الفصل الواحد والعشرون
نار … بركان ثائر.
غيرة تنهش بـ قلبه.
رغبة ملحه عليه ان يقتلهم سوياً ثم يقتل نفسه حتى لا يعيش بـ عذاب فراقهم وغدرهم ، افكار متداخله بـ رأسه و سؤال يلح عليه ان يجيبه ، متى وقع اسير عشقها؟!.. بل متى نسى قلبها حبه؟!..
ثبتت يده بـ الهواء قبل ان يقتحم الغرفه التى هم بها ، ولكن تراجع وارتد خطوتين الى الخلف بعد ان قرر ان يعاقبها ويبعدها عنه ، وهى فى قبضته وليست قبضة أبيها ، سيعلن زواجهم و يأخذها بـ مكان بعيداً عنه ، سيعيشون بـ مكان لا يراها به غيره ، وبعدها يعلمها كيف تنسى حبه؟!.. وكيف تتقرب من رأف هكذا؟!...
هرول الى خارج المبنى بـ اكمله و صعد الى سيارته متحركاً بها بـ سرعه مسبباً صوت احتكاك اطارتها بـ الاسفلت لفت انتباه هنا ورأته وهو يغادر بـ لمح البصر ، عرفته من سيارته الرياضية ورقمها.
علمت من سرعته انه رأهم وانه لن يمررها على خير وهى اكثر من مرحبه بـ ذلك.
التفتت على صوت المهندس وهو يخبرها على شئ بـ الديكور وتابعت العمل حتى مر الوقت ولم تشعر به ، نظرت الى ساعة معصمها الشبه رجاليه ولكن نسائية وجدت الساعة تخطط السادسة مساءً… رفعت نظرها الى المهندس ورأف وشريكهم الثالث لؤى الذى جاء متأخراً بسبب خطيبته والان لم يبقى الا القليل و ينتهى كل شئ كما خططت مع رأف وتحقيق حلمهم معاً ، اتجهت اليهم قائلة.: مش يلا بقى كفاية كده انهاردة.
ابتسموا لها بـ ارهاق ثم وافقوها وتركوا ما بيدهم حتى يغادروا ويأتون غداً يكملون ، خرجوا من المبنى ثم ودعوا بعضهم لـ لقاء الغد واتجهوا الى سياراتهم غادر لؤى و كادت هنا الانطلاق ولكن توقفت عندما دق رأف على الزجاج بـ جوارها ، ابتسمت ثم انزلته قائلة: نسيت حاجة ولا ايه؟.
_ لا… انزلى يلا وسيبي عربيتك انا هوصلك واجيبك بكرا معايا.
قالها مبتسماً ، ضحكت بـ عبث عندما علمت سبب عرضه فـ اجابته بـ مشاكسه.: لا يا كوتش… انا هروح لوحدي.
فهمها من نظرتها وضحك وهو يفتح باب سيارتها قائلاً: انتى بتهزرى… يلا انزلى انا قولتك هوصلك وهجيبك بكرا معايا.
اطاعته وهى تضحك واغلقت سيارتها تاركه اياها اسفل المبنى واتجهت معه الى سيارته ، صعدت بـ جواره قائلة: اخر مره شوفتها امتى؟!.
اجابها وهى يدير السياره وناظراً امامه ثم انطلق قائلاً : يوم الفرح وبعدها بتهرب منى معرفش ليه.
نكزته بـ سبابتها بـ جانبه قائلة بـ مشاكسه : اوعى بقى… وعم العاشق الولهان مش قادر يصبر لـ يوم الجمعه عشان يشوفها.
ظهرت ابتسامة و زادت لمعة عيناه وهربت خفقاته عندما شعر ان كلها دقائق ويراها… تلك الصغيرة المهلكه ، ذنبه الذى لا يدعه ينام ليلاً بـ محاولة لـ تكفير ذنبه بـ التفكير بها وهى تصغره بـ كثير.
_ تعرفى ان بأنب نفسى انى حبيتها.
اجابها وهو يتابع الطريق امامه وملامح العبوث ظهرت مالياً عليه ، التفتت هنا تنظر اليه واجابته بـ حب اخوى خالص لا يشوبه اى خبث او مشاعر اخرى قائلة: اقولك على حاجة لحظتها من فترة.
اومأ بـ رأسه وهو ينظر لها بـ اهتمام ثم التفت الى الطريق امامه فـ تابعت.: انا حاسه ان كارما بتحبك بردوا بس مش عارفه تحدد شعورها الحقيقي…
انتفضت بـ حماس مره واحده وهى تكمل حديثها.: تعرف ان هى بتغير عليك.
نظر لها وهو يجعد بين حاجبيه بـ استفهام قائلاً: بتغير عليا!!! … ازاى دى؟!
اجابته متحمسه ان يسعد ولو قليلاً فـ هو يستحق.: ايوه بتغير عليك انت ما شوفتهاش يوم ما كنا فى النادى مع بعض و قابلتنا نيرو وسلمت عليك وبستك عاملت ازاى… دى كانت بـ طلع دخان من ودانها وعينيها كانت شرار… صدقنى.
