، ارتدت نظارتها الشمسية بسبب سطوعها بهذا اليوم الحار وإرتدت طايقة الرياضية مطبوع عليها شعار النادى.. هندمت قميصها الأبيض وهى تتحرك حتى وصلت إلى الغرفة الخاصة بتغير الملابس بفريقها.. هتفت بمرح وهى تراهم مجتمعين و يدردشون كعادتهم و أخرى ترمى قميصها فوق وجهه الأخر لتنفذ عن ضيقها منها: هااا يا كباتن.. انا عارفة ان النادى وحش من غيرى. 


_ هنا!.. 


صاحوا بها جميعاً وهم يتجهون إليها يحتضنها جميعاً مهللين بفرح وسعادة لزيارتها المفاجأة. 


_ وحشتونى والله.. الكوتش فين؟. 


أنهت حديثها السعيد بـ رؤيتهم بعد تلك المدة وترحيبهم بها وبعدها اتجهت إلى الملعب حيث ينتظرها المدرب.. دلفت و وجدت الملعب المغطاة مظلم ولا يوجد به أى ضوء يدل على وجود أحد بالداخل خلعت الطاقية محررة خصلاتها تشعثهم بأناملها بتفكير و التفت نصف دائرة حتى تغادر ولكن وجدت الأضواء تنفتح مصدرة صوت صغير و تسلط فوق المقاعد الخاصة بالجمهور و صورة متحركة من طفولتها وهى ترتدى فستان أبيض و جناحين و طوق أبيض دائرى، تمسك بيدها العصاه المضيئة بشكل نجمة ترفعها لفوق و بعدها يضئ المسرح كله و ينتشر حولها الأشجار والورود دليل على سحرها، كانت تنظر إلى صورتها ببلاهه لا تعلم من يملك هذا المقطع ويحتفظ به غير والديها.. انطفأت الأضواء و بعدها فتحت تسلط على المدرج المجاور ولكن إختلفت الصورة وعرض فيديو عقد قرانها على مالك وهو يمسك يد والدها و يهتف بإنتصار ( قبلت الزواج من موكلتك). وعندما طفرت عينيها من العبرات الشفافه تشوش الرؤية أمامها كانت الأضواء تسلط عليها وشعرت بذراعين قويين يلتفون حولها من الخلف يجذبها إلى صدر من سمعته منذ ثوانى يهتف بقبولها زوجة ويستند بأنفه بـ جوار أُذنها أنفاسه تضربها بقوة لا ترحمها وعطره الممزوج برائحة عرقه الرجولى لا ترحمها أغمضت عينيها محررة عبرتين من عيناها وهى تسمعه يهمس: و من يومها و الجنية الصغيرة حولت حياتى الضلمة و الجافة لـ حياة مليانة زهور و نور ولو بعدت أو زعلت بتضلم تانى… بحبك.. أســــــــف. 


حديثه الصادق كان يلقى صداه داخل صدرها يتردد داخل خفقاتها التى تتسابق مع خفقاته التى تتصداها بظهرها المستريح فوق صدره.. نسيت العالم و نسيت مكان تواجدها و إلتفت بين ذراعيه لا تستطيع إجابته إلا بقبلتها فوق شفتيه التى تلقاها بصدر رحب يصبر نفسه بأن بقى القليل لتصبح حلاله وملكه شرعاً فـ هى الأن ملكه قانوناً. 


***************


يتبع…….


***************





تعليقات

المشاركات الشائعة