الفصل الرابع والعشرون

 




وقفت تنظر إلى المطعم من الخارج لا تعرف أتصدق إحساسها وتغادر دون أن تدلف… أو تستمع إلى إلحاح شهد عليها و تدلف لـ تراها  ، إقتربت من الباب الزجاجى الكبير الخاص بـ المطعم وكادت أن تدفعه ولكن تسارع نبضاتها التى لا تريد أن تفعل جعلتها تتراجع و إلتفتت مسرعة مقررة أن تغادر و تعتذر لـ شهد على الهاتف.


هرول مسرعاً عندما وجدها تتراجع أمسكها من معصمها حتى يوقفها قبل أن تصعد إلى سيارتها مره أخرى  ، ألتفتت تنظر إليه ثوانى و تصدق حدسها ثم إعتدلت تسحب يدها من بين قبضته مربعه إياها أمام صدرها تنظر إليه بـ سخريه تخفى وراءها شوق وعشق وإشتياق إلى أحضانه التى لم تذقها إلا مرتين يتمتين لم تنتبه من تحول نظراتها التى عرت مشاعرها أمامه جاعلة إياه يبتسم بـ ظفر قائلاً: والله فى إيدك نفضل فى العسل يا عسل.


أنهى حديثه بـ غمزة من عينيه وامسك كفها بين كفه مخللاً أنماله بين أنمالها وسحبها معه وسط دهشتها من حديثه العبث الذى كان يفعله مع كل أنثى إلا هى… دلفت معه إلى المطعم ونظرت حولها لم تجد إلا طاولة دائرية وعليها أنتيكة صغيرة على شكل كره قدم بـ لون أبيض وأحمر و بـ داخلها ثلاث ورود وردتين حمراء و المتوسطة بيضاء وقفت ولم تجلس عندما تركها لـ يسحب المقعد الانيق لها بـ طريقة راقية  … لو فعل كل هذا قبل يومين لـ كانت حلقت بـ السماء و صرخت بـ حبه المظلم لـ روحها… ولكن لم تبدى أى رد فعل غير أنها وقفت تنظر له بـ ملامح جامدة و تسند كفيها على جانبى خصرها تنتظر إنتهاءه من تلك الدراما.


عندما وجدها تقف بـ تحدي متحفزه له ترك المقعد وقطع الفاصل بينهم و وقف أمامها لا يفصل بينهم غير إنش واحد ظل ينظر إلى عينيها يقرأ ما بها ولاحظ تشنج جسدها من قربه دقيقة واحدة ثم إنحنى قليلاً وسرق قبلة صغيرة من شفتيها كـ فراشة تتداعبها… جعلها تغفل و سارت قشعريره بـ عمودها الفقرى و نغزات محببه بـ بطنها لم تفق إلا وهو يجلس أمامها بعد أن أجلسها لا تعلم كيف أو متى؟… رأت بـ عينيه حبه وندمه وأسفه ولكن بـ ماذا يفيد بعد أن فقدت الأمل نهائياً جاعله قلبها يتوقف عن النبض وتعيش جسداً دون روح.


_ متأخر أوووى يا مالك.


لم تشعر أنها أفصحت عن أفكارها وهى تتأمله ورأت ملامحه يرتسم عليها العبوث والندم فـ أجابها بـ رجاء: عارف إنى غِلط فى حقك كتير… وحتى قبل ما أكتبك على إسمى… بس أنا غبى و حمار كمان… إدينى فرصة واحدة وأنا هعوضك والله بس ماتبعديش عنى… وعد منى هنسيكى كل إلا فات ومش هتفتكرية.


_ هتنسينى إيه بـ الظبط عشان أبقى عارفة.


أجابته بـ تهكم ولم تنتظر رده بل تابعت قاصفه إياه.


_ هتنسيني علاقاتك المشرفة بـ صراحة ولا هتنسينى سخريتك منى لأنى إتميزت فى لعبة إنت فشلت فيها وللأسف أنا ملعبتهاش بـ رغبتى بـ العكس عشان كنت فاكرة أنى كده بقرب منك… هتنسينى عدم ثقتك فيا وفى رأف وإتهامك لينا أبشع إتهام.


أنهت حديثها وهى تقبض بـ قوة على يدها تسيطر على دموعها التى تهددها بـ الانهيار و تتماسك أمامه حتى لا تضعف حان وقت المواجهه ويجب أن تنتهى كما هى ترغب ليس هو.