انفرجت اساريره و ظهر شبح ابتسامة على وجهه تغار عليه ، تلمحه وهو من فكر أنها لا تعيره انتباه لانه اكبر سناً ولكن هناك امل ولو قليل ان تكون له قال وهو سارحاً بـ خياله.: تفتكرى!!!.
_ أيوة طبعاً… وتبقى بقى جوز اختي واطلع عينك.
ختمت كلامها بـ مرح وهى تضربه على كتفه، جعلته يتأوه ويدلك مكان ضربتها يقول ضاحكاً: يا بنتى انتى أنثى … أنثى … ايدك تقيله ليه كدا.
كان ركن سيارته امام الباب الداخلى لـ الڤيلا بعد وصولهم والتفت إليها يدفعها بـ اتجاه الباب ويتابع حديثه: يلا يلا انزلى… انا الا غلطان عشان مصاحب كابتن كورة…
_ انت تطول… تقدر تنكر ان انا صديقتك الوحيده والا بتعبرك.
اجابته وهى تترجل من سيارتها و التفت الى اتجاهه حتى يدلفوا معاً.
_ لا منكرش… بس بقول كفاية كدا.
اقتربت منه محاوطه رقبته بـ ذراعها وبدأت بـ نثر شعره الطويل نسبياً قائلة: مقدرش استغنى عنك يا روفا.
_ لا تقدرى يا حبيبتي تقدرى.
لم تكن الاجابة من رأف تلك المره بل من مالك الذى رأهم من نافذة الغرفة الذى كان ينتظرها بها سمع صوت السيارة و وقف ينظر لها وجدهم يمرحون دون حدود… فارت الدماء بـ داخله جعلته يهرول الى الباب لـ استقبالهم وسمع ختام حديثها و احتضانها لـ رأسه.
تخشب جسدهم ولم يسعفهم عقلهم لـ اصدار امر ابتعادهم عن بعض حتى تفاجئت به يسحبها الى جواره يحاوط خصرها بـ تملك قارصاً اياها بـ جانبها جعلها تتأوه وهو يوجه حديثه الى رأف: اظن الهانم معاها عربيتها… وانا حذرتك ان تتعامل معاها يا رأف…
كاد يجيبه ولكن اوقفه هادراً: ابعد عنها يا رأف متخلنيش انسى انك اخويا.
وهنا كان الفيصل لـ تستيقظ هنا من دهشتها من وجوده و الآلام التى تجتاح خصرها مكان قرصته… دفعته بـ قوه قائلة.: انت اكيد مجنون… انت ازاى فاقد الثقة كدا.
سحبها من ذراعها قابضاً عليه بـ قوة و اقترب منها قائلاً من بين ضروسه: صوتك ميعلاش… واذا كان على الثقة متنسيش الا سمعته منك ومنه.
_ انت مريض وانا كنت غلط من الاول… انا الا غلط.
قالتها وهى تحاول ابعاد يده التى تؤلمها ولكن هيهات ان يتركها لقد وقعت بيده ولن يدعها مهما حدث.
اقترب رأف يحرر ذراعها عندما ظهر الالم عليها، دفعه بـ قوة بـ يده الحره مما ادى الى فقدان توازنه وسقوطه على الارض. بنفس اللحظه حضر فارس وترجل مسرعاً واتجه اليهم وسحب هنا و اوقفها خلفه بـ حماية فطرية داخله صائحاً به: ايه الا بيحصل دا؟.
_ انت مَالك دى مراتى.
اجابه وهو يحاول الوصول اليها ولكن لم يستطيع ، خرج على اثار صوتهم خالد و هدير وكارما التى ما ان رأت رأف الذى يقف من على الارض هرولت اليه بـ قلق وخوف قائلة بـ لهفه: انت كويس؟.. حاجه بتوجعك؟!..
نسى رأف ما حوله وظل يتأملها ، ويتأمل خوفها عليه الظاهر عليها ، لقد اشتاق لها رفع كفه يربت على يدها التى تتفحصه قائلاً وهو تحت تأثير سحرها: وحشتينى…
تاهت هى بـ نظراته و هربت دقات قلبها عند سماعه لم يفيقوا من سحر لحظاتهم المسروقه الا على صياح مالِك بـ الم بسبب لكمة فارس بـ فكه أوقعه أرضاً … هرول يفصل بينهم ولكن لم يفترقى الا عندما صاح خالد بهم جعلهم يبتعدوا وهم يلهثون وثيابهم مجعده وخصلات مالِك التى التصقت بـ جبينه و وجهه بسبب عرقه.
_ والله عال… بتضربوا بعض وقدامى كمان.
صاح بها خالد بـ غضب ثم وجه نظره الى مالِك متابعاً: روح يا مالِك… وطلبك مرفوض… وان كان عندى تردد فـ حالياً انا أكيد… انت مش لـ بنتى وكلامى مع ابوك مش معاك.
