الفصل الخامس عشر

 






_ رأف … انت صاحب عمرى… واخويا… صح؟.

هتفت بها هنا بعد وقوفهم بـ منصف المخزن خلف رفوف حديده مخصصه لـ حمل صناديق المشروبات الغازية.

اجابها رأف وهو يربت على كتفها بـ حنان اخوى… فـ هو قليل الكلام و التفاعل الا معها… يكون غير… تنهدم حصونه امامها… بينهم علاقة لا توجد مثلها أبداً… يجمعهم حب اخوى كبير وصداقة من عمرهم…: طبعاً يا هنون… قلقتينى فى حاجة.

ازدردت لعابها بـ قلق ثم هتفت بعد ان رأت خيال من اسفل الباب دليل على وقوف احد خلفه يسترق السمع عليهم… نظرت الى عينيه نظره فهمها انها سوف تقول شئ لم يحدث و نجح توقعه عندما سمعها تقول.: انا حبيتك من زمان يا رأف… قررت اعترف لك بعد ما عرف ان أُنكل سائر هيطلب ايدى من بابى .

اتسعت حدقتاه من الصدمة لما تكذب… هو خير من يفهمها… يعلم من احتل كيانها و قلبها… هى عاشقة لـ اخيه… ضيق عينيه عليها يحاول ان يفهم لما تخبره هذا ، وهنا بعيداً عن الجميع… دقيقة وعرف الاجابة عندما لم يستطيع مالك تمالك غيرته وغضبه و اقتحم الغرف باحث عنهم وجدهم يقفون خلف الرف و يظهر من بينهم انها تحتضنه… لقد قفزت داخل احضانه بعد ان سمعت اقتحامه. 

**************

جذبها من معصمها جعلها تقف من جلستها من جوار الصغيرة لاريمار… قاطع حديثهم المرح وضحكاتها التى تجعل قلبه يقع صريع اليها مثل اول مره خفق لها… هتفت به بـ حده وهى تحاول جذب يدها من بين قبضته الحديديه.: انت اتجننت رسمى… ابعد ايدك عنى.

لم يجيبها بل جذبها خلفه بـ عنف ثم اتجه الى خارج القاعة متجهاً الى المصعد الخاص بـ الفندق… ضاغطاً على الزر الخاص بـ الدور الذى حجز به غرفه… فتح الباب بـ عنف وغضب لم يستطيع التحكم به.

دفعها الى الداخل مغلق الباب خلفه هادراً بـ غضب اعماه من غيرته الحارقة.: عايز نهاية لـ عندك… انتى ايه؟!. مش عايزة تسمعينى و كمان بعتاله دعوه.

هدر به فى وجهها وهو يشاور بـ يده بـ عشوائية ، جعلتها تغفل من صياحه الحد و غضبه الذى يوشك على نهايته قبلها… رق له قلبها لـ بضع ثوانى فقط… ثوانى وعادت الى جمودها و جحودها معه عندما هتف وهو يقترب منها.: انتى ليه صدقتيه وكذبتينى… انا عمرى ما اعمل كدا فيكى… انتى النفس اللى بتنفسه يـ شهد.

صاح بـ بادئ حديثه ثم هدأت نبرته قليلاً حتى اقترب منها خاتماً جملته وهو يستند بـ جبهته على جبهتها محتضناً وجهها بين راحتى يده متنفساً من نفسها مستنشقاً عبيرها الاخذ… واقع صريعاً لـ المره التى لا يعلمها بـ عشقها الذى تغلغل بين جنبات روحه قبل قلبه قائلاً بـ صوت خرج متحشرجاً من ثورة مشاعره الهاتفه له بـ خبث سرقة نطفه صغيره من بين شفتيها المكتنزه بـ فتنه يقع القديس بها.: انتى النفس اللى بتنفسه… انتى روحى الا لو بعدت عنى اموت… لو اتألمتى انا بتألم قبلك… صدقينى مقدرش اعمل فيكى كدا… متصدقهوش.

