حلقة خاصة 1












خطت بقدمها العارية فوق الأرضية الخشب المتراص بحرافيه فوق سطح الفيلا الساحلية التى يجتمعون بها جميعاً كـ عادتهم منذ عشر سنوات منذ أن عادت إلى جاسر الذى لم يخلف بوعده وهو يعتذر لها بشكل يومى مهما أخبرته بأنها سامحته ولم تعد تنقم عليه ولو قليل يكفى عشقه الذى يغرقها به كلما انفرد بها صدفة أو اختطافاً كـ الآن.



_ يا حبيبى قولى بس إحنا طلعنا هنا ليه، Dad مسافر بكرا و عاوزه أقعد معاه.



لم يجيبها بل ظل يرشدها طريقها و يشدد بقبضته على كفها الصغير المختفى بين أحضان كفه الغليظ فهتفت بضيق من تجاهله: طب عاوزه افك الرباط من على عينى يا جاسر.



تجاهلها وهو يوقفها فوق فراش ناعم كـ ريش النعام شعرت بقدميها العاريان وهم يستريحان فوقه مستمتعه بملمسه أسفلها شعرت بكفه يتركها و يتحسس بأنماله ذراعيها تصاعداً بطيئاً مثير فوق قماش فستانها الصيفى حتى وصل إلى عصبة عيناها و فتحها بخفة وبعدها بدء بفك حجابها الوردى المتطابق مع حزام الخصر للفستان السكرى، كانت مغيبه بلمساته لم تنتبه للخيمه التى تقف بداخلها و قهوتها ممتزجه بـ ليله الداكن والعاصف بها بمشاعر لم تنقص يوماً و تزدهر كـ زهور الربيع بقلبه و أسفً يتمنى أن ينال عفوه، مهما أخبرته بعفوها سيظل يعتذر منها حتى يشعر بالرضى، يشعر بأن عقابه واختبار الله له بأنه لم يرزق بنبته ارتوت منها بعد ما فعله معها و ظلمها دون أن يتأكد.. كانت الأكرم و مازالت عندما كانت صبوره وتخبره أن تأخر الإنجاب ليس بيدهم بل هى مشيئة الرحمن للسبب بالغيب خير لا يعلمانه وأن الحمل الغير مكتمل خير وسينظر جبران الله بخاطرهم بذرية صالحة.



_ أسف على كل لحظة غباء منى وأذيتك فيها، وأسف أنى كنت سبب حرمانك للأمومة.



طفرت عبرة من عيناه مع انتهاء حديثه الذى خرج من قلبه، مسحتها هى قبل أن تنزلق على وجنته هاتفه بصدق نبع من قلبها و نبرتها الحنونه التى تحتويه: يا حبيبى قولتك ده نصيب وأنا قابله بيه من ربنا ومستنية جائزته ليا على صبرى وكلى إيمان إن ربنا شايل الأحسن لينا.. حتى لو مكتبش ليا إن أبقى أم ، وبعدين أنت ناسى ولادنا كتيير، حتى لو مش من دمنا بس ربنا عوضنا بيهم وحلل لينا كفلتهم.



ابتلعت ريقها وهى تقترب منه وتحاوط رقبته بذراعيها تسترسل حديثها وهى ترتفع على أصابع قدمها واقفه فوق قدميه الحافيه: وبعدين أن مكتفيه بيك و بـ هم وبـ Dad و بأولاد فادى و وليد، ده حتى بدعى ربنا ان لو رزقنى أطفال ميبقوش زيهم عفاريت.



ابتسمت تشاكسه وتداعب أنفه بأنفها: ولا أنت الا زهقت منى وعاوز تتجوز عليا عشان تخلـ..



لم يدعها تكمل حديثها وانخفض يلتقط ثغرها المغرى يخرصها عن مزاحها المزعج والبارد الذى لا تمل من ترديده منذ أن أخبرته والدته منذ سنوات بلحظة كانت تتمنى أن ترى أولاده وكانت وعد لم ينفع معها الحقن أو أي طرق طبية حديثه كلما يحدث يرفضه رحمها طارد إياه حتى تعب ورق ولم تعد تستطيع أن تفعلها، بدء قبلته بغضب ولكن تدريجياً كانت إحتواء و حاجة له قبلها، قربها منه أكثر وهو يحاوط خصرها يرفعها له أكثر ويلصق جسدها بجسده أكثر حتى وشمه عليه.