************
_ ااااااه.
صدرت من مالِك بعد ان ضغطت شهد على جرحه وهى تطهره… لقد قاربت الشمس على الشروق ولم يغمض لها جفن… عادت من الخارج و جدت والدها لـ اول مره يضرب أشقائها ولكن لـ الحق لم ينال رأف الا لكمه او اثنان أما النصيب الاكبر كان لـ مالك… لم يستطيع أحد التدخل بينهم الا هى عندما دفعته و أوقعته أرضاً حتى يبعد عن قبضة سائر الغاضبة و احتضنت أبيها بـ قوة وهدأته جعلته يسترد وعيه… أبيها مضغوط لا تعلم ما به ولكن عندما علمت السبب كما تعتقد عذرته… خسارة صديق العمر ليست بـ هينه وما سمعه عن ابنه لم يستطيع التحكم بـ أعصابه اكثر.
_ خفى ايدك بلاش شغل الغفر دا عليا.
قالها مالِك بـ ألم وهو يبعد يدها عن وجهه… أجابته بـ تهكم وسخرية: مَالك يا بيضه بتوجع… انت عارف انا مش فرحانه غير بس عشان ضربت فارس ودى الحاجة الوحيدة صح… باقى حياتك كلها غلط.
تحكم بـ أعصابه يكفى ما سمعه من امه و ابيه حتى الان ولكن انتبه اليها بـ إهتمام عندما سمعها تتابع حديثها وهى تنظر الى عينيه وتقرأ ما بها.: انت عارف انى مش زيهم صح!..
أومأ بـ رأسه وهو يجعد بين حاجبيه يتابعها بـ إهتمام… ابتسمت هى ثم تابعت.: أنا مش هخبى زيهم عشان أربيك … بـ العكس انا هربيك بس بـ الهداوة و برود نهائى عارف إزاى؟!...
_ إزاى؟..
_ انى اقولك الحقيقة الا أنت عامى عينك عنها.
_ حقيقة إيه؟..
قالها وهو ينظر الى عينيها يحاول سبر أغوارها ومعرفة ما تفكر به ولكن سمع منها ما لا يتوقعه.
_ أنت غبى جداً على فكرة… رأف تعامله مع هنا أخوى … لأن هى الوحيدة الا فضلت جنبه وهو بردوا… متفرقوش عن بعض لحظة بسبب أن هم طول عمرهم مع بعض وسن بعض…
_ شهد انا مش فايق عشان تحكيلى قصة حياتهم الا كلنا عارفينها.
قاطعها بـ ضيق فــ استرسلت وهى تبتسم بـ سخرية: ولما انت لماح كدا ما لمحتش حب اخوك لـ كارما.
انتفض واقفاً كـ من لدغه عقرب ولكن لم ترحمه شهد أكملت حديثها تجلده به على عدم ثقته بـ شقيقه و هنا: وطبعاً عشان هنا اقرب واحدة لـ رأف هى هنا… يبقى اكيد حكالها على مشاعره أو هى اكتشفته من نظراته المفضوحه… وطبيعى واحد بيحب أختها هيعمل اى حجة عشان يشوفها من غير لفت نظر… هيعرض عليها يوصلها او غدا مثلاً او خروجة فى النادى.
ثم تركته وخرجت من الغرفة دون سماع او قول حرف اخر… تركته بعد ان جلدته وتركت علاماتها على قلبه… هذه هى شهد تعلم كيف تُعلم المخطئ درساً لا ينساه دون لمسه بـ اصبع واحد… عاصفة هوجاء داخله لا ترحمه… انسلت شعاع ضعيف يبشر بـ شروق الشمس وانتهاء ظلام الليل لـ هذا اليوم المشحون ولكن لا أمل له… علم الآن مدى عشقه لها ولكن بعد فوات الأوان… لقد فقدها ولم يوافق والدها على تحديد موعد لـ زفافهم حتى تكون بـ قبضته وتحت سيطرته ولكن لـ القدر رأى اخر… عند وصول تفكيره أنها سوف تتركه ولن تكون له جعله يفقد الجزء المتبقى به… هرول خارج غرفته بل خارج القصر بـ اكمله عازماً على نيل غفرانها مهما كلفه الأمر.
****************
_ اطلى الاوضة يا كارلا انا قولت سيبينى لوحدي ممكن.
قالها سائر وهو يغمض عينيه ملتف بـ كرسى مكتبه معطياً ظهره لها… لم تيأس مهما حدث يكفى هجر وبعد اقتربت منه ثم جلست على رجليه دون حرف واحتضنته دافنه رأسها بـ تجويف عنقه تشحن طاقتها من دفء احضانه وعبق رائحته الرجوليه الساحرة ، لم تترك له المجال حتى لـ الاعتراض بل رفعت رأسه تقبله بـ شغف لم يقل يوماً… قبلته بـ مشاعر مختلفه وأولها الاعتذار…
****************
يتبع……..
****************
تعليقات
إرسال تعليق