الفصل الثامن عشر
صاحت بها شهد منتفضة من فوق السرير واقفه امامه تشير بـ سبابتها بـ وجهه… اين ابيها واين اخوتها لـ يسمحوا له بـ هذا… نظرت اليه اعينه بـ غضب لم تستطيع السيطرة عليه وهى تراه امامها يتأملها بـ صمت مستفز ويهتف بعده بـ برود.: ما جاوبتيش… كنتى فين لـ دلوقتى؟.
دفعته بـ قبضتى يدها بـ صدره قائله من بين اسنانها بـ غيظ وغضب.: انت مالك… ابعد عنى ومتدخلش فى حياتى… اخرج حالاً بدل ما اطلب الحرس يجوا يخدوك.
امسك معصميها مثبتاً اياها ويوقفها عن لكم صدره قائلاً وهو ينظر الى عينيها بـ قوة و ثقة اكتسبها من عشقها المخفى فى عينيها خلف غضبها وقسوتها وجفائها معه دون غيره.: مالى… وحياتى وروحى… انتى فاهمه… اوعى فى يوم تنسى ان قلبك وروحك وحياتك ملك قلبى اللى لسه عايش لـ دلوقتى عشان ملكك انتى وبس.
لم تعرف بـ ماذا تجيبه ولا ان تسيطر على نبضاتها الهادره تكاد تخرج من بين اضلعها صارخه بـ عشقه و كسرتها منه بسبب رهانه… كادت تخر بين ذراعيه هادمه حصونها معترفه بـ كل حب وعشق دفن بـ قلبها قبل خروجه الى الواقع والعلن كـ اى انثى تضعف امام كلمات الغزل والعشق.
لكن هى غيرهم… لن تضعف ولن تخسر امامه هو وضعها بـ محل رهان وهى لن تنسى فعلته مهما دار الزمان… هو من كسر قلبها بعد ان عرف وفسر مشاعره لـ اول مره… هو دفن عشقهم قبل خروجه من مهده.
دفعته بـ قوة اكتسبتها من عملها وتدريباتها المكثفة باصقة كلماتها بـ وجهه.: لو انت اخر واحد فى البشرية مستحيل اكون ملكك او آمن اسلم قلبى ليه… اللى يضعنى فى رهان… مستحيل أ آمنه مهما حصل.
شحب وجهه من معرفتها وانسحبت الروح من اطرافه جاعلة اياها بارده كـ الثلج… كان يكذب نفسه من تلميحها السابق عندما اخبرته عن ظهور فادى بـ حياتهم مره اخرى… رفع نظراته بـ خزى وندم ينظر الى عينيها تستعطفها ان تغفر له ذلته ولكن لم يجد غير الغضب الاعمى احتراق غاباتها ولكن لن ينسحب الان بعد ان انفرد بها… سوف تغفر له ويكفر هو عما فعله مهما كلفه الامر… اقترب منها يرفع يده يحاول الوصول الى ذراعها ولكن انتفضت هى الى الخلف كـ انها رآت حيه سوف تلدغها او شبحاً سيبتلعها… ظل كفه معلق بـ الهواء وهو ينظر اليها و وجهه يزداد شحوب من فعلتها قائلاً بـ صوت خافت يملئه الندم.: انتى وعدتينى انك تسمعينى… شهد انا… اااسف… وقتها كنت طايش وتايه… مش فاهم مشاعرى.
نظرت له بـ جمود هاتفه بـ نبره خالية من المشاعر سوا النفور.: خلصت… خلصت الا عندك انا كدا وفيت بـ وعدى وسمعتك… انما ردى عليك هو… لأ… انسى وخليك تايه لان عمرى ما هكون ليك.
لم يستطيع التماسك امامها اكثر فـ قرر الهروب حالياً ثم العودة اليها لن ييأس ولن يتركها مهما حدث… تراجع بـ خطواته الى الخلف حتى وصل الى باب الغرفة مغادراً غير عبئً بـ اى احدا يراه… لن ينالو منه مهما حدث.
*******************
_ ممكن اعرف انت جايبنى هنا ليه؟!... وازاى عرفت مكانى؟.
قالت ماريا بـ هدوء مفتعل حتى لا تلكمه بـ وجهه الوسيم الذى يستفذها بـ ان لا تتأمله وخضراوتيه اللمعتين بـ مشاعر تخشى الاعتراف بها… نظر اليها بـ جانب عينيه دون اجابة ثم توقف امام احد الكافيهات الهادئة حتى يستطيع التحدث معها… هتف بـ نبرة امرة زادت من غضبها وحنقها.: يلا انزلى.
