الفصل الثالث عشر
اجتمع الجميع بـ الصالة بعد ان جاء مالك مسرعاً، عندما هاتفته شذا قائلة له ان يحضر سريعاً لان حالة زيد ازدادت سوءً ويجب نقله الى المشفى وهو يأبى الخروج الا اذا جاء… ظل يلعنهم معاً لقد اتفق عليه.، لقد كان بـ المرحاض وجاء مسرعاً وهو يرتدى بنطال حلة زرقاء على جاكيت اسود لم يعرف ماذا ارتدى.
نظر الى سائر الذي يكتم ضحكاته بـ صعوبه و الجميع أيضاً…، سب ابنه و ابنة اخته سبه بذيئه ثم صاح بـ حنق فى وجه سائر قائلاً.: خلاص…، عشان ضحكتك دي… الفرح هيبقي يوم الخميس اللى جاى، و هيحضر فرحه متكسر زي ماهو كدا.
تمالك سائر ضحكاته قائلاً بـ حده مزيفه مكملاً فى خطته.: بس فرح مالك يوم الخميس… مينفعش…
_ الا هو ازاى.
هتف بها مالك بـ بلاهه من عدم معرفته بـ فرح ابن اخته المسمى على اسمه ثم التفت ينظر له و جد النفور والغضب بـ عينيه… قاطع نظراتهم نزول شهد مهروله بـ اتجه الباب القصر هاتفه.: انا عندى مهمه يا بابى وهتأخر تمام.
غادرت دون سمع اجابته صعدت الى سيارتها وقادتها بـ يد واحده و تمسك بـ الاخرى هاتفها تحاول ايجاد الرقم ثم ضغطت عليه و وضعته على اذنها.
******************
على صوت احتكاك اطارات السيارة بسبب توقفها المفاجئ…، ضربت المقود بـ غضب لن يتوقف عن فعل هذه الحركه الا عندما تصدمه وتنهى عمره حتى ترتاح منه ، سبته ولعنته وهى تترجل من السيارة صائحه.: انت عايز منى ايه، ابعد عنى انا مستحيل هبقي ليك.
ترجل وهو يتقدم منها ويستمع اليها لقد رأها وهو يتجه الى القصر لـ رؤيتها وجدها تغادر مسرعه لحق بها حتى يوقفها… ارتد الى الخلف خطوة واحده بسبب لكمها له بـ فكه؛ اقترب تلك الخطوة مره اخرى ممسكها من ذراعيها قائلاً بـ رجاء.: لازم تسمعينى ، مش هسيبك تضيعى منى تانى.
نفضت يده بعيداً عنها قائلة بـ نبره يشوبها الخذلان منه.: اتأخرت، اتأخرت اووى...، ابعد عنى وعيش حياتك، انا كمان هبعد واعيش حـ…
لم يدعها تكمل حديثها هادراً بها بـ غضب ويرجها بين يديه..: مستحيل اعيش من غيرك…، ومش هسمحلك تبعدى عنى، انتى ليا وانا ليكى ومافيش غير كدا.
لفت انتبهها رنين هاتفها بـ سيارتها دفعته وركضت تتناوله من السياره التى تركت بابها مفتوح واجابت وهى تنظر الى عينيه قائلة.: خمس دقايق وهكون عندك يا فادي.
طعنته بـ نصل صدأ بـ منتصف قلبه… لن تغفر له، لن تنسى ما حدث تركته وذهبت اليه أيضاً ولكن لن ييأس مهما حدث هى له وهو لها…
مرت من جانبه وهى تنظر الى عينيه بـ نظرات تحدى و قوة، وهو يتابعها حتى اختفت تماماً من امامه.
****************
مقر المخابرات..
اجتمعو جميعهم داخل الغرفه المخصص لـ الفريق، كانوا يلتفون حاول الطاولة يناقشون خطة الهجوم على الخريطة امامهم الموضوعة على الطاولة دقائق وانتفتح الباب لـ تدلف شهد اولاً و تقف ثم تنظر الى من خلفها تأمره بـ الدلوف...، نظروا الجميع الى الباب حتى دلفت العميله البرطانية تنظر اليهم ثم وقفت امام فادي قائلة بـ اللغة العربية مما ادهش باقي الفريق من براعتها بها.: تشرفت بـ لقاءك حضرت المقدم فادي.
ابتسم بـ رسميه ورد تحيتها ثم التفتت الى فريقه قائلاً.: اعرفكم بـ ماريا… الضابط البرطانى المسؤل عن القضية.