كـ انثى… صعدت غريزتها الضعيفه من حديثه ونبرته الناعمه والخائفه عليها وتترجها… كادت الاستسلام بين يديه و تخر بين يديه صائحه بـ عشقه المدفون بين زوايا قلبها… ولكن رن جرس الانذار منبئً ايها على ما كادت تفعله… ابعدته بـ حده ثم اخرجت هاتفها ونظرت الى رقم المتصل… رفعت نظرها اليه… الاثنان لا يتركها… كلما بنيت حياتها واقلمت ذاتها ان تتخطاهم الا انهم يعودا بها الى نقطة الصفر دائماً… قررت اغلاق احدى الصفحات اولاً ، وهى صفحة معشوقها… رفعت الهاتف بـ حزم وهى تتخطى الى الباب كى تغادر ثم اجابت.: دقائق وابقي تحت استنانى يا فادي.

لم تستطيع التخطى بسبب قبضته التى أغلقت الباب بـ قوة وذراعه الحائل بينها وبين الباب… رفعت انظارها اليه بـ غضب ثم حاولت دفعه من امامها… الغبى سوف يؤخرها عن عملها… يجب ان تنفذ الجزء الخاص بها من خطتها حتى تنقذ اخيها… 

نظرت الى الساعة بـ هاتفها ثم اغلقته بـ حده صارخه بـ وجهه.: ابعد مش لازم اتأخر…

_ ليه… ليه مصره تكسرينى كدا… انا عملت ايه غير انى حبيتك.

صرخ هو بـ المثل وهو يضرب الباب بـ قبضته التى انشرخ الباب من قوتها بسبب غضبه… وجرح جانب كفه دون ان يشعر… لم تستطيع ان تتركه هكذا… هتفت مبرره حتى تنهى صراعه حالياً… حالياً فقط حتى يقضى هذا اليوم الفريد من نوعه كـ اصحابه… العروسين الفريدين… ( زيد وشذا).: خلاص اهدا… مافيش حاجه من الا فى دماغك… انا عندى مهمه ولازم اخلصها… صدقنى لينا وقت تانى نتكلم فيه وعد… وعد منى انى هسمعك.

اختفت ظلمة عيناه قليلاً ينظر اليها بـ استفهام… انتهى عندما تابعت وهى تدفعه برفق جانباً حتى تخرج.: صدقنى مهمتى سريه… هتفهم كل دا لم تنزل… 

التفتت اليه متذكره ما سوف يحدث بـ الاسفل قائلة.: او اقولك بلاش تنزل دلوقتى نص ساعه وابقى انزل.

ثم ركضت حتى تنفذ الجزء الناقص حتى يتم خطبة وكتب كتاب مالك و هنا… تركته يفك لغز حديثها… لما عليه التأخر؟ … ماذا سوف يحدث؟


******************
بـ القاعة..
المكان المخصص لـ العروسين تحديداً.

نظرت اليه بـ نظرات عاشقة لم تقل يوماً… ضغطت على يده تستمد ثقتها وقوتها منه… التفت هو على أثارها ناظراً اليها بـ سعادة لا توصف مربتاً على يدها بـ يده الاخرى قائلاً.: عشقك زرع بـ قلبى منذ رؤية عيناكى الساحره بـ مهدك… سميتك بـ جنية ولكن هل هناك بـ بشر او جنى بـ هذا الجمال… فـ انتى الخيال.

تألقت عينيها بـ وميض ساحر ينجح دائماً بـ اظهاره وهو اكثر من مرحب بـ فعل كل شئ حتى يراه… رفع كف يدها يقبلها قائلاً.: بعشقك…

********************

بعد ان دلف سائر وخالد واتجهوا الى الطاولة وطلب خالد من هدير ان تخرج معه لانه يريدها… بحث سائر بـ عينيه عن ابنته… لقد انهى عمله يريد الانتهاء من كل هذا حتى يرتاح باله قليلاً… وجدها تدلف من الخارج و نظرت بـ اتجاة الطاولة الخاصة بـ اصدقائها… ثم اتجهت اليهم مسرعة… جلس بـ اريحه ثم امسك يد كارلا مقبلاً اياها… قائلاً بـ عبث لم يقل يوماً.: حد يصدق ان انتى ام العروسه… انتى بـ تنفسيها على الجمال… حيرتيني مش عارف اقول مين الاجمل. 