قطع قبلته وهو يشاركها اللهاث و يلتقط أنفاسها بخشونه ينهرها بنبرة حانيه علها تنهى جلده لنفسه: وعد لو عدتى الكلام ده حتى لو هزار متلوميش إلا نفسك، قولت وهفضل أقول لو ربنا مكتبليش أولاد منك مش عاوزهم حرام اتجوز واحده وأظلمها بأنى من هعدل بينكم، أنا إكتفيت بكى من العالم.



أغمضت عيناها تسيطر على عبراتها التى تهدد بالانهمار كـ ينبوع ماء ينفج دون توقف من مشاعرها التى تهاجمها ولا تعرف سببها، وخفقاتها التى تتلاقى صداها بصدره المرحب بها بداخله، مهما أخبرته بأنها راضية تبقى تلك الغصة النابعة من هرمونات الأمومة الفطرية بداخلها والمنكسره تبقى كـ العلقم داخل حلقها، تتمنى و تتضرع إلى بارئها برزقها الذرية الصالحة منه هو لا غيره حتى ينالو الراحة الحقيقة والمكتمله بنطفة تتكون من عشقهم.



حركت رأسها إيجاباً وإبتلعت ريقها و تفتح عيناها تفرج عن دمعتين أسيرتين وترفعهما تنظر له هاتفه: هوقف بشرط ومش هتنازل عنه.



_ وعدى مش محتاجة تشرط هى تأمر وأنا العبد الذى بنفذ.



قالها بمرح بعد رؤيته لدموعها الغالية حتى تضئ حياته بضحكتها ونجح بها عندما إبتسمت وهى تهتف بنبرة أمره مصتنعه: يبقى أنا هوقف عن الكلام ده لو أنت وقفت عن أسفك اليومى ده و كمان أنا بحلك من وعدك انك تتأسف ليا كل يوم.



_ بس كده تؤمر مولاتى الجميلة.. هاا نستينى احنا هنا ليه مش كفايه مبعرفش اتلم عليكى طول الشهر ده الاجازه الوحيده الا بتاخديها عشان التجمع وباقى السنة من المستشفى للبيت و تقعدى مع أدم ابن **** و حبيبة.



_ جاسر عيب!.



نهرته وهى تضع كفها الرقيق فوق فمه تمنعه من الاسترسال بحديثه تعلم أنه معذور فـ هى تقريب لا تجتمع معه إلا بالجلسات العائلية و الليل فقط أما باقى الايام اما هو ينشغل بعمله أو هى تكون بالعمليات أو اولاد أخيه وليد و جوليا يخطفونها منه ويغيظونه ولا يتركوه يقترب منها…



_ دول ضرايرى مش ولاد أخويا صدقينى.



انفجرت ضاحكة بصوت عالى واستندت برأسها فوق صدره واختفت لحظتهم الحزينه وحل محلها لحظتهم المشاكسه والمنعشه للروح مع أولاد وليد.



_ مش بقولك بتضيعى وقت يلا يا وعوود مافيش وقت و ولاد الـ*** هتلقيهم زى القضى وقفين بينا دلوقتى وتعرفيش عرفوا مكنا منين.



لم تعد تستطيع ان تسيطر على ضحكاتها حتى أدمعت عيناها وهى ترجع رأسها للخلف وتضع كفها تعتصر معدتها التى بدأت تؤلمها من كثرة الضحك.. ظل يتأملها و شمسه تشرق تنهى خيوط الليل داخله بضحكتها مستمتعاً بشعرها الذى وصل إلى منتصف ركبتها بعد أن منعها من وضع المقص به مره أخرى.



كانت كـ الحورية التى هربت من الجنة من أجله هو لا غيره، بطئ ضحكتها تدريجياً حتى انحسرت بـ إبتسامة واسعه على شفتيها وهى تبادله نظراته ثم غمزت له بعبث اكتسبته من عشرتهم جعله يفقد آخر ذرة من تماسكه أمامها جاذباً إياها داخل أحضانه واقعً للخلف فوق السرير الاسفنجى خلفه والذى جهزه داخل الخمية البيضاء مكشوفة السطح حتى يرى النجوم والفلك من فوقه معها سارقاً ليله كـ الليالى السابقة الذى ينجح بإختطافها بها تناسوا العالم بره تلك الخيمة مغلق أبوابها البيضاء الحريرية على عالهم الذى انتهى بمكافأة الله لهم على صبرهم و لم يعلم أن نطفة تكونت داخلها منذ فترة وهى لا يعلم عنها غير الله الذى لا يرفض دعاء عباده الموقن باستجابته مهما طال الانتظار.



