الفصل الأول












دائماً كنت اسمع مثل مصري قديم يقول (لولا اختلفت الأراء لـ بارت السلع) لكن هنا الاختلاف ليس بـ الرأي فقط بل بـ كل شئ الا حبهم وعشقهم فـ هم يعشقون بعضهم ولكن صدق من قال ( القط لا يحب الا خناقه).





_ فارس… فارس… فارس.




ينتشر الهتاف بـ صوت عالي بين الجماهير على جانبي ممر السباق الخاص بـ الفروسيه … كانت تقف هنا و بجوارها رأف و كارما و بـ الخلف يجلس هدير و كارلا و سما و بجوارهم خالد و سائر و مالك.




ابتسم مالك بـ فخر ثم لكمه خالد بـ كتفه قائل: بجد خساره الواد دا يكون ابنك.




تفاجأ خالد بها و كتم سائر ضحكته بـ صعوبه لكن ظهرت على وجهه و ايضا كارلا وسما و هدير… دلك خالد كتفه قائل بـ غضب: انت مبتعرفش تتكلم الا بـ إيدك … عيب كدا أنت كبرت والله ما ليك الا زيد حبيب قلبي هو الا بيعرف يربيك.




امتعضت ملامح مالك قائل بـ حنق: ابن الكلب لسه زي ما هو اول ما يشوفني جنب امه تحس اني واقف مع مراته مش امه… نفسي اعرف من الا هتستحمل واحد جلنف زي دا.




ضحك خالد بـ شده قائل: الحاجه الواحيده الا قولتها صح ان هو ابن كلب… امال كتاكيتي فين.





ردت عليه سما وهي تسيطر على ضحكتها: زمانهم على وصول مع زيد.





توقفو عند صراخ هنا و كارما و احتضان هنا لـ رأف و قفزهم… علموا أن فارس فاز كـ عادته وقف سائر وامسك يد كارلا اوقفها معه قائل: يلا نستناهم بـ الكافية اكيد الاولاد هيجرو زي العاده عشان يروحو لـ فارس.




وافقه الجميع ثم ذهبوا الى الكافيه وطلبوا بعض المشروبات.





********************************




وقفت تلتف حولها تريد بعض الطعام او اي شئ من يراها هناك من يشمئز من ملابسها المقطعة مكان كل قطعة قماشة لون و وجهها ملئ بـ الاتربه تشبه اولاد الشوارع كثيراً وتربط على رأسها قطعة قماش تداري بها شعرها البنى الذي ورثته عن أبيها … اقتربت من مطعم راقي وقفت تنظر من وراء الزجاج ع من به تنظر الي الطعام و من يأكله و تزدرد ريقها و تمسح بيدها ع جلبابها و يظهر من تحته بنطال يشبها بـ القطوع و الوانه المشمئزه… خرج أحد عامليه قائل: يلا يـ بت من هنا…





رفعت عينيها الخضراء التي ورثتها عن امها ثم قالت وهي تربت ع صدرها بـ رجاء: الله يباركلك يـ بيه… اي حاجه بس اكولها… مكالتش بقالي يومين.




ابعدها بـ اشمئزاز قائل: يلا يـ بت من هنا… احنا ناقصين ارف.




ظلت تلح عليه و هو يدفعها حتي تبتعد… توقف عندما سمع صوت مديره يأمره بـ التوقف… التفت له و اخفض رأسه ثم تأسف وغادر عندما طلب منه.




ظلت تنظر الي المدير بـ رجاء قائله وهي تقترب كي تقبل يده: ابوس ايدك يـ بيه اي حاجه اكولها دا اني ما كلتش بقالي يومين.




نظر لها بتفحص و الي عينيها النقيض من لون شعرها الظاهر من الامام ثم ضغط على شفته السفليه قائل: هتاكلي… هتاكلي كل حاجه حلوه بس لازم تيجى معايا.




ابتعدت خطوة الي الوراء هاتفه بـ غضب: انت هتستهبل… انا اه مش لاقيه اكل بس الله الغني عن اذنك يـ بيه.




