الفصل الثالث












لقد اشتاق لهم كثيراً فـ هو لم يري عائلته منذ شهر مضي طالت رحلته هذه المره ولكن لا يعرف لما هذا الشعور الذي اجتاحه منذ قليل قرر بعدها ان يخرج من قمرة القياده كي يستنشق هواء البحر لعله يريح قلبه ويبعد هذا الشعور عنه ... كان يقف يتأمل النجوم ويري نجمه الساطع بـ السماء ... لم يكن مهتم يوما بـ عالم الفلك ولكن لا يعرف لما يجذبه هذا النجم ... كان الهواء يلفح صدره العاري الظاهر من قميصه المفتوح ... اخرج يديه من جيبه وفتح زراعيه وارجع رأسه الى الخلف واغمض عينيه ... يستمتع بـ الهواء البارد و رائحة اليود التي يعشقها ... كانت سبب من ضمن الاسباب التي شجعته ان يلتحق بـ الكليه البحريه ...




التفت حوله يد ناعمه بـ لهفه و شعر بجسد ضائيل يختفي بين جسده وتدفن رأسها بـ صدره ... حدث هذا بـ لمح البصر الجمته الصدمه ونزلت يديه بـ جواره بسبب ارتطام جسدها بـ جسده وظل هكذا حتي فاق على صوتها القوي...، انثوي ولكن خشن قليلاً قائله : لا تتحرك من فضلك .




نظر الي رأسها وجد خصلاتها صفراء صناعيه و شعرها القصير كـ اخيه مالك لا يتعدا رقبتها رفع يده كي يبعدها ولكن تشبثت بـ قميصه اكثر ضامه قبضتها بـ قوه قائله بـ لهفه : لا ... لا تتحرك ثواني فقط .




سكن عندما شعر ان اضطراب قلبه هدأ و الشعور الذي كان يداهمه استكان وتحول الي الراحه والسكون والاطمئنان ... ابتعدت عنه بعد مرور دقائق كان لا يشعر بهم كان شعور لذيذ ولا يريد ان يزول ... نظرت حولها تتأكد من خلو المكان حولها ثم نظرت له بعينيها الزرقاء لا يظهر منهما الا انعكاس الضؤ القمر و كأنهما مرآه عاكسه لا يوجد بهم حياه ثم اردفت : اسفه ...




تحركت كي تغادر ولكن امسكها مسرعاً من معصمها واوقفها قائل : الي اين انظري ...




التفتت له متأففه وقالت بـ صوت منخفض قليلاً ظناً منها انه لا يتحدث اللغه العربيه : هيستغل الموقف زيه زي غيره .... رفعت صوتها قليلاً كي تتحدث معه بـ الانجلزية : ماذا تريد لقد اعتذرت منك على فعلتي ولا تفتعل المشاكل فـ انت لم تعترض على ما حدث ...

ف

ظل يتأملها و صوتها الخشن يخترق اذنيه كـ سمفونيه رائعه من روائع بيتهوفن خطر على عقله ماهذا التناقض الذي مزجهم مع بعضهم ثم قال : انتي مصريه .




جذبت معصمها من بين قبضته بـ قوه ثم قالت بـ برود تخفي تفجأها و ضربات قلبها الثأره: يهمك فى ايه ... انا اعتذرت وشكرتك عايز ايه ... اقدر امشي.




ضحك بـ خفة ثم قال : طب اعرف اسم اول بنت حضنتني غير امي واخواتي .




كتمت ضحكتها ولم تظهر له والتفتت واشارت له بـ يدها وهي تنظر امامها وتتابع تحركها : ماريا ... اتمني ان لا اراك ... واعتذر لـ حبيبتك المستقبليه على سرقة حضنها الاول.

