الفصل العشرون












وقف ينظر لها من زجاج الخارجي لـ العناية والحزن مرسوم ع ملامحه من يراه يظن انه رجل مر عليه الدهور كثيره وظهر عليه الشيب ... وضع يده ع الزجاج كـ أنه لمسها .
وقال: وعدي ... قومي متسبنيش ... صدقني حتي لو انتي الا اذيتي وليد مش هعقبك ... بس انا مقدرش ابعد عنك موعدكيش اني اطلقك ... وعد.

❄❄❄❄❄

اوقف سيارته امام فيلا احمد الابراهيمي فـ جاء الحارس وسأله: اهلاً يـ فندم ... حضرتك عايز مين؟!! .

وليد : شادي موجود.

الحرس : ثواني اسأل جوه.
اتجه الحارس امسك الهاتف الداخلي و كلم الخادمة بـ الداخل وعلم انه بـ الداخل فـ اخبرها ان تعلمه ان لديه ضيف ثم فتح البوابة لـ وليد كي يدخل بـ سيارته.

استقبلته الخادمه واشارت له ان ينتظره بـ الصالون .
نزل شادي ودخل كي يعلم من يريده وتفاجأ انه وليد .
شادي بـ غضب: انت بتعمل ايه هنا وعايز ايه مني.

وليد: عايز افهم !..

شادي : تفهم ايه بـ الظبط.

وليد: افهم ليه وشك اتغير لما قولت اني عارف كل حاجه وان جاسر اجبر وعد تتجوزه ... عايز افهم معني ان ليها اخت توأم.

شادي : ولما تعرف هـ تعمل ايه ... مهتقدرش توقف اخوك ولا ان انت تجيب حقها ... كل الا انا طالبه تبعد انت واخوك وعيلتك عن اختي .

وليد: شادي ان لحد دلوقتي ساكت وصابر وانا صبري قليل ... انا عايز اعرف الحقيقة عشان اقدر اساعدها .

شادي بـ اقتناع عندما راء صدق وليد قرر ان يسرد له كل ما يعرف من اول ما طلب من وعد مساعدته الي الان و كره نور الي وعد وسببه.

شادي: دا كل الا حصل انا حكيت ليك عشان شوفت صدقك وانك ذكي جداً وهتقدر تساعدني ابعد جاسر عن وعد .

ولكن لم يستطيع وليد الرد عندما تفاجأ بـ فادي و احمد وكاد فادي ان يلكمه ولكن تفادها وليد سريعاً.

امسكه شادي واحمد وابعده عن وليد ولكن صرخ فادي به وقال: ابعد عني يـ شادي ازاي كل دا يحصل وانا معرفش وازاي وافقت ع الجوازه دي من الاول ... انا هروح اجيب اختي .

ابعدهم عنه بـ القوه وخطي خطوتين وتوقف عندما سمع وليد وهو يـ قول: وعد مش ف البيت.

زاد غضب فادي واتجه له مسرعاً وامسكه من ياقة قمصه وهزه بـ عنف واردف بـ صوت عالي: امال اهتي فين انطق!...

وليد بـ هدوء وعدم مقاومة : وعد ف المستشفي .

اتجه له احمد وقال بـ لهفة: ليه!.. وعد مالها.

هزه فادي بـ عنف وغضب وقال: انطق ... مستشفي ايه ... وايه الا حصلها .

وليد: مستشفي***** .
لم يكمل حديثه عندما دفعه فادي بـ قوه ارتد ع اثارها لـ الخلف وهرولو سريعاً حتي يذهبو لها وبعدها يصفون حسابتهم.

اعتدل وليد ثم نظم قميصه واتجه الي الباب حتي يـ خرج ولكن توقف مكانه فـ صدمه عندما وجدها واقفه وبـ جوارها امرأه بـ نفس ملامحها الغربيه ولكن سؤال واحد فـ باله الان ... ماذا تفعل هنا؟!.

