الفصل السادس عشر








 _ يا جماعة حد يشوف المأذون ، ولا عشان ان مكسور هتذنبونى كده.


صاح زيد بـ ميكرفون الخاص بـ الدى جى… بعد ان طال انتظاره لـ حضور المأذون وأيضاً وجود حركة غريبة بـ القاعة… تعالت الضحكات من الحضور … نظر سائر اليه بـ جدية مزيفه يحاول ان يسيطر على الموقف جعله يهتف بـ توتر بـ جلسته ولكن صدح صوته بـ سبب تمسكه بـ الميكرفون وزادت الضحكات وعلوها بـ القاعة.: ابوكى هـ ياكلنا يا شذا … انا عايز اخش دنيا.



قذف الميكرفون من يده عندما اوشك سائر على الاقتراب منه متوعداً له ، ولكن كما يقولون ( امه داعيه له ) عندما دلفت شهد ومعها المأذون وخلفهم " جى _ سو " الذى كان بـ احدى الرحلات لمدة يومين وعاد الان.


***********



_ بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.


صاح المأذون بـ جملته الشهيرة بعد ان انتهى من كتب كتاب زيد وشذا… بارك لـ العريس وكاد ان يغلق الكتاب امامه ولكن توقف عندما وضح مالك يده عليه و أوقفه قائلاً.: لحظة يا شيخنا… لسه كمان انا.



ظن ان الجميع سيعترض ولكن خاب توقعه عندما ابتسم ابيه و بدل مكانه مع خالد الذى جلس كـ انه يعلم ما سيحدث… ولكن لن يفكر الان بل سيعطى عقلة راحة حتى يمتلكها ويكتبها على اسمه وبعدها يفكر… جلس مكان زيد الذى وقف مستنداً على عكازه واتجه مسرعاّ بـ عرج الى شذا يحتضنها ويقبل رأسها قبلة مطولة بـ التأكيد لن يخطف ثغرها بين شفتيه يشبعه جوعه اليها ولكن فـل يصبر العمر امامه. 


جلس واجلسها بـ جواره ويحتضن خصرها بـ ذراعه بـ التأكيد لن يبتعد عنها بعد اليوم ولو لـ سنتى واحد… تابعوا كتب كتاب مالك وهنا بـ دهشه ولكن دق قلبهم بـ راحة فـ هم خير من يعلمون العشق والعاشقون. 



**************


_ استنى. 


هتف بها سيد امام باب شقته المتواضعه بـ منطقة نائية التى تعيش بها ميادة ولكن يبعد عن منزلهم بـ كثير… تصنمت مكانها لا تعرف الى الان ما يحدث… عندما انتهوا من كتب الكتاب وخروج المأذون من الغرفة وجدت شهد تخرج مبلغ مالياً موضوعاً بـ ظرف ابيض ثم اعطته لـ سيد قائلة بـ ابتسامة منتصرة.: مبروك يا سيد… اتجوزت حبيبة القلب مين قدك… دى نقطتى ليكوا.


_ تسلمى يا باشا… خيرك سابق.


اجابها سيد وهو يرجع يدها رافضاً المبلغ منها ولكن وضعته بين كفة بـ قوة قائلة.: ازعل انا كدا… دا حتى العروسه تباعنا عيب يا سيد يلا الف مبروك كمان مره اتجدعنوا كدا عايزه افرح بـ عيالكوا.


قالتها بـ خبث وهى تنظر الى عين ميادة… التى عرفت انها مكشوفة امامها ولم تقع بـ الفخ انها تحمل بـ احشائها جنين من اخيها… ولكن ما زاد من دهشاتها هى زوجة ابيها التى وجدتها تأخذ ظرف اخر من شهد وابتسامة جشع وفرحة تنير وجهها وسماع شهد قائلة.: باقى المبلغ زي ما اتفقنا… هتخرجى من هنا تختفى عشان شلبى لو شافك انا مش مسؤلة.


         *****


فاقت من ذكرياتها عندما حملها سيد بين يديه قائلاً.: روحتى فين يا عروسه الليلة ليلتنا.


حملها ودلف بخا الى الشقة المكونة من غرفتين و صالة صغيرة ومطبخ لا يكفى الا فرد بـ داخله وحمام صغير.


اغلق الباب بـ قدمه ثم اتجه الى الغرفة الخاصة بهم… انزلها امام المرآة محاوط وجهها بين كفيه الكبيرين ناظراً الى عينيها التى اسرته منذ دهور… يتذكرها وهى طفلة بريئة تلعب بـ الشارع... قائلاً بـ عشق فاض من بين عيناه و كلماته.: انا هنسى الا فات وانتى كمان انسيه … بس عايزك تعرفى ان معدش فى شغل… وانسى اهلك حتى انا وانتى عارفين ان شلبى كان جوز امك بس خلاكى معاه بعد لما هى ماتت… عايزك تعرفى يا ميادة طول ما انتى ماشيه معايا حلو هنسى اى حاجة عملتيها… انما اتعوجتى هتخلينى اوريكى وشى التانى وانتى اكتر واحده عرفاه.


