الفصل الرابع عشر
قاطعهم صوت الطبيب المشرف بعد ان اقترب منهم يفحصها بعد طلب شهد… زفر بـ ارتياح لقد كان يعانى منها منذ البداية… كلما تحدث لم تجيبه و يرتسم على ملامحها عدم الفهم و الخوف… علم الان سببه انها لم تفهم حرف مما قاله لها… انتهى من فحصها ثم نظر الى كارلا متحدث بـ لغته حتى لا تفهم عليه.: عندها صدمة شديده سببت عدم النطق عندها… و ضعف… انا هكتب ليها على فيتامينات و كالسيوم… بس لازم تتعرض على دكتور نفسى.
اومأت شهد متفهمه ولكن عليها الان اولاً اخذها معها الى المنزل… حياتها بـ خطر و منزلها اكثر مكاناً امن اليها هذه المدة… عرفت من هى وحمدت الله كثيراً على انقاذها… الان هى اوفت بـ نصف وعدها مع شقيقتها… استنشقت الهواء حابسه انفاسها حتى يهدأ انفعالها… عادة قديمة تعلمتها منذ دروس السباحة… زفرت بـ راحة ثم التفتت اليها محدث ايها بـ اللغة البرطانية.: سوف اغادر الان… ارتاحى قليلاً حتى اعود.
تشبثت بـ يدها بـ قوة تأبى تركها تبتعد عنها… لا تشعر بـ الامان الا معها… خائفة من عودة خاطفيها… نظرت اليها بـ رجاء وتحرك رأسها بـ النفى حتى لا تتركها… جلست شهد بـ جوارها و احتضنتها بـ ذراعها الحره قائلة بـ نبرة بعثت الامن بـ داخل قلبها قليلاً.: صدقنى لن اتأخر عليك… سوف انهى عملاً سريعاً واعود حتى اخذك معى… اتفقنا؟!
اومأت لاريمار بـ خنوع، و وقفت شهد تسحب يدها من بين انمالها التى مازالت تتشبث بها حتى تركتها على مضض… غادرت الغرفة ولم تنظر الى الذي واقف يتابعها وينتظرها حتى يتحدث معها… غادرت من امامه دون قول حرف واتجهت الى المصعد حتى تغادر المشفى… هرول فادي خلفها و اوقف اغلاق الباب و دلف … كانوا بـ مفردهم بـ داخله… ضغطت زر الطابق الارضى دون حديث معه… قبل وصول المصعد الى الدور الاول كان فادي يضغط زر الوقوف و يقف امامها قائلاً بـ اصرار.: لازم تسمعينى يا شهد… انا مخـ…
قاطعه قهقهتها العالية والتى صدح صدها بـ المصعد ثم حاولت تمالك نفسها وايقافها وكتمتها بـ يدها قائلة بعد ان اخذت شهيقاً.: هو انت صدقت نفسك يا فادي ولا ايه؟!... ولا شكل المهمة اصرت عليك… انت عارف انا مين… قول اسمى كدا.
ظل يتابعها بـ اندهاش من انفجارها بـ الضحك و حديثها المريب قائلاً.: يا شهد….
_ قولك انا اسمى ايه.؟!..
_ شهد سائر الشهاوى.
قالها بـ ترقب يحاول فك لغز عينيها و نظراتها ولكن اصابته الصدمة اكثر عندما هتفت.: كويس انك فاكر… بس عايزاك تعرف حاجة واحده بس… ان انت عمرك ما خنتنى ولا حتى اثرت عليا… دا بس عشان كريمة… كيمو فاكرها… الا ضحكت عليها و كنت هتضيعها لولا لحقتها منك فى اخر لحظة.
صدمة لا يتوقعها… بـ تأكيد لم ينسى فريسة من فريساته وبـ الاخص كريمة… ابنة العاملة بـ المدرسة… كانت جميلة جداً ولم يستطيع احد الاقتراب منها غيره… كان هو اول شاب تتحدث معه… كانت تتجنب الجميع اياه… ولكن لم يعلم يوماً ان شهد صديقتها وتعلم ما نوى فعله معها… هى الفريسة الوحيدة الناجية من بين مخالبه… لم يراها من يومها الى الان… بل لم تخطر بـ باله و لو لـ لحظة واحدة… رفع نظراته الى شهد ولكن لم يجدها… لقد استغلت صدمته و ضغط الزر و غادرت دون كلمة اخرى.
