الفصل الثانى والعشرون

















وقفت تنظر الي موج البحر الذي يـ فكرها بـ حياتها كانت هادئه ثم هاجت مره واحده ولم تهدأ بعدها كم تتمني ان ترسي ع الشط ولا تتأثر بأي شئ بعد الان تذكرت عندما فاقت ...
فتحت عيونها بعد مده حتي تعتاد ع اضاءة الغرفة رائت وجه الطبيب المبتسم لها و سمعته يـ قول : حمدلله ع سلامتك يـ مدام وعد ... سمعاني ... لو سمعاني حركي عينيك.

انزلت وعد اهدابها ثم رفعتهم لكي تعرفه انها تسمعه ظلت تنفذ أوامره حتي سمعته يـ قول: لا احنا الحمدلله بقينا كويسين خالص دقيقة بس والممرضه هتيجي تشيل خرطوم اوكسيجين عشان تعرفي تتكلمي و ترفع عنك الاجهزه تمام ... حمد لله ع سلامتك كمان مره .

خرج الطبيب وبدأت الممرضه بـ رفع الاجهزه عنها حتي انتهت وخرجت فـ تبقي وليد مع وعد وحدهم ... اقترب وليد منها وقال : حمدلله ع سلامتك يـ وعد .

نظرت له وعد وتذكرته فـ انتفضت ثم هدأت قليلاً و حاولت اخراج صوتها فـ هرج وهن و متعب : الله يسلمك ... ايه الا حصل انا مش فاكره حاجه ... اخر حاجه فاكرها كان جاسر بيضرنبي.

جلس وليد ع الكرسي بـ جوار السرير ... فـ حاولت وعد ان تعتدل بـ جلستها فـ حاول وليد مساعدتها سريعاً ... اوقفته وعد بـ يدها وقالت انده لـ الممرضة تيجي تساعدني لو سمحت ... اومأ لها وخرج سريعاً فـجأت الممرضه وساعدتها وقالت لها ان جسدها ف حالة خمول لانه متحركش بقاله شهرين و ايام فـ هتواجه صعوبه ف الاول لـ حد لما يرجع زي ما كان ... ثم خرجت الممرضه بعد ان وضعت خلفها المخده و رفعت ظهر السرير وساعدتها ع الاعتدال.
نظر وليد لها و هو جالس بـ جوارها وقال: انا اسف ان كل دا حصلك بـ سببي ... لو كنت اعرف كنت مناعته بس ...
قاطعته وعد قائلة: ممكن اعرف انت ليه قولت انك تعرفني وان انا حبيبتك.

وليد بـ اسف: انا اسف انا عرفت الحقيقة ومستعد اكفر عن غلطي ... بس صدقيني اني لما عرفت نور مكنتش اعرف ان ليها اخت توأم وان هي كدبت عليا ف اسمها.

حركت وعد رأسها بـ تفهم و نظرت امامها وقالت: نور !!... كان لازم اعرف ان دي عادتها ... التفتت له وقالت: ولا يهمك ... هو محدش هنا غيرك.

كاد وليد ان يتحدث لكن توقف عندما دلفت جوليا تركض ف اتجاه وعد واخذتها بـ احضانها ... لم تستطيع جوليا السيطرة ع عبراتها التي انسالت ع وجنتيها قائلة: حمداً لله ع سلامتك عزيزتي ... كدت ان اموت من خوفي وقلقي عليكي.

بادلتها وعد و ربتت ع ظهرها بـ حب وقالت : اهدي ... الحمدلله ربنا تقبل دعائك.

ابتعدت جوليا عنها ومسحت دموعها بـ انمالها وقالت: الحمدلله ... انا هكلم فادي و انكل احمد عشان يجيو تمام .

ثم تحركت سريعاً بـ اتجاه حقيبتها التي اوقعتها عند الباب عندما رأت وعد جالسه وتتحدث مع وليد.

مر بعض الوقت وحضر الجميع بعد معرفتهم ماعدا جاسر او اي احد من طرفه لانهم لا يعلمون ... مر الوقت سريعاً حتي انتها وقت الزيارة و جاء الليل وطلبت وعد منهم ان يغادرون جميعاً حتي تظل لوحدها قليلاً لم يوافقو بـ بداية الامر ولكن مع اسرارها وافقو .

كانت نائمه وتنظر الي سقف الغرفة وتفكر.ماذا تفعل ليس من طبعها الهروب ولا الخوف كانت دائماً تواجه الصعاب والشدائد دون خوف لانها تقول دائماً ان الله معها.
مرت بضع دقائق حتي دلف جاسر متلهفاً واحتضنها بـ قوة وظل يهمس : الحمدلله ... الحمدلله انا ... انا كنت هموت لو جرا ليكي حاجه.