ثم ترجل دون سماع او قول حرف اخر… مما جعلها تصرخ وهى تجز على ضروسها وتخلل انمالها بين خصلاتها القصيرة الشبيه بـ الرجال… ثم ترجلت صافقه الباب بـ قوة جعلته يلتفت اليها بـ غضب كله الا سيارته… يسامح بـ كل شئ الا سياراته بـ انواعها صاح بها غير مبالى بـ من يمروا من حولهم.: انتى غبية… ازاى ترزعى الباب كدا.
الى هنا وكفى… الى اهانتها وغضبه الغير مبرر وكفى… كانت تقدمت منه و وقفت امامه دافعه اياه من صدره صائحه بـ صوتها الخشن غير مباليه هى الاخرى بـ توقف حولهم يتابع ما يحدث بـ هذا الصباح بـ فضول.: انت ايه؟… عايز منى ايه؟…
امسك معصميها يهدأها ينظر الى زرقوتيها الزجاجية مازالت بارده لا مشاعر بها… جليد لا ينصهر قائلاً.: بحبك.
قالها بـ هدوء مما جعل زرقوتيها تلألأ كـ النجوم لـ ثوانى ثم تعود الى برودها… ثوانى فقط ما شعر بـ رجفتها بين قبضتيه و دفئ عينيها الذى اختفى ولم يهنئ بها ثوانى فقط… مما جعله يبتسم ويترك يدها بعد ان هدأت متابعاً حديثه بـ لامباله.: يلا عشان نفطر… عشان جعان.
سحبها من يدها مستغل صدمتها من كلمته… اختار طاولة بعيده عن الانظار قريبه من المطبخ المكشوف على الصالة… ساحب الكرسى لها وجلست هى بـ آليه… انتظرت ان يقطع الصمت الذى غلفهم لـ دقائق ولكن ملامح الـ لامبالاه وهدؤه وكأنه لم يعترف لها بـ حبه اخمدت مشاعرها وصدمتها وتصاعد الغضب مسيطراً على تفكيرها قائله وهى تضغط على ضروسها.: انت يا متخلف… انت عايز منى ايـ…
قاطع حديثها وقوف النادل بـ جوارهم بـ ابتسامته العملية سألاً اياهم على طلبهم ولكن لم يدعها محمود ان تتحدث او تطلب شئ ولكن كان طلب هو الفطور لهم ولا كـ انها امامه او تتحدث… زفرت بـ غضب ومسحت بـ كفيها وجهها صاعده الى خصلاتها وعروق رقبتها برزت اكثر وعظمتى الترقوة والحمرة التى غزت وجهها ورقبتها واذنيها من الغضب… تنفست وهى تبدأ بـ العد حتى عشر لـ كى تهدأ ولا تتهور وتقتله بـ مكان عام وابتدأ دلوف الناس متطلبين بـ فطورهم المعتاد.
ظل يتأملها لقد وقع لها يعترف ولكن لـ نفسه لا غيره… تلك الفاتنة الصغيرة التى لا تتعدا كتفه تفعل به الافاعيل… تثيره حتى بـ غضبها… لا يستهان بـ ذكاءه… لقد تقرب من الصغيرة منذ كانت جالسه معهم… علم منها اسمها وتفاجأ عندما فتحت قلادتها معرفه اياه على شقيقتها الوحيدة الباقية لها … لم يصدق ما رآه الا عندما وجد جهاز التتبع الذى اعطاه الى لاريمار على هيئة انسيال فضى حتى يعلم ان تقابلت مع شقيقتها… ولكن ما زاد اضطراب قلبه الذى عاوده مثل تلك الليله لم يصبر واتجه الى المكان المحدد امامه على الخريطه ثم هاتف اخته امراً اياه بـ اخلاء الشقة بـ اسرع وقت وعودتهم لـ العيش معهم.
كادت ان تصيح ولكن توقفت عندما جاء النادل وبدأ بـ ترتيب الاطباق امامهم… نظرت اليه بـ غضب من نفسها قبله… على استسلامها بين يديه منذ قليل عندما اعترف بحبها…
_ انت عايز منى ايه… وليه تدخل فى حياتى… احنا مستحيل نبقى لـ بعض.
قالتها بـ هدوء مفتعل عندما غادر النادل وهى تنظر الى عينيه… ولكن تخشبت بـ مكانها عندما سمعت اجابته الصاعقة.: اهدى بس… مين قال ان انا عايز نكون لـ بعض… انتى صدقتى انى بحبك… يلا يلا عشان انا هموت من الجوع.
انهى حديثه وهو يتناول الشوكه ويأخد قطعه من الجبن والبندورة ويلوكها بـ فمه… انتفضت واقفه من مكانها ثم اخذت من امامه مفاتيح سيارته بـ سرعه ولم يستطيع لحقها منها… يأست من التمثيل والخداع الذى يحاوطها… هى تعلم ان مهما ساعدها سائر و شهد… لن يتقبلوها جميعهم بينهم وفرد من العائلة… وان وافقوا بـ التأكيد سترفض كارلا ان تكون ابنة من دمرت بداية حياتها ان تكون كنتها… هرولت الى الخارج بـ اتجاه السيارة دون النطق بـ حرف واحد… تعلم كذبته وصدق مشاعره التى تفضحها عيناه ودقات قلبه الثائرة بـ قربها…
ركبت بـ مقعد السائق وقبل غلق الباب كان يمسكه وهو يلهث من ركضه خلفها بعد ان اعطى بطاقته البنكية حتى يحاسب على الفطور الذى لم يتناوله.