تركت خالتها واتجهت له وقالت بـ لهفة : هو اية الا حصل لـ وعد ممكن تاخدني ليها.

وليد: انتي تعرفي وعد و بتتكلمي مصري.

جوليا : مش وقتك هتوديني ليها ولا تقولي ع عنوان the hospital واخد انا تاكس .

وليد : لا خلاص تعالي اوصلك.

نظرت جوليا الي خالتها جاسمين وقالت: هيا عمتي سـ يأخذنا الي وعد .

خرجو وركبو بـ سيارة مع وليد واتجه الي المشفي .

❄❄❄❄❄

وقف ينتظر خروج الطبيب حتي يطمئنه ع حالها ويقول له عن سبب عدم استيقظها حتي الان ... مر عدة دقائق عليه كـ الدهر حتي خرج الطبيب... هرول ف اتجه مسرعاً وسأله بـ لهفه عن حالها الان ولكن تفاجأ بـ قول الطبيب : اسف


كان يجلس ويضع رأسه بين كفيه ويستند بـ مرفقيه ع رجليه و بـ جواره هايدي وامه التي يرسم ع ملامحها الضيق .
اقترب منه محمد و وقف امامه وقال: يلا يـ جاسر روح ريح شويه وخد شور وغير حتي هدومك الا متبهدله ولسه عليها دم دي.

رفع رأسه وكانت نظراته خاوية فاقده لـ الحياة لا يعرف ماذا يفعل كاد ان يموت عندما نطق الطبيب وقال: اسف بس هي كان عندها نزيف داخلي غير الدم الا فقدته ودا اثر ع المؤشرات الحيوية بتاعتها حالياً انا مقدرش اعملها حاجه ... هي بين ايدين ربنا ... ادعيلها ... ادعيلها ربنا يشفيها .

ثم غادر الطبيب دون ان يسمع منه رد او حديث اخر ... كانت رجليه كـ الهلام تحته لا تستطيع ان تحمل ثقل جسده كاد ان يقع ولكن صوت والدته المفزوع رد به القوة قليلاً .

فاق من شروده ع صوت محمد وهو يحثه ان يذهب معه ثم يعود ثانية نظر له ثم قال: مش همشي يـ محمد الا و رجلي ع رجلها ... وعد هتقوم و هتبقي كويسه بس هي زعلانه مني عشان الا عملته فيها ... بس هي متعرفش اني خلاص مسامحها ع الا هي عملته ومش عايز منها حاجه غير ان هي تبقي جنبي.

حزن محمد ع صديق عمره و كاد ان يتحدث لكن فادي جاء مسرعاً هو و شادي واحمد واندفعو سريعاً الي داخل الغرفة لم يأبهو بـ انها بـ العنايه او ان الزياره ممنوع ولم ينظرو الي جاسر والاخرين.

وقفو امامها مصدومين لما راءوه ا هذه وعد ... ضحكتهم ... اختهم الحانونه ... من تساندهم ف شدتهم ... تسمر فادي مكانه ولم يتحرك ولكن هرول احمد وشادي اتجاهها وامسك احمد يدها وظل ينادي عليها لعلها تفيق ولكن لا حياة لمن ينادي التفت فادي بـ غضب و لم يستطيع السيطره عليه واتجه الي جاسر ولكمه بـ قوة وقع ع اثارها ثم جثي فوقه وظل يسدد له اللكمات المتتالية ويـ صرخ به ويسبه بـ افظع الالفاظ التي يعرفها و محمد وهايدي وعفاف يحاولون ابعده عن جاسر ولكن لم يعرفو الا بعد تدخل امن المشفي وابعدوه عنه رغم قوة جاسر الا انه لم يستطيع ان يوجه فادي الذي كان كـ الاسد الجريح .
كان وصل وليد ومعه جاسمين و جوليا ولكن لم يتدخل وليد لـ كي يفك الاشتباك وظل واقف يتابع من بعيد حتي ابتعد فادي فـ اقترب وليد و جاسمين وجوليا التى ركضت مسرعه الي فادي كي تمنعه من التهور اكثر واحتضنته وسالم فادي لها فـ هي كـ وعد بـ النسبه له رغم ان عمر جوليا 30 عاماً الا انها تبدو اصغر بـ كثير .

