الفصل العاشر
لا شيءَ يُدهِشُني… فلقد عرفتُكَ دائماً نَذلا.
" نزار قبانى".
انزلت يدها بـ بطئ ً وهى تهمس اسمه من بين شفتيها المكتنزه … ظل يحدق بها… لم تتغير كثيراً… مازالت مغرية… بل زادت اغراءً وقوة… من يراها يخدع بـ جمالها، وانوثتها، وبراءة وجهها… اتسعت ابتسامته… لقد حالفه الحظ انها بـ فريقه الان بل تعمل تحت امرته… وقف واقترب منها مقرب كفه منها كى يصافها… هاتفاً.: مبروك يا شهد… لسه زي ما انتى متغيرتيش.
لملمت شتات نفسها سريعاً و نظرت الى يديه الممدود لها ثم الى وجهه رفعت حاجبها الايمن وظهرت ابتسامة تحوي مكر حواء بـ داخلها اثارت القلق بـ قلبه قليلاً… رفعت كفها مهيئه له انها سوف تبادله ولكن… رفعتها بـ جوار جبهتها بـ علامة التحية العسكرية هاتفة.: الله يبارك فيك يا فندم… انا النقيب شهد سائر الشهاوى.
ضغط على شفته السفلى بـ ابتسامة هى تعلمها جيداً علمت انها وصلت الى مرادها بـ إثارة حنقه و غيظه… وضع يديه بـ جيبه وهتف وهو يعود الى مقعده يترأس طاولة الاجتماع قائلاً.: يلا مافيش وقت لـ التعارف… انتم عارفين ان القضية المره دي مش سهلة وفى ظابط هينضم لينا مؤقتاً.
اتجهت تجلس بـ جوار احد زمائلها التى رأت على وجههم صدمة من فعلتها ولكن ما لم تعرفه انه تغير كثيراً منذ اخر مره قابلته… لم تعرف عن شدته وقوته وقوة شخصيته التى لا يستهان بها بـ عمله… لا ينكر ان معارف والده ساعده كثيراً بـ الوصول الى مركزه الان ولكن هو ليس بـ قليل أيضاً… هو فهد يتربص لـ فريسته التى عادت اليه بعد زمن.
*****************
_ لا اصدق عيناي… ما اروع هذا المكان يا رجل.
هتف بها " جى_ سو " وهو ينظر الى الأهرامات… لقد اوفى محمود بـ وعده له ان يريه الحضارة الفرعونيه بـ القاهرة… التفت اليه ثم اقترب منه يحتضنه بـ سعاده… قهقه محمود وهو يربط على ظهره ثم ابعده قائلاً بـ جدية زائفة.: ابتعد… قد يفهمنا احد السياح خطأ.
قهقه "جي _سو" ثم اقترب منه قائلاً بـصوت عالى مقلداً صوت انثى.: انا احبك كثيراً… لما تريد تركي.
التفت اليه محمود حوله ثم اقترب منه واضعاً يده على ثغره قائلاً.: اصمت… سوف ننام بـ مركز الشرطة.
ظل يقهقه تحت يديه ويحاول ابعادها حتى يستطيع التقاط انفاسه...ابعد محمود يده ثم دفعه الى الامام قائلاً.: هيا لنمطى الخيل…
****************
_ يعني ايه يا جوري الكلام دا… انا مش قولتلك لو عمل كدا تاني قولى لـ زيد طلما انتى خايفة من انكل مالك.
هتفت كارما وهى تجلس بـ جوار جوري على الاريكه العصرية بـ اللون الكشمير داخل الصالة بـ قصر سائر الشهاوي … اخفضت جوري رأسها لا تعرف ماذا تفعل؟!. لا ذنب لها هى هكذا منذ صغرها لا تستطيع ان تجاوب على احد ولا تصد احد يضايقها… تعتمد كلياً على توليب و كارما… هتفت وهى تفرك اصابع يدها بـ بعضها.: مش عارفة يـ كارما اتكلم معاه واقوله… انتى عارفه عدي يـ….
قاطعتها وهى تمسك يدها عندما شاهدت رأف وهو يدلف الى الداخل… تشنجت عضلاته وتخشب جسده لـ ثواني عندما دلف و سمع ذلك الاسم… نفس ما سمعه عندما مر بـ جوارهم فى النادي… هل مكتوب عليه البعد و بناء الصعوبات بينهم… لقد ظن ان الشئ الوحيد هو فارق السن ولكن الان زاد هذا الـ عدي من اين ظهر له؟!... اكمل خطواته الى الداخل قائلاً وهو يتحشي النظر اليها.: ازيك يا جوري…
ثم غادر دون حرف اخر… لم يتنظر سماع جواب جوري أيضاً… لقد اكتفى وقرر التحكم بـ قلبة اصدر القرار ونسي ان ليس على القلب سلطان.
رمشت بـ اهدابها الكثيفة وتنظر اليه بـ دهشه لقد تخطها كـ انها سراب ليست موجوده امامه… لم يلقي السلام عليها او نظر الى عينيها كم اشتاقت اليها والى نظراته المتلهفه اليها… علمت ان لا مستقبل بينهم ولكن ماذا تفعل بـ تلك الدقات المحرمه والمتمرده… علمت انها تحبه ولكن هذا الحب المستحيل بـ التأكيد يراها صغيره.
