الفصل الثلاثون


















شوفتي اهو ابنك حلها لواحده مش محتاج حد يساعده.



هتف بها وليد لـ والدته بعد ان اغلق الهاتف وعلم ما فعله جاسر منه ... لقد هاتفه كي يخبره ان وعد معه ولن يتركها بعد الان ... وسيظل يـ حاول معها حتي تسامحه ... وان يخبر شادي حتي لا يقلقون عليها.

ابتسمت عفاف بـ راحه كبيره وفرحه قائله: بـ جد يـ وليد ... يعني خلاص وعد رجعت لـ اخوك.

اقترب منها وليد وربت ع كتفها قائل: يـ امي وعد مش سهل تنسي وترجع لـ جاسر بعد الا عمله فيها ... ابنك خطفها وقال مش هيسيبها ترجع الا لما تسامحه ... وانتي الا كنتي عايزاني اخليها تقبلني وبعدين اخلي جاسر يجي مكان الا هنتقابل فيه عشان يتواجهو ويرجعو لـ بعض.

تنهدت عفاف وقالت: اعمل ايه يـ حبيبي اخوك صعبان عليا بقاله كتير ع الحال دا ... وحاله كل مادا بيسوء ... مكنش ف ايدي الا كدا عشان اساعده.

وليد وهو يـ قبل يدها و يربت عليها : اهوه حلها لواحده و حبسها ومش هيسيبها الا وهي مسمحاه يـ ست الكل ... وبعدين كدا وضمنا جاسر هيبقي مع حبيبته ومراته ... انا بقي فين من كل دا ... هااه ... انا كنان عايز ابقي مع حبيبتي ومراتي.

عفاف وهي تربت ع يده الممسكه بـ يدها: قولي بس هي مين وانا اروح اخطبها لك .

وليد : تخطبي ايه يـ امي مافيش حاجه اسمها خطوبة عندي ... انا هتجوز ع طول وهو اسبوع تكون جهزت فيه.

ضحكت عفاف ع استعجال ابنها قائله: خلاص يـ حبيبي شوف انت عايز ايه واحنا نعمله بس اشوف الا مجننه ابني كدا .

وليد بـ حب: مجنني بس ... دي بركة دعاكي عليا ... بس انا خلاص هتجوزها ولو مطلت ف الموضوع هعمل زي اخويا حبيبي واخطفها .

❄❄❄❄❄❄❄

يجلس بـ الكافتيريا الخاصه بـ الجامعة ويراقبها وهي تجلس مع اصدقاءها ... منذ ان صدفها هنا وعرف انها تجلس هنا كل استراحه حتي بات يأتي الي الكافتريا يومياً حتي يراها من بعيد ... ولكن كفي بعد الان ستكون ملكه لن يتركها لـ احد ... سيطلب يدها من اخيها وانتهي الامر ... انقطعت افكاره عندما سمع هاتفه يرن اخذه حتي يري من وجده وليد ... رفع الهاتف ع اذنه ورد عليه ... لكن عندما سمع منه ما فعله اخيه لـ وعد مره اخري وقف واخذ اشيائه مسرعاً وهو يزجره بـ غضب ع عدم انقاظها منه ... ركب سيارته وكاد ان ينطلق لكن هدأ قليلاً عندما هدأهو وليد واخبره انهم يجب ان يحدث هذه المواجهه حتي يرتاحو مما كانو فيه ... تذكر حالة اخته السنين الفائته وكم كانت حزينه ولا تظهر لـ احد ... زفر بـ غضب مكتوم ثم اغلق الهاتف.

❄❄❄❄❄❄❄❄❄

_يعني خلاص هتيجي بكرا انت واهلك عشان تطلب ايدي رسمي .

هتفت بها هايدي بـ فرحة وهي تجلس امام فادي بـ احدي الكافيهات الراقيه .

ابتسم فادي قائل: اه ... داد هـ يوصل انهارده هو مام وبكرا هـ نكون عندكو.

هايدي: انا مش مصدقه ... فادي ... انا بحبك اووي ... متتصورش فرحتي اد ايه ان احنا هنكون لـ بعض ... ابيه جاسر لما وافق قالي عشان الفرحة والسعادة الا فـ عنيكي .

ابتسم فادي بـ تردد ولم يعرف ماذا يفعل لقد احبها بـ براءتها وحبها الكبير له ولا يستطيع ان يكسر قلبها ... الاخوه بـ داخله تخاطبه ان ينتقم لـ اخته ولكن القلب له رأى اخر ... لن يستطيع ان يجرحها ... ماذا يفعل ... اكملو يومهم بين سعادة هايدي وتردد فادي .

❄❄❄❄❄❄❄❄

اسدل الليل ستاره وتلألأت النجوم بـ جوار القمر المشع بـ جماله .

دلف احمد وجاسمين الي الفيلا مع فادي واستقبلتهم نور بـ سعاده ... ولكن نظرو حولهم ولم يجدو وعد فـ سألو نور عنها ... اخبرتهم انها لم تعد منذ خروجها ... جلسو ينتظروها ويهاتفها فادي كي يعلم اين هي .