ظلت وعد متفاجأة لم تعي شيئاً مما يحدث حتي لم ترفع يدها كي تبادله ظلت ثابته مكانها لا تتحدث او تحاول ان تبعده لا تفهم شيئاً مما يفعله فاقت ع همسه انتظرت ان يبتعد ولكن لم يفعل ... رفعت يدها و لمست يده كي تبعده عنها.

ابتعد جاسر عنها ولكن لم يتركها بل حاوط وجنتيها بـ كفيه وقال بـ صوت متحشرج والدموع تأبي ان تترك عينيه: انا اسف يـ وعد ... انا ... انا هنسي كل حاجه وهنبدأ من جديد بعيد عن وليد وعن اختك ... انا ......

توقف عن الكلام حين قاطعته قائلة تبعد يده عنها: هتنسي ايه ... هو المفروض ان انت كمان الا تنسي و بـ النسبة لـ العملته معايا ايه مش مهم ... انا كمان الا غلطانه.

جاسر : وعد انا عرفت ان انتي الا ضحكتي ع اخويا ... ثم تابع بـ لهفه وهو يمسك يدها ... بس مش مهم احنا هنبعد عنهم وانا هنسـ .....

قاطعته قائله: بردو مصمم اني غلط وانك تتكرم عليا انك هتنسي وتسامحني ... انا الا بـ قولك انا اسفه جداً بس مش مستعدة اقبل عطفك الكبير عليا .

اشتدت يده حول معصمها و قال بـ غضب: انتي ايه!.. ليكي عين كمان تقبلي او لأ .

وعد بـ ألم وتحاول ان تسحب يدها: انت ايه ... انت اكيد مش طبيعي ... سيب ايدي .

سحبها جاسر له حتي لم يفصل بينهم انش واحد قائل : لازم نفهمي ان مش بـ مزاجك انتي هتخرجي من هنا ع الشقة بتاعتي ... هنعيش مع بعض فيها .

صاحت وعد بـ حدة وغضب لم تستطيع ان تسيطر عليه اكثر: بتحلم مستحيل اني ارجع اعيش معاك ف بيت واحد انسي.

قال لها بـ توعد: ماشي يـ وعد ... بكرا نشوف مين الا بيحلم .

وعد: بره مش عايزه اشوفك ... بررره.

صاحت بـ الاخيره حني دلفت الممرضه ع صوتها العالي قائلة: ميصحش يـ فندم الا بتعملة دا ... لازم تمشي ... الانهيار غلط ع المريضه .

قلقل عليها ان تنتكس حالتها فـ قرر البعد الان ثم يعود لها غداً كي يأخذها معه لن يتركها اكثر من هذا بعيدة عنه سوف يوفر لها كل ما تحتاجه لـ الرعاية ويهتم بها يـ نفسه ولكن لن يتركها مره اخري تبعد عنه.

وقف و نظر لها نظرة لم تفهمها ثم غادر مسرعاً .

جائت هايدي و عفاف اليوم التالي مع وليد حتي يروها وكانت وعد لو حدها لم يكن جاء احد بعد.

اطمئنو عليها فـ طلبت عفاف ان تكون مع وعد لوحدهم بضع دقائق فـ استأذن وليد وهايدي ان يذهبو الي الكافتريا و بقت وعد وعفاف لـ وحدهم فـ ساد الصمت بيهم حتي قاطعته عفاف قائلة: حمدللة ع سلامتك يـ بنتي.

وعد: الله يسلمك يـ طنط .

عفاف بـ خوف ام ع ابنائها: انا عندي طلب اتمني متفهميهوش غلط .

ضمت وعد حاجبيها بـ استفهام وقالت: طلب ايه يـ طنط انا مش فاهمة.

عفاف: انا عايزاكي تبعدي عن جاسر و وليد ... او مرة يحصل بينهم الشرخ دا و وليد يمد ايده ع اخوه الا رباه ... انا اسفه يـ بنتي انا مشوفتش منك حاجه وحشه ... بس انا ام ولما اشوف ولادي بيقعو ف بعض بسبب واحده لازم اتصرف ... سامحيني يـ بنتي .

ظلت وعد تفكر بـ كلمتها ولم ترد عليها وظل الصمت يعم حولهم ولا يقطعه الي صوت انفاسهم العالية حتي قاطعته وعد قائلة: عادي يـ طنط دا حقك بس انا عندي طلب ممكن.

عفاف: اتفضلي يـ بنتي.

