الفصل الحادي عشر

 






إذا شكا لك شاب من قسوة امرأة فاعلم أن قلبه بين يديها.


" نزار قباني".



قادة سيارتها بـ اتجاه عملها… اليوم مختلف كثيراً… والدتها لم تحضر لهم الإفطار بل صديق اخيها… لقد اعجبها كثيراً… مرح… وشيف ممتاز… و وسيم كثيراً… اتسعت ابسامتها كلما تذكرت ركل ابيها لـ محمود من اسفل السفرة بسبب صديقة… او سؤال اختها لـ " جي_سو".( انت بتفرق ازاى بين اصدقائك فـ انتم متشابهون كثيراً).


صوت احتكاك ناتج من سيارتها عندما اوقفتها سريعاً تفادي السيارة التى ظهرت امامها فجأه… ارجعت خصلاتها الى الخلف و زفرت بـ راحة انها لم تصدم به… ذلك الغبى… رفعت رأسها كى تراه… يجب ان تلقنه درساً على غبائه… من غيره… بـ التأكيد هو… ترجلت من سيارتها حانقه… تتمنى ان تلكمه بـ وجهه الوسيم… اغلقت بابها بـ عنف واتجهت اليه سوف تلكمة لا رجعة الان… ستحقق امنيتها الصباحية.



ترجل من السيارة وهو يبتسم بـ برود اغاظها… استند بـ ظهره على السيارة يتابع تقدمها اليه… و ادخل يديه بـ جيب بنطاله… علم بـ نيتها عندما راء قبضتها تشدت و عرق خدها الايسر بارز… علم انها سوف تلكمه… صدق حدسه عندما رفعت يدها فـ اوقفها سريعاً… لقد اوشكت على لكمه هو لم يشفي بعد من ضرب ابيها… 


_ سيب ايدي…


صاخت بها شهد وهى تحاول ان تجذب يدها من بين قبضته الحديديه… عندما اوشكت على لكمه بـ يدها الحره كان جذبها الى داخل احضانه مثبتاً يديها خلف ظهرها… متأملاً خضروتيها… قائلاً بـ لهجة امره جعلتها تثبت بين احضانة.: اثبتى… بدل ما اثبتك انا بـ طرقتي… و بصراحة انا نفسي.


هتف اخر جملته بـ غمزة و هو يقترب من وجهها… احمرت وجنتيها من الغضب و أيضاً خجلاً ناظره اليه بـ غضب… هتفت من بين اسنانها.: ابعد خليني امشي انا اتأخرت على شغلى.


ظل ينظر الى خضروتي عينيها شاهد تلك اللمعه التى اصابتها بعد ان نطقت ذهابها الى العمل… تلك اللمعه يعلمها… هناك شئ تخفيه.! مكر حواء بـ داخلها يسيطر عليها… هو يحفظها عن ظهر قلب… يقرأها كـ كتاب مفتوح مكتوباً بـ حبراً سحري لا يراه الا هو… هتف بعد ان راء شبح ابتسامتها التى اخفتها سريعاً.: انتى اتنقلتي تحت قيادة مين… 


قبضت على شفتها السفلية بين اسنانها اللؤلؤية… تعلم انه خير من يحفظها و يفهمها من نظرة واحدة يحفظ مكرها… وهى خير من تستغل حبه لـ غضبه… فـ افعل يا آدم ما تريد، فـ انا حواء، احتويك وقتما اراك تستحق احتواء قلبى اليك… 


استرسل بـ حديثة و قبضته تشدت قوة على يديها.: انتى شوفتي مين هناك… انطقي والا……


لم يكمل حديثه بعد ان قاطعته تلك الضحكة الرنانة الساحرة… التى تفعل الكثير بـ قلبه… ارجعت رأسها الى الخلف مع علو صوت ضحكتها… انهت ضحكتها التى بدأت بـ زرع اشواكها بين اضلعه ونحر قلبه بـ البطئ هاتفه و هي تنظر الى عينيه بـ تحدي.: فــ. ا. د. ى (فادي).


نطقت الحروف بـ فحيح اثار الرجفة بـ قلبه… دق ناقوس الخطر به يخبره ان النهايات اقتربت… لكن هو لن يتركها بـ التأكيد الفوز له لا غيره… هى ملكه… انفلتت منه بعد ان ارتخت قبضته… ارتدت الى الخلف خطوتين تنظر الى وجهه الذي مال الى الاصفرار متابعة حديثها.: مالك… ايه الا حصل؟… فاكره… ولا… ارتفعت زاوية ثغرها اليمني بـ نصف ابتسامة مكملة… صحيح هو ميتنسيش.


لم تنطق بـ حرف اخر ولم تستمع أيضاً التفتت و صعدت الى داخل سيارتها و انعطفت بها تمر من حوار سيارته… تاركه ايها متخشب مكانه ينظر الى الغبار الذي خلفه اطار سيارتها… تعصف الذكريات الى عقله ترسل ذبذبات الخوف الى قلبه.


*******************


_ حبيبي اللى وحشني.