***************
مرت الايام وجاء يوم الخميس الموعود… اليوم فرح زيد و شذا و أيضاً مالك ولكن قرر ان يكون كتب الكتاب فقط و يحضر فرح اخته الصغيرة… لم يصدق الى الان ان ابيه وافق على زواجها السريع هذا… لا يعلم ماذا يدور بـ عقل ابيه… الجميع يعمل على قدم و ساق حتى ينتهوا قبل معاد ذهابهم الى القاعة… دلف مالك الى غرفة زيد ولكن لم يستطيع السيطرة على ضحكاته بسبب هيئة زيد… الذى مازال مجبس و يغنى فرحاً وسعادة ويحاول ان يرقص وهو يجلس على الكرسى المدولب.
_ يا ابنى اهدا بدل ما تبقى اخرتك بدل فرحك.
قالها مالك من بين ضحكاته عندما وجد زيد كاد يقع من فوق الكرسى… اعتدل زيد متأوهاً ثم قال.: فرحان يا جدع… ابويا بينتقم منى فى يوم زي دا. مش عارف اعمل انا ايه مع واحده زي شذا وانا مكسر كدا.
هتف جملته الاخيره بـ خفوت ولكن سمعه الشباب… زادت ضحكتهم التى صدحت بـ القصر كله… اقترب منه مالك قائلاً بـ جدية مزيفة.: انا عارف انك هتفضحنا… وهتستعين بـ صديق.
ازدادت الضحكات ثم تفرقوا حتى يتجهزو لـ الذهاب الى البيوتى سنتر حتى يحضرو الفتيات من هناك.
*****************
فى البيوتى سنتر.
صدحت النغمات الشعبية المشهور و جلست الفتيات كلا. منهم بـ مكانها حتى يضعوا الميك أب… كانوا يضحكون بـ مرح و يرددون الكلمات بـ صوت عالى و يرقصون بـ ايدهم وهم جالسون… لكن كانت هنا بعيده كل البعد عنهم… لا تعرف هل قرارها صحيح ام خاطئ… رفعت انظارها الى ميادة التى تظهر الفرحة جلية على وجهها… ثوانى و حركت رأسها نافية تنفض الافكار عنها… هى محقة هو حقها هى وسوف تدافع عنه الى النهاية.
****************
اسدل الليل ستاره و تحرك الكبار بـ اتجاه القاعة والشباب الى البيوتى سنتر حتى يحضرو الفتيات… اصطفت السيارات امام باب البيوتى ستنر كان صوت عالى و يضربون البوق دليل فرحتهم… ترجل محمود حتى يحضر شذا بسبب عدم تمكن زيد من النزول… دلف الى الاستقبال وانتظرها حتى اتت… جنية هاربه من اسطورة قديمة… صدق زيد عندما اطلق عليها اسم الجنية… اقترب منها ثم امسك رأسها منحنى اليها واضع قبلة عميقة… حاول السيطرة على دموعه ولكن تلك العبره الهاربه من بين خفنيه ابت الخضوع الى رغبته… ابنة قلبه تتزوج… طفلته الصغيرة لن تفعل له المقالب حتى تيقظه ولن يرد لها بعد الان… ابتعد عنها عتدما تقدمت منهم شهد قائلة بـ مرح وهى تمسح دمعتها.: لا والله ما يحصل… بطل انت وهى عياط والا هخدها اروحها ولا فرح بقي ولا بتاع.
ابتسمت ثم جذبها بـ يده و احتضنها وفعل المثل مع شذا… دقائق ودلف مالك و رأف حتى يستتعجلوه فـ زيد يصرخ بـ الخارج حتى يراها… يرى جنيته التى سوف تصبح ملكه وتكتب على اسمه بعد قليل… عندما اقترب منهم مالك هرولت اليه ميادة تحتضن ذراعه هاتفه بـ دلع.: اتأخرت ليه يا بيبى.
