الفصل الثامن والعشرون
دخل وليد الي امه بـ غرفتها و جدها تجلس ع كرسي و تقرأ آيات الله عز وجل ... عندما سمعت صوت الباب رفعت رأسها وتصدقت ثم اغلقت المصحف وقالت : تعالي يـ حبيبي ... جيت امتي من السفر.
جلس بـ جوارها ع حافة الكرسي ثم امسك يدها قبلها ثم قبل رأسها و قال بـ تردد: جيت من يومين بس ...
لم يستطيع ان يكمل حتي لا تغضب والدته عليه ولكن سمعها تكمل كلامه بـ هدوء: رحت لـ وعد مش كدا ... ثم ربتت ع يده وقالت بـ حنو: انت لسه بـ تحبها يـ وليد.
وقف وليد وجلس ع ركبتيه امامها وامسك يدها وقال: ايه الا بتقوليه دا يـ امي ... وعد تبقي مرات اخويا ... مستحيل افكر فيها .
رفعت يدها و ربتت ع وجنته بها بينما الاخري يمسكها وليد بين يديه وقالت: بجد يـ حبيبي ... يـ عني انت نسيتها .
وليد: يـ امي انا ما حبتش وعد الا انا حبيتها كانت سراب و اقدر اقولك كمان ان كانت مشاعري مجرد تعلق بـ البنت الا كنت رسيمها ف خيالي و لقيتها ف الواقع ... بس كل دا سراب ... امي انا لقيت الا بحبها بـ جد من كل قلبي وبتمني اتجوزها انهارده قبل بكرا ... وعد هتفضل طول عمرا بـ النسبالي مرات اخويا.
عفاف بـ لهفه: بـ جد يـ حبيبي يعني انت عايز تتجوز ...طب هي مين و اهلها مين ... طب هنروح نطلبها امتي ... اخدت معاد مع اهلها.
وليد بـ ضحكه خفيفه: بس ... بس يـ امي واحده واحده ... اولاً يـ ستي هي مين ... تبقي قريبة وعد ... اهلها مش من هنا اهلها فـ امريكا ... اما المعاد الا هطلبها فيه ... مش لما توافق يـ امي دي مطلعه عيني.
عفاف : اسم الله عليك يـ حبيب امك ان شاء الله هي ... وبعدين هي تطول تتجوزك.
ربت وليد ع يدها وضحك قائل: خلاص يـ امي ... براحتها شويه وصدقيني لو ماطلت كمان شويه ... هخطفها واتجوزها واجيبهالك كمان ترييها عشان تعرف ازاي ترفضني.
ضحكو الاثنان معاً ثم هدأ وليد وقال: هاا.. كنتو عاملين ايه من غيري الفترة الا فاتت.
تنهدت امه بـ حزن قائله : اخوك زي ما هو كل مادا حالته بـ تسوء ... ام اختك رجعت امبارح و كمان جايه بـ عريس ف ايديها.
وقف وليد بـ لهفه وقال: بـ جد هايدي هنا ... ثم وقف حتي استوعب كلمة امه فـ قال بـ حذر : عريس ايه الا جايباه مش فاهم.
سردت له عفاف ما حدث و رائي جاسر و موافقته وصدم وليد عندما عرف ان فادي هو من يريد ان يخطب اخته ولكن مع سرد امه وسماع رأي جاسر قال: مش انتي يهمك سعادتنا يـ ست الكل.
عفاف بـ حب: انا ليا مين غيركو يـ حبيبي ... انا بفرح لـ فرحكو.
اقترب وليد منها ثم جلس امامها كما كان وامسك يدها وقال: خلاص سيبيها تختار شريك حياتها عشان ما نندمش بعدين ان احنا وقفنا ف طريق سعادتها مع الا اختاره قلبها ... كفايا جاسر يـ امي.
عفاف بـ حزن: الا تشوفه يـ حبيبي ... انا هطلب منك طلب ممكن يـ حبيبي متردنيش.
وليد: انتي تـ أموري يـ ست الحبايب.
❄❄❄❄❄❄❄❄
جلس جاسر ينهي بعض الاوراق حتي ينهي صفقه جديده مع مندوب من شركة اجنابيه.
انتهي من امضاء العقود ثم قال: كدا يبقي اتفقنا و البضاعه توصل فـ معادها بـ اذن الله .
المندوب: اكيد ... ان شاء الله مش هيبقي اخر تعاقد بينا .