رحبت بهم ماريا بـ رسمية ثم هتفت بـ جدية.: احنا لازم نقتحم المصنع انهاردة ، المعلومات الا عندى ان هم هيسلموا شحنه الفجر.، بس محدش يعرف هى عبارة عن ايه.
استمع الجميع اليها بـ انتباه حتى انتهت فـ اكملت شهد حديثها قائلة.: و دا الا انا وصلتله الشحنه عبارة عن مخدرات فى اجسام اطفال مخطوفين و اولاد الشوارع.
تخشبت اجسادهم من الصدمة ، بـ التأكيد سحبت الرحمة من قلوبهم لـ يفعلوا هذا ، ازداد اصرارهم على انجاح مهمتهم مهما حدث ، يجب انقاذ هؤلاء الاطفال من بين ايديهم وينقذ ما يمكن انقاذه.
تبادلوا الخطط بينهم حتى استقروا على تنفيذ احداهم … ثم امر ماريا بـ الرجوع الى مكانها حتى لا يتعرف عليها احد… واتجهوا الى الغرفة المخصصة لـ تجهيزهم بـ الزي الرسمي لـ تلك المهمة والاسلحة ولكن قبل ان يدلف فادي الى الغرفة صاح منادياً الى شهد قبل دلوفها الى الغرفة المخصصة لـ النساء.
أمرت هدى بـ الدلوف ثم اتجهت اليه ، تقابلو بـ المنتصف بين الغرفتين ، ظل فادي يتأملها والصمت بينهم حتى قاطعته قائلة.: اومر يا فندم.
_ خلى بالك من نفسك ، دا أمر لازم ترجعى سليمة مهما حصل سامعه.
قالها بـ خوف حقيقى عليها ظهر بـ وضوح بين عينيه ، ازدرقت ريقها وظلت تتأمل عينيه حتى استجمعت الحروف قائلة.: شكراً على اهتمامك يا فندم ، اكيد هـ ادى وجبى اتجاه وطنى واليمين.
ثم التفتت مغادرة الى الغرفة كى تجهز نفسها الى المهمة دون سماع اجابته ، زفر بـ ضيق ولعن غروره وغبائه وطيشه ، الذى فعل هذا بهم ، لم يعلم الى الان انه لم يكسر قلبها لان قلبها لم يخفق من اجله من قبل ، كيف يؤذيه اذاً.
******
توقفت السيارة المدرعة بعيده نسبياً عن اعين الحرس… كان فادي يجلس بـ الخلف مع فريقه ثم هتف بـ جدية.: احنا هننجح بـ امر الله فى المهمة دي… انتم ابطال ومش اول مره هنفذ عملية زى دى ، كل واحد يلتزم بـ مهمة ومحدش يغلط عشان الا هيغلط انا اللى هـ حسبه اذا غلطته دى متسببتش فى موته… نقرأ الفاتحة والدعاء.
انتهوا من الدعاء الى الله لـ ينصرهم على اعدائهم ثم ارتدوا القناع الخاص بـ الزى وبدأو بـ الترجل بـ خطوات مدروسة ، وقفوا بـ صف واحد حتى تلقوا الاشارة بـ التقدم لـ تنفيذ المهمة ، تحرك الجميع وكانت اخرهم شهد التى امسكها فادي من ذراعها حتى يوقفها قائلاً بـ رجاء وقلق.: خلى بالك من نفسك يا شهد ، و… سامحينى.
هتف الاخيرة بـ تردد وانتظر اجابتها التفتت اليه قائلة بـ رسمية.: انت مكسرتنيش عشان اسامحك… يلا يا سيادة المقدم المهمة بدأت وتأخرنا دا متعلق فيه ارواح اطفال.
سحبت ذراعها ثم اتجهت الى مكانها حتى تتحرك و تفعل المطلوب منها ، اما هو فـ زفر هاتفاً بـ داخله مردداً ان هناك حديث لم ينتهى ولكن لـ يأخره قليلاً ، اتجه الى خلف المصنع القديم الموجود فى وسط الصحراء حتى يبحث عن النافذة الذى سـ يدلف منه الى الداخل.
وقفت بـ حرص تتابع ذلك الحارس و هو يتقدم ناحيتها اخفت جسدها خلف السور حتى تقدم امامها بـ خطوه ، اقتربتها هى ولفت رأسه بـ قوة حتى سمعت ترقعت رقبته دليلاً على كسرها و موته.