فاقت من شرودها بـ طيفه الذي اختفي من امامها على صوت جوري هاتفه.: يـ كارما ركزي معايا… انا عايزه حل…
_ خلاص يـ جوري انا هتصرف بس متعمليش اى حاجه من ورايا سامعه… قومى يلا ندخل نشوف زيد قبل ما امشي.
هتفت وهى مازلت تفكر لما تغيرت نظراته ويتحشاها… وقفت واتجهو الى الغرفة التى بها زيد.
******************
_ دا اخر كلام عندي يا مالك… هتبقي قرأة فاتحه و دبل والحفلة الكبيرة لما زيد يبقي كويس ويبقي فرح.
صاح سائر بـ حده مقاطعاً حديث مالك الذي يطالبه بـ الرجوع بـ قراره ولكن لم يعلم ان لـ القدر خطط اخري وان ابيه اكثر من يعرفه… لم يخبره ابيه الى الان من هى العروس هو يعرفها ولكن يريد سماعها منه… حبس انفاسه داخل صدره قائلاً.: زي ما تحب…
قاطع حديثهم دقات على باب المكتب وبعدها دلوف فارس بعد سماع الاذن… دلف وهو يلقى السلام عليهم و اتجه وجلس مقابل مالك امام المكتب قائلاً.: السلام عليكم… انا جيت علي حضرتك زي ما طلبت.
نقل مالك نظراته بين ابيه وفارس فـ هم متأهلين لـ بعضهم كـ انهم يستعدون الى احدي المباريات للمصارعه الحرة… اب يغير على ابنته قطعه من روحه… لن يسلمها الى اى كان… والاخر عاشق منذ الصغر عنده كـ البغال… يئبى الاعتراف اليها… ظل ينظر اليهم ينظر ان يقطع احد منهم الصمت الذي حاوطهم… ولكن لم ينطق احد هتف هو.: فى حاجه يا بابا.
_ لأ روح انت على مكتبك وخلص الا وراك عشان هنروح بكره.
اجابه سائر وهو مازال ينظر الى فارس بـ تأهب… امأ مالك وغادر وهو يفكر بها…
_ من غير لف ولا دوران انا عايز اتجوز شهد يـ عمى… وكمان متفكرش غلط… دي اول مره اعمل واجيلها البيت.
هتف فارس بـ ثقة وجمود دون ان يظهر ارتجافه امام سائر الذي وقف واتجه اليه وهو يبتسم ولكن لم تصل الابتسامة الى عينيه… وقف امامه عاجله بـ لكمه قوية تتناقض مع سنه ارتد على اثارها فارس مسبباً بـ وقوع الكرسي لـ الخلف و هو معه…
اعتدل فارس وهو يمسح خط الدماء السائله من جانب ثغره… وقف امامه ثم خلع جاكيته بـ هدوء و اوقف الكرسي على ارجله و وضع الجاكيت على ظهره و وقف امام سائر الذي كان يتابعه… هتف فارس بـ اصرار.: انا قدامك اعمل معايا اللى انت عايزه… بس مع احترامي لـ حضرتك انا مش هتنازل عنها… وهى مش هتبقي لـ غيري.
*****************
مر اليوم عليهم بـ استمرار تمثيل زيد المرض حنى يري لهفة شذا عليه و جلوسها بـ جواره ترعاه… فـ صدق الان ان بـ كل ضرر… خير.
خيط رفيع ابيض بدأ بـ التسلل بين ستائر الليل يشهد على بدأ يوم جديد ملئ بـ المفاجأت… منها السعيده لـ البعض… و منها سبب غضب الاخر.
دلفت شهد الى غرفة السفرة لـ تناول الافطار قبل ذهابها الى العمل وجدت الجميع بـ الداخل ما عدا شذا التى بـ التأكيد عند زيد... ولكن الغريب ان والدتها جالسه لم تكن تحضر الافطار كـ العادة… جلست بـ مكانها المعتاد هاتفه بـ تسأل.: ايه يـ كوكو مافيش فطار انهارده ولا ايه.
ضحكت كارلا قائلة وهى تنظر بـ جانب عينها الى سائر الذي يكاد يطبق بـ رقبة محمود بـ سبب وجود ذلك الكوري… لم يعرف قوانينهم بعد… لقد دلف الى المطبخ حتى يجهز اليهم هو الافطار فـ هو يجد سعادته بـ تحضير الطعام ولكن تفاجأ بـ وجود سائر وكارلا كـ المعتاد… تلك القبلة الصباحية التى لن يتنازل عنه مهما مر السنين… تتذكر قوله انها " فاتح لـ الشاهية و تمثل مشروب الطاقة لديه…: "جى_سو" هو اللى بـ يعمل الفطار انهاردة.
_ ايه دا… دا بجد… معقولة كارلا الشافعى اتنزلت عن مطبخها.
صاحت شهد بـ صدمة ولكن لم تستمر صدمتها كثيراً بسبب صراخ توأمها التفتت تنظر اليه وجدته ينحنى و يمسد رجله بسبب ركل سائر له من اسفل الطاولة عندما اشتد غيظة من صديقة الصيني الغبي…
( يا جماعة قولنا كوري 😏😂).
********************
يتبع…….
*******************
تعليقات
إرسال تعليق