بروده إكتسحت جسده بـ هذا الوقت من العام المعروف بـ شدة حرارة الجو فى شهر يوليو يكتشف كل يوم مدى قبح أفعاله معها… أخفض عينيه من عينيها دقائق والصمت يطوف حولهم لا يكسره سوى صوت أنفاسهم المتعاليه كأنهم بـ سباق وخفقاته الثأرة بـ خوفاً ورهبه لم يعرفهم قبل الأن… كان هو أول من كسر الصمت قائلاً وهو ينظر إلى عينيها بـ قوة لايقبل بـ الاستسلام مهما حدث: هنا… أنا مش ملاك ومش بـ برر أفعالى معاكى بس أنا بشر والبشر ربنا خلقة بيغلط وبينتظر منه أن هو يعرف غلطة ويصلحه … وأنا عرفت وندمان وراجع طالب التوبة هتغفريلى ولا هتردينى من باب عفوك.


ظلت تنظر إلى عيناه ترى بها ندماً و عشق تغلغل بـ خبث داخل قلبها محياً إياه و جعله ينبض بـ عشقه التى كانت دفنته ولكن العاشق لا يتذوق حلاه إلا بعد مره وهى ذاقته وتشبعت مرارة بعده عنها وخضع عقلها كـ عادتها تحت سطوة قلبها… إبتسمت بـ حلاوة جعلت الروح تعود إلى جسده تدفئها وتشعل بين أضلعة شعلة لن تنطفئ مهما مر الزمن عليها بل ستزيد مع كل عثرة ستقابلهم.


***************

أسدل الليل ستاره و لمعت النجوم تنير الظلام وترشد السائل على طريقه… مازال يقود سيارته يقلق قليلاً من رد فعلها فـ هى غير متوقع لها شئ ولكن مل من رفضها و عندها وكبريائها المتصدر له… الوقت ينفذ منه إن لم يجعلها توافق على إرتباطهم سيخسر… يتذكر عندما ذهب إلى سائر مكتبة مطالباً بها حلاله وقابله سائر بـ لكمة بـ وجهه ثم إعتدل مستنداً بـ ظهره على المكتب.


          ******


_ عمرى ما عرفت إنك غبى كده.


اعتدل فارس واقفاً ثم مسح خط الدماء من جانب فمه ناظراً إليه بـ إستفهام قائلاً بـ غباء: مش فاهم!.


إرتفع جانب شفتى سائر بـ إبتسامة تهكمية قائلاً: مش بقولك غبى… أنا موافق على طلبك بس معاك شهرين وتجيبلى موافقتها وإلا أنساها.


أنهى حديثه وهو يقف ثم يلتف حول المكتب لـ يجلس مكانه هاتفاً وهو ينظر إلى ساعة يده: وقتك بدأ وإعرف إنى لولا واثق فيك كان زمانك دلوقتى جنب زيد.


أنهى حديثة وأمسك ملف من أمامه وبدأ بـ مراجعته دون أن يوجه له حرفاً أخر وبعدها فوجئ بـ فرح زيد وشذا وظهور فادى فى حياتهم.


           ******


التفت ينظر لها وهى بـ جواره مازلت نائمة بـ سبب المخدر لم يجد طريقة أخرى سوف يبتعدوا قليلاً بـ مكاناً لا يعلمه أحد  ، مكاناً خاص بهم أشتراه بـ ماله الخاص لـ أجلها.


بعد مرور بعض الوقت أوقف السيارة داخل مزرعة صغيرة ثم زفر بـ إرهاق ثم ترجل والتف حول السيارة و فتح الباب من جوارها ثم فك حزام الأمان و حملها خارج السيارة وأغلق الباب بـ قدمة ثم تقدم بـ إتجاه البيت وقف أمام الباب يقربها من قلبه أكثر و يحاول أن يفتح الباب.


بدأت بـ بوادر الاستفاقه متأوه من ألم الذى بـ رأسها بـ سبب المخدر محركة رأسها وهى تمسدها بـ أنمالها… كان أنتهى من فتح الباب وخطى إلى داخله وضعها على الأريكة الحديثة  على شكل الحرف الاجنبى لـ وجلس أمامها يتابعها وهى تفيق.


شدة قبضتها عندما وصل إلى أنفها عبق رائحته إستفاقت بـ الكامل دون أن تفتح عينيها تستغفر الله حتى تهدأ من روحها الثأرة التى تطابلها بـ قتله الآن جزاءً على فعلته.


_ إفتحى عينك عارف إنك فوقتى.