هتفت بها هنا بـ مرح وهى تدلف الى غرفة الاستقبال بعد ان علمت ان رأف بها فقط… ولكن تخشبت قدمها عن التقدم عندما التفت اليها مالك والذي تحولت عيناه الى حمم بركانيه من الغضب عندما علم من المقصود بـ تلك الكلمة… اتسعت حدقتيها وهى تنقل نظراتها بين رأف الذي يجلس و مالك الذي يمسك بـ يده بعض الملفات و يريها الى رأف.


أخيراً استجاب جسدها الى عقلها و تحركت.قدمها الى الخلف حتى تغادر قائلة.: اشوفك بعدين يـ رأف… زي ما اتفقنا.


لعنها رأف بـ عقله تلك الغبية تنوي على موتها… يعلم علاقتهم بل لا يوجد شئ يجمع بين مالك و هنا… ولكن الاثنان اعند من بعضهم… يعشقون بعضهم و يأبون الاعتراف… 


كادت ان تخرج من الغرفة ولكن وجدت قبضة من الحديد تقبض على رسغها هاتفاً وهو ينظر من فوق كتفه الى اخيه بـ الخلف.: اخرج انت يا رأف… انا عايز هنا فى كلمتين.


جذبها الى الداخل بينما انسحب رأف بـ هدوء بعد ان امأ بـ رأسه… اغمضت عينيها ثم تستنشق الهواء المعبأ بـ عطره الرجولى الجذاب ثم حبسته داخل قفصها الصدري دون ان تفرط به… فتحت عينيها تستمع الى حديثة بـ اهتمام عندما قال.: ممكن افهم فى ايه… ايه اللى بينكم… وليه ديما مع بعض… و….


قاطعت حديثه عندما تأوهت بـ تألم عندما ضغط على يديها كلما تحدث هتفت وهى تجذب يدها بـ عنف.: مين دا اللى بينا حاجة… وبعدين انت مالك… بـ صفتك ايه بـ تحسبني.


_ خطيبك و قريب اووي جوزك.


هتف بها يؤكد لـ نفسه قبلها… انها له… وملكه… مهما اختلف وانكرا عشقهما… ينبه قلبه الذي يحترق من الغيرة من تقاربها المشكك بينها وبين اخيه رأف… الجمتها الصدمة لـ ثوانى… ثم استعادت وعيها هاتفه بـ ابتسامة لا تصل الى عينيها.: ليه نويت تبقي الحج متولى… هتتجوز اتنين مع بعض.




الصدمة ها الان من نصيبه… ماذا اليست هى العروس… اذن من هى التى وافق عليها دون اعتراض… ظلت الافكار تعصف يريد ان يجمع افكاره… حتي يعلم عن متذا تتحدث ولكن كانت استغلت صدمته و اتجهت الى الخارج.




دقائق جمع عقله ولملم شتات نفسه و هرول الى الخارج حتى يذهب الى ابيه لـ يعلم منه عن تلك العروس الدخيلة… هو وافق على الزواج ولكن كان لانها هى عروسه لا غيرها..




****************




دلف رأف الى الغرفة التى يمكث بها زيد وجده كـ العادة تجلس مرات خاله على يمينه و شذا على يساره و يطعموه و يدللوه وهو لا يترك الفرصه… اذا تركها… لن يكون زيد… هتف بـ هدوء وهو ينظر الى اخته.: قومى يـ شذا… اطلعى اوضتك.




التفتت شذا حانقة.: يوووه… هو كل لما حد يدخل يقولى اطلعى اوضتك… حتى انت يا رأوف ياحبيبي… ااااه.




صاحت متألمة عندما قرصها زيد بـ رجلها المربعه بـ جواره من الغيرة عندما سمعها تدلل اخيها… مسد رجلها مكانها قرصها… نظرت بـ غضب اتجاه من ينظر اليها بـ غيرة… متابعه حديثها وهى تقف كى تغادر قائلة.: انت صح… دا واحد خاين وانا مستحيل افضل جانبه… التفت الى سما قائلة قبل ان تغلق باب الغرفة…: اتصرفي وخدي ابنك.معاكى وانتى مروحة يـ انطى.




****************




دلف الى المكتب دون استأذن ثم وقف تمامه بـ غضب يسيطر عليه بـ صعوبة قائلاً بـ هدوء ظاهري احتراماً لـ ابيه.: ممكن اعرف مين العروسه اللى حضرتك اخترتها طلما هى مش هنا.




تابعه سائر بـ برود ثم امسك قلمه و بدأ بـ مراجعة الملفات امامه هاتفاً بـ لامبالاه.: مين قال انها هنا...انت الا بتستنتج بـ مزاجك.




نظر الى لا مبالاة والده بـ شك… قائلاً.: يعني انت عارف ان انا وفقت عشان مفكرها هنا… انت مقولتليش ليه هى مين لـ دلوقتى.




اجابة بعد ان وضع القلم بـ مكانه امامه على المكتب.: انت مسألتنيش عشان اقولك… دي اخرت غبائك و رمرمتك يـ كازانوفا.




عروستك انت عارفها كويس وهى…….ميادة.




صدمة الجمته من ماضي ظن انه تخلص منه…؟.




وعاشق ظن ان الابواب انفتحت له كى يغزو قلبها ولكن هناك ماضي يجب تخطيه اولاً!...




فـ هل سـ يستطيع فارس تخطيه؟!. ام سيظل حبيسه.







*****************

يتبع…….




*****************




تعليقات

المشاركات الشائعة