_ انزلى… مستحيل اسيبك تسوقيها…
ابتسمت بـ اصفرار ثم سحبت الباب بـ قوة اغلقته على يده الممسكه به مما جعله يكتم صرخه صعدت بـ صوت خافت وهو يمسد كفه بـ يده الاخرى… تلك المتحرره القصيرة… حسابها معه عندما تقع بين يديه… التفت على صوت النادل الذى احضر البطاقة بعد ان انتهى… اخذها منه بـ عجالة ثم صعد الى المقعد الخلفى مسرعاً عندما وجدها تدير السيارة كى تغادر.
صعد من المقعد الخلفى الى الامامى من الفارق بين المقعدين الامامين… وهى لم تتحدث كانت تعلم انها تسير حنقه وغضبه وهى تقود سيارته الغالية… التى علمت هوسه عندما صاح بها… كتمت ضحكتها ونظرت بـ جانب عينيها اليه وهو يخرج علاج الكدمات من الدرج امامه ويدلك انماله الطويلة بـ غيض ويبرطم بعض الكلمات التى لم تفهمها.
*****************
_ صباح الخير… هنا فى اوضتها.
قالها مالك بـ هدوء ظاهرى عندما دلف الى بهو الفيلا و وجد هدير امامه… اجابته بـ ابتسامة…: صباح النور يا حبيبي… ايوه لسه طالعه عشان ترتاح شويه.
_ طب ممكن اطلع لها… اصل عايزها فى موضوع مهم.
_ والموضوع المهم دا معرفتش تأجله… انتو لسه مكتوب كتابكم بليل.
قالها خالد بـ حده وهو يراه يحاول السيطرة على غضبه الظاهر له فقط… ولم تراه هدير التى ظنت انه متلهف لـ ابنتها.
_ لا مينفعش… انا هكملمها فى موضوع مهم ولازم دلوقتى…
اجابه بـ اصرار وهو يتحاشى النظر اليه…
_ هى نايمه ولما تصحى هـ خليها تكلمك وتيجى تشوفها وابقى قولها على الموضوع المهم.
قالها خالد بـ نبره حازمة منهياً الحديث وهو يحاوط خصر هدير ساحباً اياها الى غرفة السفرة كى تناولوا فطورهم قائل.: تعالى افطر معانا.
تاركاً اياه يتلظى على نار هادئة تكوي داخله من الغيرة والغضب… ولم يشعر بـ تلك التى تابعت حديثهم من اعلى الدرج متخفيه… بـ قلب ثائر من الخوف و العشق.
*****************
دلفت الى المكتب بعد سمع اذن والدها… حقاً هى ليس لديها قدرة على التحدث او المجادلة بعد مواجهتها بـ فارس… تحمد الله على انه لم يشاهده احد وهو يخرج من غرفتها مغادراً القصر كما جاءه… وجدت سائر يجلس خلف مكتبه يركز بـ قرأة ملف امامه.
تقدمت وجلست امام المكتب قائلة.: حضرتك طلبتنى…
تابعها سائر وعلم ان هناك من استنفز طاقتها ولكن لن يسألها الا عندما تخبره هى كـ عادتها… رفع الملف الاحمر الذى كان يقرأه ثم دفعه امامها قائلاً وهو يتابع رد فعلها.: كنتى عارفه.
امسكت الملف كى ترا ما بـ داخله وجدت صورة ماريا و لاريمار ومعلومات عنهم… اغمضت عينيها تزفر بـ خفوت ثم اجابته بـ هدوء وانهاك.: اكيد!... حاجة متفوتنيش.
_ يعنى عارفه انهم ولاد ساره والا حصل زمان… ومصره تساعديهم.
قالها بـ هدوء وغموض يحاول ان يوصل الى مبتغاه يرى ناتج تربيته هو وكارلا.
_ مالهمش ذنب انها امهم… كفاية الا هم شافوه فى حياتهم منها ومن ابوهم… وهى اخدت جزاء شرها.
اجابتها بـ اقتناع تام عن دوافعها واسبابها والقيم التى نشأت عليها من والديها… ولم يخفى عنها تلك لمعة الفخر التى ظهرت بـ عين ابيها وهو يتابعها بـ غموض لم يكسره الا واحده فقط " كارلا حسن الشافعى " معشوقته ونصفه الاخر…
*************
يتبع……
************
تعليقات
إرسال تعليق