تحركت خطوتين وكادت ان تتخطاه ولكن توقفت عندما امسك ساعدها سريعاً عندما توقفت تركها مسرعا بـ اشمئزاز حاول مدارته ثم رسم ضحكه خادعه فكرتها بـ ماضي بعيد فاقت منه سريعاً على قوله: متفهمنيش غلط انا بس عايز نروح اي مكان تاني غير المطعم عشان انتي شايفه مستواه و الناس الا فيه يرضيكي اعمل خير معاكي وانتي تتسببي في رفدي.




نظرت له قليلاً ثم أخفت تجهم ملامحها وقالت بـ ابتسامه: مايردنيش يـ بيه… انا اعرف واحد بتاع كبده انما ايه… بس..




قالت اخر كلمها بخفوت وتوتر حتي شجعها على المتابعه: بس ما يلقش بيك يـ بيه.




ابتسم ثم مسد على كتفها قائل: ولا يهمك يلا نروح… اه صحيح اسمك ايه.




هتفت مسرعه: محسوبتك شهد… شهد يـ بيه.




******************"*********************




_ هو دا فارس اللى اعرفه.




هتفت بها هنا بعد دخولها الي الاسطبل مع رأف و كارما ثم جريت واحتضنت فارس و هو واقف يمسد على حصانه المفضل" مؤمن" بعد ان حصل عليه من مالكه بـ اصرار كبير و قرر ان يسابق به آخر سباق له كما فاز به اول مره… ولكن قرر بعد اليوم سيترك الفروسية و ينتقل الي العمل مع والده… بـ الشركه فـ هو تخرج من كلية الهندسة بعد الحاح أبيه ان يدخلها كي يتركه ان يمارس رياضته المفضلة… الفروسية.




امسك يدها من حول عنقه كي يبعدها عنه قائل: يـ بنتي خنقتيني… براحه… بطلي الاسترجال الا انتي فيه دا صحيح لعيبة كوره.




ابتعدت عنه عندما جذبتها كارما بـ قوه قائله بـ حنق: يـ بت ابعدي بقي عايزه احضنه انا كمان.





احتضنته كارما بـ حب وبادلها حضنها بـ حنو اخوي… ابتعد عنها ثم شعث خصلاتها البنيه الناعمه و مجعدة بـ روقي وتصل الي خصرها… ابعدت يده بـ غضب ثم زمت شفتيها قائله بـ حنق وهي تبتعد عن مرمى يده وتعدل خصلات شعرها: بردو يـ ابيه… انا بتعب على ما اظبطه… ليه كدا يـ رب مخلتش شعري زي ابيه فارس و هنا.




ضحكو عليها كثيراً… رفع فارس يده بـ استسلام قائل: اسفين يـ انسه كارما… التفت الي رأف … كان يقف يتابعهم بـ هدوء كـ عادته لا يتحدث كثيراً… فـ اتجه له و لكمه بـ خفه ف كتفه قائل: يا عم رئف مافيش مره تفاجئنا وتتكلم لوحدك…




كان يقف يتابع ضحكاتها و حنقها وغضبها ونبضات قلبه ثائره عليه تطالبه بـ قربها… رفع عينه عنها بـ صعوبه قائل: مبروك على الفوز و لو ان معاك بقت ممله صح… اخر سباق.





اومأ فارس قائل: بـ اذن الله انا وعدته اني انزل معاه… هااا… وانت مش ناوي تيجي معانا.




رفع يده بـ استسلام قائل: لا انا خلاص قررت افتح شركة اعلان انا و الحريفة و 2 زميلنا.




التفت فارس الي هنا و عقد حاجبيه قائل: انتي قررتي من ورايا لينا قعده يـ كابتن.




تحركت هنا اليه ثم لفت يدها حول كتفه و ربتت بـ الاخري على صدره قائلة: يـ كبير انا خلاص الكوتش قرب يتردني من البيت عشان بلعب كرة قدم… فـ ايه بقي قررت اعمل بـ شهادة التخرج واشتغل بعيد عن الكوتش عشان ميعلقنيش.





