غربتى الفصل الأول
غربة... كلمة لا يستقل بها... تستطيع الشعور بها بـ اي لحظة تمر بها... لا تتوقف على سفرك بعيداً عن اهلك،... وطنك...، حياتك... بل تشعر بها بينهم أيضاً... شعوراً يسيطر عليك و يتملك منك كلياً...
اين انا؟! ... من انا؟!... من هم؟!... اسئلة لا جواب لدي لها قررت ان اتحدث معكم كي تفدوني ... اتحدث معكم اليوم عن غربتي التي بدأت اشعر بها منذ زمن... لا اعلم اهي سبب من افسادي ام انا من اخذتها حجة كي يظهر شيطاني ويسيطر على...
انقلبت حياتي كلها مئة وثمانين درجة.عندما تطلقا والدي... كنت حين ذاك صاحب الستة اعوام فقط و اخي صاحب التسعة اشهر... كان بـ بدأ تعلم الحبو والنطق... لم ينطق غير كلمتان فقط هما ( ماما و بابا)... لكن هما لم يعرفا معناها ولا قيمتها... لم يمسح ذلك اليوم من ذاكرتي ولو لـ ثانية واحدة كى يهنئ بالى... ذلك اليوم عندما قررت امي الانفصال عن ابي... تعتقدون اني صغير على فهم تلك الاشياء نعم كنت صغيراً لـ الغاية لكني تعلمت درساً قاسي... عندما سمعت كلمة عمي المحامي لها و وضعها بين الاختيار... وكان جوابها صدمة لى...، كان الاختيار بيننا انا واخى و الاثاث المنزل خاصتنا... كانت الصدمة عندما رأيتها توقع تلك الورقة المسماه تنازل... تتنازل عن حضانة اطفالها مقابل كرسي وسرير وبضع اثاث لا يساوي قيمة تلك النعمة... لكن ابي قرر أيضاً اعطائها فرصه ان تأخذنا معها و هو متنازل عن الاثاث كي لا يبعدنا عن ما تسمي امي...، لا استطيع نسيان تلك اللحظة عندما جاء اقاربها يأخذون كل شئ اشتراه ابى بـ ماله كي يسعدها من كرسي و تخت و اثاث منزلى راقي الى ذلك المسمي ماتور ماء... لم تنظر الى ولو لـ مرة واحده، لم تنظر لـ اخى الرضيع من يحتاج الى حنانها اكثر بـ كثير منى...، ركبت بـ جوار ابيها بـ احدي السيارات المحملة بـ اثاث منزلنا... اسف كان منزلنا... كان يطلق علية يوماً اسم منزل الان هو... خراب... هو لا يوجد له اسم... تركتنا انا واخى نحتضن بعضنا ونبكي من اجل ان تأخذنا لكن فات الاوان... لم تلتفت لنا... لم تنظر الينا... تركتنا امام البناية التى يوجد بها شقتنا... لم اعرف ماذا افعل غير البكاء و احتضان اخي الصغير...
شعوراً لا يوصف... شعوراً لم اعرف ان اصفة بـ كلمة واحدة اتلك المرأة امي... اتلك هى من حملت بى وبـ اخى... لكن لما البكاء فـ انا لم اري منها الحنان بـ تلك السنوات التى قضيناها معاً...ست سنوات... ست سنوات كانت كلما تضايقت افرغت ضيقها وغيظها بـ ضربي...
اخذنا الحديث دون ان اعرفكم على اسمي... انا "مهند" واخي يكون اسمه " عمر"...
اين توقفنا... اجل توقفنا عند تركها لى... رآنا ابى واخذنا معه... رأيت الضيق مرسوم على ملامحه لكن ان كانت علمتني تلك المرأة شئ فـ هو التجاهل وتحمل الالم... اخذنا ابى وتركنا مع اخته الكبري فى ساعات عمله و عندما يعود يأخذنا معه... الى ان كبرت و اخى أيضاً لكن علمت بعدها ان ابى تزوج من امرأه اخري... تزوج وتركنا لم اعرف ماذا افعل... لقد كبرت و كبر اخى... مر الوقت واخذنا ابى للعيش معه و مع زوحته... صارت الحياة هادئة الى ان جاء ذلك اليوم الاخر... ذلك اليوم الذي كنت اتمني ان لا يأتي كما تمنيت ان يعود ابى وامي مثل الاول حتى لو كنت سأضرب على يدها يكفي ان نكون معاً...، ذلك اليوم التى جاءت كي تزورني بـ مدرستي حتي لا يعرف ابي كان اخي معى بـ الروضة الخاصة بـ المدرسة...ذلك اليوم.....
**********************
يتبع..........
*********************
تعليقات
إرسال تعليق