الفصل الخامس
جذبت يدها بـ عنف عكس برودها الظاهر له… ثم وقفت واضعه يدها حول خصرها قائلة بـ برود اثار غضبه اكثر.: انت اكيد اتجننت… ازاى تسحبني وراك كدا… وايه الا انت قولته تحت دا.
اغمض عينيه ثواني ضاغطً بـ قوة على قبضة يديه مستغفراً بـ الله و مستعيذاً من الشيطان حتي لا يكسر رأسها بـ الحائط… تحدث بـ نبرة حاول ان تخرج هادئة.: ممكن افهم ايه الا انتي عملاه فى وشك دا…
اجابته وهي تلتفت تعطي ظهرها له بـ برود ولا مبالاه تنظر حولها.: شئ ما يخصكش… ثم وقعت عينها على تلك الصورة اليتيمة التي التقت لهم معاً و معهم محمود اخيها كانوا بـ احدي الرحلات المدرسية لـ معالم مصر السياحية … اخفت تلك الرجفة التي أصابت قلبها واتجهت اليها امسكتها مكملة.: ازاى الصورة دي معاك، وليه حاطتها جنب سريرك.
اتحه اليها.بـ خطوات شبه مسرعه وجذبها من يدها بـ حدة قائل.: شئ مايخصكيش.
سبته بـ صوت خافت لم يصله له… ها هو يردها اليها… رفعت خضروتيها تنظر اليه قائلة بـ غضب.: يخصني… انت محتفظ بـ صورتي ليه… هاتها.
قالت اخر كلمتها وهى تقترب منه تحاول اخذها ولكن رفعها الي خلف ظهره حتي لا تصل اليها بسبب فرق الطول بينهم هي ليست قصيرة و لكن هو طويل عنها ظلت تحاول اخذها منه ولكن توقفت عندما اجابها.: انا مش شايفك اصلاً بس دي عشان صحبي واخوي… مش عشانك.
ضحكت بـ سخرية هاتفه.: قول كلام غير ده… يعني من قلة الصور ملقتش الا انا فيها… هاتها.
قالتها وهي تقترب منه تحاول جذبها منه ولكن لم تستطيع عندما رفعها فوق اكثر… حاولت القفز حتي تصل اليها ولكن اصدم صدرها بـ صدره العريض… حاوطها بـ ذراعه الاخر و مازال يبعدها البرواز عن يدها… ظل يتأملها وهى داخل احضانه… و محاولتها الفاشله لـ الوصول الى ارتفاع يده… اقترب خدها من شفتيه ولم تنتبه له الا وهو ينفذ رغبته الجامحه حتي يلثمها بـ شغف و صبراً طال… تخشبت مكانها ولم تتحرك ظلت واقفة بين احضانة و اصابع قدمها… همس بـ جوار اذنها و شفتيه تتحرك على خديها بـ بطئ مغوي…: عندك فستان فى الاوضة و امسحي الا على وشك دا… عشان ما امسحهوش بـ طريقتي.
ابتعد هنا بـ صعوبة يأبي تركها بعد ان وقعت بين احضانه بـ ارادتها...لم تفق الا على صوت اغلاق باب الغرفة عليها… لعنة نفسها و غبائها وقلبها الذي استسلم امامه… ولكن لـ تهدء الجو قليلاً فـ هو لا يستحق اغضابه اليوم فـ اليوم عيد ميلاده… اتجهت الى الغرفة الداخلية الخاصة بـ الملابس… وجد فتسان محتشم ولكن مهما وصفت رقيه و جماله لن توفيه حقه… فستان طويل يصل الى كاحلها بـ لون عينيها الزيتونى ممزوج بـ بعض الورود المطبوعه حول جيدها… بـ كم طويل شيفون… جذبته ثم اتجهت الى داخل المرحاض كى تفعل كما طلب منها فـ هى أيضاً ليست مرتاحه هكذا.