تسلق فادي حتى النافذة و نظر منها ، وجدهم يحملون الاطفال من الارض و يضعوهم داخل الشاحنة ، فـ هم مخدرون حتى لا يصدر من صوت خلال طريقهم. ، ازداد غضبه عليهم ونظر الى احد اعضاء فريقه ، اشار بـ يده عن عددهم بـ الداخل و اشار اليه بـ اتباعه ، ثم قفز الى داخل النافذة على الممر العالى القريب منها دون ان يصدر صوتاً وبدأ بـ التحرك بـ خفه حتى يصل الى المراقب الذي يقف بـ نهاية الممر الحديدى.
لف رأسه بـ حركة سريعة اددت الى موته ثم التفت مشيراً الى خلفه بـ اتباعه… فعل كلاً منهم دوره بـ حرافية حتى حاصروا المصنع بـ الداخل والخارج… كادت مهمتهم تنجح حتى التفت اليهم احد المجرمين و رأهم وحذر الجميع حتى ركضوا يختفون خلف الصناديق الحديديه والخشبيه المحملة بـ بضائعهم رافعين اسلحتهم يصوبون عليهم حتى تبادل الرصاص كـ الامطار… تسببت بـ خوف الاطفال المستيقظين وجعلهم يبللون ملابسهم التى كانو يرتدوه و يحاوطون انفسهم حتى لا يصاب احد منهم… تسلل قائدهم الى الباب الامامى تاركهم يدافعون عن انفسهم وفتحه وخطى خطوتين خارج المصنع.
ابتسمت على جبن قائدهم الذى تخلى عنهم وتركهم بـ الداخل… بـ حركة سريعة وحرافية كانت تركله بـ يده حاملة السلاح و ركلة اخرى بـ رجله ادت الى كسر عظامها اسفل الركبة جعلته يرتمى على الارض يتلوى من الالم … امالت بـ رأسها الى اليمين واليسار حتى تترقع رقبتها بـ انتصار ثم اقتربت منه وهو يمسك رجله بـ الم… خرجت منه صرخة هزت الصحراء حولها من الالم بعد ان داست بـ قدمها فوق رجله المصابه هاتفه.: دى اخرت الو**** والاقرف الا بـ تاجروا فيه وصلت لـ تصدير الاطفال والرضع كمان.
جذبته من ياقته حتى وقف امامها و وضعت السلاح خلف رأسه ودفعته متقدمة به الى الداخل حتى تنهى المهمة كما تعودت دائماً… ان لا تخسر امام هؤلاء الفاسدين.
لمحها احدهم كان يقف بـ جوار الباب وكاد ان يطلق عليها ولكن كان يقع صريعاً بسبب طلقة بـ منتصف جبهته خارج من سلاح فادي الذى رأه اولاً.
صاحت محذره اياهم حتى توقف تبادل الاطلاق و رموا اسلاحتهم بعيداً عنهم رافعين ايديهم خلف عنقهم مسلمين انفسهم دفعته بعد ان وضعت الاصفاد بـ يده خلف ظهره الى احد زملائها اخذه الى الخارج واضعاً ايها مع باقى فريقه بـ السيارة مغادراً الى المقر حتى يسجنهم به حتى وقت التحقيق.
اقتربت مسرعه من طفلة وجدتها تتشنج من الخوف اصيبت بـ حالة اشبه بـ السرع وثباتتها بين رجليها مكتفه ايها مخرجه حقنة مهدأه من حقيبتها التى حول خصرها دافعه ايها بـ رقبتها حتى يكون مفعوله اسرع دقيقة وهدأت بين يديها ابتعدت من فوقها حاملة ايها بين ذراعيها متجه الى الخارج غافلة عن تلك العينين التى كانت تتابعها بـ حب فاض منذ سنوات بعد ان هجرته.
*****************
وقفت بـ ممر المشفى الذى نقل اليه الاطفال لـ يتم عملية غسيل اليهم و فحص تلك الفتاه… التفتت على صوت فادي الذى اقترب منها محاولاً الحديث معها قائلاً.: انتى كويسة يا شهد.
التفتت تنظر الى عينيه و اومأت دون اخراج حرف واحد… وقف بـ جانبها وهو ينظر الى ساعته الكبيرة من الماركات العالمية اشارت انهم بـ منتصف الصباح الان… هتف.: روحى انتى ارتاحى… المهمة مكنتش سهـ….
_ تقدر انت تروح انا واخده على كدا… دى مهمة زي اى مهمة عملتها قبل كده.
قالتها مقاطعه حديثه… صحيح لا يظهر عليها اى ارهاق او رد فعل من ثبتها وملامحها البارده… نظرت خلفه الى ابيها القادم وخلفه بعض الحرس الذى ساعدوه بـ حمل الاكياس التى تحوى على ما طلبته منه بـ سرية عن والدتها حتى لا تقلق عليها اكثر.