اومأت بـ رأسه بين كفيه مبتسمة داعية الله ان لا يطاردها الماضى ولا زوج امها.


قطع المسافة الفاصلة ملتهماً شفتيها اخذاً حقة الذى تعب كثيراً حتى ناله… يرتوى من نهر عسلها… جائعاً الى حبها الذى ذاق فراقه وتمناه كثيراً… سابحاً معها فى عالم وردى صنع لهم خصيصاً طال انتظاره حتى جمعهم… متناسياً ماضى لم يكن بيدها وهى أيضاً عاشت معه اوقات لم تعشها من قبل… ولدت على يده واعده الله ثم نفسها ان لا تتركه او تبتعد عنه مهما حدث وان تعمل على ان تنسيه ما صدر منها.



***************


انتهى الفرح بـ مفاجأته وصدماته الكبرى لـ البعض… وقف الجميع يودعون صغيرتهم المدللة التى سوف تنتقل الى فيلا خالها بـ الجناح المخصص لهم حتى يتم شفاء زيد تماماً ثم يذهبون الى شهر عسلهم المتأخر… احتضنت والدها بـ قوة باكية تأبى تركه ولكن همس سائر بـ اذنها قائلاً.: انا عارف ان هو الوحيد الا هيشيلك فى عنيه ويستحمل جنانك… بس لـ كل شخص طاقة متضغطيش عليه جامد عشان متخلصش وانتى اللى هتندمى.


شدت من التفاف ذراعيها حول رقبته قائلة بـ غيرة فطرية على ابيها.: بتوصينى انا عليه… دا بدل ما تقف معايا.


تعالت ضحكاته وابعدها عنه مقبلاً جبهتها بـ حنان خاص لها… اخذتها كارلا من بين احضانة باكية هى الاخرى محتضنها تتمنى ادخالها بـ جوار كبدها مره اخرى ولا ان تبتعد عنها ولكن تلك سنة الحياة وشرع الله… مكتوباً على كل ام مفارقة اولادها مهما طال اجتماعهم… اخذت تبكى وتحتضنها بـ قوة حتى اتت شهد مربته على كتف والدتها قائلة بـ مرح تخفى حزنها بـ مهاره كما اعتادت.: ايه يا ست الكل… دى حتى هتريحنا وتبقى ليا انا بس وابقى انا البنت الوحيدة فى البيت يا سلام.


ضحكت كارلا من بين دموعها فارده ذراعها اليها حتى تحتضنهم معاً تحت تذمر شذا وحنقها من حديث اختها.


ودعها الجميع بـ الاحضان والبكاء الذى سيطر الشباب عليه ولم يظهر وعندما اوشكت شذا على الصعود بـ جوار زيد بـ السيارة ولكن تراجعت قائلة.: لا!... انا هروح مع بابى… مستحيل اعيش معاك.



كتمت الضحكات على على ملامح زيد الذى صاح بـ انفعال قائلاً.: تـ… ايه يا روح امك؟!..


_ زيد لو سمحت!... مش هعرف انا هرجع اوضتى وانت تبقى تقدر تيجي تشوفنى فى اى وقت.


قالتها بـ تذمر وهى تدب بـ رجلها على الارض بـ حنق منه… ولكن صاحت منها صرخة عندما جذبها من يدها الى داخل السيارة موقعاً اياها داخل احضانه… جاعل ارجلها خارج السيارة ثم هتف بـ رأف الذى كان يقف بـ جوارها قائلاً.: دخل رجليها واقفل… حسابى معاها لم اروح… الـ اروح وابقى تعال الـ… انا صارف ومكلف وتقولى كدا.


اطاعه رأف وهو يلتقط انفاسه من بين ضحكاته واغلق باب السيارة وقادها محمود حتى يوصلهم تحت صراخها قائلة.: طب استنى اقعد حلو.


_ والله ما يحصل هتفضلى كدا فى حضنى بـ مصنع القماش اللى انتى لابساه دا لـ حد لما نوصل.


قالها زيد بـ جديه وهو يحاوطها بـ يده السليمه مثبتاً اياها بـ القوة…



****************


_ هيا لولى سوف نذهب لـ مكان سرى.