وعد: عايزه جاسر يطلقني عشان اقدر اني ابعد عنكم لـ الابد.

عفاف: هـ حاول معاه وانتي اطلبي منه .

فتح الباب وطلت منه جوليا و جاسمين و فادي .

اقترب فادي سريعاً واحتضنها و قال : عاملة اية دلوقتي يـ حبيبتي.

بادلته وعد بـ ابتسامة حانية وقالت: احسن الحمدلله... امال داد فين.

اقتربت جاسمين منها و ربتت ع كتفها بـ حنان قائلة: كيف حالك عزيزتي؟!.

ابتسمت وعد بـ حب لها وقالت: بـ احسن حال مام ... اين ابي؟!.

جاسمين: قال ان لديه عمل سينجزه ويأتي.

امأت وعد بـ رأسها وكان وليد وهايدي يدلفون واقتربو من والدتهم فـ قالت هايدي: حمدلله ع سلامتك يـ وعد ان شاء الله نبقي نيجي نطمن عليكي مرة تانية .

نظر فادي الي هايدي نظرات لا يعرفها احد وظل يتابعها حتي انتهو من السلام وغادرو.

انقضي اليوم وعرفت وعد عندما جاء والدها و كانت نور معه ظلت نور واقفه لا تجرأ ع الدخول وتفرك بيدها فـ مهد والدها انها ندمت وقررت الابتعاد عن كل ما يشبهها والبدأ من جديد فـ سامحتها وعد و احتضنتها فـ هي لم تكرهها يوماً دائماً كانت تدعي لها ان يبعدها الله عن طريق السوء التي كانت تمشي به وقضو اليوم مع بعد حتي انتهي و اجبرتهم وعد ع رحيلهم و تبقي لـ وحدها ايضاً ولكن لم تستطيع ان تجبر جوليا المغادرة فـ قد اصرت وبقيت معها الليله.

استأذنت جوليا حتي تذهب لـ تجلب لها شئ من الكافتيريا و ظلت وعد لـ وحدها ... ارحت ظهرها و اغلقت عينيها الا انها شعرت فجأة ان احد دخل غرفتها ظنتها جوليا ولكن دقائق وشعرت انها تطير فـ سماءً عالية فتحت عينها بـ فزع وجدت جاسر يـ حملها حاولت التملص من بين يديه حتي يتركها... فـ ضغط جاسر بـ أنماله ع جسدها حتي يسباتها و قال امر: اهدي .

وعد بـ غضب: نزلني انت بتعمل اية.

اتجه الي الباب كي يخرج بها وقال بـ بساطة و هو يقوس شفتيه: مافيش ... هنروح بس.

غفلت دقيقة حتي صرخت وقالت : هنروح فين مستحيل دا يحصل اني ارجع معاك تاني سيبني .

ولكن كانت كأنها تحدث نفسها لم يرد عليها ولم يأبه بـ الممرضين و المرضي الذين راءهم بـ الممر حتي دلف المصعد و ضغط ع زر الطابق الاول.

وضعها بـ السيارة واحكم عليها حزام الامان و اغلق باب ولم يأبه بـ صوتها ولا لـ كلماتها و اتجه سريعاً الي الباب الاخر و ركب السيارة وانطلق بها الي الشقة التي كانو بها ولم ترا وعد منها شئ غير الغرفة التي كانت بها.

وضعها ع السرير بـ رفق و قال: هتفضلي هنا ف الاوضة دي لـ حد لما اشوف واحده تيجي تنضف الاوضه التانيه و تساعدك و تهتم بيكي .

ثم اقترب منها وقبل رأسها ولكنها ابعدتها بـ حده و حاولت الوقف الا انه ثبتها بـ يديه وقال بـ نبرة امرة: اهدي و متقوميش من مكان سامعه .

وعد : لا مش سامعه ... و مينفعش اقعد معاك هنا.

جلس جاسر امامها ع السرير وقال: مينفعش ليه انتي مراتي .

وعد: بس هتطلقني .
امسك فكها بـ قوة و ضغط عليه حتي لا تستطيع ان تكمل كلمها وقال من بين اسنانه: مسمعكيش بـ تقولي الكلمة دي تاني عشان رد فعلي مش هيعجبك.

ابعدت رائسها بـ حدة و قالت : لو مطلقتنيش هـ خلعك .

تطاير الشرر بـ عينيه و نظر لها بـ غضب جم وا قترب منها و قبض ع منكبيها بـ قوه وهدر: ............






يتبع.........

بـ قلم ميرا جبر

تعليقات

المشاركات الشائعة