*************************

ملل كل ما تشعر بيه هو الملل ماذا يفعلون كل هذا كل ما تحتاجه هو القليل من الميكأب فـ هي تذهب الي البيوتي والصبا كل عوده لها من المهمه كي تهدأ وترخي اعصابها ... الي الان لم تقابل رأس الافعي التي فعلت كل هذا فقط كي تقابله ... ارتدت ذلك الجلباب و فعلت ما فعلته فقط كي تجذب انتباه مدير المطعم فـ كما علمت ان هذا المطعم هو وجهه لكي يجذبون الفتيات ويستدرجهم لـ العمل معهم قررت ان تتعامل هي عندما علمت من مخبرها انهم يبحثون عن فتاه جديد له قررت ان تنهي مهمتها لقد اخذت هذه القضيه منها وقت اكثر من اللازم ... يجب عليها انهاء القضيه كي تعود الى منزلها كي لا تحزن والدتها اكثر من ذلك يكفي انها وافقت على التحاقها بـ كلية الشرطه ... تنفست بـ عمق عندما انتهو اخيراً مما يفعلوه فـ هم كانوا يفعلون معها كل شئ كي يجهزوها االي رائيسهم فـ هم يظنون انها فتاة شارع كما كان يوحي مظهرها ... رفعت نظرها الي المرآه وتظاهرت بـ الانبهار ومثلت بـ حرافيه فـ منذ ان مثلت انها فاقده الوعي بـ السياره وجدت نفسها بـ فيلا صغيره لم تري مكانها لانه كان رش مخدر مره اخري ولم تستطيع ان تكتم انفاسها اكثر من ذلك ... وجدت فيها فتيات و امرأه ترأسهم وتعطي الاوامر وهم ينفذون دون مناقشه او اي اعتراض كانت تشاهد مظهرها النهائي بـ المرآه و تحرك يدها على جسدها وتنظر من الامام والخلف تنظر الى ما البسوها كان فستان، لا خطأ هذا مستحيل ان يسمي فستان فـ هو غلاله لـ النوم تكشف اكثر ما تخفي تظهر مفاتنها بـ سخاء حركة يدها صعودا وهبوط على جانبيها ونظرت الى ظهر الفستان وجدته مكشوف ... اغمضت عينيها وتنفست كي تهدأ نفسها حتي تنتهي هذه الليله على خير كل ما ستفعله انها يجب ان تسيطر على غضبها حتي تنهي ما ستفعله ... فتحت عينيها عندما سمعت احدي الفتيات تسمي كوكي لا تعرف لما هذا الاسم المائع ولكن يذكرها بـ اخااها مالك عندما يريد ان يضايق ابيها يهاتف والدته بـ هذا الاسم… استمعت الى نبرتها المائعه قائلة : يلا يـ شوشو البوص مستني ... ونبي اتفتحتلك طاقة القدر .




هتفت اخر جملتها وهي تقضم على تلك العلكه بين اسنانها مصدره بعض الاصوات المستفزة ثم اصدرت صوت من بين شفتيها بـ تلك الحركة الشعبية المعروفه و تضرب صدرها بـ يدها اليمني...، تحركت بـ اتجاهها كي تفعل اخر شئ يجب ان تفعله كي لا تسير الشكوك : ابوس ايدك يـ كوكي خرجيني من هنا انا مش كدا .




ربتت كوكي على كتفها وضحكت ضحكة صاخبه ومائعة هاتفه: كلنا كنا زيك اول ما جينا هنا ... يلا يـ اختي وافردي بوزك وانتي زي العسل كدا ... الا قوليلي انتي امك اجنبية يـ بت يـ شوشو ... اصل عينكي دول يدوخو من حلوتهم.




ردت عليها شهد وهي ترفع يدها بـ حزن ظهر على وجهها ...: وانا لو اعرف اهلى كنت زماني كدا .




_ عندك حق يـ بت يلا شهلى عشان الباشا تحت ... ماتنسيش اسمك شوشو .




اومأت شهد واخفضت رأسها كي لا يلاحظ احد ابتسامتها التي كانت تخبرهم لقد حذرتكم وانصارها عليهم ... نزلت الى الطابق الاول ودلفت الى غرفه يوجد بها الكثير من رجال الاعمال و بعض رجال الداخلية التي تعرفهم من المؤتمرات الخاصه بـ الشرطه والقياده ... واخيراً وجدت ضالتها فـ هي تعرفه من صورته التي جعلت مخبرها ان يلتقطها له ... تمايلت بـ ماشيتها و نفضت شعرها البني الطويل نسبياً يصل الى نصف ظهرها ... وصلت الي المدير المطعم الذي من المفترض انها لا تعرف غيره هنا و قفت بـ جواره ... نظر الي البوص الخاص بهم وجد نظرت الرغبه والرضا عنها امسك يدها ودفعها بـ جوار الفتيات بـ وسط الغرفه يتمايلون على انغام شعبيه كي يقع عليهم الاختيار وقفت ولم تتحرك ... رفعت انظارها له ثم التفتت الي المدير الذي نظر اليها بـ غضب كي تفعل مثلهم ... لكن التفتت بـ رأسها فجأة عندما شعرت بـ يد التفت حول خصرها وجدت البوص يجذبها الي احضانه فـ هو بـ الاربعين ولكن من يراه يظن انه لم يتم منتصف الثلاثين بعد ... اظهرت له نظرت الخوف و الرجاء ... ولكن هذا ما زاد من رغبته المريضه بها ... سحبها معه واتجه الى خارج الغرفه وصعد الي الجناح المخصص له وبـ مجرد ان اغلق الباب بـ المفتاح والتفت لها ترتسم على وجهه بسمه ماكره واتجه لها و امسكها من كتفيها فـ كانت تعطى له ظهرها و اقترب من عنقها كي يقبله اشمئزت منه التفتت له وابتسمت بـ دلال ورفعت يديها موحيه له انها سوف تحتضنه ولكن توقفت بـ جوار رقبته وغرزت سن بـ رقبته وحقنته بـ لمح البصر ... وضع يده مكان الابره وارتد الى الخلف وبدأ بـ فقدان توازنه ونظر لها وجدها تضحك بـ انتصار ... ثم هتفت بـ حزن مصتنع