*********************
سكون انتشر حولهم لـ دقائق لم يعلو سوي أصوات متداخلة مع الموسيقى الصاخبة… كاد ان يقفز مالك ورأف ورأهم… وجدهم يطفون ولكن كان زيد يحتضنها يئبي تركها… تركها بعد ان اقترب من الحافة حتي تصعد من المسبح… التقت رأف يدها ثم جذبها… وقفت تلتقت انفاسها اقترب مالك منها سريعاً يخلع جاكيته حتي يلبسها ايها… وعندما صعد زيد و اقترب منها وقع مرة اخري داخل المسبح على اثر لكم مالك له…
********************
_امال البنات فين يا حبيبتي.
هتف بها سائر و هو يبحث بـ عينيه عنهم ثم نظر الى كارلا التى بدا عليها التوتر من سؤاله وتحاول اخفاءه عنه ولكن هى تعرف حق المعرفة ان سائر يحفظها عن ظهر قلب عندما تحاول ان تخفى شئ عنه… كادت ان تجيبه و لكن شهقت عندما وجدت رأف يحاوط شذا ويتجه الى الداخل و مالك يحاول الوصول الى زيد الذي يقف خلف صديقه يبعد بينهم… نظر سائر الى اتجاه نظرها وهرول بـ اتجاه شذا عندما رأها هكذا.
_ايه اللي حصل يا راف لـ اختك وقعت ازاى فى المايه.
هتف بها سائر بـ قلق ظهر على صوته واحتصنها واتجه الى الداخل كي تهدأ من ارتجافها…
_المتخلف زيد سحبها من رجليها فى الماية.
هتف بها رأف مبرراً ما حدث… ظهر الغضب على قسمات وجه سائر وسبه بـ غضب وكاد ان يقف حتى يتجه اليه يعلمه درساً لن ينساه ولكن توقف عندما تشبثت شذا بـ رسغه و هتفت بـ ارتعاش.: انا اللى زقيته الاول يـ بابي… هو مالوش ذنب.
هتف بـ غضب اعماه ناتج عن قلقة و غيرته ان ابنته تدافع عنه.: انتي بتدفعي عنه كمان… طب قوليلي ليه عملتي كدا.
هتفت بـ جرأة لم تغادرها منذ الصغر.: عشان غيرت من كلامه ان فى واحده بتعكسه.
كتم خالد ضحكته على وجه سائر الذي اوشك على ان ينفث نار من اذنية من شدة غيظه و غضبه.
نزل فارس الدرج و كان بـ جواره شهد التي فعلت كل ما أخبارها عليه و وجدهم متجمعين داخل الفيلا اتجهوا اليهم بـ لهفة وقلق… وعندما رفع سائر و وجدهم مع بعضهم زاد ارتفاع ضغطه و علم الان لما توترت كارلا عندما سألها عليهم… حسابها معه بـ مفردهم هتف بـ سخرية.: و الهانم كمان كانت فين.
اقتربت شهد بـ قلق من اختها صغيرتها واحتضنتها بـ قلق هاتفه.: ايه الا حصل يـ شذا.
انتفضو على صراخ سائر وهو يهدر..: انا مش بسألك كنتى فين..
اخفت توترها بـ حرافيه قائلة بـ ثبات…: كنت بَغَير هدوم الشغل.
_ همشيها كدا دلوقتي… حسبنا فى البيت… يلا انتي وهى… يلا يا ابلة على العربية قبل ما تمرضي.
********************
_ حسبي الله ونعمه الوكيل فيك يـ زيد يـ ابن حماتي سما.
قالتها شذا وهي ترشح وجسدها يرتجف من نزلت البرد التي اصابتها… ربعت رجليها و جلست على تختها و تمسك حافظة المنديل الورقية و تجفف انفها كلما عطست… دلفت الخادمة حاملها اليها كوب ليمون بـ النعناع و بضع حبوب مسكنة… اخذتها منها و بدأت بـ تناول البرشام حتي انهت و كادت تحمل كوب الليمون حتي سمعت صراخ ابيها… وقفت مهرولة الى اتجاه الصوت و جدتهم بـ بهو الفيلا و امها و رأف يقفون امام ابيها كي يمنعوه من الوصول الى شهد التي تقف خلف الاريكة و مالك الجالس يشاهدهم ويكتم ضحكته كـ انه يشاهد احد العروض المسرحية الكوميدية… نزلت مهرولة بـ اتجاه شهد التى هتفت مبررة.: اهدا يـ بابي والله هو الا شدنى غصب عني.