تخطته متجه الى سائر الذى نظر اليها بـ فخر من قال ان الانثى عار على اهلها… بل هى افضل من مئة ذكر يرسمون الرجوله جالبين هم العار والخزى الى اهلهم… ربت على كتفها قائلاً.: انتى كويسة.
ابتسمت وهى تجيبه بـ غرور مصتنع.: دا سؤال!.. انا شهد الشهاوي… بنت اكبر حوت اقتصاد فى مصر والعالم… عيب يا بوص السؤال ده.
صدح ضحكته الرجوليه التى خطفت القلوب ولم تقل جذبيتها يوماً قائلاً.: بنت ابوكى… انا جبت الا طلبتيه.
هتف اخر جملة وهو يشير الى الاكياس التى بحوذتهم … اشارت بـ موافقة قائلة الى الحرس.: ودوهم الاوضة دى.
نفذوا امرها ولكن اوقفهم فادي قبل دلوفهم مانعاً اياهم مما جعل شهد تتقدم منه قائلة.: سبهم دى حاجه بره المهمة… دى انا الا جايبهم.
_ مقدرش… انتى عارفه ان مينفعش حاجة زى دى… لو حابة تساعديهم… ابقى ساعديهم لما يروحوا الملجئ… انما معنديش اوامر بـ كدا.
_ وانت هـ تفرح لما يروحوا الملجئ بـ هدومهم الوسخهه والـ الاطفال هناك يتجنبوهم على ما نوصل لـ اهلهم.
اخفض رأسه بـ تفكير ثم تنحى جانباً تاركاً اياهم يدخلون… نظر سائر الى فادي وشهد الذين يتبادلون النظرات وعلم ان علاقتهم اعمق من مجرد زملاء عمل ولكن قرر عدم التدخل الا بعد ان تتحدث ابنته اليه كما اعتادت… ربت على كتفها مخبراً اياها بـ ان عليه الذهاب من اجل اجتماع بـ الشركة بعد ان اطمئن قلبه عليها و نظر اليها نظرة علمت ان جاء وقت الحديث مع ابيها عن ماضىً حاولت كثيراً تجنب الحديث به… ثم تركها وغادر.
التفتت تنظر اليه بـ غضب ثم دلفت الى الغرفة بعد خروج الحرس منها… مسببه البهجة و صدح الضحكات بها بعد ان اخرجت الملابس و الالعاب وبعض الطعام اللذيذ الذى يشتهيه الاطفال من رأحته و شكله… ثم اقتربت من الطفلة التى كانت بين يديها واخذه معها دميه على شكل عروسة من الكرتون الشهير الفراولة قائلة بـ مرح غير منتبة الى ذلك الذى يتأملها من خارج الغرفة…: انا شهد… والعسل ام شعر اصفر اسمها ايه؟!.
لم تتحدث الفتاة بل حاولت الابتعاد عنها بـ قدر الامكان حتى اقتربت هى منها قائلة بـ اصرار.: طب مش عايزة تتعرفى على صحبتك الجديدةStrawberry ( فراولة).
رفعت الفتاه زرقوتيها التى تصحب بعض الخضار بها تنظر اليها بـ رهبه ولكن قررت ان تخبرها لـ علها تستطيع ان تفهم عليها… اشارت اليها بـ انها تريد قلم و ورقة.
فرحت شهد كثيراً من ابدأ رد فعل و التفتت سريعاً حتى اخذت من ممرضه دفتر وقلم كانت تسجل بهم وامرتها بـ جلب احد الاطباء واتجهت اليها جالسه امامها ماد يدها بهم اليها تدفعها لـ قبولهم.
اخذتهم بـ حذر و ظلت تنقل نظرها بينها وبين الدفتر حتى حسمت قرارها و بدأت بـ الكتابة بـ اللغة البرطانية والتى علمت لما لم تجيب على احد الى الان.
مدت الطفلة الدفتر الى شهد الذي اخذته بـ لهفة تقرأ ما كتب… ولكن لم تحد شئ غير ( اريد اختى)... رفعت نظرها قائلة بـ لغتها.: ما اسمك؟!... حتى استطيع مساعدتك.
نظرت الطفلة الى الدفتر الذى دفعته شهد اليها حتى تكتب… اخذتها وكتبت به ومدته بـ تردد اليها… نظرت الى الاسم المكتوب تردده بين شفتيها بـ همس: لاريمار الحديدى…
*******************
يتبع………
******************
تعليقات
إرسال تعليق