الفصل السادس
نصيب… أكثر كلمة تقال… تحمل الكثير بين طياتها… تحمل ايمانك بـ اختيار الخالق اليك اذا كان شر او خير… ولكن ما لا نعلمه ان الله لا يكتب الينا اى شر او سوء.
تخشب جسده وهو يعطي ظهره لـ ابيه الذي فجر تلك المفاجأة له… تحدد موعد خطوبته دون علمه… لا يعرف عروسه ولا يعرف متي ذهب مع والده لـ يتقدم لـ احداهم… انحصرت تلك الضحكة التي كان يكتمها و تجمدت ملامحه لا يظهر عليه اى رد فعل او مفاجأة… لكن التخشب والصدمة كانت من نصيب كارلا وسائر عندما سمعو اجابته و رد فعله الـ لا متوقع قائلاً.: الا تشوفه يـ بابا.
دقات القلق والخوف هى من نشرت صوتها حولهم عندما تركهم بعد جملته ناهياً اي حديث اخر… سوف يفعل ما يريدون… ايظن والده انه هكذا سيبتعد عن سهراته وعلاقاته… بل توعد لـ تلك الفتاة التي يظن انه يعرفها… هو يعرف اختيار ابيه وامه… لن تكون غيرها… تلك من تعذبت بـ افعاله هو لا يريد ان يؤذيها ولكن قدرها ونصيبها من اوقعها بين براثينه… هى من ستبتعد عنه… وهذا وعده لـ نفسه.
التفتت تنظر الى سائر بـ بطئ… القلق والخوف بدأ التسلل الى قلبها من رد فعل ابنها… هى تعرف مالك لا يقبل الامر الواقع… هتفت بـ نبرة لم يخفي منها القلق.: انت سمعت يـ سائر… قولتلك هو مبيقبلش بـ الامر الواقع… اكيد بيخطط لـ حاجه.
اقترب منها ثم احتضنها ودفعها بـ رفق كي يصعدوا الى غرفتهم مربتاً على خسرها قائلاً.: متقلقيش هو عارف ان دا لـ مصلحته… وقلقانه ليه… انا عمري ضغط على حد فيهم او اجبرتهم على حاجه.
اقتربو من غرفتهم ثم دلفو اليها واغلق بابها هاتف بـ مرح مزيف كي يلهيها عن قلقها قائلاً.: بس انا لسه معقبتكيش على انك تسيبي فارس ياخد شهد اوضته و كمان ازاى تطلعي حلوه كدا.
قالها وهو يفك حجابها الذي يخفي داخله ذلك الشعر الاحمر الغجري الذي طال اكثر حتي ركبتيها… فلقد امرها بـ عدم قصه نهائياً… هو يحبها تلك الحوريه الهاربة من قاع البحار من اجله فقط لا غير.
اقترب منها يبدد اخر ذرات قلق و خوف من قلبها نهائيا… بـ طريقته الخاصة التي مارسها العديد من السنوات…
**********************
_ انت بوق اصلاً… انا لسه محسبتكش على شدك ليا فى Pool.
هتفت بها شذا وهى تتحدث عبر الهاتف على احدي المواقع التواصل الاجتماعي صوت وصورة مع زيد الذي ظل يطلب منها ان تسامحه… جلس على تخته ثم وضع لوحه الالكتروني مستند امامه كي يراها ثم هتف بـ رجاء.: sorry… والله مش هـ كررها تاني الا…
قطع كلماته التى اخذت منحي اخر من العبث وظل ينظر اليها وهى تنتظره ان يكمل حديثه فـ استرسل.: الا وانتي مراتي و لوحدنا … اه لوحدنا عشان اخوكي ايده تقيله اووى الصراحه.
ضحكت بـ تشفي ثم عبث عندما تذكرت حديث ابيها قائله بـ عبوث.: لا ما خلاص معدش فى جواز.