بعد مرور بعض الوقت و هم قلقين بـ شده و فادي يريد الذهاب الي جاسر يشك انه فعل لها شئ ... دلف شادي الي الفيلا و اتجه الي الصالون مكان يجتمعون ... القي السلام عليهم و سلم ع احمد وجاسمين وجلس ... وجدهم قلقين ومتوترين .

شادي: مالك يـ عمي.

احمد بـ قلق: وعد يـ شادي ... نور بـ تقول ان هي من ساعة ما خرجت الصبح مرجعتش .

شادي: متقلقش يـ عمي نور مع جاسر.

انقض عليه فادي وامسكه من ياقة قميصه وهتف بـ صوت جهوري: يعني ايه مع جاسر وازاي منقلقش ... ازاي اصلاً تبقي عارف ان هي هناك ومتقوليش.

قال شادي بـ هدوء يعلم حالت فادي عندما يكون قلق ... : اهدا يـ فادي ... انا معرفتش الا من وليد من شويه وكان عندي مشوار لازم اعمله وبعدين جيت عـ طول.

دفعه فادي بـ غضب وقال: مشوار ايه الا اهم من اختك ... بـ تسبها مع الـ بني ادم دا ازاى مره تانيه ... كل الا هي فيه دا بسببك انت ... انت الا ورطها .

شعر شادي بـ نصل بـ قلبه و حزن كثيراً من الاتهام يـ عذابه الذي يشعر به دون ان يقذفه غيره بـ الاتهام ويلومه قال بـ حزن وعذاب ضمير: جاسر جوزها مهما انكرنا ... وانا ان مكنتش شايف مصلحة اختي ان هي ترجعله مكنتش سبتها معاه لحظه من اول ما عرفت .

فادي : مصلحتها ف ايه ... الـ بني ادم دا دمرها .

شادي بـ حده: عشان كدا هو الا دمرها وهو الا هـ يدويها ... انت مكنتش معاها السنين الا فاتت وشايفها عامله ازاي ... انت كنت بتشوفها يومين كل كام شهر وترجع لـ حياتك ... انا الا شوفت عذابها انا ... انا الا كنت معاها لحظه بـ لحظه السنين دي ... تقدر تقولي عملت انت ايه عشانها .

فادي بـ غضب و صوت جهوري : بـ جيب حقها ... كنت بـ جيب لها حقها منه ... كان لازم اكسره فـ اخته زي ما كسرني وكسر اختي .

صمت عندما استوعب ما قاله لقد افشي سره ... نظر الي ابيه مسرعاً وجده مصدوم و امه تحاول ان تعرف ماذا يقول ... ظل ينظر لهم وسط صدمتهم ... تفاجأ بـ ضربة ع وجهه من ابيه و صوته العلي: انت تعمل كدا ... وجاي عايزني اشركك ف الا عايز تعمله واطلب ايديها ليك عشان تكسرها ... انا ربيتك ع كدا ... هي ذنبها ايه ؟! ... تعمل فيها كدا.

نزع فادي يده من ع وجهه و قال بـ غضب : ذنبها انها اخته ... ذنبها الوحيد ان هو اخوها ... و ذنب قلبي اني اكسره ... ان هو حب اخت الا دمر اختي ... اه انا حبيتها ... و مش قادر اني اءذيها ... بس هدوس ع قلبي و هـ كسر قلبها وقلب اخوها.

تركهم وخرج مسرعاً ثم اخذ سيارته وغادر الفيلا و اخذ يعبث بـ هاتفه .

❄❄❄❄❄❄❄

_رأيك يـ فتون ... هو مستعجل وعايز يـ كتب الكتاب معايا ف الفرح لو وافقتي .

هتف بها سمير و هو يـ جلس مع اخته بـ غرفتها ... حتي يعلم ردها ع طلب شادي ... بعيد عن امه وابيه حتي لا يسيطرو ع راءيها.

فركت يدها واحمرت خدودها من الخجل ولم تعرف ماذا تفعل ... تفاجأت عندما وجدته امام باب منزلهم مره اخري ولكن يـ ختلف الان جداً نظراته بيها دفئ وحنان وحب ... لم تراهم من قبل ... صمتت قليلاً ثم امأت بـ رأسها وابتسمت بـ خجل.

ابتسم سمير وقال بـ مكر: تمام يعني دا رأيك اخر كلام .

هربت الحروف منها ولم تجد صوتها حتي ترد ... امأت مره اخري ولكن اندفعت عندما سمعته يـ قول: خلاص تمام هكلمه و اقوله كل شئ قسمه ونصيب ... وان انتي مش موافقه.

اندفعت و راءه و احتضنته من خصره من الخلف وقالت مسرعه: مين الا قال اني مش موافقه ... انت بتفهم بـ المقلوب .

ضحك عليها بـ شده ثم فك يدها من حول خصره والتفت لها وقال: بقي كدا يـ اوزعه امال كنتي عامله فيها مكسوفه من شويه ليه .