احتقنت الدماء بـ وجنتيها خجلاً لا يتركها كلما رأته او سمعت غزله الذى يرضى كبرياء الانثى بـ دتخلها… يزيد ثقتها بـ انوثتها وجمالها كل يوماً دون اى نقص… ضحكة خجلة تأثر قلبه كلما رأها يلعن غبائه الذى كاد ان يضيعها من بين يديه يوماً.


        **********
القاعة.

اقتربت شهد ومعها هدى صديقتها من ميادة التى كانت تجلس مع عائلتها… رسمت ابتسامة كبيرة بـ اتقان واقتربت منها مربته على كتفها بـ وداعه… كـ انها تقبلتها بـ العائلة وصارت بـ الفعل زوجة اخيها قائلة.: ميادة حبيبتي… ماتيجى معايا نظبط الميكاب ولا ايه رأيك قبل كتب الكتاب والصور.

فرحت ميادة بـ هذا التقارب ولم تستطيع الرفض واقفه قائلة بـ لهفه.: فعلاً عندك حق لازم اخد نظرة عشان الصورة تكون حلوة.

اومأت شهد بـ ابتسامه خبيثة ثم عرفتها على صديقتها… التفتت الى زوجة ابيها قائلة.: ما تيجى معانا يا طنط سناء اهو نضيع وقت على ما المأذون يجى. 

رحبت سناء كثيراً واقفه وذاهبة معهم تاركين والدها شلبى ينظر يمين ويسار على الفتيات ويرمقهم بـ نظرات خبيثه و شهوانية. 

 
اخذتها واتجهت الى خارج القاعة توقفت ميادة بـ شئ من القلق هاتفه.: شهد احنا رايحين فين؟.. الحمام من هنا.

اجابتها بـ ود وهى تلف ذراعيها حول كتفها دافعه اياها الى الامام.: انا حجزت اوضة هنا عشان ناخد راحتنا اكتر… يلا بقى عشان ما نتأخرش.

تابعتها مفكره انهم ليس مثلها هم من الطبقه المخمليه… لا يليق بهم الذهاب الى المناطق العامة… اتجهت معها الى المصعد حتى يذهبوا الى الطابق الموجود به الغرفه.

فتحت الباب واشارت اليها بـ التقدم الى الداخل هى و زوجة ابيها ثم اغلقت الباب خلفهم بعد ان اشارت الى هدى وذهبت.

                 **********
بـ داخل المخزن.

_ انت مجنون انا مش بحبك…

_ بس انا هتجوزك… بـ موافقتك او غصب عنك.

صاحوا بها هنا ومالك… مقابل بعضهم بعد ان جذبها بـ قوه من بين احضان اخيه الذى يقف بينهم حائل حتى لا يمسكون بـ رقبة بعضهم… كان مالك كـ الثور الهائج… وهنا كـ وشاح احمر مستفز يتحرك بـ غوغائيه امامه تثير غضبه وحنقه عليها كى يهجم عليها… دفعه رأف بـ نفاذ صبر صارخاً.: اهدوا بقى… عايز افهم ايه اللى بيحصل دا.

انهى جملته وهو ينظر الى هنا التى تنظر الى اى شئ اياه… بـ خزى انها تستغله بـ موقف كـ هذا ولكن ما بيدها حيله… هو اقرب شخص لها وتثق به ثقه عمياء… 

رفعت نظرها الى عين مالك التى تحولت الى اللون الاحمر من الغضب و اذنيه تكاد يخرج منها الدخان… قائلة بـ تحدى وعند حتى لا يتراجع عن قراره.: انا قولت الا عندى… انا بحبـ….