اعتدل لها صائحاً بـ طريقة شعبيه اكتسبها من ممراسة مهنته بـ احدى المستشفيات الحكومية.: نعم يا دلعدي… دا اصور قتيل فيكو… واتجوزك بردو.
اتسعت حدقتيها قائله بـ اندهاش من اسلوبه التى تراه يتحدث به لـ اول مره…: زيد… انت بتكلمني انا بـ الاسلوب الـ local… دا… تعرف بابي مش غلطان لما اخد القرار دا… وانسي بقي الجوازه اصلاً.
اغلق المكالمه دون ان تسمع منه اى حرف اخر… واعتدلت مبتسمه بـ خبث ومكر حواء… هى لم تتضايق بل انها تعرف انه سيأتي اليها الان حتي يرضيها… هى تعرف انها نقطة ضعفه الوحيده مهما مثل العبث او الخنوع لكن لا يستطيع ان يتركها غاضبه منه لـ وقت طويل… لم تنسي حضورة الى مدرستها بـ الخارج لـ انها فقط اخبرته بـ حزنها منه و انها اشتاقت اليه… و جدته ثاني يوم يطلب حضورها الى غرفة المديرة كى تري احد الزائرين من اهلها… لم تنكر فرحتها التي كادت ان تجعلها تسبح بين السحاب وقدميها لا تلامس الارض… لقد امضو يوم لا ينسي.
********************
وضع قدمه على ارض الميناء واستنشق عبيرها المحمل بـ رائحة اليود… لقد اشتقى الى رائحة بلده و هوائها المنعش… مهما حمل رائحة الدخان السيارات و زادت ازدحاماً سوف تظل شاطئه الذي يرسي عليه مهما لف ودار… التفت كي يري صديقة انهى من حمل حقيبته ام لا… وقعت انظاره عليها و هى تركض خارج الميناء و تلتفت حولها وكأن احد يطاردها… كاد ان يذهب خلفها ولكن يد "جى_سو" اوقفته قائل.: الى اين صاح… هيا سوف انام وانا واقف بـ جوارك.
نظر اليه بـ تردد يرد اتباع اوامر قلبه و يذهب خلفها… ويريد ان يذهب لـ يريح جسده بـ شقته بـ هذه المدينة الساحلية قبل ان يستقل سيارته ويتجه الى عائلته… سمع صوت العقل واخمد نداء القلب عندما رأها تصعد داخل سيارة وسائقها رجل… انحني يجذب حقيبته واشار الى صديقه ان يتحرك بـ اتجاه الخارج فـ شقته لا تبعد كثيراً عن الميناء.
_ ايقووو... اقسم ان عظامي تكسرت.
هتف بها "جى_سو" وهى يرتمي على تلك الاريكة السمراء المريحة واغمض عينيه يريد ان يستلذ بـ تلك الراحة.
وجد علبة تقذف على بطنه نظر اليها وجدها عصير معلب… اعتدل بـ جزعه حتي يرتشفه و نظر الي صديقة وجده يشرب اخر و ينظر الى نقطة وهمية شارداً… هتف بـ تسأل.: ماذا حدث؟!. لما انت شارد.!.
رفع عينه اليه بـ نظرات حائرة ثم وقف قائلاً.: انا هدخل اخد شاور وانام جسمي كسر من نوم السفينه.
امن على حديثه و هو يقف يمدد جسده و يده بـ تمارين رياضيه بـ ارهاق قائل.: انت محق… سوف ادخل انا الى المرحاض الخارجي.
امأ بـ رأسه و تركه واتجه الى غرفته كي يختلى بـ افكاره التى لم تغادره منذ ان رأها و شعر بـ جسدها الثلجي داخل احضانه.
******************
_ صباح الخير يـ مريم… مشوفتيش شهد.
