الفصل التاسع والعشرون
نور ممكن تسمعيني و متقفليش زي كل مره.
هتف حاتم هو يـ هاتف نور التي كانت تتهرب منه واتصالته ... لا تريد ان تتحدث معه منذ اخر مواجهه بينهم ... لكن لم يـ يأس حاتم ابداً ... فـ لقد عرف غلطه وانه كان يحب نور دائماً و لكن كان يعتقد انها وعد ... تذكر عندما كان ينظر بـ عينيها وجد الدفء والحب و الحنان اتجاه ... لكن عندما ينظر الي وعد لم يجد اي من المشاعر منها غير الاخوه فقط ... قرر انه لن يـ يأس حتي تكون حبه وعشقه الوحيد ملكه وحده.
عندما طال الصمت بينهم و سمع حشرجت انفاسها بـ الهاتف ولم تغلق كـ العاده فـ قال بـ لهفة وحب: نور ... انا بحبك ... والا اكتشفته اني عمري ما حبيت غيرك ... نور انا بـ عشقك مش بحبك بس ... انا عارف اني غلط ف حقك كتير لما كنا بنتقابل ... بس والله كان غصب عني ... انا طول عمري بـ شوف امك و تربيتها ليكي كنت بقول بكرا تبقي زيها ... انتي تربيتها .
قاطعت حديثه قائلة بـ بكاء صامت و كانت تضع يدها ع ثغرها تكتم شهقاتها : وايه الا غير طريقة تفكيرك دا الوقتي .
صمت قليلاً ثم زفر وقال بـ حب : نور انا ... نور انا بحبك و محبتش غيرك ... بس .....
ابتلعت غصه مؤلمة ثم قالت: حاتم ... معدش ينفع ... انت محبتنيش ... لان الا بيحب بيعرف حبيبه حتي لو كان رافضه ... القلب بيعرف القلب الا بيحبه .
حاتم: نور انا بحبك اووي ... هتصدقيني لو قولتك لما كنت بـ بوص لـ وعد واطلب منها انها متسبنيش ... كنت بكدب قلبي الا بيقولي ان هي مش حبيبتي ... نور ممكن اطلب منك طلب... باتمنا انك مترفضهوش.
طال الصمت ولكن لم يفقد الامل يكفي انه يسمع تحشرج انفسها ... يتمني لو يراها امامه الان و يجبرها ان تكون له واحده زوجته بـ اسمه ... ملكه .
قالت نور بـ خفوت : ايه هو .
حاتم : اوعديني انك مش هترفضي.
نور: تمام ... اوعدك .
تنهد بـ ارتياح ثم قال : انتي وعدتيني ... انا عايز تقبلي انك تتجوزيني ... سمع صوتها تحاول ان تمنعه وترفض فـ تابع: نور انتي وعدتيني ... وانا اوعدك اني مش هعمل الفرح غير وانتي جاهزه ليه ومش هضغط عليكي يـ كفي انك تبقي ع اسمي ... وانا اوعدك اني انسيكي الا فات ونبدأ من جديد .
❄❄❄❄❄❄❄❄❄
لا تصدق ما حدث الي الان فـ هو وقف واخذ حقيبتها من جوارها ثم تنفس بـ عمق و انخفض بـ جذعه وحملها ... صرخت من الصدمه و طلبت المساعده ولكن احمر وجهها و اخفضت نظراتها و تخفي وجهها بـ صدره ... عندما حاول احد ان يساعدها و لكن توقف عند قول جاسر: دي مراتي وزعلانه وبحاول اصلحها ... لم يكتفي ع ذلك بل التفت الي الحضور و قال: يرضيكو تفضل زعلانه مني ... ممكن تطلبو منها تسامحني.
لكزته وعد عندما علي التصفيق و التصفير و الهتاف لهم يدعونها ان تسامحه ... نظر لها بـ عشق ثم غادر الي موقف السيارات ... اجلسها ع الكرسي بـ جوار كرسي السائق ثم قذف لها حقيبتها واغلق الباب مسرعاً حتي لا تخرج ... التف حول السياره و فتحها وقادها الي مكان راكي عباره عن كمبوند يوجد به فيلل صغيرة وكل واحده مختص لها حديقه اماميه وخلفيه و مسبح شتوي مغلق واخر بـ الخارج بـ الحديقة الخلفيه .
وعد بـ حده: انت اتجننت اكيد ... ايه الا عملته دا.
نظر لها من الجانب دون ان يلتفت لها و قال بـ برود مصطنع: عملت ايه ... واخد مراتي و راحين ع بيتنا .
عند هذه الكلمه لم تستطيع ان تسيطر ع خوفها ... انكمشت و حاولت اخراج صوتها كي يرأف بـ حالتها ... قائلة: ممكن تروحني.
