الفصل السابع
_ تمام كدا يا هاني… الملف دا يوصل الادارة وبعدين تيجي عشان عيزاك.
هتفت بها شهد وهى تغلق الملف امامها وتسلمه بـ يد هاني مساعدها… كان يجلس امام مكتبها ويتابع حديثها بـ اهتمام فـ هو يعتبرها شقيقته الكبري هى اكبر منه بـ ثلاث سنوات… اخذ منها الملف وهتف.: فى حاجه ولا ايه.؟!.
ابتسمت شهد قائلة.: جايلك توصيه بس مش هتكلم عنها الا لما تيجي عشان فى مفاجأة… يلا بقي بسرعة وتعالى.
ضحك بـ خفة ثم وقف وأدي التحية قائلاً.: تمام يا فندم…
ضحكت شهد قائلة.: مش انا قولتلك بلاش الرسمية دي واحنا لوحدنا… انت زي مالك.
ابتسم بـ خجل فـ هو تقريباً بـ عمر مالك اخيها و منذ ان عمل معها وهى تتحدث معه بـ اخوية ولكن دائماً يحترمها امام اى احد… امأ ثم استأذن وغادر… تنهدت واستندت بـ رأسها على ظهر الكرسي و اغمضت عينيها تتذكر قربة وقبلته على وجنتها… حتى قاطعها صوت فتح الباب… وجدته اللواء " محسن" تقدم منها فى حين انها انتفضت واقفة مبتعدة عن مكتبها تؤدي تحيتها احترامه له… امأ بـ رأسه بـ ابتسامة فخر بها فـ هي لم تصل الى رتبتها بـ وصية معارف والدها بل انها اثبتت جدارتها بـ هذا العمر الصغير… كان يعلم هدفها التي تحاول الوصول اليه… اشار لها بـ الجلوس بعد ان جلس خلف مكتبها… جلست بعد ان اشار اليها و قائلة.: وانا اقول القسم منور ليه… نورت مكتبي يـ فندم.
استند على سطح المكتب بـ ساعديه قائلاً بـ ابتسامة.: خلاص يـ بكاشة انا حافظك معدش بيخيل عليا الكلام دا… المهم عايزك بكرا تكوني فى مكتبك.
لم تستوعب حديثة قائلة.: ما انا فى مكتبي يـ فندم.
ضحك هاتفاً.: اقصد مكتبك اللى في مركز المخابرات ولا ابعت واسحب طلب نقلك.
الجمتها الصدمه لم تعرف بـ ماذا تجيب او ماذا تفعل… انتفضت واقفة قائلة.: مكتب المخابرات… تمام يـ فندم.
ادت التحية بـ ثبات جاهدت التشبث به كي لا تقفز ناحيته تحتضنه من فرحتها هذا كان مبتغاها منذ دلوفها الى أكاديمية الشرطة… ان تعمل بـ المخابرات… وقف ثم هنئها بـ وصولها الى هدفها ثم غادر تاركاً اياها واقفة مكانها… هى تعرف انها سوف تنتقل الى مركز المخابرات بعد اغلاق تلك القضية ولكن لم تتوقع ان تكافئ بتلك السرعة… كادت ان تغادر فـ وجدت هاني يدلف الى المكتب قائلاً.: انا سلمت الملف زي ما طلبتي جيت عليكي على طول… فى ايه مالك واقفه كدا ليه.
ختم جملته بـ قلق من وجهها الذي يشبه الشحوب من مفاجأتها… اقترب منها يدفعها بـ رفق من منكبها يسألها عن ما حدث… حتي الجمته هو الاخر الصدمة عندما اجابته بـ هدوء.: اانا اتنقلت لـ المخابرات… و وافقولك على الشقة اللى فى مساكن الشرطة وتتجوز ونخلص منك.
*******************
ظل يتأمل الطريق والازدحام لقد اشتاق كثيراً الى بلده بـ ازدحامها واصوات ابواق السيارات انتهي كل ذلك وعم السكوت عندم التفت الى طريق التجمع الذي يسكنون به… التفت عندما سمع صوت الانبهار الذي اصدره "جى_سو" قائلاً.: اللعنه… هل تعيش بـ هذا الحي الراقي؟… لم اصدقك عندما قلت لى انك ابن احد حيتان السوق.!.
رفع كفه بـ تلك الحركة الشعبية قائلاً.: خمسة وخميسة… الله اكبر… شكلي هندم اني قررت اجيبك تقضي الفترة دي معايا.
ضحك "جي_ سو" عالياً كـ انه فهم حديثه العربي نظر اليه بـ جانب عينيه قائلاً.: على ماذا تضحك؟!.
_لا شئ… هل وصلنا ام بقي وقت.