******************



_يا بابى عاوز أروح لـ مامى وعد.



_ وأنا كمان.



كان وليد الذى يقف بين أولاده اللذان لم ينقطع عن السؤال عن وعد منذ اختفاءها من بينهم هى و جاسر ولم يلاحظهم أحد غير أدم وحبيبة أبيها، أدار وجهه لـ جوليا التى تجلس وبيدها طبق مليئ بـ سلطة فواكه لا تتحرك من غيره منذ خمس أشهر هاتفاً بتحسر و نزق: ما تقولى حاجة ولا أنتى هنا ضيفه ومش أمهم، دا جاسر لو هم راحوله دلوقتى هيعلقنى أنا على بوابة الفيلا.



هتفت جوليا بإبتسامة باردة اكتسبتها منذ حملها الثالث لم تعد تبالى بأحد غير حبيبتها التى تنتظرها: اقعد يا أدم أنت و بيبا دلوقتي مامى وعد تيجى بس هتجيب بيبى الأول.



خبط وليد بكفيه على وجهه من حديثها المنفلت أمام الأولاد محرك رأسه يميناً ويساراً يأساً من الحياة بينهم فـ جوليا لم يعد هناك رابط على لسانها منذ أن حملت بطفله الثالث الواضح بأنها ستكون دون حياء كما فعلت بوالدتها منذ أن حملت بها رفع كفيه للسماء متضرعاً إلى الله وهو يكاد يبكى: ليه كده يا رب، سامحنى و اغفر ذنوبى و متجزنيش كده كانو اتنين ومعرفتش أسيطر دلوقتى تلاته وأمهم الرابعه.



كان فادى الذى يجلس أمامه و يحاوط هايدى من كتفها ويحتضنها ولا يستطيعون أن يسيطروا على ضحكتهم بسببه بعد ان استأذن أحمد وجاسمين وذهبا ليرتاحى قليلاً قبل موعد طيارتهم.. هتف فادى من بين ضحكاته: قولتك أنت مش مسيطر مصدقتنيش شوفت أنا مَلك.



دقيقه وكانت جاسمين إبنته تأتى وهى تدعك عيناها بقبضتيها تجبرها على الاستيقاظ حتى ترى أمامها هاتفه بصوتها الرقيق وهى تندس بالقوة بين أبيها و أمها تحتضنهم: بابى، مامى أنا عاوزة بيتزا مارجريتا.



نظر له وليد بتأهب لقصفه كما يفعل دائماً به فـ تلك الصغير هى المسيطرة عليهم وكان محقاً عندما إعترضت بضيق وصوتها الرقيق يعلو قليلاً: بكرا إيه بقولك عاوزه دلوقتى.



وحديثها لم يقرر وكان فادى يرفع هاتفه طالباً أحد المطاعم الفاتحه بهذا الوقت وينفذ طلبها.. وعندم أغلق الهاتف كان وليد يجلس بجوار جوليا يحتضنها كـ فادى قاصفاً إياها وهو يسند قدمه فوق ركبته و يستعرض صدره الرياضى مقرراً كلمات فادى منذ دقائق: واضح انك مسيطر أنا ملك.



انتفضوا جميعاً على صريخ جوليا التى صرخت كـ إنذار حريق متمته باللغة الانجليزية بعد أن سرعتهم جميعاً وهى تترك الطبق من يدها تسنده على يد الصوفه المريحه و تحرك كفها برقه فوق بروز بطنها الدائرى برقة: اهدأي صغيرتي، فـ أنتى تدغدغينى بأول حركة لكى.



نظر الجميع إليها شرزاً بينما تجمع آدم و حبيبة وجاسمين يسؤلونها عن مكان الحركة و يستشعرون تكور بطنها بأيديهم الصغيرة بحماس..