وهنا لم تستطيع أن تملك أعصابها بل إنتفضت واقفه بـ إتجاه الذى حددته من صوته تحاول لكمة ولكن هو كان يعلم بـ حركتها فـ تفادها ممسك بـ يدها جاذباً إياها داخل أحضانة يكبلها بـ ذراعيه حتى لا تستطيع التحرك قائلاً بـ برود زاد من غضبها وحركتها حتى تتحرر منه ولكن كان يسيطر عليها بـ أرجله و ذراعيه: إهدى… هنتكلم بهدوء وبعدها هتعملى إلا أنا عايزه بردوا.


هدأت بعد أن علمت أنه لن يتركها فـ سكنت بين أحضانة تنتظر منه أن يتركها أو يتحدث حتى تنهى هذه المهزله.


عندما وجدها تهدأ وهدأت أنفاسها علم أنها تنتظر سماعه فـ بدأ حديثه وهو يتمنى أن ينتهى كل شئ كما تمنى…: إلا حصل منى مش هقولك طيش شباب وكنت صغير لأن دا شئ مفروغ منه بس… إلا كان مسيطر عليا وقتها كبريائى وثقتى فيكى إن مستحيل حد يضحك عليكى… ثقتى فى حبك إلا كان بيظهر فى عينك كل ما العيلة تتجمع ونكون مع بعض أو تتقابل عيونا فى أى وقت… بس كله دا إتهز وضاع وقت ما فادى سجل مكالمة بينكم عشان يثبت أن هو كسب الرهان… وقتها حرفياً الدنيا أسودت قدامى و قررت أتجنبك نهائى.


إستنشق بعض الهواء بعد أن كان يكتم أنفاسه وهو يتحدث مكملاً حديثه:  بس مقدرتش فقد ملكية قلبى ليكى. 


صمت ينتظر منها أى رد فعل أو إجابة ولكن كـ عادتها لا يعرف بـ ماذا تفكر أو يتوقع لها أى شئ…  حثها أن تتحدث وتمنى بعدها أنها لم تنطق حرفاً  عندما أجابته بـ بروداً:  خلصت إلا عندك تقدر تبعد عنى دلوقتى. 


*******************


بـ أحد الفنادق الراقية. 


داخل جناح كبير مزين لـ  العرائس. 


_ نزلنى بقى الدكتور قال بلاش إرهاق ليك إنهاردة وإنت مُصِر تشيلنى. 


هتفت بها شذا لـ زيد بعد أن دلفوا إلى جناحهم الذى حجزه زيد حتى يقضى به أول لياليه الحميميه مع مالكة قلبه…  أنزلها ولكن لم يحررها من بين ذراعيه  ناظراً إلى عينيها قائلاً: دا دكتور ما بيفهمش… أنا أدرى عنه بكتيييير كفاية إن معايا جنيتى. الا هتشفينى بـ لمسه و همسه و… وو.


كان يتحدث وهو يقرب وجهه من.جهها بـ بطئ حتى لم يعد يفصل بينهم أى شئ و لمست شفتاه خاصتها و هو ينهى حديثه بـ همس مغوى وهى تتابعه مسحورة بـ جمال اللحظة وتخدير عقلها من كثرة خفقاتها التى تلاقى صداها فى صدره.


اختطف قبلة شغوفة يتذوق ترياق الحياة من بين شفاها ترد إليه روحه التائه منذ قرارها بـ البعد.عن البلد حتى لا تلاقى النقد والكلمات التى تؤذيها فى صغرها… ابتعد عنها وهو يلهث من فرط مشاعره وهى ليست بـ حالاً أفضل منه… همس من بين أنفاسه: يلا إتوضى وتعالى نصلى الأول… عشان أنا دقيقة كمان ومش هسيطر والشياطين بترقص فى دماغى.