انقبض قلبه ع فعلتها و خوفها منه ولكن لم يظهر اي شئ لها غير البرود واللامبالاة ... توقف امام احدي الفلل وترجل من السيارة و التف حولها حتي يفتح الباب لـ وعد وانزلها و حاوط خصرها واتجه الي الفيلا ... وهي تحاول ان تتخلص منه ... ولكن لا تعرف انها سجينته ... اقسم ان يعذبها قبلاً والان صارت سجينة قلبه و عشقه ... افلت قسمه مره اخري ع ان يشبعها عشقه ودلاله و ينسيها قسوته معها ... دلوفو الي الفيلا ولكن عندما اعلق عليها الباب تشنج جسدها بين يديه ... ضغط ع خصرها بـ قوه حتي يشتت انتبها عن خوفها ... صرخت وعد و تمللمت بين يديه ختي تركها ... حاولت ان تهرب منه ولكن لم تستطيع لقد اغلق الباب بـ المفتاح والابواب الاخري مغلقة ايضاً .
وعد بـ شجاعة مصطنعة : انت عايز مني ايه ... جاي المره دي عايز تنتقم لـ مين ... المره الا فاتت كان انتقامك لـ شئ من سراب .
كانت تتحدث و هي تبتعد عنه خطوه الي الوراء وهو يتقدم منه حتي اصطدمت بـ احدي الكراسي الصالون فـ وقعت عليه ... حاولت ان تقف ولكن كان جاسر اقترب منها ثم حاوطها بيديه عليه مانعاً ان تقف او تتحرر منه ... ظلت تتحدث بـ توتر وتحاول ان تبعده عنها من اقترابه منها بـ هذا الشكل و هو يكتفي ان ينظر لها و يتأملها ... كم اشتاق النظر الي قهوتها ... كم اشتاق لها و لـ تأملها ... رفع يده حتي يفك حجابها ولكن عندما رأت يده ترتفع رفعت يدها سرعاً تغطي وجهها خوفاً منه ان يضربها و تقورت ع نفسها حتي تحتمي منه ... نظر الي خوفها و رهابها منه ... لعن نفسه مئة مره ولظلت يده بـ الهواء بـ جوار وجهها ... ولكن لم ينزلها بل اقترب منها اكثر و حرر الحجاب ثم تركه وقع ع كتفيها ثم اقترب واحرر شعرها الذي اشتاق له ولكن عندنا حرره لم يجده كما تركه لقد كان قصيراً عما كان ... كان يصل الي بعد كتفيها بـ قليل لم يعد يصل الي ما بعد خصرها ... ظل يتخلله بـ انماله و ينظر لها ... ابعدت يدها بـ بطئ و نظرت له عندما شعرت بـ انماله تتخلل بين خصلتها .
جاسر بـ ندم وحب: انتي قصيتي شعرك ليه.
وعد بـ حده حتي تداري توترها : عشانك عشان معدش يبقي ف حاجه تفكرني بيك ... كنت بنتقم منك فيه ... عمري ما تخيلت اني ف يوم هقص شعري عشان واحد زي ما كنت بسمع و بشوف من ستات كتير لما بيتخنقو او يطلقو ... بس انا مكنتش طيقاه عشان كل لما بقف قدام المرايا واشوفه ... بفتكر غزلك وكلامك ... كان لازم اقصه خالص ... انت كنت اسوء حد شوفته ف حياتي ... انا بـ كرهك ... سامع بـ كرهك .
اهتزت ملامحه و توترت و احترق قلبه ع ما فعله لها ... لم يستطيع ان يسمع منها انها تكرهه ... ظل ينظر لها بـ مشاعر مختلطة حب ... عشق ... ندم ... خوف من ان تتركه ... اسف ... باغتها فجأة عندما اقترب من ثغرها و اختطفه بـ قبله حنونه يودع بها جميع مشاعره .
اتسعت حدقتي عينيها من الصدمة ولم تبادله ... حاولت ان تبعده عنها بعد ان سيطرت ع صدمتها ولكن هيهات ان يبتعد عنها لقد اشتاق لها كثيراً ... ابتعد عنها بعد ان شعر بـ حاجتها الي الهواء و استند بـ جبينه ع خاصتها و حاوط وجهها بيده وظل يتنفس بـ قوه وهي ايضاً .
جاسر: انا اسف ... وعدى ... مستعد اني اعتذر منك طل يوم عشان تسامحيني و متبعديش عني ... وعد انا من غير بـ كون جسد من غير روح ... وعد انت حياتي وكل حاجه ليا مقدرش اعيش من غيرك ... مستعد اعمل اي شئ بس تسامحيني .
كان تلتقط انفاسها وتستمع له ثم قالت: مستحيل نرجع يـ جاسر ... انا مقدرش اعيـ...