هتفت بها كارلا وهى تدلف الى المطبخ كي تحضر الفطار كما اعتادت فـ عمل الخادمات يقتصر على التنظيف فقط ام الطام فـ هو عملها… تحضر الفطار ثم تذهب الى الشركة تنهى عملها وتأتي كى تحضر طعام الغداء… هى لم تعتاد ان تجلس بـ المنزل بعد… لا تستطيع ان تترك شغفها وعملها بـ الشركة.
_ مشت من بدري… قالت ان عندها قضية لازم تتقفل.
اجابتها تلك الشابة التى تعمل من اجل مساعدة زوجها بـ مصاريف المنزل… تنهدت كارلا فـ هى لا تصدق الى الان ان ابنتها تعمل شرطية بـ احد الاقسام و تتعامل مع المجرمين و القاتلين… حركة رأسها بـ اسي واتجهت الى البراد ( الثلاجة) كي تبدأ بـ تحضيرالافطار.
ـــــــــــــــــــــ
_يـ حج اخلص… لازم نروح دلوقتي.
هتف بها زيد وهو يقف خلف باب الغرفة الموصد من الداخل حتي يستدعى ابيه.
حاولت سما ايقاظه و ان تتحرك من داخل احضانة قائلة.: مالك… حبيبي اصح… زيد برا عايزك.
_عايز ايه ابن ***** دا على الصبح… طب مش قايم ولا رايح الشعل واهدي بقي خليني اعرف احضنك.
اجابها بـ نعاس وهو يشدد من احتضانها حتي لا تتململ من بين ذراعيه… زادت الضربات على الباب بـ قلة صبر حتي سب بـ صوت عالى و وقف كان يرتدي قميص قطني بـدون اكمام فيروزي و شورت يصل الى ركبته… اتجه يفتح له وهو يسبه و يلعن يوم خلفته… هاتفً بعد ان وارب الباب ينظر اليه.: عايز ايه يا *****.
تجاهل زيد سبه و اجابة بـ لهفه…: يلا يـ بوص البس الحته الا على الحبل عشان هروح اخطب.
_ يـ ابن ****** مصحيني الساعه 6 تقولي البس هروح اخطب.
صاح بها مالك و هو يهدء نفسه حتي لا يقتله الان قائلاً لـ نفسه انه ابنه البكري القادم بعد تعب كبير ورجاءً من الله…
_ يـ بابا ابوها بيقول مش هيجوزنا… لازم الحقة البت هتضيع مني.
قالها زيد.وهو يحاول فتح الباب حتي يرا امه كي تساعدة بـ اقناع والده… ولكن كانت قبضة مالك هي الاجابة عندما دفعه وصفع الباب بـ قوة وموصدة بـ المفتاح من الداخل سابباً له.
***************
صدح صوت المنبة بـ غرفته… اغلقة بـ هدوء ثم رجع الى اجلسته على تخته فـ هو جافه النوم كلما تذكر قربها المهلك و مذاق وجنتها الناعمة… وخنوعها له… هو يعلم انها تبادلة عشقه ولكن تأبي الاعتراف… ولكن ان لم يجعلها تعترف فـ لن يكون فارس حربي… وقف و اتجه الى المرحاض حتي يبدأ بـ روتينه اليومي ويذهب الى عمله الذي توالها بعد الحاح والده عليه.
***************
دلف الى غرفته بـ خطوات مازال بها اثار الثمالة واتجه الى التخت كي يريح جسده ساعتين قبل ان يذهب الى عمله فـ هو مهما سهر او تناول ملذلت الحياة لا يغفل عن عمله أبداً… طول الليل لا يعرف تلك المشاعر التى تتحارب داخله… اهى حزن ام فرح لا يعلم هى سوف تكون ملكه و لكن اقسم ان يجعلها تتركه مهما حدث… يجب ان تظل بعيده عنه و عن عالمه الذي خلقه كي يطفئ ناره الداخليه عندما ابتعد عن حلمه بـ ان يصبح محترف بـ كرة القدم…
**************
يتبع……..
*************
تعليقات
إرسال تعليق