قالتها شهد بـ مره لـ لاريمار وهى تتجه الى سيارتها كى تغادر وعندما فتحت اليها الباب كى تصعد الى الكرسى المجاور لـ السائق والتفت حول السيارة حتى تصعد الى كرسى السائق وتغادر ولكن اوقفتها يد خشنة اغلقت الباب بعد ان فتحته… رفعت انظارها وجدته فادي الذى كان ينتظرها لقد نسيت امره تماماً وسط ازدحامها بـ الفرح وخطتها… نظرت اليه تنتظره ان يبدأ بـ الحديث ولكن لم ينبث بـ حرف واحد ظل يتأمل ملامحها المغرية وعينيها الاسره دون حديث… حاوطهم الصمت حتى قطعته هى قائلة.: هتفضل تبوصلى كدا كتير.


_ لـ اخر العمر.


نطقها بـ عفوية مأخوذ بـ سحر عينيها التى صنمته مكانه وانسته ما كان سوف يخبرها… زفرت بـ عنف ثم قالت من بين اسنانها تقاوم يدها ان لا تلكمه فـ هو بـ الاخير رئيسها.: يا ريت يا فادي بيه تقول الا عندك لان عندى مشوار مهم.


حمحم ثم اعتدل بـ وقفته قائلاً بعد ان تذكر بما يريدها.: بـ هنيكى… اول مهمة ليكى قربت تخلص بـ نجاح… احنا قبضنا على شلبى واكيد هنعرف منه اخر خيط يوصلنا لـ المجموعة الارهابية اللى دخلت مصر. 


_ شكراً … بس انا مبحتفلش الا لما مهمتى تخلص فعلاً بـ نجاح… بعد اذنك عشان متأخر اكتر من كدا. 


قالتخا وهى تشير الى يدها كى يبعدها عن الباب… ابتعد خطوة الى الوراء رافعاً يده بـ استسلام ويرسم على وجهه ابتسامة… جعلتها تحرك رأسها بـ يأس ثم فتحت الباب وةكن كـ العادة لن تنتهى… التفت مسرعه ممسكه بـ قبضة فارس بـ حرافيه قبل ان تصل الى وجه فادي الذى مازال لا يفسر ما كان سوف يحدث له… لقد رأته قادم مسرعاً قابضاً كفيه بـ استعداد بـ زجاج الباب قبل ان تفتحه… وقفت حائل بينهم لن تتركه يفعلها… لا يحق له محاسبتها او محاسبة فادي .


اغمضت عينيها حابسه شفتيها بين اسنانها تعد الى ثلاثة كى لا تلكمه هى… الن يتركها بـ حالها ولو لـ دقيقة واحده… فتحت اعينها بعد ان سمعته يصيح بـ فادى بـ غضب وغيرة تتملكه قائلاً.: ابعد عنها… انا حذرتك من اربعة عشر سنة… وبحذرك تانى انى المحك معاها سامع.


دفعته هى بـ غضب سيطر عليها عند تذكرها ما حدث… رجع خطوتين الى الخلف وهو ينظر اليها بـ حده… صرخت هى به قائلة.: انت اتجننت… قولتلك مية مرة ابعد عنى… 


رفع نظره الى خلفها الى الذى استند بـ ظهره على السيارة يشاهد بـ ابتسامة يستفزه بها ولم ينطق بحرف او يتحرك… ضم قبضته بـ قوة محاولاً السيطرة على اعصابه حتى لا يلطمها على وجهها من غيظه وغضبه وغيرته… اقترب منها يمسكها من ساعدها قائلاً من بين اسنانه.: امشى معايا من سكات بدل ما اقلبها مجزرة.


سحبت ذراعها من بين قبضته بـ قوة ثم دفعته بعيداً عنها قائلة.: لا انت ولا هو تهمونى بـ شئ ولعوا فى بعض.


انهت حديثها ثم اتجهت الى السيارة صاعدة بـ داخلها ثم قادتها تاركه اياهم ينظرون الى بعض بـ غضب وغير ظهرت على فارس قابلها فادي بـ ابتسامته المستفزة اخرجه من تحكمه بـ اعصابه جعله ينقض عليه بـ لكمات صدها هو بـ حرافيه ولم يردها الا عندما ركله فارس بـ قدمه فى معدته جعله يتأوه ثم نشب شجار متبادل بينهم.


*************


اوقفت سيارتها امام مبنى بـ حى من الاحياء الراقية القديمة… التفتت تنظر بـ جانبها على لاريمار وجدتها ذهبت بـ سبات بعيد… نظرة الى ملامحها الطفولية البريئة ودعت ان تحظى بـ الراحة والامان دائماً وسوف تتأكد بـ نفسها من تحقيقه.


ترجلت من السيارة ثم التفت الى الناحية الاخرى وفتحت الباب حامله اياها كى لا تستيقظ ثم رفعت نظرها الى تلك التى تنتظرها بـ لهفه داخل الشرفة بـ الدور الثالث… ابتسمت لها ثم اغلقت الباب بـ قدمها واعدلتها على كتفها داخله بها الى داخل المبنى.


****************


يتبع……


***************



تعليقات

المشاركات الشائعة