لم يدعها تكمل كلامها اسكتها بـ قلبه صغيره حنونه حتي لا تتحدث ثم نظر الي عينيها و لكن لم تتوقف وعد عن حديثها تابعت بعد ان ابتعد عنها ونظر الي عينيها : انا بكـ....
لم يتركها ان تقولها له مره اخري يـ كفي احتراق قلبه الذي لم يهدأ الي الان من سماعها من قبل قبلها بـ قوه حتي يثبت لها انها ملكه الحصري ... لن تستطيع ان تبتعد عنه او هو يبتعد عنها ... ظل يقبلها وكلما ابتعد لـ يأخذ انفاسه كان يقبلها مره اخري حتي لا تتحدث يكفي انها بين احضانه الان .
ظلت وعد تضربه بـ صدره حتي تبعده ولكن كان يبدو كـ المغيب لا يريدها ان تتحدث او يبتعد عنها ... لم تستطيع ان تبعده عنها ...عضة شفيته بـ قوه عندما يأست ان يتركها حتي تذوق دمه و ابتعد عنها .
ابتعد جاسر و مسح بـ ابهامه شفته مكان الدم ثم وقف ونظر لها وقال وهو يلهث من هول مشاعره : انا هسيبك تفكري ع ما اخرج اجيب شوية طلبات لـ المطبخ عشان مافيش هنا اكل .
وعد : افكر ف ايه ... انا لازم امشي... مستحيل افضل معاك بـ مكان واحد.
جاسر: انتي صح مافيش تفكير انتي مش هتخرجي من هنا الا لما توصلي لـ عقلك وقلبك انك مراتي وهتفضلي لـ اخر نفس ليا مراتي وام عيالي ومستحيل اسيبك .
وعد بـ صوت عالي: انت اتجننت ... ام عيال مين ... مستخيل افضل معاك ثانيه واحده او تقرب مني تاني ... انت هتطلقني ... سااامع ... هتطلـ......
باغتها بـ قبلة اسكتتها ثم ابتعد عنها وقال بـ برود : كل لما هتقولي انك بتكرهني او كلمة طلقني دا هيبقي رد فعلي ... مش بعيد المره الا جايه نجيب بيبي حلو ششكلك كدا ... بس انا اهوه بـ تفق معاكي انا مش عايز بنات شكلك ... تابع بـ حب : عشان هتبقي مصيبه ... مصيبة يـ طلعو حلوين كدا هيعنسو جنبي بسبب اني مش هجوزهم لـ حد.
حاولت ان تداري ابتسامتها عنه ولطن كان التقتها هو ثم قال وهو يتجه الي الباب: انا مش هتأخر ... هجيب الطلبات ع ما تتفرجي ع بيتك و تدي قرار لـ قلبك وعقلك انك مش هتعيشي بعيد عني تاني و لو لـ ثانية.
خرج وتركها تستعيد ذكريتها و ما حدث معها ... فاق من ذكريتها ع صوت المفتاح بـ الباب و دلف جاسر يحمل الكثير من الشنط البلاستيك التي تحتوي ع اطعمه سريعة و مخزون الثلاجه و اغلق الباب بـ قدمه و اقترب منها ثم وضع الاكياس امامها ع الطاولة و جلس امامها وقال: انا جيبت كل حاجه ... و مجبتش غدا شوفي اني هتطبخي انهارده ولا نطلب انهارده جاهز وخلاص.
وقفت وعد و صرخت به: انت ايه مبتفهمش قولتك مش هرجع ليك ... انا عايزه امشي زمان اخواتي قلقنين عليا .
جاسر بـ هدوء: صوتك ... انا هسمحك المره دي عليه بس المره الا جايه معرفش ممكن اعقبك ازاي ... اخواتك كلميهم وقولي لهم انك مش هترجعي لاني مش هسيبك تخرجي من هنا الا وانت معايا .
وعد : لا انت اتجننت ... انت عايز مني ايه ... اختي الا كنت بتنتقم منها ... وطلعت مأذتكش ف حاجه ... طلعت بتنتقم فيا من سراب خيالك ... انا تعبت ومعدش قادره استحمل.
انفجرت بـ البكاء ولم تستطيع ان تسيطر ع دموعها اكثر من ذلك ... قام مسرعاً واحتضنها بـ قوه وظل يردد اسفه وندمه لها حتي استكانت بين احضتنه و ثقل جسدها بين يديه ... فقدت وعيها من توترها وانهيارها ... حملها ثم صعد الي غرفتهم و دثرها بـ السرير و وضع عليها البطانيه و قام خرج من الغرفة ونزل ثم اخذت هاتفه وتحدث به.
يتبع.........
بـ قلم ميرا جبر
تعليقات
إرسال تعليق