جوليا: اهدا فادي ... استرخي ... هيا نذهب بعيداً قليلاً حتي لا تقلق وعد ... هيا.

نظر وليد لها بـ غيظ من احتضانها لـ فادي وتذكر عندما رأهم معاً عند وصوله وظل يتابعهم بـ عينيه حتي اختفو من امامه.

❄❄❄❄❄

كانت تجلس بـ المقهي منخفضه رأسها وتقلب العصير بـ الشيلمو دون ان ترتشف منه رشفه واحده ولا تعرف لما طلب مقابلتها رغم انها كانت تطير من الفرح عندما وجدت رقمه يضئ هاتفها الا انها علمت من صوته انه لم يكلمها الا لـ اسداء خدمه له ولم تعرفها حتي الان.

رفعت رأسها عندما سمعت الكرسي ينسحب من مكانه ويجلس عليه احد.
برقة عينيها بـ حب وعشق واشتياق .

حاتم: اسف ع التأخير.

نور بـ ابتسامة بـ حب : ولا يهمك ... اخبارك ايه؟..

حاتم : تمام ... اسف لو كنت هـ عاطلك شويه .

نور بـ لهفه: لا خالص ... لاحظت تسرعها فقالت بعد ان هدأت من روعها قليلاً : انت تؤمر ف اي وقت متتصورش فرحتي اد ايه لما انت كلمتني وطلبت تقابلني.

حاتم : نور من غير مقاطعه او تغير للموضوع ... انا طلبت اقابلك انهاردة عشان وعد .

عند هذه النقطه تحولت ولم تعرف ان تضبط اعصابها ظلت تسب و تدعي ع وعد وتراقصت الشياطين حولها فـ قالت وهي تصك ع اسنانها: مالها .

حاتم بـ جديه: عايز اعرف كل حاجه عنها وعارف انك هتقدري تساعدني .

نور: تعرف ليه ... وعد خلاص اتجوزت الا بتحبه عايز منها ايه.

حاتم بـ انفعال: متقوليش بـ تحبه عشان انا وانتي عارفين وعد كويس وعد عمرها متسلم قلبها لـ حد الا اذا كان جوزها فـ شوفي اسطوانه غير دي تضحكي عليا بيها وعد بتحبيني انا ومن واحنا صغيرين .

قد فقدت سيطرتها ولم تستطيع ان تداري اكثر من ذلك فـ انفجرت بيه وقالت: وعد عمرها ما شفتك غير اخ وابن خالتها بس واذا كان ع حبكم وانتو صغيرين ف انت فاهم غلط انا الا كنت بكلمك و نلعب مع بعض وعد مرجعتش من السفر الا وهي عندها 16 سنه و كمان كانت محجبه افهم بقي.

ثم اخذت حقيبتها و وقفت مسرعه ثم هرولت الي خارج المقهي و تركته بـ صدمته.

ظل ينظر امامه مكان جلستها قبل انصرافها مسرعه تخاول التحكم ف دموعها ... لا يعرف ماذا يـ فعل لكن من كان يلعب معها ويـ حدثها قالت له انها وعد هو لا يعرف يفرق بينهم الا بـ الحجاب ولكن لحظه تذكر الان عندما اعترف لـ وعد بـ حبه .

كانو يجلسون بـ الحديقه حاتم و نور و وعد ثم حاول الاقتراب من وعد.كما يفعل دائماً ولكن هي كانت تبتعد لهجتها مختلفه نظرتها مختلفه عمق عينيها ليس هو لا يري اللمعه التي كان يراها دائماً .

كاد ان يحدثها ولكن هي وقفت ثم استأذنت حتي تدلف ... قام سريعاً ورائها ولم ينتبه الي نظرات اخري حزينه تابعته حتي اوقفها عند باب الزجاجي الخاص بـ مشتل الزهور.