اجابة من وسط ضحكاته ثم سيطر عليها بـ اندهاش واتساع حدقتي عيناه بـ انبهار حقيقي… من جمال تصميم ذلك القصر المصمم بـ طريقة تجمع بين العصور القديمة والحديثة… الحديقة الخيالية المليئة بـ جميع انواع الورود وكثرت ورد البنفسج… صف محمود السيارة ثم ترجل قائل.: انتظرني بـ الحديقة الخلفية.
تركه ودلف الى الداخل دون انتظار اجابته… ترجل "جى_سو" هو الاخر واتجه ناحية تلك الزهور الخلابة و انحني يستنشقها دون قطفها… فـ هو يؤمن ان من احب زهرة لا يقطتفها حتى لا تذبل او تموت بل يتركها و يرعها.
يعلم اين يجد امه الان… فـ الان موعد تحضير الافطار… اتجه الى المطبخ حتي يراها وعند مروره بـ غرفة السفرة وجد جميع الخدم بـ الداخل علم ان والده يساعدها بـ طريقته المعروغة التي تحتم عليهم الا يكون احد غيرهم بـ الداخل… صدق حدسه عندما وجد ابيه يقف مشمر ساعديه وقميصه يظهر عليه انه ليس مغلق… امه لا يظهر منها الا يديها التي تحاوط والده وقبضتيها قابضه على القميص من الخلف… اصدر صوت ثم قال بـ عبث.: ايه يا كبير انت لسه واقف الواقفة دي بقالك تلات شهور… وانا اقول امي لسه مخلفتش ليه اتبيك محلك سر.
انتفضت كارلا مبتعدة عن سائر الذي سب المتحدث والسبب بـ انقطاع وجبته الصباحية المعتاد عليها و اكثر الايام يذهب الى الشركة متأخراً بسبب تأنية بـ تذوقها اللذيذ الذي يزداد كل يوم عن قبله… التفت له و هو مازال يسب به اخف كارلا خلفة التى غزت الحمرة وجهها و بدأت بـ تعديل ثيابها قائلاً.: انت جيت ليه يا *****.
ضحك محمود و هو يقترب من الطاولة يلتقت موزة ويقشرها بـ لا مبالاه قائلاً.: ولو مجتش تخليهم يدونى اجازة اجباري… والله مش عارف اعمل ايه عشان ترضى عني يـ بوص…
_ تخفي من وشي يـ ******
اجابه بـ امتعاض ثم تنحي عندما دفعته كارلا متجه الي ابها محتضناه بـ اشتياق قائلة.: لو خفي هتخفي معاه… وحشتني يـ حبيبي.
احتضنها مستلذ ذلك الحنان والامان الذي اجتاح روحه و سكونها بعد ضياعها بـ بعده عنها… هتف وهو يقبل جبهتها.: وانتي اكتر يا امى والله… امال الباقي فين… الا شوفتهم الخدم.
دفعه سائر بعيد عنها قائل.: كل واحد فى اوضته معادا شهد اللى نزلت شغلها.
ضحك محمود على غيرة ابية التى لم تنقص مهما كبرو ثم اقترب منه محتضنه قائلاً.: وحشتني يـ بوص والله.
بادلة احضانه ثم هتف.: يعني متجيش غير لما اجبرك.
ابتعد عنه قائلاً.: خلاص يـ بوص بقي سماح المره دي… وحشتوني كلكم والله و كمان البت شاهندي و الصغنن.
ضربته كارلا على منكبه موبخه اياه على قول اللقب الذي اصدروه على اخته… ضحكى حتي تذكر هاتفاً.: صحيح يـ بابا صاحبي برة هو مش مصري وانا هاريه بقي مدح فى طبيخك وقال لازم يجي عشان يدوقه بـ نفسه و بـ المرة استغله اليومين دول…
هتف سائر.: اكيد مرحب بيه بس انت لا…
_ ليه بس يا بوص انا زي ابنك.
_ لا ابني ولا اعرفك انا هتبري منكم…
قاطعتهم كارلا.: خلاص يـ سائر… هو فين صاحبك.
_بره فى الجنينة قولتلة يستنانى فيها… لسه الصغنن مرجعش من السفر.
اجابته كارلا.: لا رجعت هى فوق فى اوضيتها.
تركهم وخرج مسرعاً حتي يصعد الى غرفة اخته.
**************
سمع صوت خطوات مميزة… تتجه الى غرفة اخته الصغيرة… ام لم يزول اثار الخمر بعد… فتح عينيه بـ صعوبة فـ لو تأخر عن موعد الإفطار سوف يعاقبه… يكفي امر خطبته المفاجئ… وقف واتجه الى الحمام كي يغتسل ويلحق بهم.