_ تؤ تؤ تؤ ... اوه sorry الحقنه بتوجع انا عارفه ... بس متخفش دي مش سم ولا مخدر ... دي بس هتشل العصب عندك موقتاً.




وقع على الارض ولم يستطيع ان ينطق بـ حرف واحد وظل ينظر لها بـ غضب يريد ان يتحرك ولكن لا يستطيع تحريك ذراعه او قدمه ... انحنت ثم جذبت من على رجليها جلد من يراه لا يشك انه ليس جلدها وكان تحته جهاز ارسال صغير ضغط عليه ثم اتجهت الي السرير وجلست عليه ممدده رجليها امامها وتضع قدم على اخري ...




_بجد كان نفسي نتقابل فى ظرف غير دا ... بس نعمل ايه ... الوسخ مش بيفضل الا فى وسط الوساخه فـ قررت اتنازل واجي هنا عشان ننهي الملف دا ... انتفضت واقفه بـ لهفه واقتربت منه ثم انحنت الى مستواه متابعه بـ حزن مصتنع : ايه عايز تقول حاجه ... يـ راجل متتكسفش قول خلينا نتسلي على ما فريقي يوصل .




********************




ضجيج اثر كثرة الحركه بـ فيلا خالد وهدير الجميع يهرولون لـ كل واحد مهمه فـ اليوم هو يوم ميلاد ابنهم البكر فارس ... كانت مهمة الشباب ابعاده عن الفيلا الي ان يخبروهم انهم انتهوا من تجهيز الحفل ... ولكن هناك بعض الحزن بـ قلب هدير هي تتمني ان تري بكرها بـ حلة عرسه ... لقد اتم الـ 27 عاماً اليوم ... تعرف من ملكة قلبه والجميع يعرفن ولكن هي تسبب حزنه وجفائه الذي يحاول اظهاره دائماً ... دلفت كارلا من الحديقة وتحمل معها ورود كي تضعها بـ المزهريه قائله: دودو فين المزهريه الـ بينك عشان الورد.




التفتت لها هدير والحزن يرتسم على ملامحها من اثار تفكيرها بـ قلب ابنها وحزنه واشارت بـ يدها على الكرسي خلف كارلا وتنهدت بـ يأس واختفت الطاقه والفرحه التي كانت تحملها بـ داخلها ... لاحظت كارلا حزنها ويأسها ... التفت واتجهت الى المزهريه و وضعت بها الورود و اسندتها بـ زاوية الكرسي واتجهت لها ربتت على كتفها قائله : مالك يا هدير ... فى حاجه حصلت.




نظرت لها هدير بـ حزن هاتفه : يعني مش عارفه يا كارلا ... ابني ... الا كل ما ابص فى عنيه اشوف الحزن والجفاء .




تنهدت كارلا فـ هي تعلم بـ مشاعر فارس اتجاه ابنتها شهد ولكن لا تستطيع ان تجبرها فـ الحب يأتي بـ مفرده دون قوه واجبار ردت عليها بـ امل زأف : محدش عارف بكرا فى ايه ... حد كان يصدق اني اتجوز سائر بعد ما كنت فقد الامل وسافرت برا ... ادعي ربك وانا عارفه ان حب فارس هيجبر قلب شهد ان ينحني ليه و يخضع لـ سلطان الحب.




اكتفت هدير بـ ترديد : يا رب .




**************************




_ يـ بني عايز اروح.