أنهى حديثه بـ غمزة وعبث وهو يبتعد عنها جاعلاً إياها تهرول بـ إتجاه المرحاض وأغلقته بـ قوة بسبب خجلها وحراره إجتاحت أوصالها وزحفت الحمرة المحببة إاى وجنتيها جاعلة إياها مغوية وفاتنة تأثر من يراها بـ طلتها الخيالية تشبة أميرة هاربة من أسطورة خيالية… اليوم حفر بـ ذاكرتها ولن ينسى مهما حدث فـ بعد خروجهم من الغرفة متأبطة بـ ذراعه بـ قوة وعندما وصلوا إلى المكان المخصص لـ جلوسهم تفاجئت بـ الفقرات التى توالت وراء بعدها وأدهشتها من عرض رجل التنورة و فقرة راقصة كـ زفاف حقيقى و مدعوين يشاهدون معهم… ولكن ما فاجئها أكثر هو طلبه أن تغنى له أغنية الملكة إلسا المفضلة لديها بـ صوتها العذب الذى سحره وجعلهم يعيشوا لحظات مختطفه من الخيال وأنتهى الحال بهم بـ جناحهم الذى حجزه وجهزه لـ إستقبال عروسين  ،  إنتهت من إستعدادتها وتوضئت وإرتدت الغلالة التى جهزها لها ثم فوقها الاسدال الخاص بـ الصلاة لم ينسى شئ بـ التأكيد زوجة خالها هى من ساعدته فتحت الباب نصف فاتحة بـ بطئ تتمنى أن يكون غفل وهو ينتظرها ولكن خاب ظنخا عندما قفز أمامها من ذلك الجزء جاعلاً إياها تغفل و يخرج من شهقت فزع وتراجعت إلى الخلف… صدحت ضحكاته الرجولية الأسره حولها جعلها تنسى ما حدث وظلت تتأملة بـ عشق كاد يقلب عينيها على شكل قلوب حمراء.


سكنت ضحكاته و بقيت إبتسامة حلوة على شفتيه ساحباً إياها داخل أحضانه يستنشق رائحتها الممتزجة بـ رائحة سائل الإستحمام هامساً بـ عشقه لها و لقبها المحبب من بين شفتاه " جنيتى "  ثم إبتعد عنها ساحباً إياها بـ إتجاه المكان المخصص لـ الصلاة الذى جهزه وهى بـ الداخل وبعد إنتهائهم من الصلاة ثم قال الدعاء وهو يضع يده فوق رأسها وبعدها أزاح حجابها مخللاً أنمالة بين خصلاتها البنية ساحباً إياها بـ عالم وردى لم تراه من قبل ولم تعرفه إلا على يديه حبيبها ومعشوقها ومالك قلبها.


********************

بـ مزرعة فارس حربى.



_ انت اكيد اتجننت... بقولك سيبني. 


صرخت بها شهد و فارس يسحبها خلفه بـ منتصف الليل داخل الي الاسطبل الخاص به بـ المزرعه الصغيره الذي اشتراها بـ ماله الخاص بعد ان كرس سنواته الفائته بـ العمل... يوجد بها منزل صغير عباره عن طابقين ع الطريقه الحديثه نصف جدرانه من الزجاج كي يري جمال الطبيعه حوله و هناك اسطبل خاص به يوجد به الاحصنه التي يرودها كي يكبح غضبه عنها... هي سبب حنقه الدائم وغضبه... لم يأبي بـ صراخها او محاولتها الفاشله بـ جذب معصمها من بين قبضة يده وصل عند غرفة المهره الجديد التي لم ترود بعد مهما حاول معها لقد اسمها ع اسمها لانها تذكره بها منذ ان رأها... فتح الباب ثم دفعها بـ الداخل بـ قوه كادت ان توقعها لكن توازنت سريعاً والتفتت اليه بـ غضب اتجهت اليه ثم لكمته بـ قوه بـ فكه نزف من جانب شفتيه ع اثارها... مسحها خط الدم السائل بـ ابهامه ثم ضحك بـ استفزاز واردف بـ برود زاد من غضبها منه: عيب كدا... فى واحده متربيه تضرب جوزها.


صرخت نافيه بـ جنون: انت مش طبيعي... اكيد اتجننت... مستحيل اوافق عليك.


اقترب منها و حاوط وجنتيها بيده ضغط عليهم وقربه من وجهه كانت انفاسه الساخنه تلفح صفحة وجهها قائل بـ نبرة تملك شبه جنون: ايوه اتجننت... مجنون بيكي... مجنون بحبك الا كل يوم بيكبر جوايا... حبيتك من غير سبب... معرفش حبيتك امتي بس كل الا اعرفه اني من واحنا ف الابتدائي وانا بحس بـ نار جوايا لو ولد كلمك.


لم تستطيع أن تتحدث امام هول مشاعره او تقاوم اكثر من ذلك سكنت قليلاً واغمضت عينيها ثم هتفت وهي لم تفتحها بعد...: بس انا بـ كرهك.


ظل ينظر إليها بـ هدوء قليلاً رغم الغصة التى تعصر قلبه ألماً ثم قاطع الصمت قائلاً: قوليها وإنتى باصة فى عينى.