************
_ معقولة… حمدلله على سلامتك يـ حوده… وصلت امتى؟!.
هتف بها رأف و هو يتجه الى محمود بعد ان رأه وهو يخرج من غرفته حتي ينزل… احتضن محمود مرحباً به وابتسم قائلاً.: وحشتنا يـ محمود… دي نينا رندا هتفرح اووى لما تشوفك.
بادله بـ اشتياق قائلاً.: انتو اللى وحشتوني اووي…يلا انزل وانا هجيب الصغنن واجى وراك…
امأ رأف وهو يضحك ثم اتجه الى الدرج… اكمل محمود خطواته بـ اتجاه غرفة شذا مفكراً بـ طريقة لـ ايقاظها ان كانت مازلت نائمة… وصل اليها و فتح الباب بـ بطئ ينظر من وراءه وجدها تنام بـ عرض التخت و تحتضن بين رجليها احدي الدمى الكبيرة… اقترب منها و جد ورقة متداليه من تلك الدمى تظهر انها ابتاعتها الان ولكن لفت نظره ورود و كارت معايدة اقترب حتى يسحبه من بين اصابعها… انتفض الى الخلف من اثر صراخها العالى وسمعها تسبه بـ اللغة البريطانية… ثم اعتدلت واكملت نومها دون النظر اليه.
اغمض عينيه… هو علم الان من اين تلك الدمى و الورود… من غيره الذي يفعل هذا… فتح عينيه فجاة لقد جائته فكرة لـ اقاظها… اخرج هاتفه ثم فتح المسجل فـ هو سجل صوت زيد بـ احدي المرات وهو يتغزل بـ احدي صديقاته بـ الجامعه… ضحك بـ خبث لا ينكر انه استفاد كثيراً من وراء هذا التسجيل لقد كان يتنقل بينهم ويفعل ما يؤمر خشيتاً ان تسمعه شذا… جلس بـ اريحة واسند ظهره على ظهر التخت و ثني رجله تحته و فتح التسجيل و تركه بـ جواره… ينتظر رد فعلها عندما تسمعه.
_ واحد… اثنان… ثلاثة… اربــ…..
لم يكمل عده حتي وجدها تنتفض صارخة متوعده لـ زيد بـ الهلاك… ولكن لم يستطيع ان يسيطر على ضحكاته عندما شاهد شكلها الفوضوي بـ شعرها المشعث و خط لعابها على جانب فمها.
نظرت حولها تتأكد اين هي وتبحث عن ذلك الخائن من وجهة نظرها… لقد اتى البارحة بعد ان اغلقت معه جاء بـ ملابس نومه و حذاءه الصيفي البيتي… وقف اسفل غرفتها يصيح بـ اسمها وجد تلك الشجره التي تصل الى غرفة شهد المجاورة لها… اتجه اليها وتسلقها بـ صعوبة فـ هو كان يمسك تلك الدمية و الورود… قفز الى الشرفة و اتجه الى شرفتها التى لا يفصل بينهم الا متر واحد… القى ما بـ يده بها اصدر صوت خرجت هى على اثارها… ضحكت عليه كثيراً وظهر ذلك البريق بـ عينيها عندما وجدت خطتها تنتصر وجاء اليها… لم تنسي نقمه على فارس قائلاً( والله الواد فارس دا محظوظ من يومه… يعني مش عارفة تزرعى انتي الشجرة دي تحت بلكونتك انتى).
فاقت من شرودها على صوت ضحكات محمود و صوت ذلك الخائن الصادر من الهاتف.
لحظه محمود… محمود متى جاء… صرخت وهى تقفز بـ احضانه سوف تفكر بـ عقاب لـ ذلك الخائن بـ وقت اخر.
*********************
_ تشرفت بـ مقابلتك كثيراً… سيدة الشهاوي.
هتف بها "جي_سو" وهو يجلس بـ جوار رأف على طاولة الطعام… ابتسمت كارلا بـ مجاملة شاكره اياه ولكن وقف الطعام بـ حلقها وسعلت عندما سمعته مسترسل.: لم اصدق بعد انك والدت محمود!. من يراك يظن انكِ شقيقته.
حولت انظار الجميع الى سائر يخافون رد فعله… و سب محمود صديقه يعلم انه سوف ينام بـ الحديقة بسببه… ابتسم سائر بـ اقتضاب قائلاً.: سوف يدلك محمود على غرفة الضيوف… اعذرنا الان سوف نغادر الى الشركة.
ثم نظر الى محمود بـ توعد ثم اوقف كارلا ممسك بيدها مغادراً بـ خطوات اشبه بـ الركض… يسيطر على غضبه حتي لا يفتك بـ هذا وابنه معه…
*****************
يتبع…..
****************
تعليقات
إرسال تعليق