وقف يضع يده على موضع قلبة يتنهد بـ ارهاق فـ هو يركض خلفها منذ ما جيئهم حتي يعلم لما كانت مع فارس بـ غرفته ولكن تلك… لا يعرف ماذا يسميها… فـ هى تكفير ذنوبه كما يقولون… وقف بـ هدوء ظاهري حتي تتركه كارلا و رأف المتشبثين به قائلاً بـ هدوء.: مصدقك يـ قلب بابي… تعالى.
قالها و هو يفتح ذراعيه كأنه سوف يحتضنها… وقفت تنظر اليه بـ توجس حتي وقفت شذا بـ جوارها خلف الاريكة قررت ان تقلب دفة الحديث عنها قائلة.: جيتي امتي يـ شوشو و ايه الا غرقك كدا لما شوفتك.
اجابتها بـ تهكم غير معيره احد اهتمام.: دا الواد زيزو بس حسابه معايا … لما اشوفه بكرا.
انهت حديثها ثم انتفضت صارخة عندما وجدت سائر يقترب منها و يمسك طرف قميصها البيتي كـ الحرامي و خفضها لـ اسفل والاعلى قائل بـ سخرية.: وحياة امك… حسابه معاكى لما تشوفيه بكرا… ثم قلدها قائلاً.: انا الا زقيته الاول يـ بابي… هو مالوش ذنب… انا الا هولع فيكي وفيه…
صاح بـ غضب بها افزعها فـ قالت بـ صوت خافت ولكنه وصل اليه.: انا كان مالى كنت قعدت فى اوضي… ما يولع فيها انا غلطانه.
دفعها بـ قوة اجلسها على الاريكه ثم صاح على الاخري لـ تجلس بـ جوارها قائلاً بـ هدوء اصتنعه حتي لا يكسر عظامهم الان فـ هو ليس لديه بنات غيرهم هم اميراته ومدللاته… جلس امامهم قائلاً بـ نبرة هادئة ولكن امره.: اخر مره هـ حذرك يـ شهد لو شوفتك فى اوضة فارس او قابلتيه من غير ما اعرف انتي حره على الا هعملة فيكي… انتي نقيب هناك فى القسم الا انتي فيه انتي مش هتكبري عليا.
اخفضت رأسها بـ احترام تكنه لـ والدها ثم هتفت.: عمري ما اكبر عليك ولا اقلل منك… بس الا حصل غصب عني وانت عارف.
التفت ينظر الى صغيرته دليل عشقه الحي قائلاً.: امتي تفوقي كدا وتبطلي كلامك وافعالك دي… انتي داخلة جامعه يعني معديش صغيرة… الكلمة هتتحسب عليكي.
قاطعة وهي مخفضة رأسها قائلة بـ خفوت وجرأة تحسدها عليها شهد.: يـ بابي انا بحبه وهو بيحبني… وكلكم عارفين ليه بقي نتصنع و نداري.
صاح بـ صوت جهوري جعلهم يقفزون من فوق الاريكه الى خلفها فارين الي غرفهم.: يـ بنت***** احترميني شوية… ايه بحبه دي… طب بـ العند فيكي وفيه مش هجوزهولك… يبقي يوريني ابن مالك هيعمل ايه.
تخصرت اعلى الدرج قائلة.: هيعمل كتير و هنتجوز بردو يـ بابتي.
وقف ناوياً ان يصعد اليها ويلقنها درساً ولكن لمح مالك وهو يكتم ضحكاته و يتحرك ينوي ان يغادر كـ عادته ولكن توقف عندما استمع سائر يقول…: اعمل حسابك يـ مالك خطوبتك الاسبوع الا جاي.
تخشب جسده من قرار ابيه المفاجئ… ماذا يفعل الان؟!.. هل سيرضي بـ قرار ابيه ويسير حسب قدرة الذي خطط له ام سيكابر و يضيع سنين عمره و نصفه الاخر الذي خلق له… حلقات قادمة مليئة بـ الاحداث انتظروها.
*******************
يتبع……..
******************
تعليقات
إرسال تعليق