*****************

أغلقت نور باب الغرفة بهدوء بعد أن تسحبت من جوار صغيرها أحمد صاحب العام، و زفرت بارهاق فـ هى لم تنام منذ البارحة بسبب مرضه المفاجئ المصاحب تطعيمه السنوى فكانت حرارته عاليه ولا ينام على صرخة واحدة ولا يرضى بأبيه أن يكون بجواره، لولا حاتم والمربية اللذان اهتمى بـ مريم و وعد لكانت أقدمت على الانتحار بسبب ارهاقها، دلفت من باب غرفتها بهدوء حتى لا توقظ حاتم الذى تبقى القليل على موعد استيقاظه للذهاب لعمله توجهت للغرفة الملابس وسحبت فستان قطنى بيتى بدون أكمام و يصل إلى ما قبل ركبتها وتوجهت إلى الحمام المتصل بالغرفة لتأخذ حمام دافئ يريح أعصابها قليلاً و بعدها تجهز الفطور لحاتم فـ هى إنشغلت عنه الفترة الفائته كما أن الخادمة لا تأتى بهذا الوقت ولا المربية كما أعتادت ألا يبيت أحد بمنزلها حتى لا يشاركهم لحظاتهم الأسرية الخاصة، إنتهت من الحمام و ارتدت الفستان و لفت شعرها الذى يصل لمنتصف ظهرها بالمنشفه ولم تمنع أن يبلل فستانها قطرات ماء وبعدها خرجت بخطوات خفيفه متوجهه إلى المطبخ وبدأت بإخراج البيض وبعض أنواع الجبن والبسطرمة و البطاطا الصوابع الجاهزه للقلى و بدأت تدندن بعض النغمات التى تمر بعقلها بهذا الوقت وتجهز الاومليت كما يحبه حاتم و بجواره أصابع البطاطس و الجبن وكوب الشاى بالحليب ولها أيضاً.



*****



أغلق المنبة الذى أيقظه ونظر بجواره لم يجدها ظن بأنها مازالت بجوار الصغير تحرك بإتجاه الحمام ليغسل وجهه و بعدها يذهب للمطبخ و يفعل فنجان قهوة ليفيق أولا وبعدها يطمئن عليهم و… توقفت الخطط كلها عندما تخشب أمام باب المطبخ وتلك الروائح تستفذ معدته وتتحدها بشرب القهوة أولاً و حبيبته التى لم تفقد سحرها بعد الولادة بل ازدادت فتنه و ازدادت وزناً بالمناطق الصحيحة كان يظن بأنها غارقه بالنوم بجانب الصغير وكان سيذهب للإطمئنان عليهم بعد أن يفيق.. تحركت قدماه بإتجاهها و هى تطفئ الموقد بعد أن إنتهت من التحضير، احتضنها من خلف يدفن رأسه بتجويف عنقها هاتفاً بحنو: القمر بيتعب نفسه ليه، كنت هفطر فى الشغل وانتى وارتاحى شويه ونامى.



اشرق وجهها بإبتسامة ساحرة من حنانه الذى لا ينتهى وصبره عليها مهما مروا بأوقات عصيبة لا تهتم به وقتها ويختلق لها الأعذار ويقلق على راحتها، هتفت وهى تربت تحتضن ذراعيه اللذان يحتضانها: أخدت شور وفوق قولت لما أفطر معاك و بعدين أنام، مفطرتش معاك من زمان.



_ طب ما صحتنيش أساعدك ليه.



ختم حديثه بقبلة بجوار أذنها جعلتها تغمض عيناها وابتسامتها تتسع وهى تجيبه: مرضيش وقولت كده كده أنت هتصحى وبعدين أنت لما بتعمل معايا الفطار بيبقى غدا مش فطار.



ضحك وهو يجذبها معه ويسحب كرسى الطاولة الموجودة بمنتصف المطبخ ويجلسها هاتفاً: خلاص يبقى اقعدى وانا هكمل بأدب عشان انتى تعبانه.



دقائق وكان يأكلها بفمها و هى تأكله عندما وجدته لا يتناول فطاره جيداً.. انتهوا من الافطار و كادت تقف لتلملم الصحون الفارغه ولكن وجدت أرجلها تحلق بالهواء عندما حملها حاتم و توجه بها إلى غرفتهم ويمددها على السرير قائلاً بأمر وهو ينيمها فوق مخدتها: لحد كده وكفاية دلوقتى سيدة تيجى وتروق المطبخ نامى أنتى قبل ما سرينة إبنك تتفتح.