نظر لها فارس بـ اشمئزاز ثم ابعد يدها عنه و قرصها من خدودها المكتنزة قائل: كبير و كوتش… دي شكل بنت… انتي ايه كله من ابوكي اللي يشجعك على عمايلك دي.




كانت تمسك يده تحاول ابعادها عنها وهي تتأوه قائله: الله ما تخليك محضر خير مش كفاية نبع الحنان عليا… والله انا قولت مين السبب الا خلاني اخسر الماتش اللي فات… هو أرقو عليا… دخل فيا جول.




تركها قائل: طب يلا نروح عشان منتاخرش عليهم عشان نتغدا.




دلكت خديها وجريت من امامهم كي تسبقهم قائله: كله الا الغدا اطير انا.




ضحكو عليها فـ هي تحولت 180 درجة بعد ان اشتركت بـ النادي كانت بـ المرحلة الإعدادية... اختفي خجلها و حيائها لا يعرفون سبب ولكن لا يريدون ان يضيقونها فـ هي مدللتهم مهما فعلت.





خرجوا ورائها و ذهبوا الي الكافية… عندما وصلو كان زيد و التوأمين توليب وجوري اخوته فـ مالك وسما ذهبوا الي طبيب مختص بـ تخصيب وحملت سما بـ اثنين وعندما ولدوا قرر ان يسمهم على اسامي الورود لانهم مثلها تماماً فـ توليب نسخه من عمتها كارلا ورثت عينيها الخضراء و شعرها الغجري الاحمر و قوتها… اما جوري فـ هي على النقيض منها… تحتاج دائماً من يحميها ويساعدها تعتمد كلياً على توليب… لكن ما يشتركون به هو التفوق و التشابه.




عندما رأت جوري… كارما تقترب منهم وقفت مسرعة حتى تتجه اليها ومسكتها من ذراعها قائله بـ صوت خافت حتي لا يسمعها احد: كوكو عايزاكي.




نظرت لها كارما بـ استفهام حتي اقتربت منها جوري وقالت لها شئ بـ صوت خافض لم يسمعها احد غيره هو من كان قريب منهم… تبدلت ملامحه سرعاً ثم اتجه مسرعاً الي الطاوله و جلس بـ مكان جوري... أومأت سريعاً ثم التفتت الي فارس قائله: فارس هروح.انا و جوري التواليت وهنيجي.




أومأ فارس ثم اتجه الي الطاوله المجتمعين عليها… ذهبوا مسرعين ولم يلتفتوا الي من كان يتابعهم… تلقي صفعة على فخذه من الذي يجلس بـ جواره قائل: مسا ابو نسب.




التفت الي زيد ثم ضربه خلف رأسه بـ غيظ هاتف بـ حنق: احلم عمري ما هوافق عليك… دا شكل دكتور.




ارتد زيد الي الخلف بـ تكبر مصتنع قائل: مكنش طموحي اني ابقي دكتور بس اعمل ايه احترت فى عيون جنيتي فـ قولت لازم اتخصص فى العيون.





_امال محمود وشهد فين؟.




ساد الصمت عندما سألت هنا ولكن قطعه صوت كارلا قائله: فى شغلهم يـ حبيبتي مش عارفه انا ازاي طاوعتهم وسبتهم يقدموا واحدة شرطه و التاني بحريه… انا مابشوفهمش الا فى المناسبات.




امسك سائر يدها بين يديه و قبلها بـ حب لم يقل يوماً بل يزداد دائماً… ثم اردف: يـ حبيبتي دا مستقبلهم منقدرش نقف ضد رغبتهم.




ابتسمت له بعشق لا يقل عنه هاتفه: غصب عني يـ حبيبي لما بيوحشني اووي و كل واحد فيهم طول ما هو فى شغله مبنعرفش نوصلهم.




ربت على يدها ثم التفتوا الي الجميع وبدأو يتبادلون الحديث ثم اتجهوا الي المطعم كي يتناولوا الطعام كما تعودوا ان يجتمعون دائماً بـ كل سباق و نهاية الاسبوع يقضونه مع بعضهم.





******************************




يتبع……………….




*****************************


تعليقات

المشاركات الشائعة