حاتم: وعد استني ... يـ وعد .

التفتت له وعد بـ استفهام ... فـ اقترب منها وحاول ان يمسك يدها ولكن سحبتها سريعاً و قالت: لو سمحت ابعد مينفعش.

حاتم: وعد انت ليه بتبعدي عني ... انتي زعلانه مني ف حاجه.

وعد: وازعل ليه في انت حاجه.

حاتم بـ تردد: وعد انا بحبك ... انا مكنتش عارف اقولك بس انا بجد عايزك تبقي معايا ديماً ... صمت قليلاً نظر الي ملامح الصدمه ع وجهها ولكن لم يري من صدمت بـ حق وكأنه اخذ روحها وتقف خلفه ... ظل ينظر الي وعد وقال: وعد انا هـ طلب ايدك من خالتو و اول ما اتخرج واشتغل نتجوز .

وقفت وعد تنظر له بـ صدمه ودهشه ولكن عندما كادت ان ترد عليه كانت سمعت صوت اصطدام بـ الارض نظرت لـ مكانه سريعاً والتفت حاتم ولكن تفاجأو بـ نور وهي ملاقاه ع الارض فاقده للوعي... ومن بعدها ابتعدت وعد عنه و نور ايضاً تحاول التقرب منه عرف الان لما كان يلاحظ ان نظرات العيون مختلفه عرف الان انه كان يمشي وراء سراب لم تبادله وعد حبه يوماً بل كانت نور ... اذا لما فعلت هذا وقالت انها وعد

قام واخذ اشيائه ثم حاسب ع المشروبات ثم غادر وهو عاقد النيه ع ان يعرف الحقيقة.

❄❄❄❄❄

مرت ثواني ... دقائق ... ساعات ... ايام ... شهرين مرو عليه كانهم دهور ينظر ان تستيقظ حتي يحاسبها كلا كي يأخذها بـ احضانه اولاً وبعدها يعتذر ويحاسبها انها تركته كل هذه المده .
عرفت نور ما حدث لـ اختها حزنت لأجلها ولكن لم تظهر حزنها و قررت تجنب حاتم و وعد ثم قررت ان تبعد عنهم جميعاً وتسافر .

علمت زيزي ما حدث الي ابنتها ولم تتأثر ولا تحركت مشاعر الامومه بـ داخلها ولم تسأل عنها ولا رأتها ولا مره واحده ولكن كانت كل يوم بـ سهر شكل كما يفعل حسن كما يقولون (الطيور علي اشكالها تقع) .

كانت جاسمين و جوليا من يهتمون بـ وعد و قدم احمد بلاغ حتي لا يستطيع جاسر ان يقترب من وعد او يدخل لها ولكن خرج بـ كفاله حتي استيقاظها والتحقيق معها .

كان وليد يذهب يومياً ويبقي معهم حتي انتهاء معاد الزياره واتت معه هايدي مره او اثنين .

دخل وليد بعد انتهاء عمله وسلم ع جوليا كانت لواحد ها بـ الغرفه جلس معها وظل ينظر لها نظرات تخجلها رغم سنها ولكن لا يعرف كم عمرها فـ ملامحها توحي انها فتاه فـ 20 من عمرها قالت بـ ارتباك من نظراته : ممكن تفضل معاها ع ما اروح اخلص بس حاجه بـ سرعه واجي.

ابتسم وليد و قال: طبعاً اتفضلي.

قامت مسرعه وخرجت من الغرفه ولكن بعد خروجها من المشفي بـ دقيقه كان هو يجلس و ينظر لها نظرات ندم و شفقه ولكن انتفض عندما صفر جهاز القلب وكانت ضربات قلبها تزيد جاء الطبيب مسرعاً والممرضه و بدأ يفحصها........






يتبع.........

بـ قلم ميرا جبر

تعليقات

المشاركات الشائعة