فتحت عينيها بـ بطئ تنظر له بـ عينيها الخضراء الداكنة و حولها اللون الاحمر من إنفعالها وتحكمها أن لا تنهمر دموعها أمامه وبروز عرقها بـ خدها الأيمن دليل شدة غضبها وإنفعالها… ظلت النظرات متبادلة بـ حرباً هم الإثنين خاسرون بها ومع كثرة صمتها أكمل حديثة وهو ينظر إلى عينيها بـ قوة: كدابة!... وإعرفى إنى مستحيل أسيب كبريائك يبعدنا عن بعض أكتر من كده كفاية إلا فات  .


_ يبقى هتفضل طول عمرك تحاول.


_ يبقى إنتى كمان هتفضلى طول عمرك مع شهد هنا فى الإسطبل.


أجابها وهو يتحرك إلى الخارج تاركاً إياها تنظر إلى طيفه بـ دهشه ولكن لن تظهر إليه أى رد فعل الأن فـ هى سوف تموت لـ تنام وتنال قسط من الراحة… إلتفتت تنظر حولها وجدت كومة من القش و مهرة أصيلة تقف بـ جزء يطل عليها مغلق باب صغير تطل رأسها منه… زفرت بـ غضب تعلم أنه أغلق باب الإسطبل عليها فلن تضيع باقى طاقتها بـ الصراخ أول محاولة خروجها… إرتمت فوق كومة القش وعدلت من نومتها ذاهبة بـ سبات بعيد إن كان يظن أنه سيرهقا حتى تتوسل الرحمة فـ هو حالم ولن ينال حلمه مهما حدث فـ هى إعتادت النوم فى أى مكان منذ أن دلفت أكاديمية الشرطة.


***************


بـ فيلا خالد حربى.


داخل غرفة الاستقبال كان يجلس خالد و بـ جواره هاجر تمسك يده تهدأه و أمامه يجلس مالك وهو يمسك يد هنا مخللاً أنمالة بين خاصتها ويبتسم بـ سماجة وبرود أعصاب مما يزيد من غضب خالد و توتر هدير أن يفقد زوجها أعصابه من فعل إبنتها…


_ أفهم من كده إن خلاص إتفقتوا ترجعوا لـ بعض.


قاطع خالد الصمت منتظراً أن يبرروا له فعلتهم  ولكن أجابة مالك بـ صفاقة: يا عمى أنت تكره إن بنتك وجوزها يتصالحوا.


_ متقولش جوزها… ويلا من هنا أنا قولت هطلقها يعنى هطلقها.


صاح خالد وهو ينفض يد زوجته متقدماً منه وساحباً هنا من جواره محاوطاً كتفها بـ غيرة واضحة وغضب من ضعفها أمام مشاعرها وخضوعها تحت تأثيره  الذى لا ينكره ولكن هو لم ينشأها على الضعف… وقف مالك بـ تحفز وهو يحاول أن يصل إلى "هنا " التى تخبئ رأسها بـ صدر أبيها وترسل له نظرات فرحه و شامته بما وصلوا إليه بـ سببه… معشوقها الأول و حاميها يغار عليها وتعلم سبب غضبة ولكن الله يعلم كم حاولت أن لا تغفر له ولا تعطيه فرصة أخرى ولكن ليس ذنبه أنها عشقته منذ الطفولتها.


_ وأنا مش هطلق يا عمى و أنت عارف إن هى بتحبنى وأنا بحبها يبـ….


قاطعه ساخراً وهو يقول: طب هى بتحبك هبلة و مابتشوف وعرفنا… إنما أنت بتحبها وسعت منك دى يا إبن سائر… أنا لما وافقت عليك كان بس عشان أبوك.


_ والله ما هكرر غلطى تانى و شوف أنت عايز إيه وأنا هعمله بس وافق.


قالها مالك بـ ندم وصدق ظهر بـ عيناه جعل خالد يفكر قليلاً ثم ينظر إلى إبنته التى رفعت رأسها تنظر إليه بـ رجاء حتى يعطيه فرصة أخيرة… ساد الصمت والتوتر حولهم وأقتربت هدير تمسك كفه الحره وتضغط عليها تعطيه قوة كما تفعل دائماً حتى يأخذ قرار متردد به… نظر إلى مالك وهو يزفر بـ حنق وغضب قائلاً: أخر فرصة و مافيش إتمام جواز قبل سنة ودا إلا عندى.


****************


يتبع………


****************



تعليقات

المشاركات الشائعة