اومأ جاسر بـ ابتسامه باهته تكاد تظهر من لحيته ثم انهو حديثهم و غادرو وظل هو مكانه يـ نظر الي نقطه وهميه يـ فكر بها ماذا يحدث لها بـ غيابه ... ا هي بخير ام لا. هل تخطت حزنها وعادة الي ممارسة حياتها كما كانت قبل ان يراها او يعرفها ... كم لعن نفسه عندما اقسم ان تظل سجينته لم يعرف انها هي من سجنته بـ عينيها الاسرتين ... التي جذبته عندما رأها اول مره .
انقطع سيل افكاره عندما سمع صوت رساله ع هاتفه ... نظر له بـ عدم اهتمام ... ثم لم تمر بـ دقيقة حتي اتسعت حدقتي عينيه وظل يـ نظر الي الهاتف دون ان يرف له جفن ... وظل يقرأ الرساله اكثر من مره وينظر الي الاسم الذي بعثها له.
❄❄❄❄❄❄❄❄❄❄
_وعد و فادي مره واحده .
هتفت بها نور التي تفاجأت بـ دخول وعد و فادي من باب الفيلا و اقتربت وعد و احتضنت اختها ولكن شتان بين حضنهم الان و حضنهم من 4 سنوات ... اقترب فادي واحتضنهم معاً ثم قبل رأسهم هم الاثنان ثم ابتعد وقال بـ مرح: يلا بقي مش هنقضي اليوم احضان و بوس و عيط ... انا عريس وعايز افرح.
ابتعد نور و نظرت له بـ فرحه و امسكاه من خدوده وقالت: بجد دودو هيتجوز معقوله دي ... مين دي الا خطفتك مني يـ ابو عيون زرقه انت.
كان فادي يحاول افلات وجهه من بين يديه بـ غيظ ثم ابعد يدها بـ قوة مصتنعه وقال: يـ بت اهدي مش كدا ... وبعدين قولتلك ميت مره متقوليش دودو دي.
نور بـ جديه مصتنعه: خلاص ... خلاص هقولك دودي كدا حلو .
فادي بـ حنق: فرقت يعني دودو من دودي يـ بت دا انا اخوكي ... حني وارحمني من استزرافك شويه .
كانت وعد.تتابعهم بـ ابتسامة باهته ... قالت نور : اه يـ حبيبي فرقت .
ظل فادي و نور يتناقرون و وعد تنظر لهم.بـ ابتسامة باهته لا تقوي ع الحديث... منذ ان رأت فادي امام باب غرفة مكتبها وهي لاتصدق ما يحدث ... رفضت و بقوة ما يريده هي تعرف اخيها جيداً ... لولا انها رأت الحب بـ عينيه وافقت ع مضض لا تعرف ماذا يريد من تلك الزيجه ولكن تعرف فادي جداً عندما يحب بـ قلبه لا يستطيع ان يؤذي من يحب لـ ذلك وافقت ع مضض .
❄❄❄❄❄❄❄
اسدل الليل ستاره وارتفع القمر يتوهج و المجوم تزينه.
كان جاسر يجلس ع سريره يفكر بـ الرسالة التي قراءها لا يعرف اهي جائته بـ الخطأ ام لا ... ظل ينظر الي الهاتف و يقرأ الرسالة لـ المرة ... لا يعرف كم مرة قرأها الي الان ... ظل ينظر لها ثم اغلق الهاتف و قذفه بـ جواره بـ غضب ثم زفر بـ غضب و اعتدل ع السرير كي يأتيه النوم ... فـ النوم جفاه بعد ان هجرته حبيبته الضائعه القاسية ... التي هجرته ولم تفكر مرة واحده به ... ابعدته عن حياتها ... تظن انه تركها ولم يعرف اين هي ولكن المفاجأه انها لا تعرف انها تسكن بـ شقته هو ... مستحيل ان تعيش بـ بيت ليس بيته ولا ان تعمل بعيده عنه او لا يعرف عنها اي شئ ... هو من وجد لها العمل و اوصي اخاه عليها وان يكون بـ جوارها دائماً ولا يتركها ابداً مهما حدث ... هو عرف غلطه و عرف معني انعدام الثقة بـ اقرب الناس له ... لا يريد ان يبتعد عن عائلته مره اخري ... سبب انه وافق ع فادي انه لا يريد ان يخسر اخته مهما حدث ... لا يريد ان يفقدها مثل ما كان سوف يفقد اخيه بـ تحكمه به و اخذ القرارات عنه ... سبب انه اتجه الي صحبة السوء .