لم تكمل جملتها عندما اهتاج مالك مره اخرى محاولاً الوصول اليها صائحاً.: اقسم بالله لو قولتى الكلمة دى لـ غيرى لـ اكون مطلع روحك فى ايدى.

كتمت تلك الابتسامة المنتصرة من الزحف على شفتيها حتى تنهى اخر جزء من خطتها قائلة.: انا عمرى ما هكون زوجة تانية… وانت ازاى اصلا تقول انك هتتجوزنى وانت هتتجوز كمان دقايق.

توقف ثم نظر اليها لـ دقيقتين ثم هتف بـ اصرار وتحدى قائلاً.: اقسم بالله لـ انا كاتب كتابك دلوقتى وابقى ورينى هترفضى ازاى.

التفت لـ يغادر… نظرت هى الى رأف بـ اعتذار عن استغلالها له… لم تطول عندما عاد وجذبها من معصمها مزمجراً بـ غضب وغيره… تحب اخيه… سوف يجن… لا يستطيع إذاء اخيه ولا اذائها… سوف يجن بـ التأكيد…


      *************
بـ الغرفة الفندق.

 لا تعرف الى الان ما يحدث حولها من مفاجأة كبيرة… وقفت تنقل نظراتها من بين زوجة ابيها و المأذون و اضراب قلبها هالعاً عندما نظرت الى سيد الذى ينظر لها بـ نظرات توعد وغضب اخفاه خلف ابتسامة مزيفه...لم تعرف ماذا تفعل هى الان بـ التأكيد لن يرحمها.

دفعتها شهد قائلة..: يلا يا عروسه متتكسفيش… الليله ليلتك… ما تكلم يا سيد.

وقف سيد من جوار المأذون واتجه اليها يقف امامها ينظر الى عينيها بـ تحذير ان ترفض قائل بـ نبرة هى تعلمها جيداً ان لا حديث بعدها.: يلا يا دودو عشان المأذون… لسه وراه فرح تحت.

سحبها من يدها واجلسها على الطرف الاخر لـ المأذون ثم اكمل حديثه.: يلا يا سيدنا اكتب.

نظر المأذون اليهم قائل.: فين والى العروسه..

اجاب سيد عندما وجد لمعة عينيها انها لن تكمل الجوازه…: ملهاش حد غير مرات ابوها دى يا سيدنا… يلا بقى.

امسك سيد كفها يحتضنه بين كفه الغليظ ضاغطً عليه وبدأ بـ الترديد وراء المأذون حتى جاء الدور عليها وحينما لم تردد خلفه كان سيد يضغط على كفها بـ قوة حتى بدأت تردد وراءه.

******************

_ انا طالب ايد بنتك يا عمى.

هتف مالك وهو يقف امام خالد ولم يترك كف هنا من بين قبضته… نقل خالد نظراته بينهم وبين سائر الذى جلس بـ هدوء ولا مبالاه… نظر الى ابنته التى كانت تقف خلف مالك وعينيها توميض من سعادتها ولكن تخفيها من على شفتيها…

اجابه بعد ان كرر جملته بـ اصرار قائلاً.: انت متأكد من طلبك.

_ عمى انا بحب هنا ومستحيل هتنازل عنها… انا عارف انى مش الشخص الا كنت تتمناه… بس صدقنى مش هتلاقى حد يحبها زى.

اجابه بجديه… لا نقطه لـ الرجوع الان عليه ان يكتبها على اسمه وبعدها يعلمها كيف تقول هذا الكلام الى اخيه… سوف يعيد تربيتها بـ كل تأكيد.

اتسعت حدقتيها من الصدمة… لا تصدق اذنيها بـ تأكيد هذا احدى احلام الياقظه التى تحلمها… اعترف بـ حبها امام الجميع… يريدها لانه يحبها… لم تشعر بـ نفسها وهى توافق بـ رأسها عندما سألها ابيها عن رأيها… تنهد مالك بـ راحة انها لم ترفضه أمامهم وضغط على يدها بـ قوة.

**********************


يتبع……….


*********************






تعليقات

المشاركات الشائعة