نظر اليها بـ اشمئزاز وكاد ان يتحدث وهو يبعدها عنه بـ قرف… تجمدت الحروف بـ حلقه و جاف حلقه من رؤيته لها ترتدى ذلك الفستان الخاطف لـ الانفاس… كانت تخرج من الباب و تمسح بـ يدها على فستانها الذي ينسدل من اول خصرها بـ اللون الازرق الداكن ويتنهى بعد ركبتيها بـ قليل بـ اللون السماوى مطعم بـ فصوص لؤلؤ بيضاء… ارتفع بـ نظره مع يدها عندما بدأت بـ تعديله من فوق كان بدون اكمام يمزج بين اللون السماوى والازرق الداكن مما جعله يبرز بشرتها الذهبيه بسبب تعرضها الى اشعة الشمس… نظر الى زينة وجهها التى ابرزت جمال نهر العسل بـ عينيها محاط بـ لون اخضر يجعلك تغوص به ولا تشبع منه… وشعرها البنى المتسلل اليه لون الذهبى رفعته بـ كعكة فوضاوية زادت من جمالها واظهرت رقبتها الرفيعه وعظمة الترقوة... التقت نظراتهم ولكن لم يطل عندما جذبته ميادة بـ حقد سيطرت عليه و جذبته معها الى الخارج…
وقت شذا امام السيارة الرياضية بـ دون سقف تنظر الى زيد… الذي ظل ينظر اليها بـ صدمة و اختفى صوته لا يستطيع ان يوصف جمالها الاخذ… لقد نفذت طلبه ولم ترتدي تلك العدسات اللصقه مظهره جمال عينيها الزيتونية و قهوتها اللذعه و تركت شعرها منسدل و اخذت خصلتين من الامام الى الخلف واضعة تاج ملكى لقد صنع لـ اجلها خصيصاً… نزل بـ اعينه يمشط من فوق الى الاسفل بـ رضا تام… كان فستانها بـ اللون الابيض المطفى… يتسع طوقه حول رقبتها مظهراً عظمة الترقوة اللمعه و بـ اكمام لـ نهاية معصمها… يحتضن جذعها العلوى و مطعم بـ بعض الزهور البيضاء من جانبها الايمن… يكثر كلما اقترب من خصرها، وتتسع الجيبونه من خصرها الى الاسفل بـ ذيل طويل خلفها… لقد كانت جنية هاربه بـ حق… زينتها الخفيفة ابرزت جمالها كثيراً و رقتها… تقدمت الى السيارة مع دفع محمود لها حتى تصعد بـ جوار زيد الذى لا تخفى وسامته أيضاً… ساعدوها الفتايات بـ الجلوس ثم صعد محمود بـ مقعد السائق حتى يتوجه الى القاعة… رفع رأسه الى شهد التى لم نصعد بـ جواره يستحثها على الصعود… اجابته وهى تلتفت بـ رأسها تبحث عن مالك حتى وجدته.: اسبقنا انت ، انا هاجى مع مالك وعروسته.
توجهت الى سيارة مالك غافلة عن تلك الاعين التى اشتاقتها منذ اخر لقاء لهم… تركها تنهى عملها حتى تتفرغ وهو أيضاً يتفرغ لها… لن يتركها يجب ان تسمعه وتعلم الحقيقة لن تكون لـ غيره…
انطلقت السيارات وتعالت الاصوات لنغمات الشعبية المنتشرة وكانت زفة كبيرة حتى وصلو الى القاعة… ترجلو جميعاً حتى يدخلوا الى القاعة… وكانت الضحكات والهمسات مستمرة على ذلك العريس المجبس والعروس الفاتنة صاحبة العين المختلفة بـ التناقض بها…
انتهوا من الاستقبال على الموسيقى المخصصة لـ دخلة العرائس وجلسوا بـ المكان المخصص لهم منتظرين بدأ المراسم لـ كتب الكتاب.