هتف بها فارس بـ غيظ الى زيد الذي يقف امامه يمنعه من التقدم والخروج من النادي… تنحي فارس بـ اتجه اليمين كي يتخطاه لكن لحقه زيد قائل بـ سماجه: وربنا ما احنا مروحين… قولت لسه بدري.




زفر فارس بـ غضب ومسح على وجهه كي لا يلكمه هاتف من بين اسنانه.: طب وربنا لو ما قولت لسه بدري على ايه… او مشيت من قدامي… لـ علقك على باب النادي لحد لما يظهر لك صاحب.




ازدرد ريقة بـ قلق ثم هتف بـ شجاعه مزيفة ومبتسم.: معرفش بدري على ايه… ثم جاءت على خاطرة فكرة مسترسل.: عرفت ان خلاص شذا جاية بكرا.




رفع فارس يده كي يلكمه لكن لم يشعر بها فتح عينيه الذي اغمضها عندما رأى يد فارس تحاول لكمه… نظر الى رأف الذي رأهم عندما جاء الى النادي كي يقضي الوقت معهم ويأخر فارس و رأهم يقفون بـ القرب من بوابة النادي وفارس يحاول ان يلكمه...، امسك يده سريعاً ثم تنهد بـ راحه عندما لحقه قبل ان يلقن زيد درساً لن ينساه على سماجته وجنونه المعتاد… هتف رأف بعد هدوء فارس عند رؤيته.: حصل ايه يـ فارس… اهدا… انت مش اول مره تعرف زيد.




استغفر فارس ثم قال.: عشان مش اول مره اعرفه… كان لازم يتربي.




هتف زيد بـ حنق.: اتفضل يـ ابو نسب يرضيك كدا… كل دا عشان بقوله شذا جاية بكرا.




التفت اليه رأف وهو يعقد.ما بين حاجبيه قائل بـ استفهام..: انت عرفت منين…




تلجلج وابتعد خطوه الى الخلف قائل.: عادي هى الا قالتلي… ثم صاح حتي ينسيه ما قاله.: يعني انا غلطان عشان بعطلة شوية عشـ…..




قاطع استرساله بـ الحديث على يد مالك التي وضعت حول كتفيه يمنع خطواته الى الخلف واسترساله بـ الحديث حتي لا ينكشف مخططهم وضحك بـ صوت عالى وضغط بـ قوة على كتفه قائل.: يـ مساء الجمال.




حمد الله رأف بـ سره وتنهد بـ راحه لـ ظهور مالك فـ هو من يستطيع ان يتعامل مع فارس و زيد دائماً ثم رد عليه بـ راحه وعاد لـ هدوءه المعتاد.: مساء الخير يـ مالك جيت بـ وقتك كنت لسه هقول نتجمع زي زمان فى صالة البلياردو ونقضي وقت مع بعض.




تنهد فارس بـ تعب فـ هو يعلم عند مالك و سماجة وجنون زيد و هدوء ورزانة رأف… لم يعرف ماذا يفعل فـ هو لن يستطيع ان يخبرهم رفضه للذهاب… ليس لديه القدره على مماطلة الحديث امام مالك… وافقو جميعاً وتحركو بــ اتجاه سيارتهم و قادو بـ اتجه الصالة المعتادون على التجمع بها ينقصهم رفيق دربه محمود … لم يتواصل معه منذ يومين كل ما عرفه انه سوف يصل بـ اى وقت لا يعرف موعد عودته…




*********************




_ حمدلله على سلامتك… وحشتيني.




هتف بها سائر و هو يفتح ذراعيه كي يحاوط ابنته العائدة بعد غربة طالت… احتضنها بـ قوة ويتنهد لم يشعر بــ الراحة الكاملة بعد تبقي عودة بكريه شهد ومحمود وعندها سوف يهنئ باله… ابتعد عنها ثم دفع العربة التي تحمل عليها حقائبها بـ اتجاه السيارة و تتشبث شذا بـ ذراعه وتحتضنه هتف بـ حنو.: انتي ليه مردتيش اعرف حد معاد وصولك.




اجابته عندما وقف وبدأ بـ وضع الحقائب بـ السيارة.: حبيت اعملها مفاجأة لـ مامى وكمان عايزه احضر البارتي بتاعت فارس…




انتهى من وضع الحقائب ثم اغلق السيارة واتجه الى مقعد السائق و اشار لها… صعدو الى السيارة وانطلق بها سائر… ودار بينهم حديث مرح.




********************




يتبع….




*******************

تعليقات

المشاركات الشائعة