❄❄❄❄❄❄❄❄❄
لا يصدق الي الان انه يجلس بـ الكافيه ينتظرها ... يـ اللهي كم اشتاق لها و لعينيها التي اسرته وسجنته و اطارت النوم من عينيه عندما يسبح بـ قهوتها لا يشعر بـ العالم حوله ... رفع عينه فجأة عندما شعر بـ ضربات قلبه مسرعه كـ أنها بـ سباق الماراثون ... وجدها تدلف وتبحث عنه ... يـ اللهي خسرت الكثير من الوزن طوال السنوات الثلاث اكثر مما كانت ... ولكن لما يراها جميلة بـ جميع احوالها ... كانت كـ الحورية ... ترتدي جيب واسعه من الشفون الشفاف و تحتها بطانه سمراء تلتف حول رجليها تظهر نحافتها ... اقتربت منه وكان التوتر مسيطر عليها كانت تقترب منه و كلما وجدت نظرته لها زاد توترها و خوفها منه ... جلست امامه و اخفضت اهدابها حتي لا تواجه عينيه .
ظل الصمت بينهم حتي كسره جاسر قائل بـ حب واشتياق: وحشتني اوووي يـ وعد ... مصدقتش لما لقيت الرساله منك و طلبتي تشوفيني ... متتصوريش فرحتي اد ايه.
ارتبكت وعد ولم تعرف ماذا تقول ... ولكن قررت ان تتطرق الموضوع التي طلبت ان تراه لـ تناقشه معه حتي تنتهي المواجهة سريعاً ... تكاد تموت رعباً منه ... انتفضت بـ قوة عندما جاسر رفع يده لـ يطلب النادل ... وهذا زاد من عذاب قلبه و روحه ... قالت مسرعه حتي تداري انتفضتها و ارتعشها خوفاً ولكن لم تعرف انه راءها و كم كره نفسه و بـ شده بسبب ما فعله بها : انا طلبت اقابلك عشان فادي و هايدي .
جاسر بعد ان اخفا حزنه و تحدث معها بـ اريحه و ابتسامه حتي لا تخافه اكثر ... لقد اتخذ قرره الان انه لن يتركها مجدداً مهما حدث لقد تركها كثيراً و كان يمنع نفسه من روءيها حتي لا يجبرها ع العوده معه ... قرر ان يأخذها بـ احضانه ثم يبعد خوفها ورهابها منه .
جاسر: طب واحنا يـ وعد ... هنفضل كدا كتير ... اقترب منها و حاول ان يمسك يدها ولكن نزعتها بـ قوه منه و ظلت تفرك اصابعها بـ بعضهم بـ توتر وقلق و خوف ... لازم نتخطي الا بينا يـ وعد.
لم تعد تري امامها بسبب اجتماع غيمة بيضاء بـ عينيها و قالت بـ صوت متحشرج بـ سبب ابلاعها لـ صدأ و منع العبرات ان تنسال ع وحنتيها امامه ... يكفي ما فعله بها : معدش حاجه اسمها احنا يـ جاسر ... ف انا ... وف انت ... لكن معدش حاجه هتجمعنا مهما حصل ... دا كان غلطي من الاول ... بس تعرف انا مش ندمانه عارف ليه ... عشان انا وكلت ربي بيني وبينك وهو الا اختارك ليا لما استخارته ... عشان كدا عارفه ان مهما حصل معايا ربنا شايل ليا الحلو لسه مشوفتوش ... مش قالو ( اذا احب الله عبداً ... فـ ابتلاه ) ... لم تستطيع ان تحبس عبراتها بـ عينيها اكثر من ذلك انهمرت ع وجنتيها ثم تابعت: جاسر انا طلبت اشوفك انهارده بس عشان اعرف حاجه واحده ... متقفش بين فادي و هايدي هم ملهمش ذنب .
كان جاسر يسمعها و دموعها تنزل ع قلبه كـ الاسيد تكويه ... لم يستطيع ان يوقفها ... كان يريدها ان تنهار امامه كي يواسيها هو ... كان يريدها ان تشتكي منه ... له ... لا يريد ان يرها غيره بـ ضعفها ... ظل ينظر لها بـ حزن شديد و حب وندم ولكن اخفاهم سريعاً و ارتسمت ملامح البرود ع وجهه ثم قام وترك ورقه ماليه و اخذ اشيائه و اقترب منها و اخذ حقيبتها من جوارها ثم ............
يتبع.........
بـ قلم ميرا جبر
تعليقات
إرسال تعليق