وقفت شهد بـ جوار الطاولة المخصصة لـ عائلتها تبتسم الى لاريمار… التى لـ اول مره تستعمل سُلطه والدها لان تتكفل هى بها حتى تعود الى اهلها… هى تعرف من هى ولكن يجب ان لا يعلم غيرها… نظرت الى ساعة يدها ثم رفعت نظرها بـ اتجاه باب القاعة… دقيقة و وجدته يدلف وخلفه باقى فريقها… توجهت اليهم و شكرتهم على تلبية دعوتها اليهم ثم نظرن خلفهم الى هانى مساعدها الاول… وخطيبته… اتجهت اليه مرحبه به ثم دعته الى الجلوس… هو و زملائها… اتجه الجميع الى الطاولة المخصصة لهم ماعدا فادي الذى وقف امامها مقاطعاً تحركها قائلاً.: انتى ليه بـ تتهربى منى… احنا لازم نتكلم.
لم تستطيع الرد.عليه عندما سحبها فارس الى خلفه واقفاً امامها وعينيه تطلق سهام ملتهبه منذ ان رأهم واقفين بـ جوار بعضهم و هو يقطع طريقها ظل ينظر اليه بـ غضب ولكن ما زاد غضبه ابتسامة فارس المصتنعه قائلاً بـ ود مزيف.: حبيبى يا ابو الفوارس… فينك؟!...
*****
اقترب سائر بـ هدوء من خالد هامساً له انه يريده بـ الخارج… تتبعه بعد ان وقف واستأذن من الجالسين معه… القى سائر نظره على هنا ثبل خروجه… وهى فهمتها… خرج الاثنان و توقفوا بـ مكان منعزل عن القاعة… هتف خالد بـ قلق.: خير يا سائر… قلقتنى.
نظر اليه بـ غموض ثم اجابه بـ هدوء.: انا طالب ايد بنتك.
قابله خالد بـ بلاهه ولم يفهم ما يريده… مردداً بـ عدم فهم.: بنتى… بس لـ مين… وهو الا يطلب حد يطلبه كدا.
اقترب منه سائر مربطاً على كتفه قائلاً.: انت بـ تثق فيا يـ خالد ولا لأ؟!... بـ تثق انى بحب بناتك زى شهد وشذا ولا لأ..
اجابه خالد بـ لهفه.: اكيد طبعاً واثق… وعارف ان عمرك ما هتخطار لهم حاجه وحشه… بس.
_ ما بسش… يلا يا لودا هنبقي نسايب كمان.
وافق خالد وهو على ثقة تامة بـ رفيق العمر… ولم تهتز يوماً ، اقترب منه سائر محتضنه هاتفاً وهو يشدد على احتضانه.: هنا لـ مالك…
*****
اقتربت هنا بعد خروج ابيها و سائر من رأف ثم ربتت على كتفه فـ كان يقف مع الشباب يتابع حديثهم بـ هدوءه المعروف واجاباته الرزينه… التفت اليها مالك ورأف عند تحدثها بـ عفويتها معه.: حبيبي عوزاك فى كلمة.
نقل مالك نظراته بينهم بـ غيره لم يستطيع السيطرة عليها مقاطعاً رأف.: خير… عوزاه فى ايه؟!.
نظرت اليه نظره لم يفهمها ولم يفك شفراتها… كز على اسنانه بـ غضب عندما تجاهلته واكملت حديثها مع رأف وهى تسحبه من معصمه.: يلا يـ روفا… ثوانى وهسيبك.
تابعها بـ نظراته الغاضبة التى يحاول ان يتحكم بـ اعصابه حتى لا يفتك بـ اخيه و قبله هى.
زاد غضبه ولم يستطيع ان يظل مكانه عندما وجدها تسحبه الى تلك الطرقه بـ نهاية القاعة بعيدة عن الانظار والمؤديه الى المرحاض وغرف الادارة الخاصة بـ القاعة … خطى خطوات مهرولة بـ غضب و اتجه اليهم عندما وصل اليهم كانو يدلفون الى غرفه بـ جوارها لافتها مكتوب عليها ( المخزن)...
****************
يتبع……
***************
تعليقات
إرسال تعليق