ضغطت ع شفتها السفليه من الخجل و اقتنت وجنتيها بـ الحمرا القانيه وقالت بـ ضيق: والله لو ما بطلت رخامه يـ سماره لـ اقول لـ شوشو حبيبة قلبي تأجل الفرح .

ضربها خلف عنقها(بـ القفا) وقال بـ حنق: خليها تحصل كدا ... وشوفي انا هعمل ايه ... بنت خالتك خللتني جنبها و حط شوية صنابره معايا كمان واتخللو.

فتون: الله ... شطه مخلله ... لا ما تجبلي شويه وحياة عيالك ... انشالله يخليهوملك يـ رب.

سمير: انت هتشحتي ... متخفيش ... هدوقهالك ... انتو اه هتكتبو الكتاب معايا ف الفرح ... بس هتقعدو زي كدا مخللين ... اربع سنين كتب كتاب وخطوبه بس .

❄❄❄❄❄❄❄❄

فاقت وعد ونظرت حولها وجدت الظلام يحاوطها الا من شعاع خجل من القمر من وراء الستار النافذه.

اعتدلت ودلكت رأسها من الالم ... ثم وقفت ولكن جلست مره اخري عندما شعرت بـ اعاء و دوار يداهمها ... ظلت قليلاً ثم وقفت مره اخري و اتجهت الي باب امامها وفتحته ... وجدته الحمام الملحق بـ الغرفه ... نظرت له قليلاً ثم قررت ان تغسل وجهها بـ الماء حتي تفيق تماماً .

خرجت وهي تنظر حولها وجدت الباب الاخر ... اتجهت له ثم فتحته واتجهت الي اسفل ... وجدته جالس ع الكرسي ورأسه واقعه ع كتفه من نومه ... اتجهت له ثم جلست ع ركبتها امامه و ظلت تتأمله قليلاً ثم قالت: انا اسفه بس مش هقدر اسامحك مهما عملت انت كسرتني و دمرتني ... كسرت ثقتي ف الناس و كمان خلتني اساعد اي حد ... من بعد الا حصلي منك ... عدت انانيه مش بـ فكر غير بـ نفسي وبس ... تنهدت و حبست غلالة الدموع بـ عينيها حتي انها لم تعد تراه وقالت: انت عارف ... انا بقيت بكره نفسي اووي ... انا شوفت ابن بيضرب امه ومساعدتهاش ... قولت انا مالي و مشيت ... عارف بعدها لقيتها جاية المستشفى الناس جابوها وهي غرقانه دم ... الحيوان قطع ودنها بـ الحلق عشان عايز فلوس ... انا بأنب نفسي ... اني لو كنت ساعدتها ... مكنش حصل كدا .

انسابت العبرات من عينيها كـ الشلال لم تستطيع ان تحبسها اكثر من ذلك ثم قالت متابعه: انا كرهت نفسي اكتر لما عرفت بعدها ان هي اتنزلت عن المحضر وقالت ان هو ابنها متقدرش تأذيه ... افتكرت مامي لما كانت عايز تحبسني مكان نور عشان متتأذيش وانا عادي ... الغلط كان فيا من الاول ... حتي انت مرحمتنيش واخدتني بـ ذنب انا مليش اي علاقة بيه .

تعالت شهقاتها و وضعت يدها ع ثغرها وظلت تبكي وتنتحب .

لم يستطيع ان يتظاهر اكثر انه نائم لقد شعر بها وهي تجلس امامه وتتأمله ... كاد ان يفتح عينيه ولكن سمعها تباشر بـ الحديث ظل يمثل نومه حتي تقول ما تريد ولكن لم يستطيع ان يتحمل سماع شهقاتها و نحابها اكثر من ذلك ... جلس امامها ورفع يده و حاوط وجنتيها بـ كفيه ومسح دموعها بـ ابهامه وهو يحركه ع وجنتها بـ حنان قائل: شششش ... انا اسف ... سامحيني ... غصب عني اذيتك ... تعرفي انا غبي ... طول عمري مندفع مش بـ عرف قيمت الا ف ايدي غير لما تروح مني ... الغلط مش فيكي انتي ملاك ... الغلط فينا احنا الا مش عارفين امتك ... انا مش هطلب منك تسامحني ... بس عندي طلب ممكن .

امأت بـ رأسها بين يديه سمعته متابع: ممكن تفضلي معايا ... انا مقدرش اعيش من غيرك ... مش هطلب منك حاجه يـكفي اني اشوفك كل يوم ... و وعد من اني اتأسف ليكي كل يوم عن الا حصل و كمان اعمل اي حاجه تطلبيها مني ... بس متحرمنيش اني اشوفك ... انا كنت ميت يـ وعد من غيرك .

ساد الصمت بينهم حتي سمعو عاصفه ع باب الفيلا كان الجرس يرن دون توقف مع خبط ع الباب بـ طريقه هستريه




يتبع......... بـ قلم ميرا جبر

تعليقات

المشاركات الشائعة