تعالت ضحكتها على تشبيهه وأذعنت لأوامره وجدته ينخفض ويقبل شفتيها بخفه وبعدها توجه إلى غرفة الملابس ليخرج بذلة عملية ولكن وجدها جهزتها له قبل تجهيزها للفطار فـ إبتسم وهو يتجه إلى الحمام لأخذ حمام ويتجهز للذهاب لعمله.



وعندما انتهى وعاد يتفحصها وجد سلطان النوم سيطر عليها و سحبها وسط غيوم راحته انخفض يقبل رأسها و سحب متعلقاته من فوق الكومود وغادر الغرفه متجه إلى غرفة أميراته و جدهم يتبعون سلطان والدتهم قبل رأسهم و ثبت الغطاء فوقهم واتجه إلى غرفة صاحب السرينه و وتفقد حرارته و حمدالله على شفاءه و قبل رأسه ثم غادر شقته بأكملها،



وقف أمام المصعد وجده يفتح و تخرج منه سيدة قابلته بإبتسامتها البشوشة هاتفه: صباح الخير يا بيه.



_ صباح النور يا حاجة سيدة، المدام والأولاد نايمين معلش ممكن متعمليش دوشة عشان يرتاحوا.



_ حاضر يا بيه اتفضل لما اعملك تفطر الأول.



_ لا تسلمى يا حاجة سيدة فطرت بس سيبتلك بقى المطبخ تروقيه هتعبك معانا.



وبعد ان انتهى كن حديثه المقرر مع تلك السيدة الحنون والتى تعمل عندهم منذ عامين توجهه داخل المصعد وبعدها إلى عمله ليبدأ يومه المليء بالأعمال والحسابات.



**************



انتفض من نومته على صوت الزمير الذى اخترق أذنه مسبب صدأ بأذنه يتردد بصفير عالى جعله لا يرى أمامه فصاح متألماً و بدأ بـ سبها ومن غيرها يجرؤ على فعلها زوجته الشقيه والطفوليه بانتقامها منه.



_ يخرب بيت جنانك يا فتون، والله ما سيبك الا وانا معلقك يا شبر واقطع.



وقفت تنظر له بغضب ويد تمسك الزامور التى يشبه زامور التشجيع بـ الإستاد و تستند بها على ذراعها الأخر التى يحمل ابنه الصغير حازم والذى لا ينقطع بكاءُه طول اليوم بدون سبب أو بـ سبب غير ابنه الكبير يوسف كثير المطالب والزن.



_ إعمل إلا أنت عاوزه؛ المهم تبعدهم عنى طول اليوم، أنا خلاص دماغى بتلف و فى صفيرة فى دماغى ما بتروحش والصداع مقيم فيه و مربع أكنه صاحب مكان مش ضيف تقيل الدم زيك بالظبط.



صاحت به دون توقف وأنهت حديثها وهى ترمى الزامور من يدها بقوة و بعدها اندفعت باتجاهه وسط زهوله من حديثها واهانته به دون أن يرمش جفنها دفعت الصغير بصدره حاوطه تلقائياً بذراعيه خوفاً ليسقط تزامناً مع حديثها الغاضب: شيل يوم هم ولادك زى ما هم ولادى وأنا خلاص لو مفصلتش منهم صدقنى يا هرمى نفسى من فوق السقف إلا هتعلقنى فيه، يا هتودينى العبسيه و أجيب أخويا يسجنك أنت و ولادك.



فغر فاهه وهو يستمع لها ببلاهه أنسته ما أيقظه أو توعده لها وكل ما هتف به مصدوماً ينظر لها وهى تتركه وتذهب إلى السرير تتمدد عليه باسترخاء: هتسجينى جوزك و ولادك يا فتون.



_ وأسجن أبويا لو كلمنى أو صحانى دلوقتى.



أنهت حديثها و هى تغلق عيناها بإرهاق واستجابت سريعاً لـ سلطان النوم الذى يهاتفها منذ أيام وهى تتمنى ولو تغفى براحة لم تنالها منذ قدوم وإبنيها واحد لا تنغلق "جعورته" والثانى كـ شريط مسجل لا ينقطع صوته عن منادتها "ماما" طوال اليوم.



***************



يتبع…..



***************






تعليقات

المشاركات الشائعة